حرصت السينما المصرية على تقديم عدد من الأعمال السينمائية التى تناولت سيرة النبى صلى الله عليه وسلم، ومازالت تعرض حتى وقتنا هذا فى ذكرى المولد النبوي، وكانت البداية من فيلم "ظهور الإسلام" الذى تم إنتاجه عام ١٩٥١م ويعد أول عمل سينمائى ديني عن قصة الأديب الراحل طه حسين وهى قصة الوعد الحق، وشارك فى بطولته أحمد مظهر وعبدالمنعم إبراهيم وعماد حمدي وسراج منير وعباس فارس ومن إخراج إبراهيم عز الدين.

قدمت الفنانة ماجدة الصباحي فيلم "انتصار الإسلام" الذى تم إنتاجه عام ١٩٥٢م، التى تناولت أحداثه حول شاب هندي اهتدى للإسلام وظل يدعو أصدقاءه، تزوج هذا الشاب من فتاة اعتنقت الإسلام، وكان ذلك رصدا للحياة فى مكة المكرمة قبل دعوة الرسول محمد للدخول فى الإسلام فى ظل ظلمة الجاهلية.

وشارك فى بطولة العمل محسن سرحان وفريد شوقى وهند رستم، وكان السيناريو والإخراج لأحمد الطوخى والحوار إمام الصفطاوي، وفى عام ١٩٥٣م، قررت الصباحى المشاركة فى عمل سينمائى آخر تدور أحداثه حول الدين الإسلامى وهو فيلم "بلال مؤذن الرسول"، أحد أهم الأفلام الدينية والتى تناولته أحداثه حول العبد بلال الذى كان يعمل عند تاجر كافر، ولكنه قابل الرسول.

وبشره بعبادة الله وحده وساعده ليكون أحد المسلمين الذين دخلوا معه فى الدين الجديد الذى ظهر فى تلك الفترة على الجزيرة العربية، ملاقيًا انتقادات عدة من قبل الكافرين الذين رأوه خروجًا عن ملة آبائهم وأجدادهم، ولاقى العمل نجاحًا فنيًا كبيرًا.

وتعاون مع ماجدة الصباحي عدد مميز من نجوم الوسط الفنى أبرزهم يحيى شاهين، حسن البارودي، عدلى كاسب، عزيزة حلمي، من تأليف فؤاد الطوخي، وإخراج أحمد الطوخي.

لم تكتفْ ماجدة الصباحى بهذا القدر، للمرة الثالثة على التوالى فى فيلم "هجرة الرسول" عام ١٩٦٤م، وتناولت أحداثه فى فترة ما قبل دعوة النبى محمد، حول الراقصة "سارة" والتى تكسب من أموال الحجاج الوثنيين، والعبد "فارس"، والأَمة "حبيبة" واللذان يتعرضان لمعاملة قاسية من أسيادهما، قبل أن تبدأ الدعوة للإسلام ويقرر فارس وحبيبة الدفاع عن النبي ودعوته.

شارك فى بطولته إيهاب نافع، وهدى عيسى ومحمد أباظة، سميحة توفيق، حسن البارودى وغيرهم، وهو من تأليف فؤاد شافعي، وإخراج إبراهيم عمارة، كانت الفنانة ماجدة الصباحى تسعى دائمًا للعمل على أفلام سينمائية هادفة مثل "عظماء الإسلام" الذى تم إنتاجه عام ١٩٧٠م، لم تشارك صباحى فيه بالتمثيل وكانت المشاركة إنتاجية فقط.

حقق العمل نجاحًا باهرًا وأشاد به النقاد الفنيين وكان من بطولة نادية رشاد، إسلام فارس، كنعان وصفي، ميرفت عاشور، عبد المنعم أبوالفتوح، أنور إسماعيل، حسن عابدين، أحمد أباظة، محى إسماعيل، محى الدين عبد المحسن، حافظ أمين، وهو من تأليف ظافر الصابونى و إخراج نيازى مصطفى.

ناقش فيلم "عظماء الإسلام" حياة الخلفاء الراشدين الأربعة وهم، "أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلى بن أبى طالب"، وكيف أثرت هذه الشخصيات فى المجتمع و وتاريخ الإسلام وقتها.

