أكد مراقبون ومحللون سودانيون أن الشعب السوداني ينتظر دور تركيا بإعادة استقرار السودان وإعادة بناء ما دمرته الحرب، مؤكدين أن الزيارة التي أجراها رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان إلى تركيا على درجة عالية من الأهمية.

وفي 13 أيلول/سبتمبر الجاري، استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في المجمع الرئاسي في العاصمة التركية أنقرة، رئيس مجلس السيادة السودان الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان.

وذكرت مصادر دبلوماسية سودانية أن المباحثات بين أردوغان والبرهان، تطرقت للعلاقات التاريخية الراسخة بين تركيا والسودان، والتعاون الاقتصادي بين البلدين.

وبيّنت أن جلسة المباحثات تطرقت لإمكانية زيادة العون الإنساني التركي، حيث أكدت تركيا استعدادها للمساهمة في إعمار ما دمرته الحرب والوقوف بجانب الشعب السوداني لمواجهة تحديات ما بعد الحرب وتقديم المساعدات الإنسانية والطبية له، إضافة إلى مساهمتها في العمل من أجل إنجاح الموسم الزراعي وتفعيل الاتفاقيات المشتركة.

وأعربت المصادر الدبلوماسية عن شكرها لتركيا على ما قدمته من مساعدات إنسانية وطبية للسودان، مؤكدة استعداد السودان لبناء علاقات استراتيجية مع تركيا تخدم مصالح الشعبين الصديقين، وفق تعبيرها.

وكشفت مصادر قريبة من مجلس السيادة في السودان تفاصيل جديدة عن نتائج زيارة الفريق عبد الفتاح البرهان إلى تركيا ومحادثاته مع أردوغان.

وقالت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن “البرهان وأردوغان اتفقا على تفعيل اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات الأمن والدفاع والتصنيع والتدريب العسكري”، حسب موقع قناة “الجزيرة” القطري.

وفي هذا الصدد، قال رئيس قسم الأخبار في صحيفة “اليوم التالي” السودانية محمد جادين لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “زيارة رئيس مجلس السيادة السوداني الجنرال عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني إلى تركيا مؤخراُ ولقائه الرئيس رجب طيب أردوغان في هذا التوقيت، تحمل العديد من المضامين والإشارات”.

وأضاف “تأتي زيارة البرهان إلى تركيا بعد عدة زيارات شملت مصر وقطر وأريتريا، ولكن زيارته الأخيرة وجدت زخماً وصدى أكثر من سابقاتها خاصة بعد لقاء البرهان وأردوغان والاستقبال الذي حُظي به رئيس مجلس السيادة السوداني”.

وتابع جادين “يبدو أن طابع الزيارة يتعلق بالمجال العسكري نظراً للتعاون المعروف بين السودان وتركيا في هذا المجال، إذ تأتي أهمية الزيارة بعد مرور أكثر من 5 أشهر على الحرب في السودان، الذي يحتاج إلى دعم عسكري وإن لم يتم الحديث عنه صراحة خلال الزيارة”.

وأضاف “من ناحية أخرى يبحث رئيس مجلس السيادة السوداني في زيارته إلى تركيا عن شرعية وتوسيع قاعدة الدول الداعمة للسودان، خاصة وأن الاتحاد الأفريقي وعدداً كبيراً في المحيط الإقليمي يتعامل مع ما يجري في السودان بأنه قتال بين طرفين: الجيش السوداني وقوات الدعم السريع دون الإشارة و تسمية القوات التابعة إلى الجنرال محمد حمدان دقلو حميدتي بالمتمردة، وهو ما يقلق الحكومة السودانية ويثير حفيظتها لعدم اعتراف العديد من دول الإقليم بأنها تمثل حكومة السودان بما في ذلك المملكة العربية السعودية، والتي توظف منبر جدة للتفاوض بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع دون تسمية الطرف التابع للبرهان بأنه يمثل الحكومة السودانية بل تتم مخاطبته بوفد الجيش السوداني”، حسب جادين.

