نساء وأطفال اليمن أهداف مستمرة لتحالف العدوان ومرتزقته
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
الأسرة/خاص
حتى في مرحلة خفض التصعيد العسكري وفي فترات الهدنة تظل ونساء وأطفال اليمن “هدفا مشروعا” لتحالف العدوان السعودي الأمريكي ومليشياته المحلية التي تجد في هذه الفئة الاجتماعية الأكثر ضعفا والأقل حماية من قبل المجتمع الدولي ومؤسساته الكبرى المعنية بحماية الأمومة والطفولة في مختلف بلدان العالم، لكن عندما يتعلق الأمر بالانتهاكات التي تطال النساء والأطفال في اليمن فإنها غالبا ما تفضل الصمت في أحسن الأحوال أو تسارع إلى تحميل الضحية المسئولية وتحاول التبرير للجاني.
جريمة جديدة مروعة
خلال الأيام القليلة الماضية أقدمت قوى تحالف العدوان السعودي على ارتكاب جريمة مروعة بحق المدنيين في احدى القرى النائية بمحافظة تعز راح ضحيتها 17شهيدا وجريحا معظمهم من النساء الأطفال تتراوح اعمار الأطفال من الضحايا ما بين 4 – 7 سنوات ناهيك عن النساء .
الجريمة الجديدة كان مسرحها منزل مواطن في إحدى قرى منطقة الغوشاء عزلة أخدوع أسفل بمديرية مقبنة محافظة تعز وأسفرت عن استشهاد أربعة شهداء و13جريحا معظمهم من النساء والأطفال لتضاف إلى قائمة من الجرائم الوحشية التي ارتكبها تحالف العدوان وأدواته بحق نساء وأطفال اليمن طوال التسع السنوات الماضية.
هذه الجرائم -كما يقول ناشطون وحقوقيون- تظهر مدى وحشية العدوان ومرتزقته، وتجاهلهم كل المبادئ والقوانين الإنسانية والمعاهدات والمواثيق، وتشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.
السلطات المحلية بمحافظة تعز أكدت عقب الجريمة أن استمرار جرائم العدوان وقتل وتشريد المواطنين، يؤكد رفض دول العدوان ومرتزقتها لكل المساعي والجهود الرامية إلى إحلال السلام، كما يكشف عن تغاضٍ وتواطؤ مكشوف من المجتمع الدولي والأمم المتحدة تجاه معاناة الشعب اليمني.
وأشارت إلى أن مثل هذه الجرائم لن تزيد الشعب اليمني إلا صمودًا وثباتًا في مواجهة العدوان حتى تحقيق النصر الكامل، ولم تغفل السلطات المحلية في تعز كما تفعل السلطات والمنظمات الحقوقية في مختلف مناطق البلاد منذ بدء العدوان في مارس من العام 2015 أن تدعو المنظمات الإنسانية والحقوقية إلى تحمل مسؤوليتها الإنسانية والأخلاقية والتدخل لوقف هذه المجازر، وتقديم المساعدات الطبية والإغاثية للمصابين والمتضررين، والعمل على فضح جرائم تحالف العدوان ومحاسبة المسؤولين عنها.
إدانات واسعة
مكتب حقوق الإنسان بمحافظة تعز سارع إثر الجريمة إلى إدانة، الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها مسلحو تحالف العدوان بحق النساء والأطفال، والاستهداف المستمر للمناطق الآهلة بالسكان في المحافظة.
وأشار إلى أن مسلحي التحالف استهدفوا بقصف مدفعي عزلة الاخدوع بمديرية مقبنة، ما أدى إلى استشهاد أربعة مدنيين بينهم طفلان وإصابة 13 بينهم ثماني نساء وأربعة أطفال.
ولفت إلى أن هذه الجريمة بحق الأطفال والنساء، تأتي ضمن سلسلة الجرائم التي يرتكبها التحالف في المحافظة.. معتبرا استهداف المناطق السكنية جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية وانتهاك سافر لحق الطفولة في الحياة.
وجدد مكتب حقوق الإنسان، المطالبة بوقف هذه الجرائم وتجنيب المناطق الآهلة بالسكان من الاستهداف.
وحمل البيان التحالف المسؤولية الجنائية الكاملة إزاء هذه الجرائم، وكذا المجتمع الدولي لصمته المستمر تجاه هذه الجرائم المتكررة.
ودعا المنظمات الدولية والمحلية المعنية بحقوق الإنسان، إلى رصد وتوثيق هذه الجرائم والعمل على ملاحقة مرتكبيها حتى تطالهم أيدي العدالة.
