إصابة عشرات الأطفال بالتسمم جراء تلوث المياه في درنة
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
حسن الورفلي (بنغازي)
أخبار ذات صلةتعيش المناطق المنكوبة من الفيضانات في ليبيا وتحديداً مدينة «درنة»، مأساة حقيقية، إذ يتخوف السكان من انتشار الأوبئة بسبب الجثث الموجودة بأعداد كبيرة في المياه وتحت الأنقاض والطمي.
وأفادت وسائل إعلام ليبية، أمس، أن المركز الوطني لمكافحة الأمراض أعلن تسجيل 55 حالة تسمم بين الأطفال جراء تلوث المياه في درنة.
وقال رئيس المركز حيدر السايح، إن المركز يتوقع ارتفاع حالات التسمم جراء تلوث المياه في درنة بسبب تهالك النظام الصحي بالمدينة.
ودعا السايح إلى إخلاء المناطق التي تضررت مبانيها وتلوثت فيها مياه الشرب من السكان، خاصة النساء والأطفال.
ولا تزال آلاف الجثامين مطمورة تحت الطمي أو ركام البنايات المنهارة في مدينة درنة، فيما بدأ البحر يلفظ جثث القتلى الذين جرفتهم السيول العارمة، لتظهر كارثة صحية تواجه الناس، وهي انتشار الأوبئة والأمراض التي تهدد الناجين، خاصة مع عدم وجود الفرق الطبية الكافية لدفن الجثث واحتوائها في برادات المستشفيات.
وذكرت منظمة الصحة العالمية أن ليبيا تمر بأزمة إنسانية وصحية غير مسبوقة بسبب الإعصار «دانيال»، وهي أزمة يمكن أن تتفاقم بسبب تهديد الأمراض المنقولة بالمياه الملوثة.
وفي السياق، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، إن نحو 300 ألف طفل تأثروا بتداعيات الإعصار «دانيال».
وأوضحت «اليونيسف»، في بيان، أن «المنظمة تحتاج إلى 6.5 مليون دولار بشكل عاجل لتقديم الدعم للأطفال ومساعدة الأسر بالمناطق المنكوبة في شرق ليبيا».
وأضافت: «بخلاف خطر الموت والإصابة فإن الفيضانات هي خطر صحي داهم على صحة وأمان الأطفال، مع تعرض إمدادات الماء النظيفة للدمار، فإن الأطفال يواجهون خطر الإسهال والكوليرا والجفاف وسوء التغذية».
ودعا المدير القطري للجنة الإنقاذ الدولية في ليبيا، إيلي أبو عون، أمس، المجتمع الدولي إلى الاستعجال بإرسال فرق بحث إلى ليبيا.
وأوضح أبو عون أن فرق الإنقاذ في مدينة درنة، عثرت، أمس الأول، على 510 أشخاص تحت الأنقاض، مشيرا إلى أن هناك حركة تطوع كبيرة بين السكان، يمكن الاعتماد عليها من خلال تأطيرها.
ولفت المسؤول الدولي إلى أن «الكارثة أكبر من قدرة السلطات الليبية، وبالتالي يجب أن يكون هناك دعم دولي لإنقاذ الناس».
من جانبه، أعلن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن جريفيث، أن حجم الكارثة في ليبيا «لا يزال مجهولا»، كاشفا عن طبيعة الاحتياجات الضرورية في ليبيا الآن.
كما تحدث عن حجم الكارثة في مؤتمر صحفي في جنيف، قائلا: «أعتقد أن المشكلة بالنسبة إلينا هي في تنسيق جهودنا مع الحكومة ومع السلطات الأخرى في شرق البلاد، ثم اكتشاف حجم الكارثة».
ولفت جريفيث إلى حاجة ليبيا لمعدات للعثور على المحاصرين في المباني المتضررة والوحل، مشدداً على أهمية توفير رعاية صحية أولية لمنع تفشّي الكوليرا بين الناجين.
وأضاف: «الاحتياجات الملحة في ليبيا هي المأوى والغذاء والرعاية الطبية الأولية»، موضحا أن ذلك يأتي في ظل القلق بشأن المياه النظيفة.
