جيوبوليتيكال فيوتشرز: آمال ضئيلة للغاية لخط أنابيب الغاز التركي الإسرائيلي
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
اعتبرت كارولين روز كبيرة الباحثين في معهد نيولاينز للدراسات السياسية، أن هناك آمال ضئيلة للغاية لبناء خط أنابيب غاز يربط تركيا بإسرائيل، رغم أنه يعد بمثابة حل جزئي لأزمة الطاقة في أوروبا.
وذكرت في تحليل نشره موقع جيوبوليتيكال فيوتشرز، وترجمه الخليج الجديد، أن خطط إنشاء خط أنابيب يربط حقل غاز ليفياثان البحري بأوروبا، موجودة منذ سنوات، لكن التوترات بين أنقرة وتل أبيب عرقلتها.
وأشارت إلى أن الغزو الروسي لأوكرانيا ساهم في إعادة إحياء المشروع، حيث سعى الاتحاد الأوروبي إلى استبدال 40% من إمداداته من الغاز التي تأتي من روسيا، كما أنه سيكون أرخص بكثير من المشاريع المنافسة مثل خط إيست ميد.
وأشارت روز أن خطة بناء خط أنابيب إيست ميد، انهارت بالفعل بسبب تكلفتها الباهظة البالغة 6 مليارات دولار، وانتقادات حادة من تركيا بسبب استبعادها من المشروع، وأخيراً قرار إدارة بايدن في يناير/كانون الثاني 2022 بسحب الدعم الأمريكي.
وبعد وقت قصير من الإعلان الأمريكي، طرحت أنقرة بديلاً أرخص بكثير وهو ممر طاقة بقيمة 1.5 مليار دولار وطول 500 كيلومتر (310 ميل) من ليفياثان إلى تركيا، التي تحلم بأن تصبح مركزاً إقليمياً للغاز.
لكن روز أوضحت أنه بالرغم من تلك التطورات والمزايا فإن السياسات الإقليمية وطلب السوق الذي لا يمكن التنبؤ به والبدائل الناشئة تعني أنه من غير المرجح بناء خط الأنابيب المذكور الذي تدعمه من تركيا.
ورأت أن بالرغم من محاولة كل من تركيا وإسرائيل إذابة الجمود في علاقتيهما وإظهار مرونة سياسية مؤخرا من أجل تنفيذ المشروع، لكن هناك عدة عوامل عدة تجعل من تحقيق المشروع حلم صعب المنال.
وذكرت روز أن أول هذه العوامل أن خط الأنابيب سوف يعبر المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، مما يمثل نقطة حساسة لأصحاب المصلحة في البحر الأبيض المتوسط.
ومنذ عام 1974، تم تقسيم جزيرة قبرص بين جنوب يسيطر عليه القبارصة اليونانيون وشمال تسيطر عليه تركيا. ولا تعترف الحكومة التركية بحكومة القبارصة اليونانيين، التي ستكون موافقتها مطلوبة قبل البدء في البناء داخل منطقتها الاقتصادية الخالصة.
اقرأ أيضاً
بناء خط أنابيب غاز بين تركيا وإسرائيل.. خطوة بعيدة المنال
بالإضافة إلى ذلك، فإن الداعم الرئيسي لحكومة القبارصة اليونانيين، اليونان، لديها طموحاتها الخاصة في أن تصبح دولة عبور أكبر للغاز إلى أوروبا، ولا ترغب في رؤية منافسيها في تركيا يتعززون.
اليونان وقبرص وإسرائيل جميعهم أعضاء في منتدى غاز شرق البحر الأبيض المتوسط، وكثيرًا ما يقومون بتدريبات عسكرية معًا، لذلك فمن غير المرجح أن تمضي إسرائيل في مشروع خط الأنابيب دون دعمهم.
كما يمكن أن تنشأ قضايا مماثلة مع سوريا (تعتبرها إسرائيل واحدة من أكبر أعدائها الإقليميين بعد إيران) التي من المرجح أن يمر بها خط الأنابيب أيضًا عبر منطقتها الاقتصادية الخالصة.
وبالإضافة إلى عقود من الصراعات الدموية والنزاعات الإقليمية، أثارت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد مؤخراً حفيظة الإسرائيليين من خلال نشر الميليشيات المتحالفة مع إيران ومقاتلي حزب الله على طول الحدود المشتركة بينهما.
حاولت تركيا تطبيع العلاقات مع نظام الأسد، خاصة بعد زلزال فبراير/شباط 2023 الذي دمر شمال سوريا وجنوب تركيا، لكنها أحجمت عن ذلك بسبب الخلافات حول وضع شمال غرب سوريا وإعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، من بين أمور أخرى.
