العامري: نسبة التجارة البينية مع المملكة تقفز إلى 7% العام الماضي -

محيميد: لغة الأرقام بين الدولتين تشير إلى عمق العلاقات -

تشكل العلاقات الاقتصادية بين سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية نموذجا للتعاون والشراكة الاستراتيجية، وتعكس البيانات ارتفاع حجم التبادل التجاري بين البلدين، كما تأتي الاستثمارات المشتركة كدليل آخر على التقارب الاقتصادي بين البلدين.

تطور ملحوظ

وقال الدكتور خالد بن سعيد العامري -رئيس مجلس إدارة الجمعية الاقتصادية العمانية- أن التعاون الاقتصادي بين سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية يشهد تطورا ملحوظا، حيث تكشف البيانات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات ارتفاع حجم التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين إلى 2.7 مليار ريال عماني في عام 2022م، مقارنة بـ 1.2 مليار ريال عماني في العام السابق. وقفزت نسبة التجارة البينية مع المملكة العربية السعودية من 4% من إجمالي تجارة السلطنة الخارجية في عام 2021 إلى 7% في العام الماضي.

وأشار إلى أن الميزان التجاري لسلطنة عمان مع المملكة العربية السعودية شهد تحولا في 2022م لصالح المملكة العربية السعودية، حيث تجاوزت قيمة واردات سلطنة عمان من المملكة قيمة صادراتها بأكثر من 800 مليون ريال عماني، وحازت المنتجات المعدنية على أعلى السلع التي تصدرها سلطنة عمان إلى المملكة من حيث القيمة بواقع 319 مليون ريال عماني، ثم المعادن العادية ومصنوعاتها بقيمة 310 ملايين ريال عماني، كما استحوذت المنتجات المعدنية على أعلى السلع التي تستوردها سلطنة عمان من المملكة من حيث القيمة، بواقع 1.1 مليار ريال عماني، ثم منتجات الصناعات الكيماوية أو الصناعات المرتبطة بها بقيمة 298 مليون ريال عماني.

وأضاف أن المملكة العربية السعودية تصدرت عمليات التبادل التجاري في الصادرات غير النفطية، وبلغت قيمته بنهاية مايو 2023م نحو 356 مليون ريال عماني، بارتفاع نسبته 5.7% عن نهاية مايو 2022م، حيث بلغت 337 مليون ريال عماني، فيما بلغت قيمة استثمارات المملكة في سلطنة عمان 99.4 مليون ريال عماني بنهاية الربع الأول من العام الجاري.

وأوضح أن البلدين يقومان بجهود مشتركة لتعزيز التعاون الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل، من خلال إطلاق مشروعات مشتركة متنوعة، وتسهيل حركة التجارة بين البلدين وتوفير بيئة استثمارية جاذبة للمستثمرين، مشيرا إلى أن البلدين يعملان على دعم ريادة الأعمال والاستثمار في القطاعات الصناعية والتقنية، مما يعزز من تنويع الاقتصاد ويقلل من اعتمادهما على النفط.

وأشار الدكتور خالد العامري إلى أن الفترة الأخيرة شهدت توقيع العديد من مذكرات التفاهم بين سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية، بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية وتشجيع الاستثمار بين البلدين الشقيقين، متضمنة قطاعات متنوعة منسجمة مع رؤية عمان 2040، وتطلعات رؤية المملكة 2030.

رؤى مشتركة

ومن جهته أكد سعادة الأستاذ الدكتور أحمد بن عبدالكريم المحيميد، رئيس جمعية الاقتصاد السعودية: إن الزيارات الرسمية ورفيعة المستوى بين المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان -التي تأتي في سياق من التحديات والفرص الاقتصادية الجديدة التي تشهدها المنطقة، بالإضافة إلى الرؤى المشتركة للجانبين الساعية لتحقيق أكبر قدر من الرفاهية لشعبيهما الشقيقين من خلال تحقيق تطلعات رؤية المملكة 2030، ورؤية عُمان 2040- تظهر الإرادة المشتركة لتحقيق التنمية المستدامة والرفاهية لمواطني الدولتين. كما أن هذه الزيارات تُعد علامة فارقة في العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، وتمثل شاهدا حيا على الروابط القوية التي تجمع بين شعبي البلدين والتي تأسست على الثقة والاحترام المتبادل.