وتابع جادين “وصفت وزارة الخارجية السودانية على لسان وزيرها المكلف السفير علي الصادق زيارة البرهان إلى تركيا و مقابلته الرئيس رجب طيب أردوغان بالناجحة، وربما تنعكس ثمار الزيارة على الشعب السوداني خلال الأيام المقبلة خاصة في الجانب الإنساني، لجهة أن غالبية الشعب السوداني تضرر من الحرب ونزح ملايين السودانيين داخلياً في ظروف إنسانية صعبة وبالغة التعقيد، وبالطبع ناقشت زيارة البرهان تقديم مساعدات إنسانية تدفع بها تركيا للمتضررين من السودانيين بجانب توفير أدوية ومستهلكات طبية جراء النقص الحاد لهذه المواد والاحتياجات الفعلية للمستشفيات في الوقت الراهن”.

وختم قائلاً، إن “السودان يأمل أيضا من خلال زيارة البرهان إلى تركيا في مساهمتها مستقبلا بعد توقف القتال بإعادة إعمار ما دمرته الحرب، في جانب الإنشاءات و المرافق الخدمية خاصة في الخرطوم العاصمة السودانية المنكوبة”.

وذكر مراقبون أنه في أيار/مايو الماضي، أبدى أردوغان في اتصال هاتفي مع البرهان استعداد تركيا لاستضافة “مفاوضات شاملة” لإنهاء الصراع الدائر في السودان، إلا أن أيا من طرفي الصراع لم يرد بشكل رسمي على هذه المبادرة، حسب تعبيرهم.

وسبق أن أبدى البرهان في حزيران/يونيو 2023، استعداده لقبول أي مبادرة تركية لوقف القتال في السودان، حسب مراقبين.

من جهتها، قالت الباحثة السودانية في العلاقات الدولية والدراسات الدبلوماسية ناديا شنكلا لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “العلاقة السودانية التركية ظلت على قدر عال من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة بين البلدين، وقد لعبت تركيا دور كبير في الحد من الدعم اللوجستي لقوات حفتر ومنعها من الوصول الى السودان لمساندة المرتزقة في حربها ضد الشعب السوداني”.

وأضافت شنكلا “تأتي أهمية زيارة الفريق البرهان لإيضاح الصورة كاملة للحكومة التركية وشرح ما يدور خلف الكواليس، ولدحض ما تنشره المليشيا ومسانديها من الخارج من شائعات، وأيضا للتأكد من موقف تركيا في حال إعلان حكومة تسيير أعمال في السودان”.

وتابعت “ولا ننسى ايضا ان الحكومة التركية تمتلك تكنولوجيا متقدمة من منظومة الصناعات الدفاعية التي قد يحتاجها الجيش السوداني لحسم المعركة، والتي كما يبدو لنا أنها في نهاياتها وأن النصر حليف الجيش السوداني والشعب السوداني”.

ومنذ منتصف نيسان/أبريل الماضي، يخوض الجيش السوداني بقيادة البرهان، وقوات “الدعم السريع” بقيادة حميدتي، اشتباكات لم تفلح أي هدنة في إيقافها، ما خلف 5 آلاف أغلبهم مدنيون وأكثر من 12 ألف جريح، بحسب الإحاطة التي قدمها المبعوث الأممي -المستقيل-، فولكر بيرتس، أمام مجلس الأمن الدولي في 13 أيلول/سبتمبر الجاري.

وحسب مراقبين، فإن البرهان بحث مع تركيا تزويد الجيش السوداني بمسيّرات تركية، مشيرين إلى أن “الجيش السوداني يريد أن يستفيد من فعالية الطائرات المسيّرة التركية، التي أثبتت أهميتها وآخرها كان في حرب أوكرانيا”.

وأوضحوا أن “التفاهم السوداني التركي تضمن أيضا إحياء مجلس التعاون الإستراتيجي المشترك، والتعاون الأمني وتبادل المعلومات والخبرات، والتنسيق في ملفات عدة”.

