21 سبتمبر.. أيقونة التحرر من الوصاية والارتهان
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
شكلت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر علامة فارقة في تاريخ اليمن المعاصر، وتحولا مفصليا في حياة اليمنيين بعد عقود من التبعية والعمالة والارتهان والفساد، والمؤامرات الخطيرة التي كان يتعرض لها اليمن بعد أن وصلت البلاد إلى حالة استلاب القرار السياسي.
وتكمن أهمية هذه الثورة المجيدة في أنها حققت إنجازات عظيمة ونقلت الشعب اليمني من وضع كان فيه مسلوب الإرادة والقرار.
الثورة /…
كما أن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر كرست مفهوم الشراكة الحقيقية، وانتصرت بالتحرك المسؤول والفاعل لكافة مكونات الشعب اليمني، رغم التآمر الأمريكي والسعودي والتهديدات التي كان يطلقها مجلس الأمن، لكن أبناء اليمن تمكنوا من الخروج من الوصاية والارتهان وفرض إرادتهم بحكمة القيادة الثورية.
وفي الوقت الذي تحل علينا فيه الذكرى التاسعة لهذه الثورة المباركة، وهي تزخر برصيد حافل من الإنجازات الباذخة في كافة المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية، نستعرض بعضاً من هذه الإنجازات:
سياسيا
بعد أن ظلت اليمن لعقود مضت بمثابة حديقة خلفية للسعودية ومن ورائها أمريكا، وكان سفيرا الرياض وواشنطن هما الحاكمان الفعليان لليمن، حيث عملت السعودية على شراء الكثير من الولاءات القبلية والدينية وإثارة الفتن والنعرات وتمزيق النسيج الاجتماعي، في الوقت الذي اتجه فيه السفير الأمريكي إلى اختراق الحالة الشعبية، وبدأ بتنسيق علاقات مباشرة مع بعض الشخصيات الاجتماعية، والمشايخ، والوجاهات الاجتماعية، وحاول أن يعزز له ارتباطات مع بعض المناطق، واتجه إلى وجهة أخرى هي المجتمع المدني؛ ليتغلغل من هذه النافذة، وأصبح يتدخل في كل شؤون اليمن بما يخدم السياسات الأمريكية الاستعمارية العدائية.
التحرر من الوصاية
جاءت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر كضرورة وطنية وشعبية ملحة، وحققت إنجازات عدة، لعل أهمها وأكبرها – كما يقول قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي «يحفظه الله»، في أحد خطاباته – «تحرر الشعب اليمني من الوصاية الخارجية واستعادة حقه في الاستقلال والسيادة والحرية».
إسقاط مشروع الأقلمة
حيث أسقطت ثورة الـ 21 من سبتمبر كليا مشروع الأقلمة والوصاية الدولية على اليمن التي جاءت محمولة على قرارات مجلس الأمن وما يسمى بالفصل السابع، والذي كان الغرض منه تمزيق اليمن وتجزئته، وتغذية الصراعات والاغتيالات، ونشر الفوضى والحروب فيه وغيرها.
شراكة وطنية
إلى ذلك فإن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، عملت على تشكيل حكومة كفاءات وشراكة وطنية بعيدا عن الإملاءات والتدخلات الخارجية، بالإضافة إلى تطهير البلاد من العملاء وهوامير الفساد واستعادة الموارد من أيدي العابثين والناهبين.
مقاومة التطبيع
كذلك فإن ثورة الـحادي والعشرين من سبتمبر مثلت فاصلاً وسداً منيعاً ضد التطبيع، ولولا هذه الثورة الـعظيمة لكان اليمن قد سبق الإمارات والبحرين في التطبيع مع كيان العدو الصهيوني، وفي هذا الصدد، كشف قائد الثورة “المسار المنحرف الخطير، الذي بدأت السلطة تسير فيه آنذاك للتطبيع مع إسرائيل، والعلاقة مع إسرائيل، ويشير إلى أنه أتى آنذاك مسؤولون إسرائيليون في مراحل معينة إلى صنعاء بطريقة سرية، وكانت لهم لقاءات، واتفاقيات، وترتيبات لتعزيز هذه الحالة في المستقبل وفق مسار مرسوم، مبيناً أن هذا شيء طبيعي في ظل الخضوع لأمريكا، ولكنه غير طبيعي بالنسبة للشعب في هويته الإيمانية، وموقفه المسؤول، الإنساني والمبدئي في العداء للعدو الإسرائيلي».
