ملحق عسكري أمريكي سابق بمصر يوضح التأثير الحقيقي لحجب المساعدات العسكرية للقاهرة
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
سلط اللواء العسكري الأمريكي المتقاعد بينك وليامز، الذي ترأس مكتب التعاون العسكري، وملحق عسكري في السفارة الأمريكية في القاهرة من 2008 إلى 2011، الضوء على تأثير حجب واشنطن مساعداتها العسكرية للقاهرة (1.3 مليار دولار سنويا) لدفع حكومتها لتحسين ملفها السيء في حقوق الإنسان.
جاء ذلك خلال مقابلة مطولة أجراها وليامز مع مركز ريسبونسبل ستيتكرافت، وترجم مقتطفات منها الخليج الجديد، استعرض فيها الجنرال الأمريكي المتقاعد تفاصيل جديدة عن تفاعل قيادات الجيش مع نظرائهم الأمريكان خلال احتجاجات الربيع العربي.
والأربعاء أفادت تقارير أن واشنطن تعتزم حجب مساعدات عسكرية كانت مخصصة لمصر بقيمة 85 مليون دولار بسبب قضية السجناء السياسيين وقضايا أخرى في البلاد، في حين حث عضو في الكونجرس إدارة الرئيس جو بايدن على حجب 235 مليون دولار من المساعدات عن القاهرة حتى يتحسن سجلها في مجال حقوق الإنسان.
ومنحت واشنطن القاهرة أكثر من 50 مليار دولار كمساعدات أسلحة منذ عام 1978، وهو دليل على العلاقة الطويلة والوثيقة بين البلدين.
لكن السنوات القليلة الماضية كانت أكثر تعقيدا. ففي الوقت الذي يشن فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي حملة قمع متزايدة على المعارضة في البلاد، تسعى مجموعة متزايدة من المشرعين الديمقراطيين إلى تقليص المساعدات لحكومته.
وخلال العامين الماضيين، حجبت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن 130 مليون دولار؛ استجابة لضغوط شديدة من الكونجرس.
والإثنين، أعلنت وزارة الخارجية أنها ستمنع ما لا يقل عن 85 مليون دولار من المساعدات هذا العام، لكن المشرعين عازمون على المضي أبعد من ذلك.
غير مؤثرة
وقال وليامز إن الولايات هددت على مر السنين بحجب المساعدات إلى مصر، وفي بعض الأحيان نفذنا تهديدنا، وأحيان أخرى لم نفعل.
ورأي وليامز أنه من وجهة نظره الشخصية فإن الحجب لم يكن له تأثير واسع النطاق على الحكم أو وضع حقوق الإنسان في مصر، أو يمكن القول إن تأثيرها كان هامشي أو جزئي.
وأشار إلى أن بالنظر إلى الوقت الحالي، اعتقد أن حجب المساعدات لن يحدث أي تغيير جوهري في الطريقة التي يتصرف فيها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
وذكر اللواء الأمريكي المتقاعد أن واشنطن والقاهرة لديهما وجهات نظر مختلفة فيما يتعلق بالعلاقات العسكرية، مشيرا إلى العلاقة برمتها تأسست في البداية على معاهدة كامب ديفيد.
وأوضح أن مصر قررت منذ البداية أن المساعدات العسكرية هو بمثابة مكافأة أو إذا أردت صياغة أدق رشوة للتوقيع، ولم يبتعدوا أبدا عن ذلك المفهوم، فهم يحاولون الحصول على المال لخدمة نظامهم وحكومتهم.
ولفت وليامز أنه في الوقت الحالي أصبح الجميع يبتعد عن [نهج] كامب ديفيد، حيث نرى أنه من غير المرجح حدوث صراع آخر بين الإسرائيليين والمصريين، ولم نعد نرى أن المساعدات ضرورية لحمل المصريين على الحفاظ على السلام لأنه من الواضح أن من مصلحتهم القيام بذلك على أي حال.
وتابع وليامز قائلا لذا "بدأنا في التوصل إلى أسباب أخرى تدفعنا إلى تقديم المساعدة، ومع تزايد ارتباط حقوق الإنسان والديمقراطية بالمساعدات الخارجية، كان من الطبيعي أن نسير على هذا الطريق؛ لذلك بدأنا ببعض الاختلافات على أي حال، لكنها اتسعت قليلاً بمرور الوقت.