خسائر مهولة
تتحدث التقارير والإحصائيات التي تصدرها المنظمات المدنية المحلية المختصة في حماية الأمومة والطفولة عن أرقام فلكية للخسائر في أوساط النساء والأطفال منذ بداية العدوان على اليمن
وتؤكد منظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل عن استشهاد وإصابة أكثر من 13 ألف طفلا وامرأة، جراء العدوان بصورة مباشرة منذ بداية العدوان على اليمن حتى مايو الماضي
ودأبت منظمة انتصاف وغيرها من المنظمات والجمعيات المعنية في تقاريرها الشهرية والدورية الخاصة بالرصد والتوثيق للجرائم التي تستهدف النساء والاطفال في اليمن على استنكار الصمت الدولي والأممي المخزي، إزاء جرائم تحالف العدوان السعودي الأمريكي وانتهاكاته للقوانين والمواثيق الدولية والإنسانية والأعراف والشرائع السماوية.
وتشير إلى أن القوانين والمواثيق الدولية والإنسانية تهدف لتوفير الحماية بشكل رئيسي للأطفال والنساء . موضحة: ان إحدى القواعد الأساسية في القانون الإنساني والدولي، تؤكد وجوب الحرص على التمييز بين المقاتلين والمدنيين.
وتبين المنظمات الحقوقية المختصة أن الطبيعة المدنية الصرفة لمكان الجرائم، تؤكد تعمد قوات التحالف السعودي، انتهاك مبادئ وقواعد القانون الدولي الإنساني ومنها مبادئ الإنسانية والتمييز والتناسب، ما جعل هذه الجرائم ترقى إلى جرائم حرب ضد الإنسانية.
مجددة التأكيد على تحمل تحالف العدوان بقيادة السعودية المسؤولية عن كافة الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين، خاصة النساء والأطفال منذ تسعة أعوام.
وتطالب المجتمع الدولي والمنظمات الأممية والهيئات الحقوقية والإنسانية بتحمل المسؤولية القانونية والإنسانية تجاه الانتهاكات والمجازر البشعة بحق المدنيين من أبناء الشعب اليمني، داعية أحرار العالم إلى التحرك الفعال لإيقاف العدوان وحماية المدنيين من النساء والأطفال.
وتجدد المنظمات مطالباتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن القيام بواجبهم والاضطلاع بالمسئولية إزاء جرائم العدوان، والعمل على إيقافها ورفع الحصار وتشكيل لجان دولية مستقلة للتحقيق في جميع الجرائم المرتكبة بحق الشعب اليمني، ومحاسبة كل من يثبت تورطه فيها.
لكن تلك الدعوات والمناشدات تقابل بالتجاهل واللا مبالاة لتستمر الجرائم الموجهة ضد أطفال ونساء اليمن في اتساع مضطرد في زمن المواجهات وحتى خلال فترات خفض التصعيد العسكري.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: النساء والأطفال المجتمع الدولی تحالف العدوان الشعب الیمنی هذه الجرائم إلى أن
إقرأ أيضاً:
4 نوفمبر خلال 9 أعوام.. شهداء وجرحى وتدميرٌ للأعيان المدنية والبنى التحتية بغارات العدوان على اليمن
يمانيون – متابعات
واصل العدوانُ السعوديّ الأمريكي، في مثل هذا اليوم 4 نوفمبر خلال الأعوام 2015م، 2016م، ارتكابَ جرائم الحرب، بغارات هستيرية استهدفت المدنيين والأعيان المدنية، بمحافظة صعدة.
وأسفرت عن شهداء وجرحى، وتدمير عشرات المنازل والمزارع، وشبكة اتصالات، ومحطتَي وقود ومسجد وورشة صيانة سيارات، وخسائر مادية بالملايين، وتشريد عشرات الأسر من منازلها، ومضاعفة الأوضاع المعيشية، وقطع الطرقات، وحرمان الأهالي من أبسط الخدمات.
وفيما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان بحق الشعب اليمني في مثل هذا اليوم:
4 نوفمبر 2015.. شهيدان وتدميرٌ للممتلكات والبنى التحتية بقصف العدوان على مناطق متفرقة بصعدة:
في يوم 4 نوفمبر، عام 2015م، ارتكب طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، جرائم حرب تضاف إلى سجل جرائمه بحق الإنسانية في اليمن، مستهدفًا منازل وممتلكات المواطنين في منطقة غمار بمديرية رازح، وشبكة الاتصالات في منطقة آل ساري بمديرية سحار، والخط العام بمدرية رازح، بغارات هستيرية وحشية على محافظة صعدة.
