الوطن:
2024-11-26@09:08:43 GMT

الأميرة رشا يسري تكتب.. عشتِ يا بلادي

تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT

الأميرة رشا يسري تكتب.. عشتِ يا بلادي

انتفضت الدولة المصرية، عبر أعلى مستوياتها، للإسراع بتقديم المساعدة للشقيقة الليبية فى مصابها؛ فهى مصر التى تعلن دوماً وأبداً فى كل الأزمات دورها المحورى ومسئولياتها تجاه كل شعوب العالم.

إن مصر لم تتوانَ عبر السنوات عن مد جسور المحبة والمساعدة لأىٍّ من بلدان العالم.

إلا أن هذه المرة كان المصاب لدولتين شقيقتين أدمى قلوبنا جميعاً، ولن يشعر بذلك المصاب أبداً إلا من مرّ به وعاش فيه، فقد أعاد زلزال المغرب إلى الأذهان زلزال أكتوبر الذى ضرب مصر عام 1992، بكل ما فيه من ذكريات مؤلمة، وكذلك شكّل مصاب الشقيقة الليبية فى العاصفة التى ضربتها ألماً جديداً يُدمى القلوب.

. فانتفضت مصر ملبية لضميرها ومحبتها لأشقائها العرب، شاء مَن شاء وأبى مَن أبى، وأسرعت مصر ووجّه قائدها الرئيس عبدالفتاح السيسى بسرعة إغاثة الأشقاء الليبيين، لتقوم القوات المسلحة المصرية بسرعة تشكيل قافلة عملاقة من معدات الدعم والإغاثة والمساعدات الإنسانية توجهت على الفور إلى المدينة الليبية درنة.

المساعدة هنا تحمل أهمية استثنائية، فالسرعة فى الإغاثة هى المحور الأهم والأبرز.. فنحن بنى العرب الجار لدينا له منزلة خاصة، فما بالنا بكونها شقيقة عربية!

إن فيديو قصيراً بثه أحد الليبيين وحصل عليه موقع «سكاى نيوز عربية» يصور قافلة عربات المساعدة المصرية تمر من أمامه وهو يردد «تحيا مصر» هز مشاعرى، فهذه هى مصر التى لم ولن تدّخر مجهوداً فى إغاثة أشقائها، وتعمل بمحبة استثنائية لتجعل الأشقاء العرب وحدة واحدة وعلى كلمة واحدة.

شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى بنفسه اصطفاف معدات الدعم والإغاثة والمساعدات الإنسانية التى تنوعت بين عربات الإسعاف المختلفة، فمنها للإخلاء الطبى، وعربات المستشفى الميدانى المحمّلة بالاحتياجات الطبية، وكذلك العربات التى تحمل المعدات الهندسية التى تسهم فى إزالة الآثار الناتجة عن الكوارث الطبيعية، وعربات أخرى لنقل الأتربة وماكينات الكهرباء ومجموعات رفع المياه، إلى آخره من المساعدات التى شهدها الرئيس قبل لحظات من انطلاقها عبر الحدود الغربية لتتوجه إلى «درنة» مصاحبة لفرق الإنقاذ وأطقم البحث.

كما وجّه الرئيس عبدالفتاح السيسى بإقامة معسكرات إيواء بالمنطقة الغربية العسكرية للمتضررين من الأشقاء الليبيين الذين فقدوا ديارهم.. وحتى كتابة هذه السطور ما زال الدعم مستمراً من مصر إلى شقيقتها ليبيا.

إن المحنة دائماً ما تولد بداخلها المنحة.. فالمنحة هنا هذه المشاعر المتلاحقة من المحبة والالتحام، تعيد إلى الأذهان القومية العربية التى عمل الكثيرون على إضعافها، لكن مصر تأبى إلا أن تكون - كعادتها - سنداً وحامياً لكل الأشقاء العرب، فتعبير الرئيس عبدالفتاح السيسى «مسافة السكة» يتجلى بوضوح فى هذا المصاب الكبير الذى خلَّف وراءه العديد من المصابين والموتى من الليبيين والمصريين.

