خسارة مشاهير «السوشيال ميديا».. التواصل المباشر مع الناخبين يعزز فرص النجاح
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
أبوظبي: سلام أبوشهاب
أكد خبير في الشأن الانتخابي، أن تركيز نسبة من المرشحين على وسائل التواصل الاجتماعي ليس بالضرورة أن يكون عنصراً مهماً للفوز، وأن الأصل في الحملات الانتخابية وضع برنامج انتخابي متكامل ينافس برامج المرشحين الآخرين، إضافة إلى حرص المرشح على التواصل المستمر مع الناخبين وأفراد المجتمع وفق برنامج مدروس يركز على إظهار قدرة المرشح على العمل النيابي بكفاءة عالية.
وأوضح أن نتائج انتخابات عام 2019 أظهرت خسارة مشاهير «السوشيال ميديا»، وتدني عدد الأصوات التي حصلوا عليها، على الرغم من أن عدد متابعيهم على منصات التواصل يتجاوز مئات الآلاف، فيما فاز آخرون ليست لهم حسابات على هذه المنصات، كما أظهرت نتائج انتخابات الدورة الماضية أن مرشحين لم يزد عدد الأصوات التي حصلوا عليها على 250 صوتاً، في حين راوح عدد متابعيهم على منصة إحدى وسائل التواصل الاجتماعي بين 44 ألفاً و157 ألف شخص.
وأكد أن الحملات الانتخابية يجب أن تكون موجهة لأفراد المجتمع، وألا يقتصر التركيز على أعضاء الهيئات الانتخابية فقط، لأن أفراد الأسرة الواحدة قد يكون لهم تأثير في توجيه عضو الهيئة الانتخابية من الأسرة نفسها للإدلاء بصوته لمرشح ما، وفقاً للبرنامج الانتخابي.
وأوضح أن تحديد الحد الأعلى للإنفاق على الحملة الانتخابية يتم وفق معادلة متعارف عليها عالمياً، تأخذ في الاعتبار متوسط الدخل، وحجم الدائرة، أو المنطقة الانتخابية، إلى غير ذلك من العوامل، وبالتالي فان تحديد 3 ملايين، درهم كحد أقصى، للإنفاق على الحملة الواحدة جاء بعد دراسات روعيت فيها أمور عدة، حيث كان الحد الأقصى في انتخابات 2019 مليوني درهم.
وأشار إلى أن رفع حد الإنفاق سيؤدي إلى رفع حجم الإنفاق على الحملات الانتخابية والذي من المتوقع أن يزيد على 70 مليون درهم، موضحاً أن حجم الإنفاق لجميع المرشحين في انتخابات 2011 ارتفع إلى 54 مليوناً و725 ألفاً و62 درهماً، وكان أعلى إنفاق من قبل أحد مرشحي أبوظبي بقيمة مليون و578 ألفاً و92 درهماً، وأقل إنفاق من قبل مرشح بالفجيرة أنفق ألف درهم فقط، على حملته، كما ارتفع حجم الإنفاق على الانتخابات في عام 2015، وفي عام 2019، على الرغم من تركيز نسبة من المرشحين على وسائل التواصل الاجتماعي، وبالتالي، فإن أغلبية الإنفاق على الحملات الانتخابية توجه لإقامة المراكز الانتخابية، وما تتطلبه من ضيافة لمرتاديها.
وأوضح الخبير في الشأن الانتخابي، أنه من واقع التجربة، فإن المرشحين الذين يحرصون على التواصل الدائم مع أفراد المجتمع خلال حياتهم، تكون فرص فوزهم أفضل من غيرهم، مشيراً إلى أن الذين سبق أن ترشحوا وكانوا يعملون في قطاع الإعلام أو الرياضة، وغيرهما من الخدمات المجتمعية، مثل الصحة والتربية، كانت فرص فوزهم أفضل في الانتخابات.
وأكد أهمية التزام المرشحين بالتعليمات الانتخابية تجنباً لارتكاب المخالفات، إلى جانب الحرص على طرح البرامج الانتخابية القريبة للواقع والابتعاد عن المبالغة في طرح البرامج الانتخابية.
من جانب آخر، أوضحت نشرة بناء القدرات البرلمانية لدى المجتمع الإماراتي التي تصدر عن وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، أن صوت الناخب هو الوسيلة الوحيدة التي تضمن اختيار أصلح العناصر لتمثيل شعب الاتحاد في المجلس الوطني، والقادرين على ممارسة اختصاصاته التشريعية والرقابية بكفاءة وفعالية.
وأكدت أنه من حقوق الناخب الإدلاء بصوته، واختيار من يريد من المرشحين بحرية تامة، وحق عدم التأثير في اختياراته عن طريق الهدايا، سواء العينية أو المادية، وتفرض المبادئ العامة للانتخابات من ناحية، والتعليمات التنفيذية من ناحية أخرى، على الناخب بعض الواجبات التي يمثل الالتزام بها أمراً ضرورياً لنجاح العملية الانتخابية.
