خبراء لـ«الاتحاد»: تغير المناخ السبب الأبرز للكوارث الطبيعية في منطقة «المتوسط»
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
أحمد عاطف (القاهرة)
أخبار ذات صلة إصابة عشرات الأطفال بالتسمم جراء تلوث المياه في درنة سيول قوية تجتاح شرقي المغرباتفق خبراء في مجالات الجيولوجيا وعلوم الأرض على وجود أسباب شبه مشتركة وراء الإعصار «دانيال» والفيضانات التي شهدتها ليبيا، والزلزال الذي وقع في المغرب، والكوارث الطبيعية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، لافتين في تصريحات لـ«الاتحاد» إلى أن الرابط المشترك بين تلك الكوارث يتلخص في ارتفاع درجة حرارة الأرض عن المعدل الطبيعي بسبب التغيرات المناخية وظاهرة الاحترار، مما أدى إلى وجود مناطق غير متوازنة في الطبقات الأرضية التي بدورها تحولت إلى كوارث طبيعية.
وأوضح الدكتور محمد الجزار في تصريح لـ«الاتحاد» أن درجة حرارة الأرض من المفترض ألا تزيد عن درجة ونصف مئوية سنوياً، لكن ما يحدث الآن أكثر من ذلك بكثير بسبب التلوث وهو ما يرفع الضغط المنخفض للأرض ما يؤدي لتفاعل يؤدي لمشكلات. ولفت الدكتور محمد الجزار إلى أن السبب الثاني يمكن تلخيصه في أن منطقة البحر الأبيض المتوسط كانت جزءاً من سطح الأرض وسقط حوالي 3 آلاف متر في عمق الأرض منذ أكثر من 4 ملايين سنة، وحينما سقطت تلك المنطقة غمرتها المياه وباتت تسمى بالبحر الأبيض المتوسط وهو ما يمكن اعتباره بأنه «نموذج لما يحدث على الأرض» لا سيما مع وجود فوارق حول المساحة التي سقطت وتتسبب في عدم توازن القشرة الأرضية والتي بدورها تحدث كوارث في العالم.
وفسر الدكتور الجزار أن عدم توازن الأرض الناجم عن الظاهرة السابقة هو ما يصنع الزلازل بعدما يحدث انزلاقاً في القشرة الأرضية، موضحاً أنه من الضروري إيجاد وقائع ونقاط إرشادية بالنسبة لتلك التحركات المتعلقة بدرجات الحرارة الأرضية اللي ترتفع بشكل كبير، ولا بد من أن يعكف العلماء على تحديد تحركات الأرض نتيجة عدم التوازن في الطبقات.
من جانبه، أكد أستاذ الجيولوجيا بجامعة عبد المالك السعدي المغربية، بن مخلوف محمد، أنه يمكن أن يؤدي زلزال كبير إلى حدوث تغييرات في سطح الأرض، مثل هبوط الأرض أو انزلاق الصخور، موضحاً أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى عرقلة مسار المياه السطحية، مما قد يؤدي إلى تراكم المياه في المناطق المنخفضة وزيادة خطر حدوث فيضانات.
وأضاف بن مخلوف لـ «الاتحاد» أنه في حالة الفيضانات في ليبيا، كان الإعصار «دانيال» عاملاً رئيسياً في حدوث الفيضانات.
ومع ذلك، من الممكن أن يكون الزلزال في المغرب قد ساهم أيضاً في حدوث الفيضانات عن طريق عرقلة مسار المياه السطحية في المنطقة، إلا أن البعض يعتبر أنه من الصعب تحديد الرابط بين الفيضانات في ليبيا والزلزال في المغرب دون إجراء مزيد من البحث.
واعتبر بن مخلوف أن هناك عدداً من العوامل التي يمكن أن تساهم في حدوث فيضانات في ليبيا، على رأسها تغير المناخ الذي يؤدي إلى زيادة هطول الأمطار في بعض المناطق، مما يزيد من خطر حدوث فيضانات، بالإضافة إلى النمو السكاني الذي يؤدي إلى زيادة الضغط على الموارد الطبيعية، بما في ذلك المياه.