وأغلقت السلطات الليبية مدينة درنة حتى تتمكن فرق الإنقاذ من مواصلة البحث عن ألاف الأشخاص ما زالوا في عداد المفقودين بعد ارتفاع عدد القتلى إلى 11300.
وأعلن سالم الفرجاني، المدير العام لجهاز الإسعاف والطوارئ في شرقي ليبيا، أنه تم إخلاء درنة ولن يسمح إلا لفرق البحث والإنقاذ بالدخول.
وأكد تامر رمضان المسؤول عن عمليات المساعدة لليبيا في الصليب الأحمر، أمس، الأمل في العثور على أحياء في مدينة درنة.
وقال: «الأمل قائم والأمل بالعثور على أحياء لا يزال قائماً»، فيما رفض إعطاء حصيلة عن عدد القتلى، مؤكداً أنها «لن تكون نهائية أو دقيقة».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: درنة ليبيا الفيضانات الأعاصير مدینة درنة فی لیبیا
إقرأ أيضاً:
الغارديان: ساعة القيامة تدق سريعًا.. ونزاعات 2025 ستخرج العالم عن السيطرة .. السودان الكارثة الإنسانية والنزاع المنسي
لندن- القدس العربي/نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرًا أعده سايمون تيسدال ذكر فيه أن أنظار العالم ظلت متركزة على الشرق الأوسط وأوكرانيا، لكن وحشية الحرب تنتشر في أماكن أخرى من العالم، وأضاف أن الشعور السائد هذه الأيام هو أن العالم أصبح مكانًا خطيرًا، لكن هل هذا صحيح؟
ولا تساعد المقارنات التاريخية في الإجابة على هذا السؤال. وذكر أن أوروبا أحيت، في الأسبوع الماضي، الذكرى الثمانين لتحرير الروس معسكر أوشفيتز-بيركيناو في بولندا، والذي كان تذكيرًا بوحشية الحرب. إلا أن القراءة الأخيرة لـ “ساعة القيامة”، التي تقدم إجراءات رمزية لاقتراب الكوارث الدولية، أشارت مجموعة من علماء الذرة الدوليين إلى أن الساعة الآن هي عند 89 ثانية قبل منتصف الليل، مشيرة إلى التهديدات الناجمة عن تغير المناخ والأسلحة النووية والذكاء الاصطناعي. حيث تقدمت ساعة القيامة مرة أخرى أقرب إلى منتصف الليل، وسط تلك التهديدات. وكانت الساعة تشير إلى 90 ثانية قبل منتصف الليل خلال العامين الماضيين،
وقال دانييل هولز، رئيس مجلس العلوم والأمن في مجموعة القيامة، التي أسسها ألبرت أينشتاين ويوليوس روبرت أوبنهايمر وعلماء مشروع مانهاتن في شيكاغو عام 1947: “عندما تكون على هذه الهاوية، فإن الشيء الوحيد الذي لا تريد القيام به هو اتخاذ خطوة إلى الأمام”.
والنقطة من تحذيرات العلماء هي أن التهديدات هذه لم تعد تُدار بطريقة جيدة. وأدت الكوارث الطبيعية والصحية، مثل حرائق لوس أنجليس، والجفاف بمنطقة الساحل، واندلاع مرض إيبولا، إلى مفهوم أن العالم يخرج عن السيطرة.
الصراعات العالمية تضاعفت، وحوادث العنف السياسي زادت بنسبة 25% عن عام 2023، وواحد من كل ثمانية أشخاص في جميع أنحاء العالم عانى من الحرب
ويقول تيسدال إن التصرفات التخريبية للدول والحكومات هي عامل مهم في زعزعة استقرار العالم، من خلال ميلها المتزايد إلى انتهاك ميثاق الأمم المتحدة، والحدود الدولية، وحقوق الإنسان الأساسية، والمحكمة الجنائية الدولية. فعندما يهدد الرئيس الأمريكي، الذي يُعدّ تقليديًا الحارس الرئيسي للنظام القائم على القواعد، والذي أنشئ بعد نهاية الحرب العالمية الثانية في 1945، بمهاجمة حليف في أوروبا الغربية عسكريًا للاستيلاء على أراضيها ذات السيادة، فلا عجب أن يشعر الجميع بمزيد من غياب الأمان.
