الجزيرة:
2025-04-30@16:21:02 GMT

الرصاص يقلل ذكاء الطفل ويقتل الملايين

تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT

الرصاص يقلل ذكاء الطفل ويقتل الملايين

يعد عنصر الرصاص من المواد السامة ويمكن أن يؤثر التعرض له في عديد من أجهزة الجسم، وبوجه خاص يتضرر منه الأطفال والنساء في سن الإنجاب.

ويوجد الرصاص بشكل طبيعي في قشرة الأرض، وقد أدى انتشار استخدامه إلى تلوث البيئة على نطاق واسع وتعرض الإنسان لأضراره وسبّب مشكلات كبيرة في الصحة العامة في بقاع كثيرة من العالم، وفق المنظمة الصحة العالمية.

مصادر تلوث الرصاص

يُستهلك الرصاص في العالم أساسا لأغراض صناعة بطاريات الرصاص الحمضية للسيارات، لكنه يُستخدم أيضا في عدة منتجات أخرى من قبيل الأصباغ والدهانات واللحام والزجاج الملون والأواني البلورية والذخيرة والخزف المُزجّج والمجوهرات ولعب الأطفال وبعض المستحضرات التجميلية التقليدية مثل الكحل، وفق منظمة الصحة.

قد يظهر الرصاص أيضا في مياه الشرب المنقولة بأنابيب مصنوعة من الرصاص أو أنابيب موصولة بلحام الرصاص.

وانخفض التعرض للرصاص على مستوى العالم بشكل كبير منذ التخلص التدريجي من البنزين المحتوي على الرصاص، ولكن لا تزال هناك عدة مصادر للرصاص، مما يؤدي إلى آثار صحية واقتصادية ضارة، لا سيما في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، وذلك وفق منظمة الصحة.

الرصاص في الجسم

يتوزع الرصاص في الجسم على الدماغ والكبد والكليتين والعظام. ويُخزّن في الأسنان والعظام حيث يمكن تراكمه مع مرور الوقت. ويُقيّم تعرض الإنسان للرصاص عادةً عن طريق قياس مستوى الرصاص في الدم.

ينتقل الرصاص من العظام إلى الدم أثناء فترة الحمل ويصبح الجنين معرضا له في طور نموه.

لا يوجد أي مستوى معروف للتعرض للرصاص لا ينطوي على آثار ضارة، وفق منظمة الصحة.

ويتعرض صغار الأطفال بوجه خاص لآثار الرصاص السامة التي يمكن أن تلحق أضرارا وخيمة ودائمة بصحتهم، ولا سيما بنمو الدماغ والجهاز العصبي. ويُلحق الرصاص أيضا أضرارا طويلة الأجل بالبالغين، بما فيها زيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم ومشاكل القلب والأوعية الدموية والفشل الكلوي.

يمكن أن يتسبب تعرض المرأة الحامل للرصاص بمستويات عالية في الإجهاض والإملاص والولادة المبتسرة وانخفاض وزن المولود عند الميلاد.

طرق التعرض للرصاص استنشاق جزيئات الرصاص الناتجة عن حرق مواد تحتوي على الرصاص، في أثناء عمليات الصهر وإعادة التدوير وإزالة الطلاء المحتوي على الرصاص وإزالة تغليف الكابلات البلاستيكية المحتوية على الرصاص واستخدام وقود الطيران المحتوي على الرصاص على سبيل المثال. ابتلاع الغبار الملوث بالرصاص وشرب المياه المنقولة بأنابيب مصنوعة من الرصاص، وتناول الأطعمة المحفوظة في حاويات مصنوعة من الرصاص المزجج أو ملحومة بالرصاص، وفق منظمة الصحة. الرصاص والأطفال

تقول منظمة الصحة العالمية إن صغار الأطفال يتعرضون بوجه خاص للتسمم بالرصاص، لأن مقدار ما تمتصه أجسامهم من مصدر معين للرصاص يفوق مقدار ما يمتصه جسم الشخص البالغ بما يتراوح بين 4 و5 أضعاف. وإضافة إلى ذلك، يؤدي فضول الأطفال الفطري وسلوك وضع اليد في الفم المقترن بأعمارهم إلى تناولهم وابتلاعهم لأجسام محتوية على الرصاص أو مطلية به.

