بعدما حزم الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان حقائبه أمس وغادر بيروت، حضرت أنباء الموفد القطري الذي سيتولى مهمة اللجنة الخماسية في إنجاز الاستحقاق الرئاسي.
اما الحديث عن اجتماع لوزراء خارجية المجموعة الخماسية في نيوريوك فلم تؤكده باريس، اذ قال مصدر فرنسي إن أجندة وزيرة الخارجية كاثرين كولونا «لا تلحظ اجتماعاً من هذا النوع».

وقال المصدر الديبلوماسي في رده على سؤال لصحيفة «الشرق الأوسط» إنه «قد تُعقد لقاءات على مستوى الموظفين» أو المستشارين. وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس إيمانويل ماكرون لن يحضر هذا العام أعمال الجمعية العامة وترأس كولونا الوفد الفرنسي .
وكتبت" نداء الوطن": تفاوتت المعلومات هل إنّ ممثل الدوحة موجود في لبنان، أو أنه سيصل اليه، لكن الأكيد أن هناك قراراً على مستوى اللجنة الخماسية، سيصدر من نيويورك خلال أيام، ينقل الراية من يد الاليزيه الى يد الدوحة، من أجل فتح المسار أمام انطلاق مرحلة تحقيق الاجماع اللبناني على مرشح لرئاسة الجمهورية. ويمتاز الدور القطري بأنه يستطيع أن يخاطب ايران في الملف اللبناني وهذا ما لم تستطع باريس ان تفعله، لأنها على مدى 8 أشهر خلت عجزت عن اشراك ايران في تسوية تنهي تشبث «حزب الله» بمرشحه سليمان فرنجية.
وفي سياق متصل، وفي نبأ من الدوحة، أفادت «وكالة الأنباء القطرية» (قنا) أن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني تلقى الخميس الماضي اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الإيرانية حسين أميرعبداللهيان، الذي «شكر دولة قطر على دورها في تسهيل التوصل إلى الاتفاق الإيراني الأميركي حول تبادل السجناء».ومن جهته، أكد رئيس مجلس الوزراء القطري «التزام دولة قطر دعم كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة».
أوساط سياسية اشارت لـ«البناء» الى أن «الحراك الدولي تجاه لبنان جدّي، لكنه غير فاعل لكون الظروف الإقليمية والدولية لإنتاج تسوية في لبنان لم تنضج بعد لا سيما أن الملف اللبناني ليس أولوية على أجندة الإدارة الأميركية، على الرغم من الضغط الفرنسي على السعودية لبذل الجهود للدفع باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية، لكن لا تسوية ولا حل من دون ضوء أخضر أميركي وتفاوض غير مباشر بين الأميركيين والسعوديين من جهة والإيرانيين وحزب الله من جهة ثانية للتوصل الى تقاطع ما يؤدي الى تسوية جزئية في لبنان». ولفتت الأوساط الى أن لدى الأميركيين اهتمامات في ملفات كبرى أهم من الملف اللبناني لا سيّما سورية والعراق والصين والحرب الأوكرانية الروسية وأزمة الطاقة العالمية اضافة الى أزمة الكيان الإسرائيلي الوجودية لجهة الخطر الاستراتيجي الكبير الذي تشكله قوى وحركات المقاومة في فلسطين ولبنان وسورية وفي اليمن».