وحول ذلك، قال الصحفي السوداني عوض جاد السيد لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن الحديث عن الطائرات المسيّرة “ليس مستبعدا، وقد يكون من القضايا التي أثيرت في جلسة المباحثات المغلقة ولم تعلن في التصريحات الرسمية، فالجيش السوداني قد يكون بحاجة لمزيد من التعاون العسكري مع الجانب التركي في حربه ضد الدعم السريع، ووارد جدا أن تكون هذه واحدة من أهم أجندات الزيارة، وربما يجد استجابة من تركيا بالرغم من المواقف المعلنة بعدم التدخل عسكريا من أي طرف خارجي في حرب السودان، لكن قد تكون المعطيات تغيرت بعد خمسة أشهر من المعارك، وبالتالي تتغير معها المواقف الإقليمية والدولية”.

ورأى جاد السيد أن “الرئيس أردوغان بما يحظى به من قبول وتأثير يمكن أن يسهم في تيسير منبر للوساطة بين الجيش والدعم السريع بالتنسيق مع بقية المبادرات والدول”.

وتابع “لابد أن نذكر ما أعلنه البرهان من قبل حول استعداده لقبول أي مبادرة تركية لوقف القتال بالبلاد، علاوة على قدرة تركيا في التأثير على المواقف الأوروبية والأمريكية تجاه قضية السودان، عطفا على مكانتها الدولية وعلاقاتها الاستراتيجية”.

كما ينتظر من تركيا تقديم مشروعات ومبادرات لصالح الشعب السوداني المتضرر من الحرب، وهي أصلا عملت خلال الفترات الماضية عبر وكالتها للتنمية في مشروعات ضخمة بالسودان، إضافة الإغاثة والعمليات الإنسانية، حسب تعبيره.

واعتبر أن “زيارة البرهان إلى تركيا واحدة من أهم المحطات الخارجية التي قام بها مؤخرا، وذلك لما تتمتع به تركيا من ثقل إقليمي ودولي ومقدرات اقتصادية وعسكرية ودبلوماسية، وما أعلن عن مناقشته خلال الزيارة من ملفات ينبئ بدور مؤثر لتركيا في الملف السوداني خلال الفترة الماضية”، مضيفا “لا تخفى استراتيجية العلاقة بين البلدين والتي تأثرت قليلا بعد ثورة كانون الأول/ديسمبر 2018 في السودان، كما تمتلك تركيا علاقات قوية مع طرفي الحرب في البلاد وكانت لهما زيارات مشهودة خلال الفترات الماضية”.

ورأى جاد السيد أن “أيّاً كان ما يسعى اليه البرهان، سواء كان تثبيت الشرعية أو الحصول على دعم عسكري أو إنساني أو اقتصادي، فإن تركيا تعتبر محطة بارزة في هذا الصدد، وربما تكون هنالك ملفات نوقشت خلال جلسة المباحثات المغلقة ولم يتم الإعلان عنها”.

وعن انعكاسات هذه الزيارة قال جاد السيد، إنه “من المؤكد أن كل ما أعلن عنه من الجانب التركي يمثل مكاسب للسودان وشعبه في هذه الظروف الحرجة، فقد أعلن الرئيس أردوغان ووزير خارجيته الاستعداد لمساعدة السودانيين في السعي لإنهاء الحرب، وهذا هو الأهم في الوقت الراهن، فضلا عن الجانب الإنساني وإعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية، وهناك اتفاقيات مبرمة سلفا بين الجانبين يمكن استئنافها وتنشيطها لمصلحة البلدين”.

وكالة أنباء تركيا

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: رئیس مجلس السیادة السودانی رئیس مجلس السیادة السودان زیارة البرهان إلى ترکیا عبد الفتاح البرهان الشعب السودانی الجیش السودانی الدعم السریع فی السودان ترکیا فی فی هذا

إقرأ أيضاً:

كامل الوزير: دعم كامل للمشروعات بين مصر والسودان بتوجيهات الرئيس السيسي

أكد  الفريق  المهندس كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل للحضور دعم و تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية وتمنياته بأن تكلل أعمال  الملتقى المصري السوداني الاول لرجال الأعمال بالتوفيق والنجاح، مرحباً بالمشاركين بالملتقى من دولة السودان الشقيقة باعتبارهم أخوة على أرض مصر، حيث نقل الوزير تقدير ومودة ومساندة الشعب المصري للأشقاء السودانيين، الذي طالما يعتز بانتمائه لأمته العربية وبالأواصر الوثيقة التي تربط شعبي مصر والسودان.


