أحمد عاطف (القاهرة)

أخبار ذات صلة إصابة عشرات الأطفال بالتسمم جراء تلوث المياه في درنة سيول قوية تجتاح شرقي المغرب

اتفق خبراء في مجالات الجيولوجيا وعلوم الأرض على وجود أسباب شبه مشتركة وراء الإعصار «دانيال» والفيضانات التي شهدتها ليبيا، والزلزال الذي وقع في المغرب، والكوارث الطبيعية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، لافتين في تصريحات لـ«الاتحاد» إلى أن الرابط المشترك بين تلك الكوارث يتلخص في ارتفاع درجة حرارة الأرض عن المعدل الطبيعي بسبب التغيرات المناخية وظاهرة الاحترار، مما أدى إلى وجود مناطق غير متوازنة في الطبقات الأرضية التي بدورها تحولت إلى كوارث طبيعية.

واعتبر عالم الجيولوجيا الدكتور محمد الجزار أن هناك سببين يمكن أن يكونا عوامل محفزة للكوارث الطبيعية التي جرت في منطقة البحر المتوسط مؤخراً، أولهما له علاقة بالأرض نفسها والتي ترتفع درجة حرارتها بشكل كبير، خاصة أنه يمكن الاعتبار أن الأرض تمثل الضغط المنخفض والفضاء يمثل الضغط العالي، لافتاً إلى أن الاضطراب في الضغط بين الجانبين بإمكانه أن يحدث أموراً كثيرة.
وأوضح الدكتور محمد الجزار في تصريح لـ«الاتحاد» أن درجة حرارة الأرض من المفترض ألا تزيد عن درجة ونصف مئوية سنوياً، لكن ما يحدث الآن أكثر من ذلك بكثير بسبب التلوث وهو ما يرفع الضغط المنخفض للأرض ما يؤدي لتفاعل يؤدي لمشكلات. ولفت الدكتور محمد الجزار إلى أن السبب الثاني يمكن تلخيصه في أن منطقة البحر الأبيض المتوسط كانت جزءاً من سطح الأرض وسقط حوالي 3 آلاف متر في عمق الأرض منذ أكثر من 4 ملايين سنة، وحينما سقطت تلك المنطقة غمرتها المياه وباتت تسمى بالبحر الأبيض المتوسط وهو ما يمكن اعتباره بأنه «نموذج لما يحدث على الأرض» لا سيما مع وجود فوارق حول المساحة التي سقطت وتتسبب في عدم توازن القشرة الأرضية والتي بدورها تحدث كوارث في العالم.
وفسر الدكتور الجزار أن عدم توازن الأرض الناجم عن الظاهرة السابقة هو ما يصنع الزلازل بعدما يحدث انزلاقاً في القشرة الأرضية، موضحاً أنه من الضروري إيجاد وقائع ونقاط إرشادية بالنسبة لتلك التحركات المتعلقة بدرجات الحرارة الأرضية اللي ترتفع بشكل كبير، ولا بد من أن يعكف العلماء على تحديد تحركات الأرض نتيجة عدم التوازن في الطبقات.
من جانبه، أكد أستاذ الجيولوجيا بجامعة عبد المالك السعدي المغربية، بن مخلوف محمد، أنه يمكن أن يؤدي زلزال كبير إلى حدوث تغييرات في سطح الأرض، مثل هبوط الأرض أو انزلاق الصخور، موضحاً أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى عرقلة مسار المياه السطحية، مما قد يؤدي إلى تراكم المياه في المناطق المنخفضة وزيادة خطر حدوث فيضانات.
وأضاف بن مخلوف لـ «الاتحاد» أنه في حالة الفيضانات في ليبيا، كان الإعصار «دانيال» عاملاً رئيسياً في حدوث الفيضانات. 
ومع ذلك، من الممكن أن يكون الزلزال في المغرب قد ساهم أيضاً في حدوث الفيضانات عن طريق عرقلة مسار المياه السطحية في المنطقة، إلا أن البعض يعتبر أنه من الصعب تحديد الرابط بين الفيضانات في ليبيا والزلزال في المغرب دون إجراء مزيد من البحث.
واعتبر بن مخلوف أن هناك عدداً من العوامل التي يمكن أن تساهم في حدوث فيضانات في ليبيا، على رأسها تغير المناخ الذي يؤدي إلى زيادة هطول الأمطار في بعض المناطق، مما يزيد من خطر حدوث فيضانات، بالإضافة إلى النمو السكاني الذي يؤدي إلى زيادة الضغط على الموارد الطبيعية، بما في ذلك المياه. 
إلى ذلك، أشار أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة الدكتور عباس شراقي إلى وجود علاقة مباشرة بين حدوث الزلازل والفيضانات، موضحاً أن الأعاصير لها ظروفها في تكوينها وتكون مرتبطة بحركة الأمواج ودرجة حرارة سطح المياه والكتل الهوائية وبالتالي تحدث دوامات كبيرة تتحرك طبقاً لاتجاه الرياح وسرعتها، موضحاً أنها في الأغلب تكون محملة بالأمطار الغزيرة. واعتبر شراقي خلال حديثه لـ«الاتحاد» أن هناك رابطاً يجمع بين الأحداث الأخيرة في ليبيا والمغرب ومنطقة البحر المتوسط وهي التغيرات المناخية، خاصة أن الأعاصير التي يمكن أن تتكون كلما ارتفعت درجة حرارة سطح الأرض وهو ما يؤدي إلى مزيد من ذوبان الجليد، وتلك المياه تذهب للبحار والمحيطات وترفع منسوب سطح البحر مما يزيد من عوامل التعرية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: تغير المناخ المناخ التغير المناخي التغيرات المناخية البحر المتوسط المغرب ليبيا منطقة البحر لـ الاتحاد درجة حرارة یؤدی إلى فی لیبیا یمکن أن