وأسفرت عن شهيدين وتدمير للممتلكات الخَاصَّة والعامة، ومضاعفة معاناة الأهالي وحرمانهم من حق التواصل بذويهم وأهاليهم ومعيليهم، والحد من حقهم في الحياة وحرية التنقل وإدخَال المواد الغذائية، في ظل أوضاع معيشية قاسية.
المدنيون أهداف سهلة:
في مديرية رازح استهدف طيران العدوان منطقة غمار، بغارات وحشية مباشرة أسفرت عن شهيدين، وترويع النساء والأطفال، وتدمير للمنازل، وتشريد أهلها منها، في مشهد إجرامي يكشف إجرام العدوان، وحقده الدفين على الشعب اليمني.
كان الأهالي ينامون في منازلهم ويعملون في مزارعهم، والنساء والأطفال في انسجام وتناغم حسب أيامهم المعتادة وحياتهم الطبيعية، لكن غارات العدوان حولت كُـلّ ذلك إلى مشهد صاخب من البكاء والصراخ والدموع والخوف والفرار، ومشاهد الدماء والدمار، والأشلاء، وفقدان الأحبة والجيران، والأقارب والأصدقاء، في لحظة غادرة من السماء، قضت على كُـلّ الأحلام والآمال، وضاعفت موجات النزوح والتشرد، والآثار النفسية المعززة للرعب والخوف في كُـلّ لحظة وعند كُـلّ صوت شبيه لغارات العدوان.
يقول أحد الأهالي: “هذه منازلنا المدمّـرة التي نزحنا منها قبل أَيَّـام، كنا مدركين أنها أهداف لغارات العدوان، وما يسعى إليه هو إهلاك الحرث والنسل، هدف الإبادة، فنزحنا إلى الجبال، وأثناء الغارات كنا نشاهد منازلنا تقصف أمام أبصارنا ولا نملك أية حيلة للدفاع عنها سوى الجهاد في سبيل الله والنفير العام ورفد الجبهات هذا هو الضامن الوحيد لحماية الشعب وممتلكات الأهالي”.
شبكة الاتصالات على قائمة الأولويات:
لم يكتفِ طيران العدوان باستهداف رازح، بل امتدت استهدافاته لشبكة الاتصالات في منطقة آل ساري في مديرية سحار، مخلفة دماراً وخراباً في الشبكة وملحقاتها ومولداتها الكهربائية، وأخرجتها عن الخدمة بشكل كامل، زادت من معاناة سكان المناطق المجاورة، وحرمانهم من حق التواصل بمعيليهم وذويهم العاملين خارجها.
هنا أُمٌّ جُرِحَ فلذةُ كبدِها بغارة وحشية، وهو في المزرعة، وأخرى أبناؤها وزوجها جرحى على الطريق العام وتم إسعافهم إلى أحد مستشفيات المدينة، وتود التواصل بهم وتطمئن عليهم وتتابع مستوى صحتهم وتعافيهم، وأُمٌّ ثالثة زوجها وابنها في بلاد الغربة كانت تتواصل بهما لإرسال مصاريف المنزل ومتطلبات الحياة، لكن طيران العدوان أوقف كُـلّ ذلك وعزل آلاف سكان المنطقة عن العالم الخارجي؛ ما ضاعف معاناتهم المعيشية والنفسية وزاد الوضع سوءاً إلى ما هو عليه من تفاقم متكرّر.
أحد المواطنين يصف المعاناة: “شبكة اتصالات حرمونا منها مثل ما دمّـروا منازلنا وبرك الماء وآبار المياه والمزارع، دمّـروا الاتصالات؛ مِن أجلِ يعزلونا عن العالم ويقتلونا بصمت ولا أحد يعرف ولا يتعالج ولا يجد من يسعفه، كُـلّ مقومات الحياة مستهدفة، ماذا نسمي هذا”.
شريان الحياة هدف للعدوان:
وفي سياق متصل، امتدت غارات العدوان إلى مديرية رازح، مستهدفةً الطريق العام بسلسلة غارات مدمّـرة، أسفرت عن تدمير الطريق وإعاقة حركة السير، وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية، وإدخَال التموينات الغذائية، والدوائية، في ظل عدوان وحصار متواصل فاقم من معاناة الأهالي.