وافادت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن الأفرقاء السياسيين الذين التقوا لودريان انصرفوا إلى تقييم المحادثات معه وما خرجت به الزيارة بشأن دفع الأطراف المعنية إلى التفكير بكيفية تحربك الملف الرئاسي والانتقال إلى مرحلة جديدة بعد استحالة وصول أحد مرشحي المعارضة أو الممانعة إلى قصر بعبدا.
وأكدت هذه المصادر أنه يفترض أن تتظهر المواقف من الخيار الرئاسي الثالث في الأيام المقبلة على أن المشكلة تكمن في انعدام التفاهم المحلي والمقاربة المختلفة بشأن إتمام الأستحقاق وبرنامج رئيس الجمهورية، مشيرة إلى أن هناك مناخا سيتم تحضيره قبل الخوض في نقاش على الطرح الجديد وما إذا كانت الإمكانية تسمح بأي تقاطع محلي ودعم دولي للمرشح الجديد وهذه المسألة قد تأخذ وقتا.
وسجلت مصادر سياسية ملاحظات عدة في ختام زيارة لودريان، لتنفيذ المهمة الموكل بها لايجاد حل لازمة الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية، اولها توسيع حلقة لقاءاته التي شملت جميع الاطراف والنواب والفاعليات السياسية والدينية، واستمع بتمعن لوجهات نظر هؤلاء ورؤيتها لكيفية الخروج من الازمة، واطلع منها على دوافع تمسك الثنائي الشيعي وحلفائه، باجراء حوار قبل الانتخابات الرئاسية، مقابل رفض مطلق من قبل مكونات المعارضة لهذا الشرط، المخالف للدستور والذي اعتبره بعضهم لاسيما في اللقاء ألذي جرى مع النواب السنّة، بمنزل السفير السعودي وبحضور المفتي عبد اللطيف دريان، بمثابة محاولة لتعديل اتفاق الطائف او تكريس اعراف تتجاوزه، وبالتالي يستحيل الموافقة عليه، مهما كانت التبريرات المطروحة لعقده.
ثانيا، خرج بانطباع مفاده انه يستحيل التوصل إلى اتفاق بين الطرفين في ظل استمرار كل طرف تمسكه بمواقفه المتشددة، ولابد من إيجاد صيغة وسطية ترضي الطرفين، فلا يشعر احدهما، بانه انتصر على الطرف الآخر، ولا يعتبر الآخر بأنه خسر.
ثالثا، أبلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري بأنه سيعود إلى لبنان نهاية الشهر الجاري لاستئناف مهمته، بعد مقابلته ممثلين عن اللجنة الخماسية، لاطلاعهم على نتائج لقاءاته ومتسلحا بدعمهم ،ويعقد لقاء تشاوريا برئاسته في مقر السفارة الفرنسية ببيروت،مع رؤساء الكتل النيابية والنواب ،لمناقشة اجوبتهم على الرسائل التي وجهها اليهم الشهر الماضي عبر المجلس النيابي، بما يشكل بديلا للحوار المطروح من قبل رئيس المجلس النيابي والذي حدده في ايلول، والتفافا عليه.
رابعا، تقديم طرح المرشح التوافقي على طرح تمسك الثنائي الشيعي وحلفائهما بسليمان فرنجية، والمعارضة بجهاد ازعور بعد التيقن من عدم استطاعة اي منهما بانجاح مرشحه، بسبب تعادل موازين القوى في المجلس النيابي نسبيا، والبحث يتمحور حاليا عن المرشح ألذي يمكن ان يتلاقى على تأييده الطرفين معا، وبينما تحاشى لودريان التطرق الى اي اسم مرشح للرئاسة، ترددت معلومات ان اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون مطروح الى جانب اسماء عدة مرشحين اخرين.
خامساً، توجه الموفد الرئاسي الفرنسي لترؤس اللقاء التشاوري بنفسه، ما اسقط كل الاعتراضات التي صدرت سابقا على طرح ترؤس رئيس المجلس النيابي نبيه بري، باعتباره طرفا سياسا بعد تبنيه ترشيح فرنجية للرئاسة وخيار تقديم الحوار على الانتخابات الرئاسية.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: المجلس النیابی

إقرأ أيضاً:

الجيش اللبناني يتّهم إسرائيل بالمماطلة في سحب القوات

بيروت (وكالات)

أخبار ذات صلة 3 آلاف عائلة فلسطينية تنزح من مدينة جنين إطلاق سراح 200 أسير فلسطيني و4 مجندات إسرائيليات

