توقع الدكتور محمد عبد الوهاب، المحلل الاقتصادي والمستشار المالي، اتجاه الفيدرالي الأمريكي لرفع أسعار الفائدة مرة أخرى؛ لكبح جماح التضخم، مشيرا إلى أن موجة التشديد النقدي لم تنتهِ بعد، وفقا لتصريحات قيادات الفيدرالي الأمريكي.

وأكد الدكتور محمد عبد الوهاب، في تصريحات خاصة لـ“صدى البلد” أن اتجاه الفيدرالي الأمريكي لرفع الفائدة؛ يضع الاقتصاد العالمي في مأزق جديد، نتيجة لارتفاع قيمة الدولار، وهو ما سيؤدي إلى غلاء أسعار السلع الرئيسية التي تشترى بالعملة الأمريكية، وعلى رأسها الطاقة، وبعض المواد الغذائية.

وأضاف عبد الوهاب،  أن صعود الفائدة يسهم في دعم مؤشر الدولار، وفي ذات الوقت يضغط على العملات الأخرى، ويزيد من مخاطر الركود العالمي، ما قد يؤدي إلى سلسلة من الأزمات المالية بين الاقتصادات الناشئة، والتي ما تزال تعاني الكثير؛ بسبب تداعيات جائحة "كورونا".

وأوضح عبد الوهاب ، أن ارتفاع معدل التضخم في الولايات المتحدة إلى أعلى من التوقعات في أغسطس؛ ينذر باتجاه الفيدرالي الأمريكي للاستمرار في سياسة التشديد النقدي، من خلال رفع الفائدة للمرة الـ 12، في محاولة للسيطرة على التضخم وارتفاع الأسعار.

ارتفاع التضخم في أمريكا

وارتفعت أسعار المستهلك بنسبة 3.7% على أساس سنوي، وفقا لأرقام مكتب إحصاءات العمل الأميركية الصادرة، الأربعاء، على الرغم من أن ضغوط الأسعار الأساسية ظلت ثابتة نسبياً، وكانت استجابة الأسواق المالية ضعيفة، مع انخفاض عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عامين.

وأظهرت أرقام مكتب إحصاءات العمل الأميركية، أن معدل مؤشر أسعار المستهلكين الرئيسي ارتفع من 3.2 %  في يوليو بنسبة أعلى من التوقعات.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار بنسبة 0.6%، وجاء أكثر من نصف الزيادة الشهرية في معدل التضخم نتيجة لقفزة في أسعار البنزين. 

وبحسب تقرير مكتب العمل الأميركي، ارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني تكاليف الغذاء والطاقة المتقلبة وتتابعه البنوك المركزية عن كثب، بنسبة 0.3 % على أساس شهري. وذلك أعلى قليلاً من معدل 0.2 % لشهر يوليو،  وعلى أساس سنوي انخفض من 4.7 % إلى 4.3%.

وأوضح عبد الوهاب،  أن بحثا جديدا لصندوق النقد الدولي كان قد أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن ارتفاع الدولار نتيجة رفع الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة 11 مرة متتالية منذ مارس 2022 كان له تأثير سلبي على الأسواق الناشئة أكبر منه على الاقتصادات المتقدمة الأصغر، لأسباب، من بينها، أن أسعار الصرف في المجموعة الأخيرة أكثر مرونة.

وتابع عبد الوهاب: إنه  مقابل كل ارتفاع للدولار 10% نتيجة قوى السوق المالية العالمية، ينخفض الناتج المحلي الإجمالي لاقتصادات الأسواق الناشئة 1.9% بعد عام واحد، ومن المتوقع أن يستمر ذلك لعامين ونصف، وهو ما يهدد الأسواق الناشئة بشكل كبير ويمثل عبأ على موازنتها العامة.

