الجزيرة:
2025-04-07@11:33:39 GMT

الرصاص يقلل ذكاء الطفل ويقتل الملايين

تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT

الرصاص يقلل ذكاء الطفل ويقتل الملايين

يعد عنصر الرصاص من المواد السامة ويمكن أن يؤثر التعرض له في عديد من أجهزة الجسم، وبوجه خاص يتضرر منه الأطفال والنساء في سن الإنجاب.

ويوجد الرصاص بشكل طبيعي في قشرة الأرض، وقد أدى انتشار استخدامه إلى تلوث البيئة على نطاق واسع وتعرض الإنسان لأضراره وسبّب مشكلات كبيرة في الصحة العامة في بقاع كثيرة من العالم، وفق المنظمة الصحة العالمية.

مصادر تلوث الرصاص

يُستهلك الرصاص في العالم أساسا لأغراض صناعة بطاريات الرصاص الحمضية للسيارات، لكنه يُستخدم أيضا في عدة منتجات أخرى من قبيل الأصباغ والدهانات واللحام والزجاج الملون والأواني البلورية والذخيرة والخزف المُزجّج والمجوهرات ولعب الأطفال وبعض المستحضرات التجميلية التقليدية مثل الكحل، وفق منظمة الصحة.

قد يظهر الرصاص أيضا في مياه الشرب المنقولة بأنابيب مصنوعة من الرصاص أو أنابيب موصولة بلحام الرصاص.

وانخفض التعرض للرصاص على مستوى العالم بشكل كبير منذ التخلص التدريجي من البنزين المحتوي على الرصاص، ولكن لا تزال هناك عدة مصادر للرصاص، مما يؤدي إلى آثار صحية واقتصادية ضارة، لا سيما في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، وذلك وفق منظمة الصحة.

الرصاص في الجسم

يتوزع الرصاص في الجسم على الدماغ والكبد والكليتين والعظام. ويُخزّن في الأسنان والعظام حيث يمكن تراكمه مع مرور الوقت. ويُقيّم تعرض الإنسان للرصاص عادةً عن طريق قياس مستوى الرصاص في الدم.

ينتقل الرصاص من العظام إلى الدم أثناء فترة الحمل ويصبح الجنين معرضا له في طور نموه.

لا يوجد أي مستوى معروف للتعرض للرصاص لا ينطوي على آثار ضارة، وفق منظمة الصحة.

ويتعرض صغار الأطفال بوجه خاص لآثار الرصاص السامة التي يمكن أن تلحق أضرارا وخيمة ودائمة بصحتهم، ولا سيما بنمو الدماغ والجهاز العصبي. ويُلحق الرصاص أيضا أضرارا طويلة الأجل بالبالغين، بما فيها زيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم ومشاكل القلب والأوعية الدموية والفشل الكلوي.

يمكن أن يتسبب تعرض المرأة الحامل للرصاص بمستويات عالية في الإجهاض والإملاص والولادة المبتسرة وانخفاض وزن المولود عند الميلاد.

طرق التعرض للرصاص استنشاق جزيئات الرصاص الناتجة عن حرق مواد تحتوي على الرصاص، في أثناء عمليات الصهر وإعادة التدوير وإزالة الطلاء المحتوي على الرصاص وإزالة تغليف الكابلات البلاستيكية المحتوية على الرصاص واستخدام وقود الطيران المحتوي على الرصاص على سبيل المثال. ابتلاع الغبار الملوث بالرصاص وشرب المياه المنقولة بأنابيب مصنوعة من الرصاص، وتناول الأطعمة المحفوظة في حاويات مصنوعة من الرصاص المزجج أو ملحومة بالرصاص، وفق منظمة الصحة. الرصاص والأطفال

تقول منظمة الصحة العالمية إن صغار الأطفال يتعرضون بوجه خاص للتسمم بالرصاص، لأن مقدار ما تمتصه أجسامهم من مصدر معين للرصاص يفوق مقدار ما يمتصه جسم الشخص البالغ بما يتراوح بين 4 و5 أضعاف. وإضافة إلى ذلك، يؤدي فضول الأطفال الفطري وسلوك وضع اليد في الفم المقترن بأعمارهم إلى تناولهم وابتلاعهم لأجسام محتوية على الرصاص أو مطلية به.

والأطفال الذين يعانون من نقص التغذية هم أكثر عرضة للتسمم بالرصاص، لأن أجسامهم تمتص كميات أكبر منه في حال افتقارهم إلى مغذيات أخرى مثل الكالسيوم أو الحديد. وصغار الأطفال هم الأشد تعرضا لخطر التسمم بالرصاص إذ يعد نمو الجهاز العصبي فترة معرضة بصورة خاصة لهذا الخطر، وفق منظمة الصحة.