جاء ذلك خلال كلمة  الوزير  اليوم بحضور عمر بانفير وزير التجارة والتموين السوداني، ومحاسن يعقوب، وزير الصناعة السوداني، والمهندس أبوبكر أبو القاسم عبد الله، وزير النقل السوداني، والدكتور محيي الدين نعيم وزير الطاقة والنفط السوداني والدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية والفريق أول عماد الدين مصطفى عدوي، سفير السودان بالقاهرة.

وأعرب الوزير عن سروره بالمشاركة ورعاية الملتقى كونه يهدف إلى تعزيز أطر التعاون الراسخ بين مصر والسودان الشقيق في كافة المجالات وتعظيم الاستفادة من إمكانيات البلدين وتعزيز مستويات التبادل التجاري لصالح شعبينا الشقيقين، والتحدث بصوت مسموع لخلق أطر جديدة لامتصاص تداعيات الحروب التي أثرت على الاقتصاد وآلياته وأدت إلى توقف عجلة الإنتاج ومحاولة إيجاد حلول ملموسة لها، حيث أن التعاون الدولي هو المفتاح الرئيسي لمواجهة هذه التحديات، ويجب علينا العمل معاً لضمان مستقبل أفضل للجميع.

وأكد الوزير أن مصر تدرك تماماً أهمية دورها في تعزيز الاستقرار الاقتصادي والتنمية في المنطقة، وتسعى دائماً إلى توحيد الجهود مع شركائها وأشقائها لتحقيق هذا الهدف، فمصر كانت ولا تزال وستظل السند والداعم الحقيقي لكل الدول العربية الشقيقة بتوجيهات الرئيس الفتاح السيسي رئيس، ودعمه للأشقاء في كل الدول العربية بعد تعرضهم للصراعات المستمرة، بما يؤكد صلابة الدور الذي تقوم به مصر إقليمياً،

وشدد أن الوحدة الوطنية بين الدول الشقيقة تجعلنا قادرين على تخطى جميع التحديات وعبور الأزمات التي يمر بها العالم أجمع، فمصر لها دور رئيسي ضمن جهود السلام بالمنطقة، وستظل تسعى لتعزيز دورها على الساحة الدولية، من خلال المساعدة في تقديم الدعم اللازم لأشقائها، باعتبارها الشقيقة الكبرى لكل العرب، وشعورها الدائم بالمسئولية تجاههم، لذلك لا بد أن تكون دائماً أول من يقدم يد العون والدعم للأشقاء.

وأوضح الوزير أن بناء الاستقرار الإقليمي ومواصلة العمل من أجله يعد من احد أولويات الحكومة المصرية وعلى راس اجندتها ، المرحلة المقبلة،  وبالتالي سيتم  مواصلة تقديم الدعم للأشقاء في السودان والعمل على عودة الاستقرار إلى أرضه ونمو اقتصادها في المستقبل القريب كما أن التحديات الكبيرة التي تواجه مصر والسودان تتطلب توحيد الجهود بين البلدين لما يربطهما من علاقات تاريخية وصلات دم ومصاهرة وتاريخ ومصير مشترك فالسودان بوابة مصر الجنوبية ويربط الشعبين علاقات راسخة بالإضافة إلى  نهر النيل باعتباره شريان الحياة

فضلا عن توافر شبكات النقل بين مصر والسودان حيث ترتبط مصر مع السودان من خلال ثلاث محاور للنقل البري ؛ المحور الأول  غرب النيل توشكي- أرقين بطول 100 كم والمحور الثاني  شرق النيل قسطل- وادي حلفا بطول 35 كم والمحور الثالث على ساحل البحر الأحمر الممتد من حلايب وحتى بورسودان بطول ۲۸۰ كم

كما تم التخطيط لإنشاء محطة سكك حديدية تبادلية عند أبو سمبل لتبادل الخدمة بين الخط الأول للقطار الكهربائي السريع عند أبو سمبل وخط سكة حديد جديد مخطط إنشاؤه من أبو سمبل حتى وادي حلفا، بالإضافة إلى وجود 3 موانئ برية على الحدود المصرية السودانيةوهي  (قسطل- أرقين- رأس حدربة) ومخطط إنشاء مناطق لوجستية في قسطل وأرقين لخدمة حركة التجارة بين البلدين فضلاً عن الطريق الملاحي (أسوان - وادي حلفا) عبر بحيرة ناصر، حيث تقوم وزارة النقل المصرية حالياً بإنشاء رصيف نهري جديد بميناء وادي حلفا في السودان.