ومع ذلك، هذا هو بالضبط ما يفعله دونالد ترامب في محاولته ترهيب الدانمارك لتسليم غرينلاند. ويواجه جيران ترامب في بنما والمكسيك وكولومبيا وكندا ترهيبًا مماثلًا.
وقامت المنظمة غير الربحية “أماكن النزاعات المسلحة وبيانات الأحداث”، المعروفة باسمها المختصر “أكليد”، بإعداد معلومات وتحليلات للمساعدة في تتبع العنف والتخفيف منه.
وتشير التقديرات إلى أن الصراعات العالمية تضاعفت على مدى السنوات الخمس الماضية، وأن حوادث العنف السياسي في عام 2024 زادت بنسبة 25% عن عام 2023، وأن واحدًا من كل ثمانية أشخاص في جميع أنحاء العالم عانى من الحرب. وبهذه المقاييس، فإن الاعتقاد بأن العالم أصبح أكثر خطورة مبرر تمامًا.
وفي حين تحظى بعض الحروب، مثل إسرائيل وفلسطين وروسيا وأوكرانيا، باهتمام إعلامي ضخم، فإنها تشكّل استثناءات. فمعظم الصراعات الحالية، سواء كانت تنطوي على حروب وغزوات في السودان والكونغو، أو انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في أفغانستان والتيبت، أو حرب العصابات في هاييتي وكولومبيا، أو المجاعة الجماعية في اليمن والصومال، أو القمع السياسي في نيكاراغوا وبيلاروسيا وصربيا، لا تحظى بالتغطية الكافية، أو يتم نسيانها أو تجاهلها.
وتحتاج الحروب المتطورة، كتلك التي بين الصين وتايوان، والولايات المتحدة وإسرائيل وإيران، إلى اهتمام قريب. وكل هذه النزاعات تقدم صورة رهيبة عن عالم أصبح مدمنًا على الحرب.
الكونغو-رواندا
ولو ألقينا نظرة خاطفة على حالة العالم الحالية والحروب المندلعة فيه، فإننا نرى أن الحرب قد اندلعت وتطورت بشكل كبير بين رواندا والكونغو. فالحرب المستمرة على الحدود بين البلدين أصبحت في مركز الأخبار، عندما دخلت القوات الرواندية ومجموعات المتمردين المعروفة باسم “أم23” مدينة غوما في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث اتهمت الأمم المتحدة الرئيس الرواندي بول كاغامي بتوجيه ودعم “أم 23” وإرسال قواته إلى داخل الأراضي الكونغولية.
وفي قلب النزاع صراع على المصادر الطبيعية في منطقة فقيرة من الكونغو، فهي غنية بخام كولتان المطلوب بشدة في الغرب. ففي الوقت الذي أدى الهجوم الأخير إلى جلسة طارئة في مجلس الأمن الدولي، شجبت فيها فرنسا وبريطانيا رواندا، ودعمت الولايات المتحدة سيادة الكونغو على أراضيها، وأعلنت ألمانيا دعمها لرواندا، إلا أن الخطوات هذه متأخرة، وبخاصة أن الاتحاد الأوروبي وقع اتفاقية إستراتيجية للمعادن مع نظام كيغالي. كما يأتي شجب بريطانيا فارغًا، فقد اعتبرت الحكومة السابقة في لندن نظام كاغامي بأنه نموذج يمكن نقل طالبي اللجوء السياسي في بريطانيا. وأكثر من هذا، فالنزاع في الكونغو مستمر منذ عقود.
ميانمار
وهناك النزاع في ميانمار، فقد شهد العام الماضي مقاومة مسلحة للمجلس العسكري الذي أطاح بحكومة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، أونغ سان سوكي عام 2021. ورد الجنرالات بما أسمته منظمة “هيومان رايتس ووتش” بأساليب “الأرض المحروقة”. وتشمل هذه الضربات الجوية العشوائية ضد المدنيين والقتل والاغتصاب والتعذيب والحرق العمد “التي ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”.
وتقول الأمم المتحدة إن ميانمار في “سقوط مستمر”، حيث سيحتاج 20 مليون شخص إلى المساعدة في عام 2025. وتم فرض التجنيد الإجباري على الشباب والأطفال باستخدام عمليات الاختطاف والاحتجاز.
