عربي21:
2025-04-16@23:37:34 GMT

الطّريق إلى الحادي عشر من سبتمبر: الجزيرة.. سرّي للغاية

تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT

في الذّكرى 22 لأحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، ما زال العالم يقول.. يجترّ القديم ويأتي بالجديد على قلّته وعلّته، ما زالت حركة الكتابة كما حركة التأليف تنشط في هذه المناسبة، كثيرها للاستثمار وقليلها للتوثيق، وأقلّ من ذلك بكثير بحوث خالصة لوجه الأمانة العلميّة أو المعلوماتيّة.

لن نجتذب الحدث من عمق عقدين فأكثر ونخضعه إلى مشارط التقييم وإعادة إنتاج الآراء حوله، بل سنتنحّى عن قلب الحدث السبتمّبري ثمّ نطوف حول حيثيّاته.

وإذا ما فكّرنا من داخل اهتمامات الشّارع العربي وتعاطيه مع الحدث الرهيب، فلن نفكّر بمعزل عن قناة الجزيرة، تلك التي كانت خمرة شعوب الضادّ وثريدهم وزلالهم في محيط من العطش وبرك من الإعلام المحنّط.

أثناء أحداث أيلول/ سبتمبر وبعد نصف عقد من انبثاقها، كانت الجزيرة زينة البيت العربي والملاذ الوحيد للبحث عن معلومة نزيهة قويّة وجريئة، حينها كان الشّارع العربي يستعذب تغطية الجزيرة لنزاع في أفريقيا الجنوبيّة أو اضطرابات في أمريكا اللاتينيّة، فكيف إذا كان زلزال غير مسبوق في نيويورك وواشنطن والأيادي عربيّة هاوية غير محترفة، وبغداد على مرمى النّار والحصار، والنّار تضطرم في الأفئدة المتناثرة من محيطها إلى خليجها، حينها اشتبكت العواطف مع التعاطف، أفئدة عربيّة شبابيّة بالأخصّ متعاطفة مع الأبرياء في مانهاتن، مستاءة من مشاهد الموت الجماعي السّريع والبطيء، لكن عواطفها الضّخمة سكنت الخرطوم وطرابلس الغرب وبغداد وفلسطين، التي يقضمها الكيان على مهله قطعة قطعة تحت حراسة الكاوبوي الأمريكي.

في تلك الأيّام فشلت كلّ وسائل الإعلام في اجتذاب المشاهد العربي من أمام شاشة الجزيرة، ولو لبرنامج ولو لخبر ولو للقطة، لا شيء يتسيّد المشهد غير الشّاشة السّاحرة وقوافل المدمنين العرب يلتهمون موادها، هناك تسلطنت الجزيرة وصعّدت من الفارق بينها وبين بقيّة المشهد الإعلامي العربي، كما صعّدت من نسقها.. أخبار، تقارير، برامج، تغطيات.. وصولا إلى ذروة الأداء الإعلامي الذي جسّده برنامج سرّي للغاية، هناك شعرنا كعرب بأنّنا شركاء مع الجزيرة، وأنّنا لم نعد صبيان حرفة لدى "BBC" أو "Fox News" أو "CNN".. لم نعد نجتر مرويات إعلام الروم، بفضل قناة الدوحة دخلنا سوق إنتاج المعلومة من بوابته الضخمة..

كانت الجزيرة تصنع الاختراقات بالجملة، تحرم العالم الغربي من رواياته الجائرة المنحازة ضدّ العرب والمسلمين، وتحرم الحاكم العربي من احتكار المشهد برمّته، وتمنح فرصة للشّعوب كي تقول وتعبّر وتتدرّب على الخروج من دهاليز الضخّ الرسمي. كانت الجزيرة هناك في معمعة ما بعد 11 أيلول/ سبتمبر، وكان صحفيها يسري فودة يطرّز ويصنّف من فنون الإبداع الصّحفي من خلال برنامج سرّي للغاية، وخاصّة حلقة "الطّريق إلى 11 سبتمبر".

في أحداث أيلول/ سبتمبر، لم تكتفِ الجزيرة بلحن القول العربي الرسمي من قبيل شرذمة وفلول وأعداء الإنسانيّة وخوارج العصر وأياد خفيّة.. قدّمت الجزيرة باكورة من التفاصيل وقرّبت المشهد جدّا وكثيرا من المواطن العربي، ووضعته أمام مسؤوليّة التفكيك والفهم وألغت له خاصيّة التلقين الروبوتي الرسمي الذي نبتت منه الجينات الفكريّة للعرب عبر عقود.