ورأت روز أن محاولة الحصول على موافقة سوريا على إنشاء خط أنابيب عبر منطقتها الاقتصادية الخالصة ستكون محفوفة بالمخاطر بالنسبة لتركيا، لكنها لن تكون ناجحة بالنسبة لإسرائيل.
وأخيرا، ربما يتشكل مشروع بديل في هيئة الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، والذي يضم إسرائيل ولكن ليس تركيا.
اقرأ أيضاً
بديل أوروبا للطاقة الروسية.. تركيا وإسرائيل تبحثان إقامة خط لأنابيب الغاز
المصدر | كارولين روز/ جيوبوليتيكال فيوتشرز- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: تركيا خط أنابيب إسرائيل خط الأنابیب خط أنابیب
إقرأ أيضاً:
بين آمال التهدئة ومخاوف التصعيد.. ما مستقبل الشرق الأوسط بعد فوز ترامب؟
عندما يصوت الناخبون في الولايات المتحدة لاختيار الرئيس، فإن أنظار العالم تتجه نحو هذا الحدث الكبير، حيث يمتد تأثيره ليشمل شعوبًا عديدة خارج حدود الولايات المتحدة وتتأثر مصائر مليارات الأشخاص الذين لا حق لهم في التصويت، بنتائج هذا القرار الانتخابي.
من شرق أوكرانيا الذي يعاني الدمار، إلى قطاع غزة المشتعل بالصراع، ومن المياه المتوترة في مضيق تايوان إلى شوارع طهران المزدحمة، وأبراج بكين العالية، وصولاً إلى غرف الكرملين الدافئة، يُطرح السؤال ذاته: كيف ستعيد هذه النتيجة تشكيل السياسات العالمية، وخاصة في الشرق الأوسط؟
مستقبل الشرق الأوسط بعد فوز ترامبمستقبل الشرق الأوسط بعد فوز ترامبومع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تُطرح تساؤلات عميقة حول مستقبل المنطقة التي كانت محط تركيز لسياساته الصارمة خلال فترة رئاسته السابقة. فهل سيعيد ترامب دعم الحلفاء التقليديين بقوة، ويتبنى سياسة تصعيدية ضد إيران ومحورها؟ أم سنشهد توازنًا جديدًا يجمع بين التهدئة الدبلوماسية ودعم الحلفاء، بما يعزز الاستقرار ويعزز النفوذ الأمريكي في المنطقة؟
قال المحلل السياسي، الدكتور أحمد العناني أن العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية ستشهد مزيدًا من التطور تحت رئاسة دونالد ترامب، الذي سبق أن اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، بجانب اعترافه بسيادة إسرائيل على الجولان، مما يعزز دعمه السياسي القوي لإسرائيل.
وأضاف العناني في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن ترامب سيواصل تقديم دعم سياسي كبير لإسرائيل، مع تجنب التصعيد العسكري المباشر. وأشار إلى أن ترامب يسعى لتحجيم النفوذ الإيراني وحلفائه في المنطقة، مثل حماس وحزب الله، عبر وسائل دبلوماسية وضغوط سياسية دون الانخراط في مواجهات عسكرية شاملة، بهدف تحقيق هزيمة سياسية لهذا المحور.
أول تعليق بعد فوز ترامب.. روسيا تكشف موقفها من الإدارة الأمريكية الجديدة تطلع للعمل معه من أجل السلام.. أبومازن يوجه برقية تهنئة الي ترامبكما أضاف العناني أن ترامب سيتبنى سياسة ضغوط صارمة تجاه إيران تشمل عقوبات اقتصادية لكبح طموحاتها النووية، مشيرًا إلى أن أي تصعيد عسكري محتمل ضد إيران سيكون بتنسيق كامل مع إسرائيل. هذا التصعيد سيكون مدروسًا ومشتركًا لتجنب توسيع دائرة النزاع.
على الصعيد الاقتصادي، يتوقع العناني أن عودة ترامب ستدعم دولًا مثل مصر، خصوصًا في ملف سد النهضة، حيث سبق أن دعم ترامب موقف مصر. كما سيسعى ترامب لتعزيز صفقات اقتصادية مع دول الخليج لتحقيق مكاسب للاقتصاد الأمريكي، مما يعكس توجهه نحو سياسة "أمريكا أولاً" مع التركيز على الدبلوماسية الاقتصادية في إدارة الشرق الأوسط.