واوضح الوزير إلى أنه إيماناً بعمق العلاقات المصرية السودانية التي تعد امتداداً للتعاون العربي ودليلاً على الصداقة والتعاون المشترك في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، خاصة في ظل الظروف الدولية والإقليمية الاستثنائية التي فرضت نفسها على الاقتصاد العالمي وتداعياتها غير المسبوقة على اقتصاديات المنطقة العربية والتي نتج عنها ارتفاع معدلات التضخم، فإن التعاون العربي أصبح أمراً حتمياً خاصة في ظل تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي وتراجع معدلات الإنتاج وتدفقات الاستثمار وعدم استقرار سلاسل التوريد العالمية،

وأشار إلى أهمية تعميق الاستثمار الصناعي بين مصر والسودان، لما فيه من تحقيق منافع متبادلة، وإيجاد فرص عمل، وتوفير المعدات والآلات وتعميق المكون التقني للصناعة، وتحفيز التنمية الاقتصادية من خلال زيادة القدرات الإنتاجية وتعزيز مكاسب الابتكار والإنتاجية وإتاحة منتجات أكثر تنافسية في الأسواق المصرية والعربية والأفريقية. علاوة على ذلك

وأكد الوزير أن هذا الملتقى المصري السوداني الاول لرجال الأعمال سيشكل نواة لشراكة في التكامل الصناعي فيما بيننا بما يتيح قدرة أكبر على التكامل الإقليمي، فيمكن للجانبين من خلال التعاون المشترك الاستفادة من مواطن القوة في كلٍ منهما وإتاحة الموارد اللازمة لذلك، والتصدي للتحديات المشتركة، بما ينعكس على حجم التبادل التجاري بين البلدين، وعلى حجم المشروعات المشتركة،

وأشار  إلى إمكانيات التعاون غير المستغلة بين مصر والسودان لا تزال كبيرة، وهناك فرص كثيرة لزيادة هذا التعاون في مختلف المجالات الاستثمارية والتجارية، إذ يستند السعي لدفع وتنمية العلاقات الاقتصادية فيما بيننا يستند إلى قاعدة راسخة من الشراكات الاقتصادية الناجحة والمتميزة بين البلدين،

واضاف أن مصر تتطلع إلى زيادة توجه الشركات السودانية للاستثمار والعمل في مصر للاستفادة من المناخ الجاذب للاستثمار، ومن منظومة الحوافز المميزة التي تطرحها الحكومة المصرية أمام المستثمرين في مختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية، فضلاً عما يتيحه ذلك من فرص الاستفادة من مزايا اتفاقات التجارة الحرة الموقعة بين مصر ودول العالم وتجمعاتها الاقتصادية الإقليمية المختلفة، التي تتيح في المجمل سوقاً واعداً.

واكد الوزير أن مناخ الاستثمار في مصر شهد العديد من الإصلاحات المؤسسية بهدف تيسير الإجراءات على المستثمرين، مما اسهم في تحقيق نتائج إيجابية في مجال تأسيس الشركات من حيث الوقت والتكلفة وإجراءات بدء النشاط، فضلاً عن إتاحة العديد من الفرص الاستثمارية الضخمة في القطاعين العام والخاص من خلال المشروعات القائمة والمستهدفة في مختلف المجالات الرابحة،

وأشار إلى أن قطاع النقل لارتباطه الوثيق بالاستثمار يعد محوراً أساسياً لتحقيق الترابط الاقتصادي بين القطاعات المختلفة ومن أهم الركائز لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وأنه في حال عدم توفر بنية تحتية قوية يصعب تحقيق هذا الترابط.

