صحيفة الاتحاد:
2024-12-16@09:59:04 GMT

د. شريف عرفة يكتب: نعم ولكن!

تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT

دائماً ما تدهشني عروض المسرح الارتجالي، التي لا تزال نادرة في عالمنا العربي. عرض كامل يعتمد على الارتجال اللحظي والبناء على ما قيل أو حدث في في التو واللحظة.. كمشهد روبين ويليامز في برنامج «داخل ستوديو الممثل»، حين طلب من الحضور إعطاءه أي شيء ليبني عليه مشهداً تمثيلياً.. فأعطوه كوفية استلهم منها دقائق ممتعة من كوميديا اللحظة.

. لا يوجد في عالمنا العربي شيء كهذا حسب علمي، اللهم إلا فرقة «ارتجالياً» التي تبلي بلاء حسنا في هذا المجال..
هذا ليس مقالاً فنياً، لكني أحكي هذا لأن هناك تقنية ذهنية رائعة يستخدمها ممارسو هذا الفن، أجدها فعالة في حياتنا اليومية بشكل كبير للغاية.. وهي تقنية نعم-و «Yes-And». أي، لا ترفض ما يأتيك من الجمهور، أو من ممثل زميل، بل اقبله وابنِ عليه واستمر في طريقك الجديد، لا تتمسك أكثر من اللازم بسيناريو كوميدي محدد جامد في ذهنك، بل كن منفتحا على المستجدات التي تحدث، وقم بتغيير خططك على أساسها!ألا يبدو هذا مفيداً في حياتنا العادية؟
يقول الكاتب الهولندي برتولد جونستر: إن مشكلة أغلب الناس أنهم لا يفكرون بهذه الطريقة، بل بعقلية «نعم-ولكن». أي: نعم، أريد أن أكون سعيداً، لكن لدي مسؤوليات كثيرة. نعم، أريد قضاء وقت مع أطفالي، لكني مشغول في العمل.. نعم، أريد توفير المال، لكن نفقاتي كثيرة. نعم أحب التعرف على الناس، لكني خجول جداً... إلخ.
مشكلة التفكير بهذه الطريقة هي أن كلمة «لكن» تجعل ما بعدها أمراً واقعاً لا يمكن تغييره.. حقيقة مطلقة تعترض تحقيق الأمنية التي قبلها.. وكأنها حاجز يمنعنا من رؤية الخيارات الأخرى.. والأفضل، هو البناء على هذه العبارات السابقة وعدم التوقف عندها.. كما يفعل ممثلو مسرح الارتجال.. بدلاً من الاكتفاء بـ(نعم-ولكن) استخدم (نعم-و).
نعم، لديّ مسؤوليات كثيرة، وهذا يعني ضرورة الترويح عن نفسي. نعم نفقاتي كثيرة، وهذا يعني الترشيد أو البحث عن مصادر أخرى. نعم، أريد السفر إلى دولة جديدة، وسأبدأ بالتخطيط المالي لهذه الرحلة. نعم، أريد أن أصبح أكثر لياقة، وسأجد صديق يمارس الرياضة لنشجع بعضنا. نعم، أريد أن أصبح أكثر لياقة، وسأجد صديقاً يمارس الرياضة معي للحفاظ على الدافع عقلية (نعم-و) تجعلك تستمر في إيجاد حلول لا التوقف عند المشكلة!
بمعنى آخر، لا تتمسك بالسيناريو المثالي الموجود في ذهنك مسبقاً، فتش لحياتك إذا ما تغير هذا السيناريو.. بل كن مثل الممثل الارتجالي.. رحب بالكوفية التي أتتك من حيث لا تحتسب، وفكر في ما أنت فاعل حيالها، كي تستمر الحكاية وتتعالى الضحكات!

أخبار ذات صلة الصحة النفسية في عالم الغد.. كيف نستعد للمستقبل؟ د. شريف عرفة يكتب: المشهور ≠ البطل!

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: شريف عرفة

إقرأ أيضاً:

ترامب قد لا يستطيع إلغاء حق الجنسية بالولادة.. ولكن

ربما لن يتمكن دونالد ترامب من تحقيق هدفه المعلن بإلغاء حق الجنسية بالولادة في الولايات المتحدة عند عودته إلى البيت الأبيض، لكن هذا الاحتمال قد يكون أقرب للتحقق مما كان عليه خلال فترته الأولى، وفقًا لخبراء قانونيين.

وبحسب صحيفة الجارديان، يضمن الدستور الأمريكي حق الحصول على الجنسية لأي شخص وُلد في البلاد، حتى لو كان والديه من المهاجرين غير الموثقين.

صرّح الرئيس المنتخب سابقًا أنه سيُلغي هذا الحق خلال فترته الأولى، وكرر مؤخرًا خلال مقابلة تلفزيونية أنه يخطط لذلك وربما يستخدم أمرًا تنفيذيًا أو “قد يضطر للعودة إلى الشعب”.