إقرأ أيضاً:

اختيار الإسكندرية أول عاصمة للثقافة والحوار في منطقة المتوسط

قال أحمد خالد حسن، محافظ الإسكندرية، إننا "نفخر باختيار الإسكندرية كأول عاصمة للثقافة والحوار في منطقة المتوسط لعام 2025"، مؤكدا أن الإسكندرية لطالما كانت ملتقى للحوار والتبادل بين الثقافات في البحر المتوسط.

جاء ذلك خلال محاضرة ثقافية بعنوان "البحر الأبيض المتوسط: تراثنا المشترك، مستقبلنا المشترك" بمكتبة الإسكندرية، القاها أندريه بلينكوفيتش رئيس وزراء جمهورية كرواتيا، بحضور الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية.
وأشار إلى أن محافظة الإسكندرية هي مدينة الثقافة ومنارة المعرفة والحضارة والتاريخ، وعاصمة مصر الثانية والمركز الرئيسي للصناعة والتجارة والخدمات، وهي أهم مركز تجاري في مصر، حيث تستضيف أكثر من 40٪ من صناعات مصر، بالإضافة إلى ذلك، يمر أكثر من 60٪ من التجارة الخارجية لمصر عبر موانئها البحرية الرئيسية، مما يعزز أهميتها الاستراتيجية.
وقال إن "العلاقات التاريخية الطويلة بين مصر وكرواتيا تنعكس في رؤيتنا المشتركة لمختلف القضايا الدولية والإقليمية والعديد من مجالات التعاون المشترك، ومن بين الشواهد على الشراكة القوية هو ما شهدناها مؤخرا لافتتاح منتدى الأعمال المصري الكرواتي وتوقيع العديد من مذكرات التفاهم بين وزراء البلدين بهدف تعزيز الاستثمارات والتعاون الثنائي والاستفادة من موقع مصر الاستراتيجي كبوابة للأسواق العربية والأفريقية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون بين ميناء الإسكندرية وميناء دیکا البحرى لخلق فرص موسعة للتصدير والاستثمار عبر مناطق اقتصادية متنوعة".
وفي كلمته، قال رئيس وزراء كرواتيا إنه "من دواعي الفخر الوقوف اليوم في مكتبة الإسكندرية التي تحمل إرث واحدة من أكبر مراكز المعرفة في التاريخ، وتظل بعد إحيائها عام 2002 منارة لتبادل المعرفة والثقافة ودليل على أن الحضارات لا تزدهر بالقوة فقط بل أيضًا بالحكمة والحوار والسعي وراء المعرفة".
وعن علاقة الصداقة القوية التي تجمع مصر وكرواتيا والتاريخ الطويل من التعاون، أوضح أن هذه العلاقة ترتبط بشكل كبير بالبحر الأبيض المتوسط والتقاليد البحرية الثرية والالتزام المتبادل بتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم بأكمله..لافتا إلى أن موقع كرواتيا الجغرافي يمنحها العديد من المميزات ويدفعها لتعزيز التعاون التجاري مع مصر وخاصة الإسكندرية.
وقال إن مصر هي ركيزة للسلام ومحرك أساسي للتقدم في المنطقة، مؤكدًا أنها تتعامل مع التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط بحكمة بالغة وقدرة على الاستشراف الاستراتيجي.