وأعرب وليامز عن اعتقاده أن المساعدات العسكرية الأمريكية لم لها تأثير على كبير على شكل النظام والسياسة في مصر.
وعقب: إننا نميل إلى نسيان أن الدول والأنظمة تتصرف بما يحقق مصلحتها، ومن الطبيعي أن يفعلوا ذلك، وبطبيعة الحال، نحن نرى أن دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان ليس مجرد هدف إيثاري، بل هو أيضاً شيء يصب في مصلحتنا.
وتابع: ومع ذلك، عند طرح هذه المواضيع في بلدان أخرى ذات ثقافات وخلفيات أخرى، أعتقد أنه يجب عليك توخي الحذر.
وأضاف أنه "من وجهة النظر المصرية، فإن النظام سوف يفعل ما يعتقد أنه بحاجة إليه لتعزيز نفسه وضمان استمراريته، ولسوء الحظ، فإن العديد من الأنظمة الاستبدادية ترى في القمع أداة للبقاء في السلطة، الأمر بهذه البساطة.
ومضي قائلا: لذا فإن فكرة دفع الديكتاتور للقيام بفعل شيء يعتقد أنه سيضعف موقفه مقابل أي مبلغ من المال؛ هي فكرة بعيدة المنال إلى حد كبير.
علاقة سطحية
وفيما يتعلق بمستوى العلاقات بين الجيشين الأمريكي المصري، قال وليامز، إنه احتك عن قرب بالجيش المصري، بعد بيع بلاده طائرة F-16 في عام 1980، إذا كان هو بصفته طيار مقاتل واحد من اثنين من المدربين بعثتهما أمريكا للقاهرة لمدة عام كجزء من برنامج بيع المقاتلة الأمريكية المذكورة.
وأضاف وليامز أنه بعد عودته كملحق عسكري للقاهرة بعد سنوات عديدة، لم يتفاجأ بحالة الجيش المصري أو قدرته على الاستخدام الفعال للمعدات التي قدمناها لأنه كان لدي الخلفية منذ وقت مبكر، ما أدهشني كثيرًا هو ضحالة العلاقة.
وتابع: في الواقع، لم تكن لدينا - ولا نعرف حتى يومنا هذا - أي معرفة تذكر بعمليات التخطيط المصرية، وخططها الإستراتيجية، ما زلنا نمنحهم المال والمعدات فحسب، وهم يحافظون على السلام.
وذكر أن "المصريين يفعلون أشياء أخرى لنا أيضًا.. لكنني فوجئت جدًا بعدم وجود علاقة أعمق بيننا بعد كل تلك السنوات".
اقرأ أيضاً
للعام الثاني.. بايدن يحجب 130 مليون دولار من المساعدات العسكرية لمصر
وأشار إلى أنه في ثمة فكرة رائجة في واشنطن يتصور حاملوها أن المساعدات يمكن تعطيهم نفوذا غير محدود على مصر، وهذه فكرة غير واقعية
وقال إلى أنه بالرغم من ضحالتها فإن يمكن على المستوى العملي الاستفادة من العلاقات العسكرية الأمريكية المصرية.
وذكر أنه على المستوى العملي، فإن الوضع الاستخباراتي ليس بالأمر الذي يمكننا التعمق فيه مع المصريين، ولكن من الواضح أنهم في وضع جيد ولديهم موارد لا نملكها والتي يمكن أن توفر لنا بعض المعلومات الجيدة.
ومضي قائلا: على جبهة مكافحة الإرهاب، أعتقد أن العلاقات كانت مفيدة للغاية، وأولوية قناة السويس وأذونات التحليق التي يقدمونها لنا توفر لنا كل أنواع الوقت والمال.
الربيع العربي
وعن تأثير احتجاجات الربيع العربي على العلاقات بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، قال وليامز الذي كان موجودا خلال تلك الفترة في مصر، إنه خلال تلك الفترة تم إجلاء جميع الموظفين غير الأساسيين من السفارة الأمريكية بالقاهرة.
