كتب نجم الهاشم في "نداء الوطن": منذ أوقف المحقق العدلي في قضية تفجير مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار تحقيقاته في 6 شباط الماضي نام الملف في أدراج العدلية. ولكن القضية لم تنم. من محكمة لندن إلى محكمة هيوستن في الولايات المتحدة الأميركية إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والمطالبة بلجنة تحقيق دولية، خطوات تساهم في إبقاء القضية حيّة ومتحرّكة ولكن كل ذلك لا يُغني عن تحقيق البيطار.


طرأت تطورات تتعلق بالمدى الدولي من التحقيق: 

• 67 نائباً وأهالي ضحايا تفجير المرفأ رفعوا في 13 أيلول الحالي للأمم المتحدة عريضة لإنشاء لجنة تقصي حقائق دولية بعد يومين على دعوة مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، إلى ضرورة التحرك من أجل تحقيق دولي في انفجار مرفأ بيروت، منددّاً بغياب المساءلة اللبنانية عن المتورطين في هذه القضية. ويتزامن هذا الطلب مع بدء أعمال الجمعية العموميّة للأمم المتحدة في دورتها الـ78.

• في 6 أيلول كشفت صحيفة Challenges الفرنسية، أنّ محكمة هيوستن في ولاية تكساس الأميركية، قرّرت بدء التحقيق بتفجير مرفأ بيروت، بناء على شكوى قدّمها عدد من المتضرّرين اللبنانيين - الأميركيين، ضدّ شركة Spectrum للتنقيب عن النفط، التي كانت عملت في لبنان بطلب من وزارة الطاقة، وطلبت استئجار الباخرة «روسوس» لنقل معدات خاصة بها إلى الأردن. وبناء على هذا الطلب دخلت الباخرة إلى مرفأ بيروت ومُنعت من الخروج منه.

• في 23 شباط 2023 أصدرت محكمة العدل العليا البريطانية حكماً لصالح الضحايا الذين يمثّلهم مكتب الادعاء في نقابة المحامين في بيروت والوزير السابق كميل أبو سليمان وعدد من المحامين، ضد الشركة الإنكليزية SAVARO Ltd، في الدعوى المدنية التي أُقيمت بحقها في 2 آب 2021، بعدما تمكّن المكتب من وقف عملية التصفية التي أطلقتها الشركة في أوائل العام 2021 للتنصل من مسؤوليتها. وفي 27 حزيران أمرت المحكمة هذه الشركة بدفع أكثر من 800 ألف جنيه إسترليني كتعويضات للضحايا، في أول حكم من نوعه بشأن الانفجار. ومن شأن القرار القضائي أن يعطي دفعاً للمحقق العدلي في بيروت، ولإثبات وجهة شحنة نيترات الأمونيوم المتسببة في الانفجار إنْ كانت موزمبيق أم لبنان، كما من شأن هذا القرار أن يكشف لصالح من أرسلت هذه الشحنة، ومن هي الجهات التي ساهمت في تخزينها بالمرفأ منذ سنة 2013. وكشف المحامي أبو سليمان أنّ صاحب الشحنة من الجنسية الأوكرانية ويعمل منذ سنوات في تجارة نيترات الأمونيوم، وأنّ هويته باتت مكشوفة لدى المحقق العدلي طارق بيطار.لا يمكن فصل التحقيقات الدولية على مختلف المستويات عن التحقيق المحلي فهي لا يمكن أن تحلّ محله بل يمكن أن تكمّله. وهو لا يمكن أن يكتمل من دونها، سواء أكانت من محكمة بريطانيا أو من محكمة هيوستن، أو من خلال لجنة تقصي حقائق أو لجنة تحقيق دولية. فهذه اللجنة مثلاً يمكن أن تشكّل ملاذاً آمنا لملف التحقيق الذي توصّل إليه القاضي البيطار والذي واجه الضغوط وامتنع عن تسليمه لمن طالب بتنحّيه، ويمكن أن تشكّل متابعة لهذا الملف طالما تمنع التدخلات والضغوط على البيطار من متابعة النظر في هذه القضية بحيث يصير تحريكها قضية عالمية غير قابلة للتعرض للضغوط أو لوقف مسارها.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: مرفأ بیروت یمکن أن

إقرأ أيضاً:

البيطار: فلسطين تحتضر اقتصاديا ونعمل وفق مسارات لمواجهة الحرب المالية 

قال وزير المالية الفلسطيني عمر البيطار، إن السلطة الوطنية تحتضر اقتصادياً، في ظل حرب مالية منظمة وقوية تشنها إسرائيل ضدها وتفرض تضييقات مالية متزايدة، تقوم من خلالها بسرقة أموال الضرائب والجمارك الفلسطينية، سواء بتأخيرها أو بحجزها أو بفرض خصومات غير قانونية.

وشدد البيطار، خلال حوار مع صحيفة الرأي الكويتية، على ضرورة تسليط الضوء على الأوضاع المالية والاقتصادية الصعبة التي تمرّ بها فلسطين في ظل الحرب الدائرة والظروف الإقليمية الحساسة.