سجلت السينما المصرية عددًا من الأفلام التى تُعرض فى المناسبات الدينية وتحديدًا يوم المولد النبوى الشريف، وارتبطت هذه الأفلام بعدة طقوس لما تناقشه من أحداث دينية عاشها صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم، والصعوبات التى واجهت نشر رسالة الإسلام، أبرز هذه الأفلام "الرسالة" من بطولة الفنانين عبد الله غيث، أشرف عبد الغفور، محمد توفيق وسناء جميل ومحمد وفيق ومحمد العربى وعبد الوارث عسر، وعدد من الفنانين العرب.

ويروى نزول الوحى على الرسول صل الله عليه وسلم، فى مكة المكرمة، وبداية تكليفه بالدعوة دخول الإسلام، وما تعرض له الرسول وصحابته ممن دخلوا إلى الإسلام، إلى أهوال على يد سادة مكة وقريش، ليردوهم عن دينهم، إلا أن الله أراد أن يسلم حمزة بن عبد المطلب وهو أقوى رجال مكة.

ينتظر الجمهور عددًا من الأفلام الإسلامية مثل "الشيماء" أخت الرسول صل الله عليه وسلم فى الرضاعة، من مرضعته السيدة حليمة السعدية، ويحكى عن الشيماء التى كانت تعيش مع زوجها بيجاد وشقيها عبد الله ووالدها الحارث بن عبد العزيز وأمها حليمة، ويدخلون الإسلام إلا بيجاد زوج الشيماء، الذى يرفض ترك دين آبائه، فيتحالف مع أعداء الرسول، وتتم الهجرة إلى المدينة المنورة فيتحالف بيجاد مع يهود من بنى قريظة وبنى النضير ضد محمد صل الله عليه وسلم، إلا أن الله ينصر الرسول يتقدم جيش المسلمين لفتح مكة المكرمة فيصاب زوج الشيماء، فتذهب إلى الرسول وتطلب العفو عن زوجها، ويستجيب النبى لطلبها، ويعفو عن بيجاد فيعلن إسلامه.

ونختتم بفيلم "فجر الإسلام" الذى تم إنتاجه عام ١٩٧١م، ودارت أحداثه حول تزعم الحارث قبيلة من القبائل الكبرى ويمثل أبشع أنواع السيطرة الجاهلية حيث يقوم بالإغارة على القوافل والسلب والنهب، وسبى النساء، ثم بيع النسوة فى سوق الرقيق، هذه الإغارات تحقق له السلطان.

ويقع ابنه هاشم فى حب ليلى جارية شريكه الفضل بن مالك، ويجد هاشم فى ليلى نوعًا آخر من العذوبة وتمسك بالفضيلة، فيقرر الزواج منها، إلا أن الجميع يستنكر أن يتزوج من جارية فيما عدا أمه، وأمام إصرار هاشم على الزواج يذهب الحارث إلى صاحبها الفضل كى يشتريها لكنه يرفض تمامًا فكرة البيع، يعطى صكًا بإعتاقها، ويحدث ما لا تحمد عقباه عن مقتل شقيق زوجة الحارث، ويحرض الحارث ابنة هاشم على الثأر من الفضل لمصرع خاله.

ويعد رجاله رحلة إلى مكة وراء الفضل، وهناك يؤمن بالدعوة المحمودية التى بدأت تنتشر وتستهوى فؤاد هاشم، تصل أخبار الدعوة إلى الحارث الذى يراها نذيرًا لزوال ملكة، يواجهها بكل شراسة حتى لا تنتشر، وبعد أن يتخلى عنه أفراد أسرته لاعتناقهم الإسلام يصبح وحيدًا ولا يجد مفرًا سوى أن يؤمن بالواقع ويعلن إسلامه.

وشارك فى بطولة فيلم "فجر الإسلام" الفنانة سميحة أيوب ونجوى إبراهيم ويحيى شاهين ونجوى إبراهيم، وحمدى أحمد، ومن إخراج صلاح أبو سيف.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: المولد النبوى الشريف السينما المصرية

إقرأ أيضاً:

اليهودية ليست دين بل مؤامرة على الإنسانية

محمد محسن الجوهري

إن اليهودية عقيدة شيطانية تؤمن بوجوب إبادة البشرية جمعاء من أجل أن يبقى عنصرهم اللئيم، ويكفي أن المجرم بنيامين نتنياهو، ومن أجل أن يحسّن شعبيته، وينجو من المحاسبة، أقدم على خرق وقف إطلاق النار وقتل أكبر عدد من سكان غزة، فهذا النوع من الإجرام يحقق للمجتمع اليهودي نوع من الرضا تجاه رئيس الحكومة الضالع في قضايا فساد مالية، وهي -برأيهم- جريمة تفوق بأضعاف المرات ذبح الأطفال المسلمين في فلسطين وخارج فلسطين.