وقال كان هناك ما يقرب من 400 موظف في السفارة في الأيام العادية، لكن خلال تلك الفترة كان عددنا أقل قليلاً من 100.
وذكر كانت لدينا قواعد مختلفة منتشرة في جميع أنحاء مصر، حيث كانت لدينا مجموعات صغيرة من الطيارين والمشرفين الأمريكيين وغيرهم من المستشارين، وفي غضون ذلك سحبنا كل هؤلاء الأشخاص من تلك القواعد، وتم إجلاؤهم لاحقًا أو عملوا معي في السفارة.
وأضاف بمرور الوقت كان هناك بالطبع قلق كبير قلق كبير في واشنطن بشأن ما سيفعله الجيش المصري بشأن الاحتجاجات والتفاعل مع الجيش المصري.
ووفق وليامز عندما أراد الناس التحدث إلى المصريين "كانوا يأتون عمومًا عبر مكتبي لأنهم كانوا يعرفون أنه يمكننا الاتصال بهم والوصول إليهم، ويمكننا إجراء مكالمات هاتفية".
وتابع "كانت الطريقة التي كانوا يفعلون بها ذلك هي أنه سيكون لديهم نظير يسمى نظيرهم، بمعنى آخر، سيكون لديهم روبرت جيتس، الذي كان وزيراً للدفاع، وهو يريد التحدث مع وزير الدفاع المصري آنذاك المشير محمد حسين طنطاوي".
ومضي قائلا: لقد كانوا يحاولون الحفاظ على هذا الاتصال والحصول على بعض التأكيدات من هؤلاء الأشخاص بأنه لن يكون هناك حمام دم في ميدان التحرير..
وتم التفاوض على غالبية هذه الاتصالات وتنسيقها من قبل مكتب التعاون العسكري لأننا تمكنا من الوصول إليها".
وذكر وليامز أن ما كنا نحصل عليهم مقابل تلقيهم المساعدات، هو على الأقل جعلهم يستقبلون مكالماتنا الهاتفية، ولم يكونوا يتلقون [مكالمات أخرى]، مشيرا إلى أنه كان هناك سفراء من دول أخرى يتصلون بي قائلين: ماذا تعرف؟ ماذا يحدث؟
واعتبر وليامز أن هذا ليس نفس الشيء الذي ادعي فيه أننا أثرنا ماديًا على تصرفات [القوات المسلحة المصرية] في ذلك الوقت.
وأضاف "إنهم (قادة الجيش) يجلسون هناك لتقييم الوضع ويقولون ما هو في مصلحتنا؟ كيف يمكننا تجاوز هذا الأمر ونظل جيشًا سليمًا ونظامًا سليمًا على الجانب الآخر؟"
حالات فردية
حول إذا ما كان سيكون للمساعدات العسكرية على المدى الطويل تأثير إيجابي على النظام المصري فيما يتعلق بحقوق الإنسان والديمقراطية، رأي وليامز ربما كان لها تأثير جيد في الحالات الفردية.
وأضاف بمعنى آخر، نحن نمارس الضغوط، والسيسي أو [الرئيس السابق حسني] مبارك يتطلعون إلى لإسكاتنا، لذلك يقومون بإطلاق سراح بعض السجناء السياسيين، الذين يعد يرون بدورهم أن عدم وجودهم في السجن هو نتيجة كبيرة وأمر جيد حقا.
وذكر أنه لن يزعم أن الضغوطات الأمريكية ساهمت على الاطلاق في إحداث تغيير فلسفي بوجهة نظر نظام مبارك أو السيسي في هذا الشأن، لأنهم ينظرون إلى الأمور بشكل مختلف، ويديرون الحكومات بشكل مختلف عما نفعله.
واستشهد وليامز على كلامه بأنه خلال ثورة 25 يناير، تم التقاط صورة في ميدان التحرير لرجل تم تعليقه من قبل جنودي من كعبيه بدبابة وكان على قيد الحياة، وأرسلت الصورة لقادة الجيش وقولت لهم أن هذا هو بالضبط الأمر الذي لا يتعين عليكم القيام.. فلا داعي لإيذاء أنفسكم"
وأضاف وليامز" كنا نتحدث معهم عن هذه القصص التي ترد إلينا عن قيام قوات الداخلية بإساءة معاملة الناس، وهذا أمر سيء".