ولفت، إلى أهمية انعقاد الاجتماعات السنوية المشتركة للهيئات المالية، والدورة الاعتيادية الـ16 لمجلس وزراء المالية العرب، التي استضافتها الكويت أخيراً، خصوصاً في ظل ظروف صعبة تعيشها الدول العربية من أزمة اقتصادية خانقة، أشبه بـ«حرب تجارية»، ما يضاعف من معاناة الشعب الفلسطيني.

وأضاف أن مشاركة فلسطين في الاجتماعات، تهدف إلى توطيد العلاقات الاقتصادية مع الأشقاء العرب، بعيداً عن الاعتبارات السياسية، وطمأنتهم حول الأوضاع الحالية في فلسطين، وتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي بما يدعم صمود الشعب الفلسطيني.

وذكر البيطار أن هناك نحو ملياري دولار محجوزة لدى الاحتلال الإسرائيلي تحت ذرائع مختلفة، مع استمرار خصم تعويضات منها بطرق غير قانونية بسبب قانون أقره الكنيست الإسرائيلي أخيراً، يسمح بمقاضاة السلطة الفلسطينية من قبل أي مواطن إسرائيلي تعرض لإصابة أو ضرر بعد 7 أكتوبر، بغض النظر عن مكان وقوع الحادث.

ولفت إلى أن هذا القانون يمنح تعويضات كبيرة تصل إلى 3 ملايين دولار لأسرة كل قتيل، ومليون ونصف مليون دولار لكل جريح.

وأوضح أن حجم القضايا المرفوعة ضد السلطة الفلسطينية قد يترتب عليه دفع تعويضات تصل إلى 5 مليارات دولار، ما يشكل عبئاً مالياً هائلاً يمكن أن يؤدي إلى إفلاس السلطة، قبل تحقيق أي تقدم سياسي أو اقتصادي.

وأكد البيطار أن الاحتلال الإسرائيلي يستغل أموال المقاصة (وهي أموال الضرائب التي تجبيها إسرائيل نيابة عن السلطة الفلسطينية) كأداة ضغط مالية، مشيراً إلى أن إسرائيل لا تكتفي بخصم مستحقات الكهرباء والديون، بل تضيف خصومات غير مبررة، ما يزيد الأعباء على الخزينة الفلسطينية.
وأوضح البيطار أن بعض الخصومات تتم بطرق خاطئة، مثل خصم أثمان الكهرباء مباشرة من أموال المقاصة، دون تسوية المبالغ مع شركات الكهرباء، مما يضع السلطة تحت ضغوط مالية متزايدة.

وأوضح البيطار أن فلسطين تعتمد حالياً بنسبة 90 في المئة على إسرائيل في قطاع الكهرباء، و100 في المئة في قطاع البترول، وحوالي 70 في المئة من احتياجات المستهلكين.

وأكد وجود خطة واضحة لتقليل هذا الاعتماد، رغم التحديات الكبيرة، مثل الحاجة إلى بناء مخازن وقود وبنية تحتية للطاقة.

وأشار إلى أن الوضع المالي الفلسطيني يمرّ بأصعب مراحله منذ تأسيس السلطة الفلسطينية، ما يتطلب ترشيد النفقات إلى الحد الأدنى والتركيز على الضروريات.

ورداً على سؤال حول وجود فساد إداري في بعض القطاعات، أوضح البيطار أن الإصلاحات الجارية تهدف إلى بناء نظام قوي للتحصيل المالي، دون الإشارة المباشرة للفساد، بل لمعالجة ضعف النظام السابق.

وأشار إلى أن الوزارة قامت بتغيير الطواقم الإدارية، خاصة في إدارات الضرائب والمالية، كجزء من خطة إصلاح شاملة.
استقلالية القرار

وأكد البيطار أن الحكومة الحالية تعتمد على الكفاءات الفنية (التكنوقراط) البعيدة عن السياسة، وتتخذ قراراتها بناءً على اعتبارات مهنية بحتة، موضحاً أن عملية الإصلاح مدعومة بقوة من الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء، ما يتيح تنفيذ الخطط الإصلاحية بعيداً عن الضغوط السياسية.

إصلاح الرواتب

واستعرض البيطار الخطط المتعلقة بإصلاح قطاع الرواتب الحكومية، حيث تم تشخيص المشكلات ووضع حلول عملية لها، كما تم البدء بإصلاح صافي الإقراض، وخصوصاً فيما يتعلق بالديون المتراكمة لشركات الكهرباء والمياه، من خلال تسوية الحسابات مع البلديات والجهات المحلية.

إصلاحات صحية

وأشار البيطار إلى أن هناك خطة قوية لإصلاح قطاع الصحة، الذي كان يعاني من نزف مالي كبير، حيث جرت إعادة هيكلة القطاع، وتفعيل إدارات مالية جديدة لضمان الاستدامة المالية وتحسين جودة الخدمات، مشيداً بالدعم العربي المستمر لفلسطين، خصوصاً من السعودية والكويت، حيث تقدم الدول العربية مساهمات عبر صناديق الدعم المختلفة.