وتتضمن هذه التعليمات، حرص الناخب على الإدلاء بصوته فلا يفرط فيه، وحث أعضاء الهيئة الانتخابية الآخرين على المشاركة بأصواتهم اختيار من يمثلهم بموضوعية وحكمة بعيداً عن الأهواء الشخصية، واختيار أصلح العناصر لتمثيل شعب الاتحاد في المجلس الوطني، والقادرين على ممارسة اختصاصاته التشريعية والرقابية بكفاءة وفاعلية، والوصول إلى مركز الانتخاب خلال الوقت المحدد في يوم الانتخاب، حتى لا يضيع حقهم في التصويت، والامتناع عن إتيان الأفعال التي تخل بسير العملية الانتخابية، أو تخالف التعليمات التنفيذية، أو تعوق الناخبين الآخرين، والامتناع عن القيام بالدعاية الانتخابية لأي مرشح داخل مركز الانتخاب، وحمل بطاقة الهوية عند الذهاب إلى المركز الانتخابي، والامتناع عن استخدام كل ما من شأنه التأثير في تصويت الناخبين، والتعامل مع أعضاء لجنة مركز الانتخاب بالاحترام الواجب، وتنفيذ تعليماتهم بكل دقة.
وأشارت التعليمات إلى أنه إذا ارتكب الناخب أو عضو الهيئة الانتخابية أية مخالفة من شأنها الإخلال بسير العملية الانتخابية، أو تعطيل تطبيق التعليمات الصادرة بشأنها، أو إعاقة الناخبين الآخرين عن الإدلاء بأصواتهم، فعلاوة على المسؤولية المدنية أو الجزائية التي يمكن أن يخضع لها، فإن اللجنة الوطنية للانتخابات يمكنها أن توقع على الناخبين المخالفين أياً من الجزاءات التالية: الإنذار باستبعاد اسمه من قوائم الهيئات الانتخابية، وإلزامه بتسليم اللجنة الوطنية للانتخابات أية مبالغ حصل عليها بخلاف ما ورد في التعليمات التنفيذية للانتخابات، واستبعاد اسمه من قائمة الهيئة الانتخابية للإمارة التي ينتمي إليها، حتى لو كانت هذه القائمة نهائية، ما يعني حرمانه نهائياً من الإدلاء بصوته في الانتخابات.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الانتخابات الحملات الانتخابیة الهیئة الانتخابیة
إقرأ أيضاً:
من السوشيال ميديا إلى المعارض الكبرى: هل أصبحت الشهرة أسهل من الإبداع؟
في عالم الفن اليوم، باتت الشهرة والتقدير الفني في متناول يد كل من يمتلك أداة اتصال رقمية، سواء كان ذلك من خلال منصات التواصل الاجتماعي أو عبر الحملات الدعائية المدفوعة. بفضل الانتشار الواسع للإنترنت، أصبحت السوشيال ميديا ساحةً للفنانين الطموحين لعرض أعمالهم والوصول إلى جمهور أوسع بسرعة قياسية. لكن في الوقت نفسه، أثار هذا التحول تساؤلات مهمة: هل أصبح الوصول إلى الشهرة أسهل من الإبداع الفني نفسه؟ وهل المهرجانات والمعارض الفنية الكبرى باتت تستقطب الأسماء الشهيرة بفضل متابعيهم على الإنترنت بدلًا من استنادها إلى الكفاءة الفنية والإبداعية؟
في السنوات الأخيرة، أصبحت السوشيال ميديا المنصة التي يعتمد عليها الكثير من الفنانين الشبان لكسب الشهرة وتوسيع دائرة معجبيهم. تطبيقات مثل إنستجرام، تيك توك، وفيسبوك منحت الجميع فرصة عرض أعمالهم الفنية لجمهور عالمي. بينما كان الفنان في السابق يحتاج إلى سنوات من العمل والاجتهاد لكي يحقق التقدير والاعتراف داخل الأوساط الفنية التقليدية، أصبح بإمكان أي شخص اليوم بناء قاعدة جماهيرية ضخمة في وقت قصير عبر منصات التواصل الاجتماعي.
الفنانون الذين يحققون شهرة على السوشيال ميديا غالبًا ما يكون لديهم القدرة على جذب انتباه الجمهور باستخدام أساليب تفاعلية، أو حتى عبر تجسيد أنفسهم كشخصيات مثيرة على الإنترنت. يستخدم هؤلاء الفنانون صورًا ومقاطع فيديو قصيرة أو حملات إعلانية لخلق تأثير سريع، مما يمنحهم فرصة للوصول إلى جمهور كبير في فترة زمنية قصيرة.
ولكن هذا الظهور السريع قد يطرح سؤالًا محوريًا: هل الشهرة التي يحصل عليها هؤلاء الفنانون هي نتيجة حقيقية لإبداعهم، أم أن الأمر يتعلق أكثر بكيفية تسويقهم لأنفسهم؟
مع تزايد عدد الفنانين الذين يعتمدون على السوشيال ميديا كوسيلة رئيسية للترويج لأنفسهم، بات من الواضح أن التسويق الشخصي أصبح جزءًا لا يتجزأ من معادلة الشهرة في الفن. ففي عالم يتسم بالتسارع والانتشار الرقمي، أصبح من الأسهل أن يحصل الفنان على متابعين واهتمام إعلامي إذا كان يمتلك حضورًا قويًا على الإنترنت، بغض النظر عن مستوى جودة أعماله.