وعقب الجنرال الأمريكي قائلا إن "ما كان يهمهم فقط هو كيف حصلت على تلك الصورة؟ وما هي التكنولوجيا التي استخدمتها؟ لم يرمشوا حتى بشأن هذا الرجل المعلق من كعبيه على هذه الدبابة، وهذا يظهر لك نوع عقليتهم".
مستقبل المساعدات
وفقا لوليامز فإن على الولايات المتحدة الأمريكية أن تظل منخرطة في تقديم المساعدات لمصر، وعندما يسأل البعض لماذا علينا القيام بذلك، نجيبهم بأنه يجب عليهم أن ينظروا إلى الخريطة.
وتابع: "لا يمكنك تغيير الجغرافيا.. وهو نفس السبب ذاته الذي يجعلنا نتحمل تركيا، لا يمكنك تغيير الجغرافيا، لذلك نحن بحاجة إلى البقاء منخرطين مع مصر وتقديم المساعدات لها.
ومضى قائلا: يمكنك ربط المساعدات بحقوق الإنسان، لكنني لن أقوم بهذه الممارسة المتمثلة في فرض شروط على الأموال أو سحب الأموال مرة واحدة في السنة، إنهم يعرفون أننا مهتمون بحقوق الإنسان، يمكننا إجراء تلك المناقشات، لكني لا أعلم أن ربط الأموال كان له أي تأثير جوهري.
وخلص وليامز أنه يجب أنه من أجل ذلك يجب أن تكون واشنطن منخرطة مع القاهرة، وفي الوقت ذاته حذرًا بشأن ربط المساعدات بأداء النظام في القاهرة في مجال حقوق الإنسان.
اقرأ أيضاً
أعضاء بالكونجرس ومنظمات حقوقية يطالبون بتقليص المساعدات العسكرية لمصر
المصدر | ريسبونسبل ستيتكرافت-ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الربيع العربي المساعدات العسكرية لمصر المساعدات العسکریة حقوق الإنسان الجیش المصری ملیون دولار إلى أن أنه من
إقرأ أيضاً:
قبل قرار البنك المركزي.. التأثير المتوقع لخفض أسعار الفائدة على البنوك والبورصة
ينتظر الجميع بفارغ الصبر اجتماع البنك المركزي المقرر أن يعقد في 17 أبريل الجاري، حيث تضع لجنة السياسات النقدية داخل المركزي المصري لمساتها الأخيرة على سعر الفائدة البالغ 28.25% للإقراض و27.25% للإيداع، وذلك بعدما ظلت المعدلات ترتفع لأكثر من ثلاث سنوات متتالية.
واختتم البنك المركزي في مارس 2024 دورة رفع الفائدة بواقع 600 نقطة أساس إضافية، ليبقي على المستويات دون تغيير حتى الآن.
ورأى اقتصاديون، أن تباطؤ معدل التضخم في مصر خلال شهر فبراير الماضي حتى نسبة 12.8%، وهو الأدنى في 3 سنوات، مقابل 24% في يناير من العام الجاري، يفتح المجال أمام البنك المركزي المصري لبدء تخفيض الفائدة لأول مرة منذ نوفمبر 2020.
ومالت توقعات محللي الأسواق في الوقت الحالي إلى ترقب خفض الفائدة في البنك المركزي بنسبة بين 2% إلى 3% خلال شهر أبريل 2025، مع زيادة وتيرة التيسير النقدي في النصف الثاني لهذا العام.
وقالت شركة سيجما لتداول الأوراق المالية: «بعد الانخفاض الحاد في التضخم الذي شهدناه خلال فبراير 2025 نتيجةً للتأثيرات الأساسية، أصبح البنك المركزي المصري في وضعٍ يسمح له ببدء دورة تخفيف تدريجي لأسعار الفائدة المرتفعة حاليًا».