ولا تزال أونغ سان سوكي قيد الاعتقال، وهي واحدة من 21,000 سجين سياسي. ولا يزال المدنيون من أقلية الروهينغا المسلمة مستهدفين في ولاية راكين. ويظل السياق الأوسع للنزاع في ميانمار هو فشل مجموعة دول جنوب شرق آسيا “آسيان” للرد على هذا الكابوس، وتسامح الصين مع النظام العسكري، فيما تورد روسيا السلاح للنظام العسكري.
هاييتي
وفي هاييتي، التي توصف بأنها أفقر دولة في الجزء الغربي من الكرة الأرضية، ولديها سمعة بأنها غير محكومة، حيث فشلت سلسلة من التدخلات الخارجية قادتها أمريكا بتحقيق الاستقرار.
احتلت أمريكا البلد فعليًا ما بين 1915 و1934. وفي آخر تدخل أمريكي، أرسل بيل كلينتون في عام 1994، 20,000 جندي أمريكي لفرض النظام، ولم يستمر إلا لفترة مؤقتة، وجاءت قوات الأمم المتحدة وخرجت. ودخلت هاييتي في الفوضى بعد مقتل الرئيس جوفينل مويس، عام 2021، وسيطرت العصابات المسلحة على البلد. وآخر مساعدة خارجية جاءت من كينيا. وقتل في الفوضى الحالية أكثر من 5,300 شخص، وشُرد 700,000 شخص.
إثيوبيا- الصومال
أما في النزاع الصومالي-الإثيوبي، فقد تعرضت صورة إثيوبيا كنموذج للمساعدات الدولية وجهود التنمية لإعادة مراجعة كبيرة في السنوات الأخيرة، وتزامنًا مع صعود رئيس وزرائها، آبي أحمد، إلى السلطة في عام 2018. ولم يتم حتى الآن تقديم محاسبة كاملة وعلنية للحملة العسكرية المدمرة التي شنها آبي أحمد في إقليم تيغراي الشمالي، والتي انتهت بهدنة في نوفمبر 2022. وقد ساءت سمعة إثيوبيا والقوات الإريترية المتحالفة مع متمردي التيغراي بسبب انتهاكات حقوق الإنسان الصارخة. وتتواصل هذه في ظل آبي أحمد، إلى جانب تراجع الديمقراطية، وقمع حرية التعبير، ومنع الإنترنت، إلى جانب النزاع مع الصومال بشأن الوصول إلى مياه البحر. كما يزداد القلق بشأن منطقة أمهرة الإثيوبية، حيث تتصاعد أعمال القمع والاعتقالات واسعة النطاق لمعارضي الحكومة وسط صراع مستمر مع الجماعات المسلحة.
إيران
في إيران، عانى الحكم الديني من ضربات موجعة في عام 2024، وخسر عددًا من حلفائه في لبنان وسوريا. ويواجه النظام عددًا من التحديات المحلية، وليس أقلها السكان، وغالبيتهم من الشباب الغاضبين بشكل متزايد على الفساد والعنف والقمع ومن العجز الحكومي. وشهدت إيران خلال الـ 15 عامًا الماضية ثلاث انتفاضات واسعة، عام 2009 و2019 و2022.
تركيا- سوريا
وعلى الحدود التركية- السورية هناك تغيرات كبيرة، فقد استطاعت “هيئة تحرير الشام”، بقيادة أحمد الشرع، الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، حليف إيران وسوريا. ورغم ترحيب الغرب ودول الخليج بالتغيير، إلا أن الخطوات تجاه إعادة تأهيل النظام الجديد بطيئة. ولكن الوضع الأمني لا يزال هشًا في البلد، وبخاصة المواجهات بين جماعات الأكراد المدعومة من أمريكا وتلك التي تدعمها تركيا. وربما تكون عودة سوريا الجديدة ميتة في عام 2025، وبدون التواصل والدعم الدولي قد تعود الحرب.