الوضع الأمني
قبل ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر كان الوضع الأمني في اليمن في ذروة الضعف والانهيار والانفلات والصراعات البينية الطاحنة بين أوساط المجتمعات، أبرزها الثأرات القبلية والمناطقية والطائفية، إضافة إلى حالة الفوضى الأمنية العارمة التي تسببت بها التنظيمات الإرهابية أيادي أمريكا “داعش والقاعدة”، وأصبح القتل والتفخيخ والتفجير قبل الثورة يمارَس بصورة شبه يومية، بل وصل الأمر إلى الحد الذي عجز فيه منتسبو الجيش والأمن عن ارتداء بزتهم العسكرية الرسمية ورتبهم؛ خوفاً من الاستهداف والقتل، الذي طال المئات منهم؛ نتيجة انهيار الوضع الأمني، والاستهداف والتدمير الممنهج للجيش والمؤسّسة الأمنية من قبل الجماعات التكفيرية، سواءً بالاغتيالات والتفجيرات أو غيرها.
فوضى واغتيالات
لم يكن هناك شبر آمن في اليمن لم تصل إليه الفوضى، والاغتيالات والذبح والإخفاء القسري والتفجيرات الانتحارية التي طالت كُـلّ شيء، حيث وصلت عمليات الاغتيال والإخفاء القسري في تلك الفترة، بحسب إحصائية أمنية للفترة من 1990 حتى 2014م، إلى ثمانية آلاف و132 عملية، منها ما يزيد عن 1364 عملية اغتيال في ذروة التدخل الأمريكي خلال عامي 2011 و2014.
نجاحات مذهلة
بعون الله وتمكينه وبفضل قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله)، والقيادات الأمنية والعيون الساهرة على أمن واستقرار الوطن، حققت ثورة الـ21 من سبتمبر إنجازات متراكمة ونجاحات مذهلة على الصعيد الأمني بدءاً بالقضاء على جيوب الجماعات التكفيرية داعش والقاعدة وتطهير كافة المناطق من تواجدها بشكل نهائي، وتأمين الطرقات للمسافرين، والقضاء على فتنة ديسمبر.
منظومة أمنية واستخباراتية قوية
بالإضافة إلى ذلك استطاعت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر في ظل اهتمام وحرص القيادة الثورية والسياسية، بناء منظومة أمنية واستخباراتية قوية وفعالة، لمواجهة الحرب الأمنية والاستخباراتية لدول العدوان، ووصلت إلى درجة التفوق على تلك الحرب التي يشنها العدوان ضد الشعب اليمني، وأصبحت المؤسّسة الأمنية بعد ثورة 21 سبتمبر، ورغم استهدافها المباشر، حاضرة بقوة وفاعلية عالية في الواقع العملي، ويرتقي أداؤها نحو الأفضل يوماً بعد يوم، كما أن لها برنامجها المهم في البناء والتصحيح والتطوير، وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في المحافظات الحرة، وحفظ النظام وسيادة القانون ومكافحة الجريمة وإفشال مؤامرات ومخطّطات العدوان لاستهداف الجبهة الداخلية، كُـلّ ذلك لم يأتِ من فراغ، بل كان نتائج عمل دؤوب ومتواصل في الإعداد وإعادة البناء والتدريب والتأهيل لهذه المؤسّسة الوطنية التي أصبحت اليوم أقوى وأكثر فاعلية في القيام بمهامها وأكثر نجاحاً.