والأطفال الذين يعانون من نقص التغذية هم أكثر عرضة للتسمم بالرصاص، لأن أجسامهم تمتص كميات أكبر منه في حال افتقارهم إلى مغذيات أخرى مثل الكالسيوم أو الحديد. وصغار الأطفال هم الأشد تعرضا لخطر التسمم بالرصاص إذ يعد نمو الجهاز العصبي فترة معرضة بصورة خاصة لهذا الخطر، وفق منظمة الصحة.

آثار التعرض للرصاص على صحة الأطفال

يمكن أن يخلف التعرض للرصاص عواقب وخيمة على صحة الطفل. وإذا تعرض الدماغ والجهاز العصبي المركزي للرصاص بمستويات عالية، فيمكن أن يتضررا بشكل شديد مما يسبب الغيبوبة والتشنجات بل حتى الوفاة، وذلك وفقا لمنظمة الصحة.

قد يُصاب الأطفال الناجون من التسمم الشديد بالرصاص بإعاقة ذهنية واضطرابات في السلوك بصفة دائمة.

ويمكن أن يؤثر الرصاص بوجه خاص في نمو دماغ الطفل، مما يفضي إلى انخفاض معدل الذكاء وظهور تغيرات في السلوك مثل قصر مدة الانتباه وزيادة السلوك المعادي للمجتمع وانخفاض مستوى التحصيل العلمي. ويسبب التعرض للرصاص أيضا الإصابة بفقر الدم وارتفاع ضغط الدم والاختلال الكلوي وتسمم جهاز المناعة والأعضاء التناسلية. ويُعتقد أن آثار الرصاص العصبية والسلوكية لا يمكن الشفاء منها.

ولا يوجد أي مستوى معروف لتركز الرصاص في الدم يُعتبر آمنا، وقد ترتبط مستويات تركز الرصاص في الدم حتى بمقدار متدن مثل 3.5 ميكروغرامات/ ديسيلتر بانخفاض مستوى الذكاء لدى الأطفال ومواجهة صعوبات سلوكية ومشاكل في التعلم، وفق منظمة الصحة.

وفيات الرصاص

توصلت دراسة نشرت عام 2023 إلى أنه على الصعيد العالمي، يرتبط التعرض للرصاص بأكثر من 5.5 مليون حالة وفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية لدى البالغين في عام 2019، فضلا عن فقدان 765 مليون نقطة من حاصل الذكاء "آي كيو" لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات.

وأجرى الدراسة بيورن لارسن، دكتوراه، خبير اقتصادي بيئي ومستشار لدى البنك الدولي، وإرنستو سانشيز تريانا. ونُشر على الإنترنت في 11 سبتمبر/أيلول الماضي في مجلة "ذا لانسيت بلينتاري هيلث".

وبالاعتماد على مصادر ودراسات مختلفة، قدّر الباحثون مستويات الرصاص في الدم عالميا وتأثير التعرض للرصاص على الوفيات الناجمة عن الأمراض القلبية الوعائية عام 2019 بين البالغين الذين تبلغ أعمارهم 25 عاما أو أكثر، وفقدان معدل الذكاء لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، والتكاليف الاقتصادية ذات الصلة.

وقدر الباحثون أن هناك أكثر من 5.5 مليون حالة وفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية لدى البالغين بسبب التعرض للرصاص في عام 2019، مع ما يصل إلى 90.2% من هذه الوفيات في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، ومع ذلك، قد يكون هذا التقدير غير كامل لأنه لا يشمل تأثير التعرض للرصاص على الوفيات الناجمة عن الأمراض القلبية الوعائية بسبب ارتفاع ضغط الدم.

وبلغت الخسارة العالمية المقدرة في معدل الذكاء لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات بسبب التعرض للرصاص 765 مليون نقطة عام 2019، 95.3% منها حدثت في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.