اتهم الجيش اللبناني إسرائيل، أمس، بالمماطلة في الانسحاب من مناطق حدودية في جنوب البلاد، غداة تأكيد إسرائيلي بأنها لن تنجز ذلك بحلول اليوم، مع انتهاء مهلة الستين يوماً المدرجة ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.
وبموجب الاتفاق، يتوجب على إسرائيل سحب قواتها من جنوب لبنان خلال 60 يوماً، أي بحلول 26 يناير، على أن يترافق ذلك مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل).
وأكد الجيش اللبناني في بيان أن وحداته تواصل تطبيق خطة عمليات تعزيز الانتشار في منطقة جنوب الليطاني بتكليف من مجلس الوزراء، منذ اليوم الأول لدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وفق مراحل متتالية ومحددة، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على تطبيق الاتفاق، وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان - اليونيفيل.
وأضاف حدث تأخير في عدد من المراحل نتيجة المماطلة في الانسحاب من الجانب الإسرائيلي، ما يعقّد مهمة انتشار الجيش، مع الإشارة إلى أنّه يحافظ على الجهوزيّة لاستكمال انتشاره فور انسحاب القوات الإسرائيلية.
أتى ذلك غداة إعلان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أن الدولة اللبنانية لم تطبق الشروط بشكل كامل، مما يعني استمرار بقاء القوات الإسرائيلية في المنطقة بعد الموعد المحدد، ولم يتم تحديد مدى زمنيا لبقاء قواتها.
إلى ذلك، تقدمت القوات الإسرائيلية فجر أمس، في 5 مناطق في جنوب لبنان، ونفذت تفجيراً، حسبما أعلنت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية.
وأفاد مصدر حكومي لبناني بأنه مع بداية الحديث عن احتمال تأجيل الانسحاب الإسرائيلي في مطلع الأسبوع، تواصل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع الإدارة الأميركية الجديدة ونبّه من خطورة محاولة الإسرائيليين الالتفاف على تطبيق وقف إطلاق النار، وأكد ضرورة احترام المهل. 
في المقابل، لم يتح لسكان العديد من القرى والبلدات الجنوبية العودة إليها مع تواصل الانتشار العسكري الإسرائيلي. ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن نازحين من المناطق الحدودية تلقوا أمس تحذيرات إسرائيلية بعدم العودة الى بلداتهم حتى إشعار آخر.
ودعا الجيش اللبناني أمس الأهالي إلى التريث في التوجه نحو المناطق الحدودية الجنوبية، نظرا لوجود الألغام والأجسام المشبوهة من مخلفات العدو الإسرائيلي، مؤكدا أن وحداته تعمل على إنجاز المسح الهندسي وفتح الطرقات ومعالجة الذخائر غير المنفجرة. 

مقالات مشابهة

  • أيمن أبو العينين رئيسًا للجنة النقل واللوجستيات بالجمعية المصرية اللبنانية لرجال الأعمال
  • رئيس كولومبيا: لدينا 15 ألف مهاجر أمريكي غير شرعي وعليهم تسوية أوضاعهم
  • رئيس "النواب" يحيل قرارين جمهوريين للجنة الدستورية والتشريعية
  • رئيس مجلس النواب اللبناني: إسرائيل تواصل انتهاك بنود اتفاق وقف إطلاق النار
  • رئيس مجلس النواب اللبناني: المزيد من الشهداء دليل قاطع على انتهاك إسرائيل سيادة لبنان
  • الرئيس اللبناني: سيادة لبنان ووحدة أراضيه غير قابلة للمساومة
  • 3 شهداء و44 مصابا في اعتداءات إسرائيلية على الجنوب اللبناني
  • الجيش اللبناني يتّهم إسرائيل بالمماطلة في سحب القوات
  • رئيس الوزراء: عيدروس الزبيدي له موقف متقدم بخصوص القضية الجنوبية وأكد انه مع المجلس الرئاسي في معركته ضد الحوثيين
  • واشنطن تطرح انتشار قوات تابعة للّجنة الخماسية فيالمنطقة العازلة ولبنان يرفض