في هذا السياق، يتساءل الكثيرون: هل باتت الشهرة أسهل من الإبداع؟ قد يكون الجواب نعم، بالنظر إلى أن معايير التقييم لم تعد مقتصرة على الكفاءة الفنية بقدر ما أصبحت تعتمد على القدرة على خلق "هالة" أو صورة جذابة عبر السوشيال ميديا. فالفنان الذي يتقن فن التسويق الشخصي ويدير حساباته الرقمية بذكاء، يستطيع أن يكسب شعبية بسرعة، ما يفتح له الأبواب نحو المعارض الفنية الكبرى والحصول على فرص عرض أعماله في أماكن مرموقة.
وعلى الرغم من أن هذه الشهرة قد تكون مفيدة لبعض الفنانين في بدء مسيرتهم، إلا أن هناك من يراها تهديدًا لقيمة الفن نفسه. إذ قد تغيب الجوانب الجمالية والفنية الحقيقية عندما يتم التركيز على الصورة العامة والظهور أكثر من الفكرة الإبداعية أو الرسالة التي يود الفنان إيصالها.
تزايدت في السنوات الأخيرة ممارسات جديدة في عالم الفن، حيث بدأ بعض المعارض الكبرى والمهرجانات الفنية في التعامل مع الفنانين الذين يتمتعون بشعبية كبيرة على السوشيال ميديا. فمع تزايد أعداد المتابعين على منصات مثل إنستجرام أو يوتيوب، أصبح من الشائع أن يُستدعى الفنان الذي يملك أكبر عدد من المتابعين لعرض أعماله في معارض فنية مرموقة، حتى وإن كانت أعماله الفنية تفتقر إلى الابتكار أو الموهبة الحقيقية.
يُلاحظ أن هذه الظاهرة قد تثير جدلًا في الأوساط الفنية التقليدية، حيث يرى البعض أن الفن يجب أن يُقيَّم بناءً على جودته وقيمته الفنية، لا بناءً على عدد المعجبين أو حجم المتابعة على الإنترنت. لكن في الوقت نفسه، يتبنى بعض القائمين على المعارض والفنانين أنفسهم هذه المعادلة الجديدة، معتبرين أن قوة الحضور الرقمي تساهم في جذب جمهور أكبر، وبالتالي توفر فرصة لعرض الأعمال الفنية على نطاق أوسع.
من غير الممكن إنكار أن الفن اليوم أصبح يشمل المزيد من الوسائط والتقنيات الحديثة التي تفتح أفقًا جديدًا للإبداع، من بينها الوسائط الرقمية والفن التفاعلي. ولكن مع تطور أدوات التسويق الشخصي، أصبح التحدي الأكبر هو كيفية التوازن بين الحفاظ على الإبداع الفني الأصلي وبين استغلال قدرات التسويق الحديث. هل يمكن للفنان أن يظل مخلصًا لرؤيته الفنية وفي الوقت نفسه يحقق النجاح الذي يطمح إليه في هذا العالم الرقمي المتسارع؟
الفنان في العصر الرقمي يجب أن يكون أكثر من مجرد مبدع؛ عليه أن يكون مسوِّقًا لعمله، يعرف كيف يتفاعل مع جمهوره ويطور من وجوده الرقمي. لكن من المهم أيضًا أن يظل الفنان ملتزمًا بجودة أعماله وأن يتذكر أن الشهرة لا ينبغي أن تكون هدفًا بحد ذاتها، بل أداة تساعد في نشر رسالته الفنية. هذه المعادلة الدقيقة تتطلب الكثير من الحكمة والقدرة على التمييز بين الإبداع وبين السعي وراء الشهرة السريعة.
في النهاية، يظل السؤال قائمًا: هل أصبحت الشهرة أسهل من الإبداع في عصر السوشيال ميديا؟ الإجابة على هذا السؤال ليست بسيطة، حيث يعتمد الأمر على كيفية تعريف الفن والنجاح. بينما قد يحقق البعض الشهرة من خلال التسويق الذكي وخلق حضور قوي على الإنترنت، يبقى أن الفن الحقيقي لا يمكن قياسه بالأرقام أو المتابعين. قد تكون الشهرة سريعة، ولكن الإبداع الحقيقي يحتاج إلى وقت وجهد طويلين.
ومن هنا، تبرز أهمية أن يظل الفن والفنانان في قلب المعادلة، ويجب ألا تُطغى قيمة الشهرة على القدرة الحقيقية على الإبداع. في النهاية، تظل الأعمال الفنية التي تحمل رسالة حقيقية أو قيمة جمالية هي الأكثر تأثيرًا ودوامًا، مهما كانت الوسيلة التي استخدمها الفنان للوصول إلى جمهوره.