إنجازات بالأرقام
تؤكد وزارة الداخلية في تقريرها الذي أصدرته في 22 مارس من العام الجاري، أن إجمالي إنجازاتها الأمنية منذ بدء العدوان بلغ 288 ألفاً و866 إنجازا أمنيا.
حيث تمكنت وزارة الداخلية من إحباط المخططات الإجرامية للعدو خلال 8 أعوام من ضبط ألف و310 خلايا تابعة للعدوان كانت تخطط لتنفيذ مخططات تخريبية واغتيالات في العاصمة صنعاء والمحافظات الحرة.
كما تمكنت وزارة الداخلية من إفشال 347 عملية انتحارية للعناصر التكفيرية كانت تستهدف المواطنين في الأماكن العامة، وضبط وتفكيك 3 آلاف و 207 عبوات ومتفجرات كانت قد أعدتها العناصر التابعة للعدوان لاستهداف حياة المواطنين في الطرقات والأماكن العامة بالإضافة إلى ضبط ألف و 23 عنصرا تابعا للجماعات التكفيرية.
وبحسب تقرير وزارة الداخلية الصادر في مارس المنصرم، تم ضبط 24 الفاً و965 عنصرا جندهم العدوان للقيام بعمليات تخريبية تستهدف الأمن والاستقرار، بالإضافة إلى إلقاء القبض على (ألفين و 94 عنصرا ) جندهم العدوان للقيام بعمليات الرصد وتحديد الأهداف.
وفي مجال مكافحة المخدرات والخمور نفذت وزارة الداخلية منذ بداية العدوان 12 ألفاً و634 عملية، ضبطت خلالها مئات الأطنان من الحشيش المخدر وكميات كبيرة من أصناف المخدرات الأخرى والخمور، وجميعها كانت قادمة من المناطق التي يسيطر عليها العدوان ومرتزقته.
أما في مجال ضبط ومكافحة الجرائم الأخرى على اختلاف أنواعها.. فقد تمكنت وزارة الداخلية خلال نفس الفترة من ضبط 194 ألفاً و 39 جريمة جسيمة و 982 عملية ضبط جريمة تزوير وتنفيذ 16 ألفاً 854 عملية ضبط واستعادة مسروقات وضبط 461 عملية جريمة قطع الطريق.
وبحسب التقرير فقد بلغ عدد العصابات الإجرامية المنظمة التي تم ضبطها خلال الثمانية أعوام 587 عصابة، تنوع نشاطها ما بين السرقة والسطو، والسرقة بالإكراه والتزوير والحرابة وغيرها من الجرائم.
وعملت وزارة الداخلية على مكافحة تهريب وإدخال المواد الغذائية والأدوية الفاسدة والمنتهية الصلاحية إلى المحافظات والمناطق الحرة التي يديرها المجلس السياسي الأعلى، حيث تم تنفيذ 288 عملية ضبط أدوية منتهية الصلاحية، و458 عملية ضبط مواد غذائية منتهية الصلاحية.
بالإضافة إلى تنفيذ 25 ألفاً و492 عملية إحباط تهريب بضائع مختلفة، وتنفيذ 4 آلاف و497 عملية ضبط مخالفة جمركية.
كما تم إحباط 347 مخططا تخريبيا «إرهابيا» كان العدوان قد حرك عملاءه وخلاياه الإجرامية لتنفيذها في جميع المحافظات الحرة، وتم تفكيك 2700 عبوة ناسفة كانت قد زرعتها العناصر الإجرامية التابعة للعدوان لاستهداف المواطنين، وفقا لإحصائيات رسمية لوزارة الداخلية.