تضع هذه التقديرات التعرض للرصاص على قدم المساواة مع الجسيمات المحيطة وتلوث الهواء المنزلي مجتمعين، وقبل مياه الشرب المنزلية غير الآمنة والصرف الصحي وغسل اليدين، كعامل خطر بيئي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الأطفال الذین لدى الأطفال على الرصاص یمکن أن عام 2019

إقرأ أيضاً:

كُتّاب ورسّامون: الكتب المصوّرة تحفّز خيال الطفل

الشارقة (الاتحاد)
أكّد كُتّاب ورسّامون متخصصون في أدب الطفل أن الكتب المصوّرة تمثّل مدخلاً بصرياً ووجدانياً للخيال والمعرفة، وتمكّن الأطفال من تكوين علاقات وجدانية مع الشخصيات التي تحتويها، بحيث تترسخ في ذاكرتهم حتى مراحل متقدمة من العمر، موضحين أن الصورة تتفوّق أحياناً على الكلمة في قدرتها على إيصال المعنى، خاصة للأطفال من أصحاب الهمم.
جاء ذلك، خلال جلسة حوارية بعنوان «قوة الكتب المصوّرة»، أقيمت ضمن فعاليات الدورة السادسة عشرة من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، وشارك فيها كلٌّ من الرسّام الإماراتي خالد الخوار، والكاتبة الكويتية شيماء ناصر القلاف، والكاتبة البريطانية كلوي سافاج، والكاتبة الأميركية بيث فيري، فيما أدارتها الإعلامية تسنيم زياد.
وقال خالد الخوار: «إن الكتب المصوّرة تُدخل الطفل في عالم من الدهشة والارتباط العاطفي، فهي لا تقدم محتوى تعليمياً فحسب، بل تُعزز الخيال وتخلق تجربة ساحرة». 
من جهتها، شدّدت شيماء القلاف على أهمية الصورة في مخاطبة جميع الأطفال، خاصة ضعاف السمع، قائلة:«الصورة لغة تتجاوز الرموز والكلمات، وهي الوسيلة الأقوى لفهم العالم لدى الأطفال من ذوي الإعاقات السمعية. لهذا أحرص على أن تكون الرسومات في قصصي قادرة على نقل المشاعر والمعلومات والهوية الثقافية بشكل مباشر».
وقالت بيث فيري عن الطابع الجماعي للقراءة في كتب الأطفال المصوّرة: «الكتاب المصوّر يُقرأ عادة بين الطفل ووالده أو معلمه، ما يضيف بُعداً تواصلياً عاطفياً للمحتوى».
بدورها، قالت كلوي سافاج: «إن الكتب المصوّرة هي نافذة الطفل إلى قضايا كبرى مثل التغير المناخي والمستقبل»، مشيرة إلى أهمية تحفيز الطفل على إدراك التحديات والتعبير عنها من خلال الفن والقصص. 

أخبار ذات صلة خبراء يؤكدون: التعليم المبكر يصنع طفلاً متمكناً متخصصون في أدب الطفل: الخيال قوة سحرية تعزز قدرات الصغار

مقالات مشابهة

  • كيف تؤثر حوادث التحرش على الأطفال؟ طرق الوقاية والدعم ‏النفسي (خاص)‏
  • كُتّاب ورسّامون: الكتب المصوّرة تحفّز خيال الطفل
  • منظمة حقوقية تحذر من ارتفاع عدد وفيات الأطفال في غزة بسبب سوء التغذية
  • وزير الصحة يبحث مع وفد منظمة الصحة العالمية مستجدات المبادرة العالمية لسرطان الأطفال
  • عبد الغفار يبحث مع وفد منظمة الصحة العالمية مستجدات المبادرة العالمية لسرطان الأطفال
  • «عين للطفل» .. حاضنة رقمية لهوية الناشئة في سلطنة عُمان
  • كيف نُعيد الطفل إلى الطبيعة؟
  • تدشين كتيّب "أنا واعٍ" للتوعية بحقوق الأطفال الجسدية
  • منظمة الصحة العالمية: التلقيح ينقذ 1.8 مليون شخص بإفريقيا في عام واحد
  • ‫ محمد فياض .. طبيب أبكى الملايين بمرضه| تفاصيل