ويذكر أن مجلس الاحتياط الفيدرالي، "البنك المركزي الأميركي"، يعقد  اجتماعه المقبل في 19 و20 سبتمبر الجاري لبحث أسعار الفائدة على ضوء معدلات التضخم المرتفعة، حيث يستهدف الاحتياطي الفيدرالي الوصول بمعدلات التضخم إلى 2%.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الفيدرالى الامريكى اسعار الفائدة الاقتصادات الناشئة اسعار الفیدرالی الأمریکی أسعار الفائدة عبد الوهاب على أساس

إقرأ أيضاً:

بنك إنجلترا يخفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس إلى 4.75%

الاقتصاد نيوز - متابعة

خفض بنك إنجلترا (البنك المركزي البريطاني)، اليوم الخميس، أسعار الفائدة 25 نقطة أساس إلى 4.75% متوافقا مع التوقعات.

وبذلك يخفض البنك سعر الفائدة للمرة الثانية خلال ثلاثة أشهر، فيما تراجع التضخم إلى أدنى مستوى له خلال أكثر من ثلاث سنوات.

غير أن خبراء الاقتصاد حذروا من أن المخاوف بشأن مسار مستقبل الأسعار عقب الموازنة التي طرحتها الحكومة العمالية الجديدة الأسبوع الماضي والتي تزيد الضرائب والأثر الاقتصادي للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب قد يحد من عدد عمليات الخفض العام المقبل.

وكان من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض بنك إنجلترا سعر الفائدة الرئيسي بمقدار ربع نقطة مئوية إلى 4.75%، وفقا لـ"د ب أ".

وفي أغسطس/آب، خفضت لجنة السياسات النقدية المؤلفة من تسعة أعضاء بالبنك، تكاليف الاقتراض للمرة الأولى منذ الأيام الأولى من جائحة فيروس كورونا في ربيع 2020.

ورفعت البنوك المركزية حول العالم على نحو مفاجئ تكاليف الاقتراض من نحو صفر خلال الجائحة عندما بدأت الأسعار في الزيادة، وكان ذلك أولا نتيجة لتراكم مشاكل سلاسل التوريد، ثم بسبب الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا الذي رفع تكاليف الطاقة.

ونظرا لأن معدلات التضخم انخفضت مؤخرا من أعلى مستوياتها خلال عقود، بدأت تلك البنوك المركزية في خفض سعر الفائدة.

وقال المحللون إنه من المرجح أن صناع السياسات واثقون أن الضغوط التضخمية في الاقتصاد البريطاني تراجعت بما يسمح لهم بتخفيف العبء المالي أكثر من على كاهل الشركات وأصحاب الرهن العقاري.

وفي العام الذي انتهى في سبتمبر/أيلول، بلغ التضخم 1.7% وهو أدنى مستوى منذ أبريل/نيسان 2021، وأقل من نسبة البنك المركزي المستهدفة والبالغة 2%.

مقالات مشابهة

  • الفيدرالي الأمريكي يخفّض سعر الفائدة للمرة الثانية على التوالي بنحو 25 نقطة أساس
  • البنك المركزي السعودي يخفض سعر الفائدة 25 نقطة أساس
  • تفاصيل قرار البنك الفيدرالي الأمريكي برفع سعر الفائدة ربع نقطة
  • الفيدرالي الأمريكي يخفض أسعار الفائدة بواقع 25 نقطة أساس
  • بعد فوز ترامب.. هل تتغير سياسة تخفيض الفائدة لدى الفيدرالي الأمريكي؟
  • ما هي تداعيات خفض سعر الفائدة من «الفيدرالي الأمريكي»؟.. خبير يجيب
  • بنك إنجلترا يخفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس إلى 4.75%
  • المركزي السويدي يسبق الفيدرالي الأمريكي ويخفض الفائدة 50 نقطة أساس
  • توقعات أسعار الفائدة قبيل اجتماع الفيدرالي الأمريكي: هل يشهد اليوم خفضًا جديدًا؟
  • الأول بعد الانتخابات الأمريكية.. «الفيدرالي الأمريكي» يجتمع غدا لتحديد سعر الفائدة