اللواء فؤاد علام: أثيوبيا وبمساعدة أطراف خارجية قد تدفع مصر لعمل عسكري بسبب سد النهضة
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
أوضح الخبير الأمني المصري، اللواء فؤاد علام، أن إثيوبيا وبمساعدة أطراف خارجية، تسعى إلى وضع مصر في موقف قد يضطرها للدخول في عمليات عسكرية بسبب سد النهضة.
إقرأ المزيد تحرك عاجل في مصر إثر ورود أنباء عن نية إثيوبيا بناء سد جديد على نهر النيلوفي تصريحات لموقع "مصراوي"، قال اللواء علام: ".. إذا اضطررنا إلى أن ندخل في عملية عسكرية ستكون مكلفة ومؤثرة جدا ونتائجها غير مضمونة بشكل أو بآخر.
وكانت وزارة الخارجية المصرية، قد أصدرت بيانا بشأن سد النهضة الإثيوبي قالت فيه: "اتصالا بما تم الإعلان عنه يوم الأحد 10 سبتمبر الجاري حول إتمام إثيوبيا عملية الملء الرابعة لخزان سد النهضة، فإن ذلك يعد استمرارا من جانب إثيوبيا في انتهاك إعلان المبادئ الموقع بين مصر وإثيوبيا والسودان عام 2015، والذي ينص على ضرورة اتفاق الدول الثلاث على قواعد ملء وتشغيل السد الإثيوبي قبل الشروع في عملية الملء".
وأردف: "اتخاذ إثيوبيا لمثل تلك الإجراءات الأحادية الجانب يعد تجاهلا لمصالح وحقوق دولتي المصب وأمنهما المائى الذي تكفله قواعد القانون الدولي. وهذا النهج، وما ينتج عنه من آثار سلبية، يضع عبئا على مسار المفاوضات المستأنفة، والتي تم تحديد أربعة أشهر للانتهاء منها، والمعقود الأمل في أن تشهد جولتها القادمة المقرر عقدها في أديس ابابا، انفراجة ملموسة وحقيقية على مسار التوصل إلى اتفاق على قواعد ملء وتشغيل السد".
المصدر: "مصراوي"
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا أخبار مصر أخبار مصر اليوم تويتر سد النهضة غوغل Google فيسبوك facebook نهر النيل سد النهضة
إقرأ أيضاً:
الكرسي بين الوظيفة والرمزية
ما من مرة نلتقي بأصدقائنا إلّا ويقدّم الصغير سنا بيننا الكرسي الافضل للكبير سنا أو مقاما. وهذا ماجعلني أبحث عن الكرسي ورمزيته وأجعله موضوعا لمقالي.
في لغتنا العربية كُرسيّ (ج. كراسٍ) ويعني مقعدٌ من الخشب ونحوِه لجالس واحد، والكُرْسِيُّ أيضا مركزٌ علميٌّ في الجامعة يشغَله أُستاذٌ، وكرسيّ المُلْك: عَرْشه. والفعل الشائع المشتق من جذر كرسي هو: كرَّسَ يكرِّس، تكرِيسًا، وكَرَّسَ البِنَاءَ: أَسَّسَهُ. وطبعا لاننسى الاسم الذي لازمنا في سنوات الدراسة: كُرّاس (ج. كَرَارِيسُ أو كُرَّاسَاتٌ).
وفي الانجليزية يسمّي الكرسي "chair" والتي جاءت من اللغة الفرنسية القديمة "chaiere" (الكرسي، المقعد، العرش)، وهي مشتقة من الكلمة اللاتينية "cathedra" مما يبرز مكانة الكرسي كرمز للسلطان والهيبة على نحو مشابه لمعناه في لغتنا العربية.
واستعمال الكرسي يظهر الفرق بين مكانة الجالس والواقف، فالجالس في الغالب يكون أعلى رتبة من الواقف في حضرته. فلا غرابة أن الكرسي كان رمزًا للسلطة الحاكمة، حيث كان يرتبط بالملوك والاباطرة. ففي مصر القديمة كان الفراعنة يظهرون في الفنون القديمة وهم يجلسون على عروش فخمة مصممة بعناية تعبيرًا عن مكانتهم العالية. كما كانت هذه العروش تُصوّر كأدوات للهيمنة والفصل بين الملك والشعب. وهذا الرابط بين الكرسي والسلطة استمر في الثقافتين اليونانية والرومانية، حيث كانت كلمة "cathedra" ترتبط بالتماثيل واللوحات التي تُظهر الشخصيات البارزة مثل الأباطرة والفلاسفة.
ومع بداية عصر النهضة في أوروبا، شهد الكرسي تحولًا في رمزيته. ففي الوقت الذي ظلّ فيه رمزًا للسلطة، بدأت تكنولوجيا التصميم تسمح بإنتاج كراس أصبحت متاحة لأوسع طبقات المجتمع. وأصبح الكرسي في الفن والأدب ليس مجرد أداة للراحة، بل رمزًا للكرامة الشخصية. مثّل الكرسي في أعمال فناني النهضة مثل دافينشي وميكل أنجلو الراحة والرفاهية، ما يعكس التغيير الاجتماعي في ذلك الوقت.
في القرن العشرين استخدم فنانون مثل آندي وارهولAndy Warhol وجوزيف بويز Joseph Beuys الكرسي في أعمالهم لاستكشاف موضوعات مثل الاستهلاكية والهوية والتغيير السياسي. يبرز استخدام آندي وارهول في رسمه "الكرسي الكهربائي" عام 1967عن رأيه في الاعدام بينما يرمز "الكرسي الدهني" (Fat Chair) للفنان جوزيف بويز إلى مكونات الجسد البشري. وفي عصرنا الحديث ظهركرسي المونوبلوك monobloc الكرسي البلاستيكي الأبيض الأكثر شيوعًا في العالم.
يظل الكرسي رمزًا غنيًا ومعقدًا يعكس تطور الأفكار والمفاهيم عبر العصور محتفظا بأهمية متعددة الأوجه في فهمنا للجسد، والهوية، والسلطة، والراحة.