ولم يقتصر الإنجاز الأمني على صعيد مواجهة «الإرهاب» والتصدي لأدوات العدوان، بل شمل مختلف المجالات، إذ تم ضبط 148 ألفاً و770 جريمة جنائية مختلفة، وبنسبة ضبط بلغت 94%، كما نفذ رجال الأمن منذ بداية العدوان 16 ألفاً و36 عملية ضبط واستعادة مسروقات وتسليمها لأصحابها، وضبطت وزارة الداخلية 565 خلية منظمة، كما تم تنفيذ 11 ألف و396 عملية ضبط لجرائم تهريب وترويج للمخدرات، وإحباط 317 عملية تهريب آثار يمنية، وتنفيذ أكثر من 11 ألفاً و914 مهمة لتأمين فعاليات رسمية وشعبية بالإضافة إلى آلاف الإنجازات.
عظمة الثورة
كما أن الإنجازات في المجال الأمني مستمرة بصورة يومية يتم ضبط مرتكبي الجرائم علاوة على إفشال أغلب الجرائم في مهدها، وهذا ما يؤكد عظمة هذه الثورة وأهميتها وتراكم إنجازاتها رغم العدوان والحصار المُستمرّ، وفي مقابل ذلك، نجد الفوضى الأمنية والاغتيالات والتفجيرات شبه اليومية في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الغزو والاحتلال، وانتشار الجماعات الإرهابية والعصابات التكفيرية وسيطرتها على مساحات شاسعة تحت مرأى ومسمع ورعاية الغزاة.
عسكريا
سعت الأنظمة السابقة وفق توجيهات السفير الأمريكي إلى تفكيك الجيش اليمني وهيكلته وإضعافه وسلب هويته اليمنية الإيمانية واستبعاد كل العناصر الوطنية واستبدالهم بعناصر طائفية وعنصرية، بالإضافة إلى بروز عامل الاستهداف المنظم للجيش من قبل ما يسمى تنظيم القاعدة بطريقة منظمة ومدروسة هدفها تدمير معنويات الجيش وتصفيته وإفقاده الثقة في نفسه وبالتالي ثقة الشعب فيه بمقابل إفساح المجال أمام القاعدة وتضخيمها وإظهار قوتها وبشاعتها.
تدمير القوة الدفاعية
عملت الولايات المتحدة الأمريكية – بالتنسيق مع النظام السابق – على تدمير القوات الدفاعية اليمنية بشكل عام، من خلال تدمير منظومات صواريخ الدفاع الجوي، وتسريح ألوية حماية الحدود وقوات الدفاع البحري العسكرية، واستبدالها بـ ”وحدات أمنية رمزية”، حسب نص التوجيه الذي أصدره السفير الأمريكي.
بناء جيش وفق أسس صحيحة
وبفضل الله وعونه حققت ثورة الـ21 من سبتمبر إنجازات هائلة، لعل أهمها، كما أوضح قائد الثورة في كلمة له بهذه الذكرى، أن أهم الإنجازات العمل على إعادة بناء الجيش والأمن على أسس صحيحة وعقيدة قتالية سليمة في خدمة شعبه والدفاع عن وطنه وعدم الارتهان للخارج، مؤكدا أن هناك برنامجاً لتطوير أداء الجانب الأمني والعسكري بشكل مستمر.
التصنيع العسكري
إلى ذلك فإن من أهم منجزات ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر تنامي وتطور القدرات العسكرية في مجال التصنيع العسكري، كما يشير السيد القائد (يحفظه الله) «هو الإنجاز الكبير في التصنيع العسكري.. هذا الإنجاز يفتخر به الوطن وأبناء هذا البلد.. الإنجاز في التصنيع العسكري ليس إنجازاً عادياً، هو إنجاز عظيم في مختلف الصناعات العسكرية»، لافتا إلى أن “اليوم بلدنا تصنع مختلف أنواع الأسلحة، من أسلحة المشاة إلى الأسلحة المتوسطة إلى الأسلحة بعيدة المدى، بدءا من المسدس والكلاشنكوف والمدفع إلى الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة بمختلف مدياتها», وأضاف «إن النهوض بالتصنيع العسكري جرى في ظل العدوان والحصار وكتب الله التوفيق العجيب للإخوة في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «مستقبل التصنيع في بلدنا عسكرياً ومدنياً مستقبل واعد، واليوم نصنع ما تعجز الكثير من الدول عن تصنيعه، ومن المتاح أمامنا تحقيق نهضة في الصناعة المدنية، فالتقدم بالتصنيع العسكري أصعب بكثير من المدني».