وذكر أن هناك صناديق دعم عربية قائمة منذ سنوات، تخصص لدعم قطاعات مختلفة، ما يسهم في تخفيف العجز المالي الفلسطيني.
إعادة الإعمار

وتطرق البيطار إلى الجهود الرامية لإعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان الأخير، حيث يتم التنسيق مع البنك الدولي لإعداد خطة متكاملة. وأشار إلى أن هذه الجهود ستبدأ بمشاريع الإغاثة والتعافي المبكر، وتمتد على مدى سنوات بحسب التقديرات الدولية.

وأكد أن نجاح الإعمار يعتمد على تمكين السلطة الفلسطينية من إدارة القطاع، مشيراً إلى وجود اتفاقيات مبدئية مع حركة حماس لتسهيل العمل، ولكن الاحتلال الإسرائيلي يضع عراقيل عديدة.

ولفت إلى أن أزمة النزوح الداخلي في الضفة الغربية تتفاقم، حيث يوجد أكثر من 50 ألف نازح داخلي من شمال الضفة (طولكرم وجنين)، ما يضيف عبئاً إضافياً على الحكومة.

وشدد البيطار على أن أفضل وسيلة للانفكاك عن الاحتلال تعزيز القدرات الذاتية الفلسطينية، عبر توطين الخدمات، وتقوية القطاعات الحيوية كالصحة والطاقة، وتقليل الاعتماد على المصادر الإسرائيلية.

مسارات عدة

وقال البيطار إنه رغم الصورة القاتمة، إلا أن الحكومة الفلسطينية لا تقف مكتوفة الأيدي، بل تعمل على مسارات عدة لمواجهة هذه الحرب المالية، منها:

• ممارسة ضغوط دبلوماسية عبر الدول الأوروبية والمؤسسات الدولية.

• استعادة 450 مليون دولار من أموال المصاريف المحتجزة بفضل الجهود الدبلوماسية.

• التوجه لتقليل الاعتماد الاقتصادي على إسرائيل بشكل جذري، خصوصاً في مجالات الطاقة والبترول والمنتجات الأساسية.

• خطط اقتصادية لتقليل الاعتماد على الاحتلال.

تطبيق القيمة المضافة اعتباراً من يونيو

قال البيطار إن الحكومة الفلسطينية وضعت خطة إصلاح شاملة لمعالجة الخلل المالي، تتضمن:

1 - تقوية جهاز الجباية الضريبية ومكافحة التهرب الضريبي.

2 - مراجعة وتحديث قوانين الضرائب لتعزيز الإيرادات دون زيادة نسب الضرائب.

3 - إدخال نظام جديد للضريبة على القيمة المضافة (VAT) اعتباراً من الأول من يونيو، لتوسيع قاعدة المكلفين خصوصاً مع انتشار التجارة الإلكترونية.

4 - مكافحة الفساد الإداري وتحسين الأداء المالي.

المصدر : صحيفة الرأي الكويتية اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين "الخارجية" عن قصف المستشفى المعمداني: أبشع مظاهر الإبادة السيسي يتوجّه إلى قطر لبحث جهود وقف إطلاق النار في غزة الأونروا : الأطفال الرضع في غزة سيذهبون للنوم جائعين الأكثر قراءة إسرائيل تحتجز نائبتين بريطانيتين وتمنعهما من الدخول اليونيسيف: إغلاق نحو 21 مركزا لعلاج سوء التغذية في غزة نتيجة استئناف العدوان عدوان الاحتلال على مدينة جنين ومخيمها يدخل يومه الـ76 منظمة التعاون تطالب بتحقيق عاجل في جريمة إعدام الكوادر الطبية والإنسانية بغزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • كتائب القسام تعلن تفجير منزل مفخخ بقوة إسرائيلية في رفح
  • البيطار: فلسطين تحتضر اقتصاديا ونعمل وفق مسارات لمواجهة الحرب المالية 
  • الحرب التجارية ومستقبل تصنيع "آيفون": هل يمكن للولايات المتحدة استعادة الإنتاج من الصين؟
  • استجواب مسؤولَين أمنيين سابقين في إطار التحقيق بانفجار مرفأ بيروت
  • توقعات بصدور القرار الاتهامي بانفجار مرفأ بيروت قبل 4 آب والبيطار استجوب ابراهيم وصليبا
  • ترامب: لا يمكن لإيران أن تمتلك أسلحة نووية
  • تأييد دولي لجهود المملكة في التحضير لمؤتمر تسوية القضية الفلسطينية
  • تأييد دولي لجهود المملكة وفرنسا في التحضير للمؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية
  • صحيفة لبنانية: مساع أمريكية لوضع مرفأ بيروت تحت إشراف واشنطن
  • البيطار انهى جلسة استجواب اللواء صليبا