بغداد اليوم - بغداد 

طوال السنوات الماضية، تحولت ظاهرة تجريف الاراضي الزراعية وتقطيعها وبيعها لتتحول الى سكنية، تحولت إلى ملف تحيطه الخطورة من عدة جوانب، فبينما أدى لفقدان العراق مساحات واسعة من الاراضي التي كانت تشكل مساحات واحزمة خضراء للمدن ولاسيما العاصمة بغداد، تسبب التجريف كذلك بالتجاوز والاستيلاء على اراضٍ مملوكة لمواطنين تحت تهديد السلاح او باموال بخسة، في ملف تحول لبوابة "اثراء" يخشى المعترضون من التصدي له.

ولم تأتِ هذه الخشية من فراغ، بل لطالما تداولت الاوساط الشعبية اسماء وجهات تقف وراء تقطيع الاراضي الزراعية والاستيلاء عليها وبيعها لمواطنين لتحولها الى مساكن، وماكان يثير الريبة والشبهات هو ان هذه المناطق تحصل على خدمات بنى تحتية بشكل سريع في الوقت الذي ترزح مئات الالاف المساكن والمناطق السكنية الرسمية تحت سوء وانعدام الخدمات، في مفارقة غريبة تدل على تواطؤ الجهات الحكومية المسؤولة عن تقديم الخدمات البلدية، مع الجهات المسيطرة على هذه الاراضي الزراعية وتقطيعها وبيعها، بحسبما يرى مراقبون.

الجهات المتنفذة تستولي على الاراضي.. والمشترون الجدد "مسؤولون امام القضاء"

ولعل وقوف جهات مسلحة أو صاحبة نفوذ داخل الدولة وراء هذا الملف، أصبح ليس بالأمر الخفي، حيث يقول النائب باقر الساعدي، اليوم الجمعة (15 ايلول 2023)، بان اراض زراعية جرفت باسماء قوى سياسية، واصفا الامر بأنه "ارهاب من نوع آخر".

ويشير الساعدي في حديث لـ(بغداد اليوم)، ان "تهديد الناس  واستخدام النفوذ من اجل الاستيلاء على الاراضي الزراعية وتجريفها وبيعها كقطع سكنية خاصة في المناطق المميزة ظاهرة لايقتصر وجودها في بغداد بل المحافظات ايضا"، لافتا الى أن |بعض الحالات تستغل بها اسماء قوى سياسية من قبل البعض وبعد التحقيق يتبين بانهم لايمثلون الا انفسهم والقوى تتبرأ منهم".

ويتضح أن هذه الظاهرة ذهب ضحيتها الكثير من المواطنين المشترين، تارة بتعرضهم للتزوير او عدم الحصول على مايثبت احقيتهم في الارض التي تكون اما تابعة للدولة، او مملوكة لشخص او عشيرة معينة هي صاحبة الارض، الا انهم يشترونها من قبل جهات واشخاص مستولين على هذه الاراضي ولايمتلكون منها شيئًا، مايجعل عملية استملاك المشتري الجديد لجزء من الارض، عملية "تزوير" او انه وقع ضحية نصب واحتيال، تجعله مسؤولًا بمفرده أمام القضاء. 

ارهاب من نوع اخر..العشرات وراء القضبان والحكومة جادة

واضاف الساعدي، ان" التهديد للسيطرة على الاراضي ارهاب من نوع اخر"، مؤكدا بأن "حكومة السوداني اصدرت 4 قرارات مؤخرا هي فتح التحقيق الشامل في كل القضايا المرفوعة واحالتها الى القضاء العراقي ودعوة الناس لتقديم كل ما لديهم من ادلى تؤكد وجود جهات تهددهم في محاولة للسيطرة على اراضيهم".

واشار الى ان" العشرات من المتورطين بنهب اراضي الناس وراء القضبان حاليا والحكومة جادة في وضع حد خاصة وان عمليات التجريف تهدد انهاء الاحزمة الخضراء في المدن".