إلى ذلك، أشار أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة الدكتور عباس شراقي إلى وجود علاقة مباشرة بين حدوث الزلازل والفيضانات، موضحاً أن الأعاصير لها ظروفها في تكوينها وتكون مرتبطة بحركة الأمواج ودرجة حرارة سطح المياه والكتل الهوائية وبالتالي تحدث دوامات كبيرة تتحرك طبقاً لاتجاه الرياح وسرعتها، موضحاً أنها في الأغلب تكون محملة بالأمطار الغزيرة. واعتبر شراقي خلال حديثه لـ«الاتحاد» أن هناك رابطاً يجمع بين الأحداث الأخيرة في ليبيا والمغرب ومنطقة البحر المتوسط وهي التغيرات المناخية، خاصة أن الأعاصير التي يمكن أن تتكون كلما ارتفعت درجة حرارة سطح الأرض وهو ما يؤدي إلى مزيد من ذوبان الجليد، وتلك المياه تذهب للبحار والمحيطات وترفع منسوب سطح البحر مما يزيد من عوامل التعرية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: تغير المناخ المناخ التغير المناخي التغيرات المناخية البحر المتوسط المغرب ليبيا منطقة البحر لـ الاتحاد درجة حرارة یؤدی إلى فی لیبیا یمکن أن
إقرأ أيضاً:
مصر تأمل أن يؤدي اتفاق غزة إلى خفض التصعيد في البحر الأحمر
يمن مونيتور/قسم الأخبار
أعرب وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي عن أمل بلاده في أن يؤدي اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة إلى خفض التصعيد في منطقة البحر الأحمر.
جاء ذلك، خلال اتصال هاتفي تلقاه، الخميس، من نظيره الإيراني عباس عراقجي، وفق بيان للخارجية المصرية، الجمعة.
وبحسب البيان، تطرق الجانبان إلى تطورات الأوضاع في قطاع غزة، وثمّن الوزير الإيراني “الجهود المصرية للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار ودور القاهرة المحوري في هذا الصدد”.
من جانبه، أكد عبد العاطي على “الأهمية التي توليها مصر لبدء تنفيذ الاتفاق دون تأخير”، مشيرا إلى ضرورة التزام أطراف الاتفاق بكافة بنوده وفقا للإطار الزمني الذي تم التوافق عليه.
ووفق البيان المصري “بحث الوزيران تطورات الأوضاع الإقليمية، بما في ذلك منطقة البحر الأحمر، وتداعيات الاضطرابات خلال العام الماضي على أمن الملاحة”.
وأعرب عبد العاطي عن أمل مصر في أن “يؤدي اتفاق وقف إطلاق النار إلى استعادة الاستقرار والهدوء وخفض التصعيد في منطقة البحر الأحمر بما يحافظ على حرية الملاحة الدولية في هذا الشريان الأهم في العالم”.
وأواخر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، قالت الرئاسة المصرية إن “إيرادات قناة السويس فقدت ما يقرب من 7 مليارات دولار في 2024، على إثر الأحداث الراهنة في منطقة البحر الأحمر وباب المندب، والتي أثرت سلبا على حركة الملاحة بالقناة واستدامة التجارة العالمية”.
وبينما لم تذكر الرئاسة إجمالي إيرادات قناة السويس خلال 2024، إلا أن رقم الإيرادات المحقق في 2023 بلغ 10.25 مليارات دولار، بحسب بيانات رسمية.
ومساء الأربعاء، أعلنت قطر نجاحها مع الوسيطين مصر وواشنطن بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، موضحة أن المرحلة الأولى منه مدتها 42 يوما وتتضمن الإفراج عن 33 محتجزا إسرائيليا مقابل عدد لم تعلنه من الأسرى من الفلسطينيين لكنه يقدّر بالمئات.