يتزامن هذا الهدف مع خطة ترامب لتنفيذ ترحيل جماعي لملايين المهاجرين غير الموثقين خلال فترته الثانية، وهو ما دفع مجموعات الحقوق المدنية والعديد من الديمقراطيين للاستعداد لفوضى اقتصادية وقانونية واحتجاجات.

موقف الدستور والمحكمة العليا

إذا حاول ترامب استخدام أمر تنفيذي لإلغاء حق الجنسية بالولادة، فمن المرجح أن ترفضه المحاكم بسبب نص التعديل الرابع عشر، حسبما أشار العلماء.

مع ذلك، نظرًا للأغلبية المحافظة في المحكمة العليا، واحتمال تعيين مرشحين يرون أن هذا الحق لا ينطبق على أطفال “الغزاة الأجانب”، فإن بقاء هذا الحق ليس مؤكدًا، كما قالت أماندا فروست، أستاذة القانون في جامعة فرجينيا وخبيرة في قانون الهجرة والجنسية.

وقالت فروست: “في نهاية فترته الرئاسية السابقة، إذا سألني أحدهم، ‘هل يمكنه فعل ذلك؟’ كنت سأجيب: ‘هذا لن يحدث أبدًا، إنه مجرد حديث سياسي’. لكن في النهاية، الدستور يعني ما تفسره المحكمة العليا.”

التعديل الرابع عشر

يعود حق الجنسية بالولادة إلى عام 1868، بعد الحرب الأهلية الأمريكية، وكان يهدف لإلغاء قرار دريد سكوت الذي قضى بأن العبيد لا يُعتبرون مواطنين أمريكيين.

ينص التعديل على أن: “كل الأشخاص المولودين أو المتجنسين في الولايات المتحدة والخاضعين لولايتها القضائية، هم مواطنون للولايات المتحدة والولاية التي يقيمون فيها".

صرّح أندرو رودالفيج، أستاذ في كلية بودوين: “هذه ليست مسألة يمكن أن تُحسم بأمر تنفيذي أحادي. لغة التعديل الرابع عشر واضحة للغاية.”

مواقف مؤيدة ومعارضة

في 2018، قال ترامب إنه سيستخدم أمرًا تنفيذيًا لإنهاء حق الجنسية للأطفال المولودين لأبوين غير مواطنين. وزعم بشكل غير دقيق أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي تسمح بهذا الحق، بينما تقدم العديد من الدول نفس الحق.

وقال ترامب في مقابلة على HBO: “نحن الدولة الوحيدة في العالم التي يأتي فيها شخص، يلد طفلًا، ويصبح الطفل مواطنًا أمريكيًا لمدة 85 عامًا بكل تلك المزايا. هذا أمر سخيف ويجب أن ينتهي".

في المقابل، قال آدم وينكلر، أستاذ القانون في جامعة كاليفورنيا: “لا يوجد فهم قانوني لمصطلح ‘الولاية القضائية’ يدعم فكرة أن المهاجرين غير الموثقين ليسوا خاضعين لسلطة الولايات المتحدة".

التغيير الدستوري

لتعديل الدستور، يتعين على الكونغرس اقتراح التعديل بأغلبية الثلثين في مجلسي النواب والشيوخ، أو من خلال مؤتمر دستوري دعت إليه ثلثا الهيئات التشريعية في الولايات. ثم يجب أن تصادق ثلاثة أرباع الولايات على التعديل.

قال رودالفيج: “هذا حاجز إجرائي صعب، يتطلب أغلبية ساحقة في الكونغرس، وموافقة أغلبية ساحقة من الولايات".

انعكاسات محتملة

إذا نجح ترامب بشكل غير محتمل في إلغاء حق الجنسية بالولادة، فإن ذلك سيضر البلاد، كما أشار الباحثون.

قالت فروست: “التعديل الرابع عشر كان يهدف إلى إنهاء الطبقية في أمريكا، وإنشاء مجتمع خالٍ من الطبقات الدنيا. هذا التغيير قد يعيد تلك الطبقية".

مقالات مشابهة

  • “سأتعامل مع إيران لكني غير مهتم بضم الضفة”.. تقرير عبري يكشف رسالة ترامب لنتنياهو
  • أحمد حسن ناعيا نبيل الحلفاوي: علمني حاجات كثيرة جدا
  • ترامب قد لا يستطيع إلغاء حق الجنسية بالولادة.. ولكن
  • رد أمين الفتوى على سيدة تسأل: أريد أن يحقق الله لي ما أتمنى.. فماذا أفعل؟
  • أمير هشام: ما حدث في لقاء باتشوكا "تهريج".. وهناك أخطاء كثيرة
  • غزة أكثر مناطق العالم التي يعيش فيها مبتورو الأطراف .. والسبب العدوان الإسرائيلي
  • إبراهيم عثمان: صدَقَ فيصل .. ولكن!
  • "قبل ما تروح للحج".. تعرف على المناسك ومبطلات الفريضة
  • بيدرسون: تحديات كثيرة أمام تحقيق الاستقرار في سوريا
  • ياسر ريان لـ«الأسبوع»: لا أريد مشاركة إمام عاشور أمام باتشوكا.. والأهلي قادر على الفوز