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
ذكرى 19 ديسمبر: عهد يتجدد مع الحرية والسلام والعدالة.
فتحي محمد عبده
في مثل هذا اليوم من عام 2018، شهدت مدينة عطبرة شرارة ثورة ديسمبر المجيدة، وأشعلت جذوة النضال في قلوب الملايين من السودانيات والسودانيين. عطبرة، مدينة العمال والنضال، كانت كعادتها في طليعة الحراك الثوري، حيث أضرمت نار الغضب في وكر الكيزان ودار حزبهم (المحلول)، معلنة بداية نهاية عهد الظلم والاستبداد. هذه اللحظة التاريخية، التي انطلقت من شوارع عطبرة، كانت بمثابة سقوط سجن الباستيل في الثورة الفرنسية، حيث أضاءت طريق الحرية لشعب عانى طويلًا من القمع والقهر.
ثورة ديسمبر لم تكن مجرد احتجاجات عابرة وفعل أدى إلى سقوط دكتاتورية وإقامة نظام حكم بديل فقط؛ بل كانت انتفاضة أمة بأكملها، اجتمعت على هدف واحد: استرداد الوطن من قبضة الإسلاميين الطغاة. خرج الرجال والنساء، الكبار والصغار، في المدن والقرى والفرقان، حاملين آمالهم وأحلامهم في وطن تسوده الحرية والسلام والعدالة. كانت هتافاتهم تملأ الشوارع، وأصواتهم تتحدى الرصاص والهراوات، مؤكدين أن إرادة الشعوب لا تُقهر.
ونحن نستذكر تلك اللحظات البطولية، نؤكد أن ثورة ديسمبر لم تنتهِ، بل هي مستمرة في كل فعل مقاوم، وفي كل صوت يطالب بالحرية والسلام والكرامة. إنها رواية كتبها جيل رفض الخنوع لعسكر الدكتاتوريات، وأصرّ على بناء مستقبل يليق بتضحيات شهدائه.
لكننا نعيش الآن فصلًا صعبًا من هذه الرواية، حيث تواجه بلادنا حربًا إجرامية تسعى لطمس أحلام شعبنا. الآلاف فقدوا أرواحهم، والملايين شُرّدوا من ديارهم، والجرائم البشعة تُرتكب بحق الأبرياء. ورغم ذلك، فإن روح الثورة لا تزال حية، تلهمنا بالمضي قدمًا، وتُشعل فينا الأمل بأن الغد سيكون أفضل.
إن هذه الذكرى ليست فقط فرصة للاحتفال، بل هي لحظة لتجديد العهد مع الوطن. فلنعمل جميعًا على إكمال مسيرة الثورة، بالوحدة والإصرار على تحقيق أهدافها. لا تراجع عن الحرية، ولا مساومة على العدالة، ولا بديل عن السلام الحقيقي الذي يُعيد الكرامة والحقوق لشعبنا..
في ذكرى 19 ديسمبر، لنتذكر تضحيات رفاقنا الشهداء والجرحى لنستعيد ذاكرة تلك الملاحم البطولية، ولنردد هتافاتنا التي لن تسكت حتى يتحقق حلم النصر الكامل للثورة ومقاصدها. فلنستلهم من عطبرة، ومن كل مدينة وفريق وقرية ناضلت، قوة الصمود والعزيمة، ولنواصل السير على درب الشهداء، حتى نرى السودان الذي نحلم به.
عاش السودان، ونضال شعبه الأبي.
المجد والخلود والانحناء لشهداء الثورة، والخزي والعار للطغاة، والنصر حليف شعبنا لا محالة.
الوسومفتحي محمد عبده