التأثير المتوقع لخفض أسعار الفائدة
وأضافت في تقرير اطلعت عليه «الأسبوع»: «في حال خفض البنك المركزي المصري أسعار الفائدة، ستكون هناك آثارٌ متباينة على الشركات المدرجة في البورصة المصرية، فمع ربط معظم أسعار فائدة ديون الشركات بأسعار فائدة البنك المركزي المصري، ستستفيد الشركات ذات أعباء الديون العالية من خلال انخفاض مصاريف الفائدة».
وتابعت: «من منظور السوق العام، يُحدث انخفاض أسعار الفائدة في الاقتصاد تأثيرًا مزدوجًا، وإحدى نتائج ذلك هي أنها تُقلل من جاذبية الادخار، بما في ذلك في شهادات الادخار ذات العائد المرتفع الشائعة في البنوك، مما يُشجع الاستثمارات البديلة مثل أسواق الأسهم».
وأشارت إلى أنه من الآثار المتوقعة لخفض أسعار الفائدة، تخفيض تكاليف الاقتراض للشركات، مما يُشجع الاستثمارات الرأسمالية واستراتيجيات الشركات التوسعية.
وبينت «سيجما كابيتال» في تقريرها الآثار المحتملة لخفض أسعار فائدة البنك المركزي المصري على بعض أكبر الشركات المدرجة في البورصة المصرية، منها قطاع البنوك حيث توقعت تأثير الخفض المرتقب للفائدة على ثلاث بنوك هي البنك التجاري الدولي وبنك كريدي أجريكول ومصرف أبوظبي الإسلامي
البنك التجاري الدولي
وقالت «سيجما كابيتال»: بالرغم من التأثير السلبي لتخفيضات أسعار الفائدة صافي هامش الفائدة (NIM) وربحية البنك التجاري الدولي CIB مصر، إلا أن نهج البنك المتمثل في الاحتفاظ بالسندات طويلة الأجل عالية العائد على حساب سندات الخزانة قصيرة الأجل يُخفف من هذا التأثير ويُؤخره.
بالإضافة إلى ذلك، فإن نسبة كفاية رأس المال القوية والبالغة حوالي 24.1%، وانخفاض نسبة إيداعات الأصول طويلة الأجل لحوالي 40.3%، والتركيز على إقراض الشركات حتى نسبة 80% من محفظة القروض البنك التجاري الدولي، تُمكّن البنك من توسيع نطاق أنشطته الإقراضية بضمانات الشركات.
واستطردت سيجما لتداول الأوراق المالية: علاوة على ذلك، فإن مزيج التمويل الرخيص لدى البنك التجاري الدولي CIB (يبلغ إجمالي أصول CASA حوالي 55%)، والتخفيضات الاستباقية في أسعار الفائدة على بعض شهادات الادخار قبل قرار البنك المركزي المصري، إلى جانب توقعاتنا بانخفاض حذر وتدريجي في أسعار الفائدة، من شأنه أن يؤدي إلى تطبيع الأرباح بشكل أبطأ وأكثر ثباتًا نسبيًا.
مصرف أبوظبي الإسلامي مصر
وعن التأثير المحتمل لخفض سعر الفائدة على أداء مصرف أبوظبي الإسلامي مصر، قالت «سيجما كابيتال»: مما لا شك فيه أن خفض أسعار الفائدة سيؤثر سلبًا على ربحية البنك، ومع ذلك، فإن زيادة تركيز مصرف أبوظبي الإسلامي على الأوراق المالية الحكومية طويلة الأجل بدلًا من قصيرة الأجل من شأنه أن يؤخر هذا التأثير جزئيًا.
وتابعت: بالإضافة إلى ذلك، فإن جودة أصول البنك الاستثنائية، بنسبة قروض متعثرة تبلغ 2.2% ونسبة تغطية تبلغ 294%، تُقلل من الحاجة إلى تكاليف تخصيص كبيرة في الفترة المقبلة، مما يُخفف الضغط على الربحية، ومن ناحية أخرى، قد يُشكل انخفاض نسبة كفاية رأس المال نسبيًا لدى مصرف أبوظبي الإسلامي البالغ 17.2% تحديات لنموه خلال دورة التيسير النقدي القادمة.