وشدد على أن مصر حققت إنجازات كبيرة في الوقت الحاضر، منها قناة السويس الجديدة وتطوير العاصمة الإدارية الجديدة ومشروعات البنية التحتية، مشيرًا إلى أن هذه الإنجازات هي خير دليل على قدرة مصر على تحقيق التقدم والازدهار في المستقبل.. معربا عن سعادته بتواجد وفد كبير من رجال التجارة والأعمال خلال زيارته إلى مصر للعمل على تقوية الشراكات الاقتصادية وخلق فرص تعاون جديدة في المستقبل. وأكد التزام كرواتيا بالشراكة الاستراتيجية مع مصر؛ أكبر دولة في المنطقة. 
وقال إن أحد أهم محاور التعاون في منطقة البحر المتوسط هي الأمن والاستقرار، والتقدم الاقتصادي، وحماية البيئة.
وعن التحديات التي تواجه المنطقة، ومنها قضية الهجرة، أكد أن كرواتيا تثمن الجهود المصرية في الحد من الهجرة غير الشرعية، واحتواء عدد كبير من اللاجئين.
وفي الإطار ذاته، أكد أن كرواتيا ترحب بوقف إطلاق النار في غزة، وتطالب باستكمال المفاوضات لتنفيذ الاتفاق، مشددًا على أن أي دعوة للتهجير القسري غير مقبولة، وتتنافي مع القانون الدولي.
وفي ختام كلمته، قال رئيس وزراء كرواتيا إن "البحر الأبيض المتوسط ليس مجرد بحر، بل مكان لتفاعل الثقافات والأديان والتاريخ.. واليوم نواجه تحديات ملحة، فتغير المناخ يهدد سواحلنا، والهجرة تختبر تضامننا، وعدم اليقين العالمي يختبر وحدتنا وقيادتنا، لذا يجب أن نستثمر في التعليم والبحث والتنمية المستدامة وتعزيز الروابط بين الشعوب".
جاء ذلك بحضور نينا أوبولجين، وزيرة الثقافة والإعلام بجمهورية كرواتيا، وتوميسلاف بوسنياك، سفير كرواتيا لدى مصر، وعزيز إف حسنوفيتش رئيس المشيخة الإسلامية لجمهورية كرواتيا، والدكتور عبدالعزيز قنصوة رئيس جامعة الإسكندرية، وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ.
وفي ختام زيارته الرسمية لمصر، رافق محافظ الإسكندرية، رئيس وزراء جمهورية كرواتيا خلال توديعة بمطار الإسكندرية الدولى ببرج العرب.. مؤكدًا أهمية تعزيز التعاون الثنائي المشرك بين مدينة الإسكندرية وكورواتيا ، كما تبادل الطرفان الهدايا التذكارية.
بسيو/س ا م ي

مقالات مشابهة

  • ناسا تعلن عن تغير مفاجئ في احتمال اصطدام كويكب مدمر بالأرض
  • تغير المناخ وتحديات تنظيمية تهدد أولمبياد الشتاء 2030 في فرنسا
  • دعم مالي جديد للبنان.. هذا ما كشفته مفوضة الاتحاد الأوروبي في منطقة المتوسط من بعبدا
  • انسحاب أمريكي جديد من جهود مكافحة تغير المناخ
  • مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم (الحلقة 5)
  • لماذا يُعتبر التنوع البيولوجي ضروريًا للحد من تغير المناخ؟
  • اختيار الإسكندرية أول عاصمة للثقافة والحوار في منطقة المتوسط
  • بسبب حدوث عطل.. قطع المياه عن عدد من المناطق بمدينة الخصوص
  • تلسكوب يرصد أكثر الجسيمات الشبحية نشاطا في البحر المتوسط
  • وزيرة البيئة: الدول النامية تدفع ثمن تحقيق التكيف مع آثار تغير المناخ يوميا