السودان
وفي السودان، عادة ما يشير المعلقون الصحافيون إلى الوضع الأمني والكارثة الإنسانية هناك بأنه “النزاع المنسي”، والحقيقة هي أنه أسوأ، فهو ليس منسيًا، بل تم تجاهله. ومنذ الفوضى في عام 2023، نزح الملايين من مدنهم ومجتمعاتهم وانتشرت المجاعة نتيجة للنزاع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، حيث تُتهم الأخيرة بارتكاب إبادة جماعية بدارفور، واستخدام العنف الجنسي كوسيلة حرب هناك.
عسكرة ترامب للحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، ومطالبه الصبيانية بإعادة تسمية خليج المكسيك بخليج أمريكا، من المؤكد أنها ستجعل الأمور أسوأ
وربما انتهى التجاهل الدولي للسودان في عام 2025، ويقول مدعي الجنائية الدولية، كريم خان، إنه سيسعى إلى اعتقال المشتبه في ارتكابهم جرائم حرب وفظائع أخرى في دارفور – على افتراض أنه يمكن القبض عليهم. وبمعنى ما، يعيد التاريخ نفسه. في عام 2003، أصبحت دارفور مرادفًا للإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي ارتكبتها ميليشيا الجنجويد، سلف قوات الدعم السريع. مع أن وقف الحرب الأوسع في جميع أنحاء السودان أكثر تحديًا.
باكستان- أفغانستان
وعلى جبهة باكستان وأفغانستان، فقد كان تخلي المجتمع الدولي عن أفغانستان لصالح طالبان في عام 2021 مخزيًا ومكلفًا سياسيًا. وخسرت النساء والفتيات الأفغانيات، اللائي تعرضن مرة أخرى لمنعهن من الحريات الشخصية والحق في التعليم وتولي الوظائف.
وفي الأسبوع الماضي، اتخذت المحكمة الجنائية الدولية خطوات لمعالجة هذه الانتهاكات، حيث أعلنت أنها ستسعى إلى اعتقال كبار قادة طالبان، مثل هيبة الله أخوندزاده وعبد الحكيم حقاني، بتهمة ارتكاب جريمة ضد الإنسانية تتمثل في الاضطهاد على أساس الجنس، وهي الأولى من نوعها على مستوى العالم.
ويظل منظور الاستقرار في أفغانستان عام 2025 موضع شك، حيث تعاني الدولة، الغارقة في سوء الإدارة، من الفقر. كما تبدو باكستان المجاورة غير مستقرة إلى حد كبير، بعد عام من الاضطرابات السياسية التي تركت رئيس الوزراء السابق الشعبي عمران خان في السجن وسياسيًا مدعومًا من الجيش، شهباز شريف، في السلطة.
اليمن
وفي اليمن، وصف البلد بأنه أسوأ حالة طوارئ إنسانية في العالم، وربما لا يزال كذلك، على الرغم من الأهوال المتزايدة في السودان. ولكن منذ هجوم “حماس” على إسرائيل، في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تحول الاهتمام العالمي بعيدًا عن الأزمة المحلية في اليمن إلى الحوثيين. لقد أثارت هجماتهم الصاروخية على السفن الغربية في البحر الأحمر، وعلى إسرائيل، دعمًا لشعب غزة، أعمالًا انتقامية من الولايات المتحدة وبريطانيا وآخرين. وبعد وقف إطلاق النار في غزة، توقفت هجمات الحوثيين ضد السفن، لكن الحرب الأهلية الأوسع مستمرة.
الولايات المتحدة- المكسيك
وأخيرًا، هناك النزاع الأمريكي- المكسيكي، وكأن المكسيك بحاجة للمزيد من المشاكل فوق ما تعاني.
فعسكرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، ومطالبه الصبيانية بإعادة تسمية خليج المكسيك بخليج أمريكا، من المؤكد أنها ستجعل الأمور أسوأ.
وقد حذر مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، الأسبوع الماضي، من أن “استخدام ترامب الأساليب العقابية للهجرة سيثقل كاهل دولة المكسيك بمزيد من الأعباء ويعرقل النمو الاقتصادي الإقليمي ويثري العصابات الإجرامية”، ما يجعل البلدين أقل أمانًا وأقل ثراء. كما أن سياسة ترامب القائمة على “البقاء في المكسيك” للمهاجرين قد تزعزع استقرار البلد في وقت تعهدت فيه الرئيسة الجديدة كلوديا شينباوم ببداية جديدة.