في أحداث أيلول/ سبتمبر، لم تكتفِ الجزيرة بلحن القول العربي الرسمي من قبيل شرذمة وفلول وأعداء الإنسانيّة وخوارج العصر وأياد خفيّة.. قدّمت الجزيرة باكورة من التفاصيل وقرّبت المشهد جدّا وكثيرا من المواطن العربي، ووضعته أمام مسؤوليّة التفكيك والفهم وألغت له خاصيّة التلقين الروبوتي الرسمي الذي نبتت منه الجينات الفكريّة للعرب عبر عقود
من خلال الجزيرة وعلى وقع أحداث أيلول/ سبتمّبر تعرّفنا على مفردات تحمّلنا مسؤوليّة ترتيبها بعيدا عن وزارات الإعلام العربي، من تلك الشّاشة وفي تلك الأيّام استمعنا إلى أسماء ومسميّات من قبيل: محمّد الأمير، يونايتيد إيرلاينز، السّاحل الشّرقي لفلوريدا، عصايتين وبينهم شرطة، كعكاية منها عصاية مدلّاية، يعني إيه... الماجستير التي تمّ تصديرها بالآيتين الكريمتين "قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ المُسْلِمِينَ".

كما تعرّفنا على الرّموز الأخطر والأشهر: "قبل ثلاثة أسابيع من ساعة الصّفر يتقمّص أبو عبد الرّحمن شخصيّة شاب يبعث من أمريكا لحبيبته جيني في ألمانيا برسالة عبر إحدى غرف الدردشة على الإنترنت، لم تكن جيني هذه سوى رمزي بين الشيبة، كتب لها حبيبها بالألمانيّة يقول: سيبدأ الفصل الدراسي الأوّل بعد ثلاثة أسابيع، ليس هناك أي تغييرات، كلّ شيء يسير على ما يرام، وهناك مبشّرات جيّدة وأفكار مشجّعة، مدرستان للدراسات العليا وجامعتان، كلّ شيء يسير حسب الخطّة، لهذا الصّيف سيكون بالتأكيد حارّاً، أريد أن أتحدّث إليكِ عن بعض التفاصيل، تسعة عشر شهادة للدراسة الخاصّة، وأربعة امتحانات، سلامي للبروفيسور. إلى اللقاء".

دشّنت الجزيرة عصر إعلام الشّعوب العربيّة، لكنّهم سرعان ما أطلقوا عليها قناة العربيّة وترسانة من قنوات أخرى لا همّ لها إلّا تشويه منبر الجماهير وسحب الكلمة من الشّوارع وإعادتها إلى القصور. لقد تجرّأت الجزيرة ودشّنت إعلام الشّعوب، لكنّها ظلّت وحيدة لسنوات وتحمّلت هالة من الضّغط الرّهيب، ثمّ لاحقا تمكّنت الدعاية الرسميّة ورأس حربتها "قناة 2003" من تشويه "قناة 1996" ودخلت قوافل الغباء الشّعبي على الخطّ، وانطلت عليهم الحيلة، وبعد أن تعلّموا التفكير الإعلامي من خارج صندوق الحاكم العربي، عادوا يشوّهون الجزيرة ويساعدون العربيّة وأشباهها على إعادتهم إلى الحظيرة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الجزيرة الإعلام 11 سبتمبر امريكا الجزيرة 11 سبتمبر الإعلام مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

انطلاق فعاليات المؤتمر العلمي الحادي عشر لصيدلة كفر الشيخ

انطلقت اليوم فعاليات المؤتمر العلمي الحادي عشر لكلية الصيدلة بجامعة كفر الشيخ، والذي يعقد بالتعاون مع نقابة الصيادلة بمحافظة كفر الشيخ، تحت عنوان "الذكاء الاصطناعي في الصيدلة والرعاية الصحية" وذلك تحت رعاية الدكتور عبد الرازق دسوقي، رئيس جامعة كفر الشيخ، و الدكتور رمضان الدوماني، عميد كلية الصيدلة ورئيس المؤتمر، والدكتور محمد فهمي، نقيب صيادلة كفر الشيخ، والدكتور رفيدة سالم وكيل الكلية لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، ومقرر المؤتمر.

شهد الفعالية حضور عدد من نواب رئيس الجامعة السابقين، إلى جانب عمداء الكليات، وممثلي نقابات الصيادلة بمحافظات الغربية والقليوبية والدقهلية والمنوفية، بالإضافة مشاركة واسعة متميزة من خبراء وأساتذة الصيدلة بالجامعات المصرية، ورؤساء الأقسام بالكلية، وعدد من شباب الصيادلة.

وفى مستهل كلمته أكد الدكتور عبد الرازق دسوقي، رئيس جامعة كفر الشيخ، أن الجامعة تولي اهتماماً بالغاً بدعم البحث العلمي وتطوير العملية التعليمية، بما يتماشى مع متطلبات العصر والتطورات التكنولوجية المتسارعة. وأشاد بموضوع المؤتمر الذي يعكس وعي كلية الصيدلة بأهمية التحول الرقمي وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات الرعاية الصحية والصيدلة، مشيراً إلى أن الجامعة تسعى باستمرار إلى تعزيز قدرات طلابها، وتزويدهم بالمعرفة والمهارات التي تؤهلهم لمواكبة سوق العمل المتغير.