آثار التعرض للرصاص على صحة الأطفال

يمكن أن يخلف التعرض للرصاص عواقب وخيمة على صحة الطفل. وإذا تعرض الدماغ والجهاز العصبي المركزي للرصاص بمستويات عالية، فيمكن أن يتضررا بشكل شديد مما يسبب الغيبوبة والتشنجات بل حتى الوفاة، وذلك وفقا لمنظمة الصحة.

قد يُصاب الأطفال الناجون من التسمم الشديد بالرصاص بإعاقة ذهنية واضطرابات في السلوك بصفة دائمة.

ويمكن أن يؤثر الرصاص بوجه خاص في نمو دماغ الطفل، مما يفضي إلى انخفاض معدل الذكاء وظهور تغيرات في السلوك مثل قصر مدة الانتباه وزيادة السلوك المعادي للمجتمع وانخفاض مستوى التحصيل العلمي. ويسبب التعرض للرصاص أيضا الإصابة بفقر الدم وارتفاع ضغط الدم والاختلال الكلوي وتسمم جهاز المناعة والأعضاء التناسلية. ويُعتقد أن آثار الرصاص العصبية والسلوكية لا يمكن الشفاء منها.

ولا يوجد أي مستوى معروف لتركز الرصاص في الدم يُعتبر آمنا، وقد ترتبط مستويات تركز الرصاص في الدم حتى بمقدار متدن مثل 3.5 ميكروغرامات/ ديسيلتر بانخفاض مستوى الذكاء لدى الأطفال ومواجهة صعوبات سلوكية ومشاكل في التعلم، وفق منظمة الصحة.

وفيات الرصاص

توصلت دراسة نشرت عام 2023 إلى أنه على الصعيد العالمي، يرتبط التعرض للرصاص بأكثر من 5.5 مليون حالة وفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية لدى البالغين في عام 2019، فضلا عن فقدان 765 مليون نقطة من حاصل الذكاء "آي كيو" لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات.

وأجرى الدراسة بيورن لارسن، دكتوراه، خبير اقتصادي بيئي ومستشار لدى البنك الدولي، وإرنستو سانشيز تريانا. ونُشر على الإنترنت في 11 سبتمبر/أيلول الماضي في مجلة "ذا لانسيت بلينتاري هيلث".

وبالاعتماد على مصادر ودراسات مختلفة، قدّر الباحثون مستويات الرصاص في الدم عالميا وتأثير التعرض للرصاص على الوفيات الناجمة عن الأمراض القلبية الوعائية عام 2019 بين البالغين الذين تبلغ أعمارهم 25 عاما أو أكثر، وفقدان معدل الذكاء لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، والتكاليف الاقتصادية ذات الصلة.

وقدر الباحثون أن هناك أكثر من 5.5 مليون حالة وفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية لدى البالغين بسبب التعرض للرصاص في عام 2019، مع ما يصل إلى 90.2% من هذه الوفيات في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، ومع ذلك، قد يكون هذا التقدير غير كامل لأنه لا يشمل تأثير التعرض للرصاص على الوفيات الناجمة عن الأمراض القلبية الوعائية بسبب ارتفاع ضغط الدم.

وبلغت الخسارة العالمية المقدرة في معدل الذكاء لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات بسبب التعرض للرصاص 765 مليون نقطة عام 2019، 95.3% منها حدثت في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.

تضع هذه التقديرات التعرض للرصاص على قدم المساواة مع الجسيمات المحيطة وتلوث الهواء المنزلي مجتمعين، وقبل مياه الشرب المنزلية غير الآمنة والصرف الصحي وغسل اليدين، كعامل خطر بيئي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الأطفال الذین لدى الأطفال على الرصاص یمکن أن عام 2019

إقرأ أيضاً:

في يوم الطفل الفلسطيني:استشهاد وإصابة 100 طفل في غزة كل يوم وأكثر من 350 طفلاً في سجون الاحتلال

الثورة  / متابعات

قالت مؤسسات الأسرى الفلسطينية إن أكثر من 350 طفلًا فلسطينيًا يواصل الاحتلال الإسرائيلي اعتقالهم في سجونه ومعسكراته، من بينهم أكثر من 100 طفل معتقل إداريًا، ويواجه الأطفال الأسرى جرائم منظمة تستهدف مصيرهم، أبرزها جرائم التعذيب، جريمة التجويع، والجرائم الطبية، إلى جانب عمليات السلب والحرمان الممنهجة التي يتعرضون لها بشكل يومي، وهذه الانتهاكات أسفرت مؤخرًا عن استشهاد أول طفل في سجون الاحتلال منذ بدء الإبادة، وهو الطفل وليد أحمد (17 عامًا) من بلدة سلواد في رام الله، الذي استشهد في سجن (مجدو).