وإعلان مصر الحداد ثلاثة أيام إنما يجسد هذا الشعور المصرى بأن ما أصابكم فقد أصابنا وما تشعرون به من أسى وألم فهو ما نشعر به ونعمل جاهدين بكل طاقتنا وبكل ما نستطيع لمحو هذا الألم وتداعياته. إن المصاب كبير ومؤلم لدولتين عربيتين شقيقتين، فالمنطقة العربية لم تعهد مثل هذه الكوارث الطبيعية، مما يجعل التعامل معها ليس بالأمر الهين، ولهذا فقد أولت الدولة المصرية من ذى قبل اهتماماً كبيراً وغير مسبوق بالتغيرات المناخية وآثارها فى مؤتمر المناخ فى شرم الشيخ، حيث ساهمت مصر فى إطلاق جرس الإنذار للمنطقة بأسرها حول ما يمكن أن يسببه تغير المناخ من كوارث طبيعية.

مصر ستظل الشقيقة الكبرى التى بمواقفها تحفر فى قلوب أبنائها -قبل أى أحد آخر- القيم والمبادئ التى لا تتجزأ.

إن مصاب أشقائنا العرب كبير، ولكن عزاءنا الوحيد أن المحاولات المصرية للرفع والتخفيف من هذا المصاب الأليم تزيد من قوتنا، وتوحِّدنا ولا تفرقنا.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصر ليبيا المغرب معدات الدعم والإغاثة والمساعدات الإنسانية الرئیس عبدالفتاح السیسى

إقرأ أيضاً:

«الصحة»: مصر تؤكد الالتزام بدورها المحوري في دعم الأشقاء بمناطق النزاع

أكدت الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة والسكان، أن المبادرة الرئاسية «بداية» تمثل تجسيدًا لرؤية مصرية متكاملة تضع الإنسان في قلب العملية التنموية، وتهدف إلى تعزيز العدالة الاجتماعية من خلال تحسين جودة الحياة لجميع الفئات المجتمعية.

جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقتها نيابة عن الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، في الجلسة الافتتاحية للدورة العادية السادسة للمجلس العربي للسكان والتنمية.

وأعربت الألفي عن تقدير مصر للجهود المخلصة التي تبذلها جامعة الدول العربية لتعزيز التعاون العربي المشترك، وللرئاسة السورية لهذه الدورة التي تتزامن مع تحولات ديموغرافية واقتصادية وسياسية كبرى في المنطقة العربية.

وأكدت أن هذه التحديات تتطلب تبني سياسات مبتكرة ورؤية موحدة لمعالجة الآثار المتشابكة لهذه الظروف، مع الإشارة إلى التزام مصر بدورها المحوري لدعم الأشقاء العرب في مناطق النزاع، والعمل على تعزيز الحقوق الفلسطينية ودعم حل الدولتين.

مصر وضعت استراتيجية وطنية شاملة للتنمية البشرية والسكان

وأضافت أن مصر وضعت استراتيجية وطنية شاملة للتنمية البشرية والسكان، مدعومة بمبادرة بداية التي تنتهج منظورًا مرحليًا للعمر من -1 إلى 65+، مركزة على تمكين الفئات الأكثر احتياجًا، وتحقيق التوازن السكاني بين الريف والحضر عبر مبادرات مثل حياة كريمة.

وأشارت إلى خطة مصر العاجلة لتحويل المناطق ذات المؤشرات السكانية المنخفضة في الريف وصعيد مصر إلى مناطق تنموية من خلال تحسين الخدمات الصحية والتعليمية وتمكين المرأة.

أشادت نائب الوزير بالمبادرة الرئاسية «الألف يوم الذهبية لتنمية الأسرة المصرية»، التي تمثل فكرة مبتكرة لمعالجة الزيادة السكانية بمنظور حقوقي مؤكدة أهمية تبني الدول العربية لهذه التجربة عبر الاجتماعات الافتراضية المقترحة.

مصر تنجح في خفض معدل الإنجاب الكلي

وأشارت إلى أن مصر نجحت في خفض معدل الإنجاب الكلي، ما يسهم مباشرة في دعم الملف الاقتصادي.