ما إن قرّر العدوان تكثيف جرائمه بحق المدنيين في محافظة صعدة حتى باتت الطرقات أحد الأهداف المدنية الهامة على قائمة الأولويات والإحداثيات في بنك الأهداف لدى غرف القيادة والسيطرة، في الرياض وواشنطن وأبو ظبي؛ فحولت الطرق الرئيسة المعبدة والمسفلتة إلى حفر عملاقة غائرة في الأرض، وممتدة بعرض خط السير من عرض الجبل إلى حافة الطريق، في مشهد تدميري حاقد منع مرور سيارات ودراجات الأهالي، وأخّر وصول البضائع، وإسعاف الجرحى والمرضى، وضاعف من معاناة المزارعين والتجار، وكلّ شرائح المجتمع.
يقول أحد الأهالي: “طيران العدوان استهدف المواطنين، قبل صلاة الفجر، وهم مسافرون في الخط العام آمنون ما عليهم شيء، كانوا يبيعون ويشترون، هذا عدوان لا يرضي الله ولا رسوله، هذه أشلاء المدنيين هل ترضيك يا سلمان؟! هل هذا العمل إعادة للشرعية التي تتحدثون عنها! ما هذا يا عالم! هذه إبادة للشعب اليمني”.
4 نوفمبر 2016.. العدوان يستهدف محطات الوقود ومنازل المدنيين ويفاقم المعاناة بصعدة:
وفي 4 نوفمبر من العام 2016م، ارتكب طيران العدوان السعوديّ الأمريكي جريمة حرب جديدة بحق المدنيين، مستهدفاً بغاراته الوحشية المباشرة، منزل أحد المواطنين ومحطتي وقود وورشة صيانة سيارات في مناطق آل عقاب ونسرين والحمزات، بمحافظة صعدة، في جرائم حرب مكتملة الأركان، على أهداف وأعيان مدنية، محمية وفقًا للقانون الدولي الإنساني العام.
خلفت هذه الغارات دمارًا هائلًا في الممتلكات العامة والخَاصَّة، وتحولت أحياء سكنية إلى أنقاض، وتشرد العائلات من منازلها، وانتشرت حالة من الخوف والرعب بين السكان، وقد روى شهود عيان مشاهدَ مأساوية، حَيثُ شوهدت سحب الدخان تتصاعد من الأماكن المستهدفة، والألسنة النارية تلتهم كُـلّ ما يحيط بها.
يقول أحد الأهالي من وسط حفرة عملاقة مكان محطة الوقود: “هذه المحطة تم استهدافها للمرة الثانية، وإخراجها عن الخدمة، والمنزل المجاور لها والمحلات، وهذا عدو جبان متغطرس استهدف ذات المكان في منطقة بركان، وقطع الطرقات، لمنع المواطنين من أن يصلوا إلى مناطقهم، وكلّ يوم لا تشرق شمس ولا تغرب إلا وتسفك دماء الأبرياء وتدمر الممتلكات، من قبل هؤلاء المجرمين”.
مواطن آخر في منطقة أُخرى يقول: “هذه المحطة من ضمن ثلاث محطات وأكثر من خمس محطات تم استهدافها خلال أَيَّـام معدودة، وكذا الطرقات يتم التركيز عليها لمنع وصول الإمدَادات الغذائية والدوائية وإسعاف المرضى والجرحى، ومضاعفة المعاناة وإجبار المواطنين على النزوح والتشرد، ومحاولة للنيل من الصمود”.
الورشة والمنازل ومحطات البترول حَوَّلها طيران العدوان إلى كومة خراب ودمار وخسائر بالملايين، وأجبر أصحابها على النزوح والبحث عن مأوى جديد ومصدر رزق آخر.
تؤكّـد هذه الجريمة حجم الاستهداف الممنهج الذي يتعرض له المدنيون وأعيانهم المدنية، فمحطات الوقود التي تستهدف تخدم المدنيين وتوفر لهم الوقود اللازم لتسيير الحياة وتحريك السيارات وبيع المنتجات الزراعية وإسعاف الجرحى والمرضى، وتوليد الطاقة، وورش الصيانة ضرورية لضمان استمرار الحياة اليومية، أما استهداف المنازل فهو جريمة لا تغتفر تستهدف أمن وسلامة الأسر.
تضاف هذه الجريمة إلى سلسلة طويلة من الجرائم التي يرتكبها العدوان بحق الشعب اليمني؛ ما يفاقم من معاناة المدنيين الذين يعيشون تحت وطأة العدوان والحصار، ومعاناتهم من نقص حاد في المواد الغذائية والطبية، وتدهور الخدمات الأَسَاسية.