وأعلن رئيس الجامعة عن بدء الدراسة في جامعة كفر الشيخ الأهلية اعتباراً من العام الجامعي المقبل، مشيراً إلى أنها تُعد ثاني أكبر جامعة أهلية في تاريخ مصر، حيث تضم 13 كلية وتقدم 52 برنامجاً أكاديمياً متنوعاً، بما يعكس توجه الدولة نحو التوسع في التعليم الأهلي وتقديم برامج نوعية تواكب احتياجات التنمية وسوق العمل المحلي والدولي.

ومن جانبه، أكد الدكتور رمضان الدوماني، عميد الكلية ورئيس المؤتمر، أن تنظيم المؤتمر يأتي في إطار مواكبة التحولات العالمية المتسارعة في قطاعي الصيدلة والرعاية الصحية، ويعكس التزام الكلية بدورها الحيوي في دعم توجهات الدولة نحو بناء نظام صحي وتعليمي متكامل قائم على المعرفة والتكنولوجيا. وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح أحد أبرز أدوات الثورة الرقمية في المجال الطبي، لما له من تأثير بالغ في تحسين دقة التشخيص، وكفاءة إدارة البيانات الطبية، وفعالية العلاج الدوائي. وشدد على أن كلية الصيدلة بجامعة كفر الشيخ تعمل على تفعيل محاور الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، عبر تطوير برامجها الأكاديمية وربطها بالواقع العملي، ودمج مفاهيم الابتكار المستدام داخل منظومتها التعليمية والبحثية، بما يعزز من جاهزية الخريجين لمتطلبات سوق العمل المتغير، ويدعم إنتاج حلول مبتكرة تستجيب لاحتياجات المجتمع. وأضاف أن الكلية تتبنى رؤية واضحة نحو دمج التقنيات الذكية في التعليم الصيدلي، وتوفير بيئة محفزة على الإبداع والبحث، بما يسهم في تخريج كوادر علمية قادرة على قيادة التحول في القطاع الصحي على أسس علمية وتكنولوجية متقدمة.

وفي كلمته، أشاد الدكتور محمد فهمي، نقيب صيادلة كفر الشيخ، بجهود كلية الصيدلة في تنظيم هذا الحدث العلمي المتميز، مؤكداً أن الذكاء الاصطناعي أصبح عنصراً محورياً في مستقبل مهنة الصيدلة، مشدداً على أهمية تكامل الأدوار بين المؤسسات الأكاديمية والنقابية لإعداد جيل من الصيادلة قادر على الإبداع والابتكار، وتحقيق نقلة نوعية في الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.

وتتمتع كلية الصيدلة بجامعة كفر الشيخ بمكانة علمية مرموقة بين نظيراتها من كليات الصيدلة في الجامعات المصرية، حيث تحرص الكلية على توفير بيئة تعليمية متطورة تواكب أحدث المستجدات العالمية في مجالات التعليم الصيدلي والبحث العلمي.

كما تحرص الكلية على تشجيع طلابها على الانخراط في البحث العلمي والمشاركة في المؤتمرات والمسابقات العلمية، إلى جانب عقد شراكات علمية مع المؤسسات البحثية والجامعات الدولية المرموقة. وتُعد الكلية نموذجاً يحتذى به في مواكبة التطورات التكنولوجية وتسخيرها لخدمة التعليم والرعاية الصحية، مما يساهم في تخريج كوادر صيدلانية ذات كفاءة عالية، قادرة على الإسهام بفاعلية في تطوير القطاع الصحي في مصر والمنطقة.

مقالات مشابهة

  • العدوان الأمريكي وحسابات المرتزقة..؟!
  • اقرأ غدًا في «البوابة».. الأوضاع في غزة خطيرة للغاية
  • بكالوريا مهنية.. فتح خمس شعب أساسية في سبتمبر المقبل
  • وفاة الجابوني أرون بوبيندزا بعد سقوطه من الطابق الحادي عشر بالصين
  • البيض يحتوي على عنصر مهم للغاية لصحة الدماغ
  • مدير مستشفى الأصابعة: الإمكانيات المتاحة محدودة للغاية ولا تتناسب مع حجم الكارثة
  • تقرير سري للغاية يثير مخاوف جديدة حول دور الإمارات في حرب السودان
  • التربية تعلن موعد امتحان الثانوية العامة لطلبة الصف الحادي عشر
  • انطلاق فعاليات المؤتمر العلمي الحادي عشر لصيدلة كفر الشيخ
  • تكريم الفائزين بجائزة الشارقة للإبداع العربي