الكارثة أن العرب يتحملون مسؤولية كبيرة تجاه ما يحدث في غزة تفوق الإجرام اليهودي نفسه، فالإسلام دينهم والقرآن نزل بلسانهم الفصيح، وفيه وضح الله خطورة النفسية اليهودية، خاصة العرب، وكيف أن مودتهم كفر وخروج عن الدين، وأن التسامح مع اليهود له نتائج كارثية على المسلمين، وبالفعل، أليس ما نراه اليوم في غزة هو نتاج التسامح مع اليهود، ولولا ذلك ما كان لهم أن يقدموا على ذبح الأطفال والأبرياء بكل هذه البساطة.

إن الإسلام دين الواقع والحقيقة، وليس دين المثاليات الجوفاء التي يتحدث عنها شيوخ الضلال، ولذلك أوجب الله على عباده المؤمنين معاداة اليهود وأهل الكتاب عموماً، ومنعهم من أن تكون لهم دولة أو كيان مستقل، وأن يبقوا تحت رحمة المسلمين، لأن في حريتهم هلاك البشرية، والسبب في ذلك عقائدهم التي توجب ذبح الآخرين واستباحة أموالهم وممتلكاتهم، وما نراه في فلسطين عينة على خبث دينهم ونفسياتهم.

ولا سبيل للتصالح مع اليهود على الإطلاق، وكل تنازل يقدمه العرب تجاههم هو بمثابة ضوء أخضر لإبادة المزيد من المسلمين، ولولا التطبيع الخليجي، الذي زادت وتيرته خلال السنوات القليلة الماضية، ما تجرأ نتنياهو أن يبيد كل هذه الأرقام من أهلنا في غزة، فكل متسامح أو داعم للتطبيع مع الصهاينة، هو مجرم حرب بامتياز، ولن ينجوا من العدالة الإلهية في الدارين، ومصير سائر الأنظمة العربية أسوأ من مصير أهل غزة، باستثناء أن سكان القطاع يموتون في سبيل الله، ودفاعاً عن شرف ملياري مسلم.

ولو تأملنا التاريخ، لوجدنا أن أغلب العقائد المنحرفة التي استشرت بين المسلمين، وأنتجت لنا مذاهباً وطوائف متناحرة، هي في الأغلب من صنع اليهود، فهم قديرون جداً على التقنع باسم الدين، وساهموا في تعميق الصراعات الإسلامية الداخلية، وكل عقيدة نراها اليوم لا تحرك ساكناً تجاه مظلومية الشعب الفلسطيني هي من صنع اليهود، فتحريفهم للعقائد كان بهدف تعطيل فريضة الجهاد ضد أعداء الإسلام خاصة اليهود، كما أن كل ثقافة تتسامح مع اليهود، هي أيضاً من إنتاج اليهود، أما الإسلام الصحيح فهو بريء من كل تلك الترهات، وفي مصلحة المسلمين كافة التحرك لجهاد اليهود وتحرير فلسطين.

مقالات مشابهة

  • من هو الإمام السيوطى؟ تعرف على العالم الذى ملأ الدنيا علمًا بمؤلفاته
  • فى ذكرى ميلاده.. قصة اعتناق عباس فارس الصوفية
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: البحث عن البحث
  • اليهودية ليست دين بل مؤامرة على الإنسانية
  • هبة عبد العزيز تكتب.. لنفرح ونبتهج.. عيد فصح مجيد
  • نشأت أبوالخير يكتب: القيامة رجاء الشعوب في الخلود والحياة الأبدية
  • قبل وفاته.. ما الرسالة الذى وجهها زوج الإعلامية سناء منصور لها
  • منى أحمد تكتب: شم النسيم عيد كل المصريين
  • في ذكرى رحيله .. صور نادرة لـ صلاح السعدني مع نجله أحمد |شاهد
  • آداب زيارة المريض في الإسلام .. تعرّف عليها