واشار الوزير الى أنه في إطار توجيهات   الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس بتحويل مصر إلى مركز إقليمي للنقل واللوجستيات وتجارة الترانزيت قامت وزارة النقل بدورها من خلال تنفيذ عدة أهداف استراتيجية في عدة محاور منها، تخطيط وتنفيذ ممرات لوجستية دولية تنموية متكاملة لربط مناطق الإنتاج الصناعي والزراعي والتعديني والخدمي بالموانئ البحرية بوسائل نقل سريعة وآمنة مرورا بالموانئ الجافة والمناطق اللوجستية، بالإضافة لتنفيذ مخطط شامل لإنشاء ۳۲ ميناء جاف ومنطقة لوجستية على مستوى الجمهورية، لتحقيق الربط البري بين الموانئ البحرية والموانئ الجافة والمناطق اللوجستية،


وقال الوزير إن هذا الملتقى يأتي في توقيت هام لما تحققه السودان الجديدة من تقدم ملموس في مجال الإصلاح الاقتصادي الجاذب للاستثمار للشراكة بين القطاعين العام والخاص في مجالات ومشروعات محددة كأولوية، في ظل رؤية واضحة المعالم للمستقبل في مجالات الزراعة والأمن الغذائي، كما في غيرها من القطاعات الواعدة مثل الطاقة والبنية التحتية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتعدين،

واكد الوزير على أن  السودان أرضاً خصبة للفرص الاستثمارية والزراعية المستدامة لما تمتلكه من رؤى جديدة لدى الحكومة والقطاع الخاص السوداني، ومن إمكانات وموارد ضخمة من الأراضي والموارد والمساحات الشاسعة، وتتمتع السودان بموقع جغرافي مميز يتوسط العالم العربي وإفريقيا ويطل على البحر الأحمر، وما يعنيه ذلك من مجالات رحبة للاستثمارات اللوجستية المرتبطة به، وهو ما جعل أنظار المستثمرين في العالم تتجه نحو السودان لاستكشاف الفرص الاستثمارية المتاحة، لما تمتلكه من مقومات وموارد في مجالات عدة في طليعتها قطاعات الزراعة والصناعات الغذائية، خاصة بعد إزالة العقبات التي كانت تقف حجر عثرة أمام الاستثمار بالإضافة إلى تحسن مؤشرات الاقتصاد الكلي وزيادة الصادرات واستعادة تدفق التحويلات والاستثمارات الخارجية.

وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل أن التعاون والعمل المشترك هما السبيلين الوحيدين لتجاوز الأزمات واستغلال ما تتيحه من فرص ومنح، وإيجاد مناخ من التواصل الدائم مع الأشقاء في دولة السودان والذي من شأنه الوصول إلى صيغ مشتركة بين البلدين تدفع بالتطوير الدائم للعلاقات على كافة الأصعدة والمستويات وبالأخص العلاقات التجارية والاستثمارية.

وأعرب الوزير عن تفاؤله الكبير بالمستقبل مؤكداً أهمية استمرار الحوار والتعاون بين الدول والمؤسسات المختلفة للتغلب على التحديات الراهنة، موجهاً الشكر لمنظمي الملتقى وجميع المشاركين فيه على جهودهم البناءة والمثمرة في تحقيق أهدافه، باعتباره منصة هامة لرجال الأعمال والمستثمرين في كلا البلدين للالتقاء ومناقشة الفرص المتاحة وتبادل الخبرات والمعلومات حول المشاريع المشتركة.

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يكثف ضرباته على مواقع الدعم السريع في الخرطوم وبحري
  • الجيش السوداني يسيطر على مدينة سنجة ويلاحق عناصر الدعم السريع
  • البرهان يزور سنار ومنظمات دولية تحذر من خطورة الأزمة الإنسانية
  • مابعد الفيتو!!
  • الجيش السوداني يستعيد سنجة.. البرهان يتعهد بتحرير المزيد (شاهد)
  • مراسل «القاهرة الإخبارية»: فرحة عارمة بعد تحرير الجيش السوداني مدينة سنجة
  • الجيش السوداني يدعو جوبا لمنع عناصر الدعم السريع من دخول أراضيها
  • كامل الوزير: دعم كامل للمشروعات بين مصر والسودان بتوجيهات الرئيس السيسي
  • الجيش السوداني يعلن سيطرته على مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار
  • الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة من الدعم السريع