كما دعت إلى تعزيز التعاون العربي في تبادل البيانات السكانية حول المغتربين، مشيرة إلى الدور المصري الرائد في صياغة سياسات تحقق التكامل العربي، خاصة في ظل تزايد أعداد الوافدين والمغتربين إلى مصر.

وأوضحت أن الشباب يمثلون الطاقة الحقيقية للتنمية المستدامة، مؤكدة أهمية دعم مشاركتهم في الاقتصاد الأخضر والمشروعات الصديقة للبيئة، مشيرة إلى مبادرات مثل شباب البلد وبرنامج نوفي الذي أطلقته وزارة التعاون الدولي لتعزيز التكيف مع التغيرات المناخية، بجانب العاصمة الإدارية الجديدة كنموذج لمدينة مستدامة وصديقة للبيئة.

وأكدت أن مصر تولي اهتماما بالغا بتطوير سياسات سكانية شاملة تراعي الأبعاد التنموية والاجتماعية والاقتصادية، مشيرة إلى أن الاستراتيجية القومية للسكان والتنمية 2023-2030 تعد نموذجا عمليا لتحقيق التوازن بين النمو السكاني ومتطلبات التنمية المستدامة، موضحة أن هذه الاستراتيجية تضع على رأس أولوياتها القضايا التي تناولها جدول أعمال الاجتماع، وفي مقدمتها تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجال السكان والتنمية، ودعم تمكين المرأة والشباب.

وأضافت أن مصر تولي أهمية خاصة لقضايا الصحة الإنجابية، ودمج خدماتها ضمن أجندات المرأة والسلام والأمن، لا سيما في ظل التحديات التي تواجه العديد من الدول العربية في مناطق النزاع، مؤكدة حرص مصر على تقديم الدعم اللازم للنساء والفتيات المتضررات من هذه الظروف من خلال برامج متخصصة في الصحة الإنجابية تراعي طبيعة الأزمات الإنسانية.

كما شددت على انفتاح مصر على تعزيز التعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين لدعم هذه الجهود، مع التركيز على تحقيق العدالة الاجتماعية بين المناطق الحضرية والريفية، ومواجهة التحديات المرتبطة بزيادة معدلات الشيخوخة.

وأكدت أن الدولة تولي اهتمامًا خاصًا بكبار السن، مشيرة إلى إصدار القانون رقم 19 لسنة 2024 لرعاية حقوق المسنين، الذي يهدف إلى ضمان تمتعهم بجميع الحقوق الاجتماعية والصحية والاقتصادية والثقافية.

واختتمت نائب وزير الصحة والسكان كلمتها بالدعوة إلى تعزيز التعاون العربي في مجال السكان والتنمية، مؤكدة أن هذه الدورة تمثل فرصة لصياغة رؤية موحدة تخدم شعوب المنطقة وتبني مستقبلًا أكثر ازدهارًا وعدالة.

مقالات مشابهة

  • حنان أبوالضياء تكتب عن: الهوية الأنثوية المشوشة فى Wild Diamond
  • النائبة حنان سليمان: الرئيس السيسي أعطي المرأة المصرية دورها الكامل في تولي المناصب القيادية
  • «الصحة»: مصر تؤكد الالتزام بدورها المحوري في دعم الأشقاء بمناطق النزاع
  • العسال: توجيهات الرئيس بمواصلة تحسين مناخ الاستثمار دلالة على عقلية مصر الاقتصادية
  • اللجوء.. وكرم شعب
  • محمد مصطفى: الرياضة المصرية تعيش أزهى عصورها فى عهد الرئيس السيسي وهدفنا مواصلة إنجازات التايكوندو
  • تركيا:بلادي منفتحة على وساطة العراق بين أنقرة ودمشق
  • تصديري الغذاء: فرص واعدة أمام مركزات الطماطم المصرية بالأسواق العالمية
  • إسراء بدر تكتب: صينية شائعات بالهذيان على طريقة قنوات الإخوان
  • تصعيد المهندسة ريهام عبدالفتاح لمنصب معاون رئيس الشركة القابضة للغازات للتخطيط والتنمية