وأضافت المؤسسات (هيئة شؤون الأسرى، ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان)، في تقرير صحفي، امس، تلقته “قدس برس”، بمناسبة “يوم الطفل الفلسطيني”، الذي يصادف الخامس من نيسان من كل عام، أن حملات الاعتقال الممنهجة بحق الأطفال في تصاعد كبير، تهدف إلى اقتلاعهم من بين عائلاتهم وسلبهم طفولتهم في مرحلة هي الأكثر دموية بحقهم في تاريخ قضيتنا، وذلك في ظل استمرار الإبادة الجماعية وعمليات المحو الممنهجة، التي أدت إلى استشهاد الآلاف من الأطفال، إلى جانب الآلاف من الجرحى وآلاف ممن فقدوا أفرادًا من عائلاتهم أو عائلاتهم بالكامل. تشكل هذه المرحلة امتدادًا لسياسة استهداف الأطفال التي لم تتوقف يومًا، لكن ما نشهده اليوم من مستوى التوحش غير مسبوق.

وشهدت قضية الأطفال الأسرى تحولات هائلة منذ بدء الإبادة، وذلك في ضوء تصاعد حملات الاعتقال بحقهم، سواء في الضفة الغربية بما فيها القدس التي سُجل فيها ما لا يقل عن 1200 حالة اعتقال بين صفوف الأطفال، إضافة إلى أطفال من قطاع غزة الذين لم تتمكن المؤسسات من معرفة أعدادهم بسبب استمرار جريمة الإخفاء القسري، والتحديات التي تواجه المؤسسات في متابعة قضية معتقلي غزة، ومنهم الأطفال المعتقلين.

إلى ذلك قالت منظمة عالمية، إن القوانين والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحماية الأطفال، أصبحت حبرا على ورق، في ظل استمرار الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها العدو الصهيوني ضد الأطفال الفلسطينيين، خاصة في قطاع غزة.

وبين مدير برنامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال عايد أبو قطيش، في بيان، أمس، أن “يوم الطفل الفلسطيني يمر هذا العام في ظل جرائم وانتهاكات غير مسبوقة ضد الأطفال الفلسطينيين، حيث قتل العدو في الضفة الغربية نحو 200 طفل، منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023م، عدا عن الجرائم الممارسة بحق الأطفال المعتقلين في المعتقلات الصهيونية “.

وقال أبو قطيش، إنه “لم يبق أي حق للأطفال في غزة إلا تم اجتثاثه من الأساس، سواء الحق في الحياة أو التعليم والصحة وغيرها”.

واعتبر أن “القوانين والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحماية الأطفال، أصبحت حبرا على ورق، في ظل استمرار الجرائم الصهيونية ضد الأطفال الفلسطينيين لا سيما في قطاع غزة”.

ولفت الحقوقي أبو قطيش إلى أن “تلك الجرائم تبرز حجم الصمت والتواطؤ الدولي مع العدو”.

من جهتها قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، أمس السبت، أن51% من سكان قطاع غزة من الأطفال يشكّلون النسبة الأكبر من ضحايا القصف الصهيوني على القطاع.

وأفادت “أونروا”، باستشهاد وإصابة 100 طفل يومياً في غزة منذ استئناف الحرب في 18 من مارس الماضي.

وتتزامن اليوم حرب الإبادة الجماعية التي تنفذها “إسرائيل” على قطاع غزة مع يوم الطفل الفلسطيني، وهو اليوم المقرر له أن يكون احتفال للأطفال الفلسطينيون داخل أراضيهم، ويوافق الخامس من أبريل من كل عام، ولم يكن يوم الطفل الفلسطيني هذا العامة كسابقه، حيث الآلاف من الضحايا والأبرياء والأيتام والشهداء والمصابين الذين يزداد أعدادهم يومًا بعد يوم بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 18 شهراً.

مقالات مشابهة

  • إحياء طقس (الرحمتات).. شكراً منظمة الحارسات
  • للحوامل.. التعرض لهذه المادة الكيميائية الشائعة قد يؤثر على نمو دماغ طفلك
  • في يوم الطفل الفلسطيني:استشهاد وإصابة 100 طفل في غزة كل يوم وأكثر من 350 طفلاً في سجون الاحتلال
  • في يوم الطفل الفلسطيني.. الاحتلال الإسرائيلي يعتقل أكثر من 350 طفلًا
  • منظمة عالمية: العدو قتل 200 طفل فلسطيني في الضفة منذ بدء العدوان
  • منظمة عالمية: الاحتلال الإسرائيلي قتل 200 طفل في الضفة منذ بدء العدوان
  • عادات يوميّة تدمّر الصحة.. تعرّف عليها
  • في يوم الطفل الفلسطيني.. أكثر من 39 ألف يتيم في قطاع غزة
  • في يومهم الوطني أطفال غزة تحت مقصلة الإبادة الإسرائيلية
  • في يوم الطفل الفلسطيني.. أين إنسانية العالم؟