وتعد منطقة الدورة جنوبي بغداد، التي اختفت منها اشجار النخيل الكثيفة التي كانت تغطيها، حتى تمكن دخان وسموم مصفى الدورة من التوغل في المناطق السكنية عقب انقشاع الغطاء الاخضر، تعد من أبرز المناطق الزراعية التي تم الاستيلاء عليها وتقطيعها وبيعها، فضلا عن الاراضي الزراعية في منطقة الجادرية.

وشهدت الجادرية في الشهر الماضي حادثة أصبحت شهيرة ودفعت لتدخل مختلف الجهات على مستويات مختلفة حتى وصل الامر لتدخل المرجع الديني علي السيستاني، وذلك بعد ان اشتكى اهالي المنطقة واصحاب الاراضي من تعرضهم لتهديدات ومساومات للاستيلاء على اراضيهم من قبل جهات متنفذة.

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: الاراضی الزراعیة

إقرأ أيضاً:

مصدر سياسي:ما يهم حكومة السوداني وإطارها في سوريا هو “مرقد زينب” وحماية الشيعة هناك

آخر تحديث: 15 دجنبر 2024 - 2:54 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- كشف مصدر سياسي مطلع، الاحد، عن امتلاك العراق وبشكل فعلي قنوات تواصل غير معلنة مع حكام سوريا الجدد لأسباب عدة، وقال المصدر ، إن” بغداد كانت من الدول التي عرفت موعد ساعة الصفر لانتهاء حكم نظام الأسد وكانت على بينة بأن ما يحدث برعاية عواصم كثيرة سواء واشنطن او انقرة وتل ابيب وغيرها ووصلتها رسائل من اطراف عدة بضرورة تفادي الانخراط في المشهد السوري وتحمل أعباء كارثية داخليا وخارجيا وهذا ما يفسر تأكيد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني المتكرر بعدم التدخل في الملف السوري والدفاع عن حقوق العراق المشروعة في حماية الحدود”.وأضاف، أن” بغداد لديها ملفات مهمة مع سوريا أبرزها تفادي الاصطدام مع اي مجاميع مسلحة على الحدود وحماية الجالية العراقية المتواجدة في دمشق وغيرها وتفادي الإساءة الى مرقد زينب وهذا ما يهم الحكومة العراقية وعدم التجاوز على شيعة سوريا، مؤكدا أن” العراق لديه قنوات تواصل غير معلنة مع حكام سوريا الجدد اي مع قوى وشخصيات مهمة كانت معارضة لنظام الاسد وليس بالضرورة مع الجولاني مباشرة”.وأشار المصدر الى، أن” بغداد تتعامل مع الملف السوري بشكل عقلي وليس عاطفيًا والأولوية الان للحدود وإخراج العراقيين من سوريا وبناء علاقات مستقرة وهذا ما يفسر قبول الحكومة بمتغيرات السفارة السورية في بغداد من خلال رفع العلم الجديد دون أي تدخل وهذا اعتراف صريح بالواقع الجديد”.

مقالات مشابهة

  • السوداني يرأس اجتماعاً خاصاً لإطلاق الأعمال التنفيذية للمرحلة الثالثة من مشروع تأهيل مدينة بغداد التأريخية
  • سياسي عراقي يكشف أسباب الزيارات المكوكية التي تشهدها العاصمة بغداد
  • سياسي عراقي يكشف أسباب الزيارات المكوكية التي تشهدها العاصمة بغداد- عاجل
  • مصدر سياسي:ما يهم حكومة السوداني وإطارها في سوريا هو “مرقد زينب” وحماية الشيعة هناك
  • بهاء الأعرجي: يجب مؤازرة السوداني بتجنيب العراق أزمة خارجية محتدمة
  • عبدالله غراب: الرسوم التي ترددت كمصاريف لتراخص المخابز بـ150 ألف جنيه ليست دقيقة
  • لمناقشة الوضع السوري.. بلينكن يلتقي السوداني في بغداد
  • ماذا أبلغ بلينكن السوداني بخصوص المراقد المقدسة بسوريا؟.. الخارجية الأمريكية تكشف
  • ماذا أبلغ بلينكن السوداني بخصوص المراقد المقدسة بسوريا؟.. الخارجية الأمريكية تكشف -عاجل
  • التعيبان يدعو لتوحيد الخطاب ودعم الحكومة لتجاوز المخاطر التي تحدق بالعراق