بنك كريدي أجريكول
وعن تأثير الفائدة المنخفضة على تحركات بنك كريدي أجريكول، أكد التقرير أنه كما هو الحال مع البنوك الأخرى، يؤثر انخفاض أسعار الفائدة سلبًا على صافي هامش الفائدة (NIM) وعائد حقوق الملكية (ROE).
ولفت تقرير سيجما كابيتال إلى أن نسبة الحسابات الجارية لحسابات التوفير التي تتجاوز المتوسط لدى بنك كريدي أجريكول مصر - CIEB (حوالي 57%)، وارتفاع مساهمة الأرصدة غير المدرة للفائدة في ودائع العملاء (حوالي 22%)، وتجنب إصدار شهادات ادخار عالية العائد، كلها عوامل تُخفف من ضغط الهامش الناتج عن تخفيضات أسعار الفائدة.
وأردفت: وعلى العكس رغم قوة قاعدة رأس مال بنك كريدي أجريكول (حيث يبلغ معدل كفاية رأس المال حوالي 20.1%)، فإن ارتفاع نسبة قروض العملاء طويلة الأجل لدى البنك (حوالي 58%) وانخفاض حصته السوقية نسبيًا يُقيدان قدرته على النمو والاستفادة من تخفيضات أسعار الفائدة المتوقعة.
البنوك تخفض الفائدة على شهادات الادخار وحسابات العملاء
تجدر الإشارة إلى أن البنوك في مصر بدأت خطواتها الاستباقية نحو تخفيض الفائدة على شهادات الادخار وحسابات التوفير والجاري بعائد، ومنها:
- بنك القاهرة: حيث قرر البنك تخفيض الفائدة على حساب ميجا توفير بنسبة 2% إلى 25% بدلاً من سعر عائد يبلغ 27% في السابق، كذلك خفض بنك القاهرة سعر الفائدة على الحساب الجاري بعائد يومي بمقدار 50 نقطة إلى 20.5%.
- البنك التجاري الدولي: اتجه البنك في فبراير الماضي نحو خفض الفائدة على شهادات الادخار بأجل 3 سنوات وبعائد ثابت هي «برايم وبرميم وشهادات ادخار بلس»، بنسبة تقليل 3%.
- البنك العربي الإفريقي الدولي: خفض البنك الفائدة في مارس الماضي على حساب توفير جولدن بلس بنسبة 1.75%، فيما خفض العربي الإفريقي الدولي الفائدة على حساب « E-Golden Saving» بنسبة 2% إلى 24% بدلاً من 26%.
- بنك HSBC: خفض البنك البريطاني الفائدة على شهادات الادخار الثلاثية بنسبة 2.5% ليصل عائد الشهادات الشهري إلى 18% بدلاً من 20.50%.
-بنك مصر: خفض بنك مصر سعر الفائدة على ودائع فليكس أجل 6 و9 أشهر بأكثر من 6%، كما قلل البنك عائد حساب التوفير ذو العائد الشهري بنسبة 0.5% إلى 22.5%، وخفض بنك مصر فائدة حساب سوبر كاش الجاري اليومي بأكثر من 1.5%.
- بنك QNB مصر: خفض بنك قطر الوطني مصر الفائدة على شهادات الادخار الثلاثية منذ مطلع العام الجاري بنسبة بين 1 و2.50%.
- البنك المصري الخليجي - EGBANK: خفض البنك عوائد شهادات الادخار لديه خلال شهر فبراير الماضي بنسبة بين 1.5% و2%.
- البنك الأهلي المصري: لا يزال البنك الأهلي المصري يدرس تعديل أسعار الفائدة على شهادات الادخار بعائد 27% وبعوائد متناقصة «30% و25% و20%»، حسبما صرح في وقت سابق الرئيس التنفيذي للبنك، محمد الأتربي.
اقرأ أيضاًالبنك المركزي المصري يشتري 1.1 طن ذهب في 3 أشهر
قبل اجتماع الفائدة.. البنك المركزي يسحب فائض سيولة بقيمة 787.7 مليار جنيه
قبل خفض سعر الفائدة.. أعلى عائد على شهادات البنك الأهلي بسعر فائدة 30%
بعد قرار تخفيض سعر الفائدة من البنوك.. أعلى عائد على شهادات ادخار بنك مصر