وأشار الدكتور المحيميد إلى أن التطورات الاقتصادية التي يشهدها العالم اليوم تفرض علينا ضرورة توسيع دائرة التعاون والاستثمار بين الدول العربية والخليجية بالذات. وذلك في سبيل تشجيع تبادل الخبرات والمعرفة في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية، وبما يؤكد أهمية تيسير الاستثمار وتوفير البيئة الملائمة للأعمال في كلا البلدين، خصوصا في ظل ما يشهده الاقتصاد السعودي من إشادات دولية، حيث أصدر صندوق النقد الدولي مؤخرا تقريرا إيجابيا عن اقتصاد المملكة العربية السعودية عقب اختتام مناقشات مشاورات المادة الرابعة مع المملكة، وأثنى التقرير على جهود المملكة المتواصلة لاستكمال الإصلاحات الاقتصادية والمالية وتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، لافتا إلى أن المملكة كانت أسرع اقتصادات مجموعة العشرين نموا في عام 2022م بمعدل بلغ 8.7%.

وأشار الدكتور المحيميد إلى أن لغة الأرقام بين الدولتين تشير إلى عمق العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، حيث بيّنت نتائج نشرة التجارة الدولية للربع الثاني 2023 الصادرة عن الهيئة العامة للإحصاء في المملكة، أن قيمة الصادرات بلغت 4 مليارات و953.1 مليون ريال سعودي، في حين بلغت الصادرات السلعية غير النفطية 885 مليون ريال سعودي، تشمل الصادرات وإعادة التصدير، وبلغت قيمة الواردات السلعية من سلطنة عمان 3 مليارات و660 مليون ريال سعودي، وقد احتلت صادرات منتجات الصناعات الكيماوية وما يتصل بها مركز الصدارة في الصادرات السعودية بحجم بلغت قيمته 269.1 مليون ريال سعودي، بينما جاءت منتجات صناعة الأغذية، المشروبات بالمرتبة الثانية بحجم صادرات بلغت قيمته 122.2 مليون ريال سعودي، في حين أن واردات المنتجات المعدنية تحتل المرتبة الأولى في المملكة بالربع الثاني من عام 2023 بحجم واردات سجّل مليارًا و794.4 مليون ريال سعودي. وأضاف الدكتور المحيميد: إن العلاقات الاقتصادية السعودية العمانية قد قطعت شوطا كبيرا نحو التكامل، وتعزيز الشراكة بين البلدين هو ما انعكس على حجم الاستثمار السعودي في سلطنة عُمان، حيث جاء آخر تلك الاستثمارات بإعلان صندوق الاستثمارات العامة السعودي في شهر يوليو الماضي، عن توقيع مُذكّرة تفاهم مع جهاز الاستثمار العُماني، وتوسيع فرص التعاون بين الطرفين وتمكين الفرص الاستثمارية الجديدة والواعدة في سلطنة عُمان من خلال تأسيس شركة جديدة تهدف لاستثمار ما يصل إلى 18 مليار ريال سعودي بسلطنة عمان. وأكد على أهمية تيسير سبل الاستثمار وتوفير البيئة الملائمة للأعمال في كلا البلدين، معربا عن تفاؤله الكبير إزاء مستقبل العلاقات الاقتصادية بين المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المملکة العربیة السعودیة العلاقات الاقتصادیة ملیون ریال عمانی ملیون ریال سعودی بین البلدین ملیار ریال سلطنة عمان مع المملکة إلى أن

إقرأ أيضاً:

رئيس الدولة والرئيس الفلبيني يبحثان تعزيز علاقات التعاون بين البلدين

استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، اليوم، فخامة فيرديناند ماركوس، رئيس جمهورية الفلبين، الذي يقوم بزيارة عمل إلى الدولة.
ورحب سموه بالرئيس الضيف، خلال اللقاء الذي جرى في قصر الشاطئ في أبوظبي، معرباً عن تطلعه إلى أن تشكل زيارته إلى الدولة بداية لمرحلة مهمة في مسيرة تطور علاقات البلدين.
وبحث الجانبان، خلال اللقاء، الجوانب المختلفة للتعاون ومسارات تطوره بين دولة الإمارات والفلبين خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتنموية وغيرها من المجالات الحيوية التي تدعم أولويات التنمية وتسهم في تحقيق المصالح المشتركة للبلدين.

أخبار ذات صلة رئيس الدولة يبحث مع رئيس الفلبين تعزيز العلاقات الثنائية عبد الرحمن العويس: تطوير الوعي بالحياة البرلمانية وثقافة المشاركة

كما تناول الجانبان عدداً من القضايا والموضوعات محل الاهمام المشترك وتبادلا وجهات النظر بشأنها.
وأكد صاحب السمو رئيس الدولة خلال اللقاء، متانة العلاقات التي تجمع البلدين والتطور الذي شهدته خلال العقود الماضية خاصة في المجالات التنموية، مشيراً سموه إلى أن دولة الإمارات والفلبين تحتفيان هذا العام بمرور خمسين عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 1974، مؤكداً سموه الحرص المشترك على مواصلة تطوير هذه العلاقات خلال السنوات المقبلة بما يعود بالخير والنماء على شعبي البلدين.
وقال سموه في هذا السياق إن دولة الإمارات تتطلع إلى توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة مع الفلبين بهدف الارتقاء بالعلاقات التجارية والاستثمارية إلى آفاق جديدة من النمو الاقتصادي المشترك، خاصة أنها تعد شريكاً تجارياً رئيسياً للفلبين في المنطقة، مشيراً إلى تعاونهما الهام من خلال رابطة "الآسيان" حيث تحظى الإمارات بصفة شريك حوار قطاعي في الرابطة منذ عام 2022، وهناك نمو كبير في التجارة البينية بين الإمارات والآسيان، وقال سموه إن هذا التعاون يدعم العلاقات بين الإمارات والفلبين ويدفعها إلى الأمام.
من جانبه أعرب فخامة الرئيس فيرديناند ماركوس، عن شكره وتقديره لصاحب السمو رئيس الدولة، مثمناً مبادرات دولة الإمارات الإنسانية وجهودها الخيّرة الداعمة للمجتمعات في جميع أنحاء العالم خاصة خلال مواجهتها الأزمات والتحديات المشتركة.
وأكد حرص بلده على تنمية تعاونها مع دولة الإمارات على المستويات المختلفة والبناء على العلاقات المتينة التي تجمعهما منذ عقود لما يحقق المصالح المشتركة للبلدين.
كما أعرب عن شكره لحفاوة الاستقبال التي حظي بها خلال الزيارة.
حضر اللقاء كل من، الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، العضو المنتدب لجهاز أبوظبي للاستثمار، ومعالي الشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، مستشار رئيس الدولة، ومعالي علي بن حماد الشامسي، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني، ومعالي محمد حسن السويدي، وزير الاستثمار، ومعالي أحمد بن علي محمد الصايغ، وزير دولة، وسعادة محمد عبيد القطام الزعابي، سفير الدولة لدى الفلبين. كما حضره الوفد المرافق للرئيس الفلبيني.
كما وقع البلدان في إطار زيارة الرئيس الفلبيني إلى دولة الإمارات، عدداً من مذكرات التفاهم والاتفاقيات، شملت التعاون في مجالات الثقافة وانتقال الطاقة، والمساعدة القانونية المتبادلة في المسائل الجنائية إضافة إلى تسليم المجرمين ونقل الأشخاص المحكومين، بجانب التعاون في مجال التطوير والتحديث الحكومي.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • ولي عهد أبوظبي وولي عهد البحرين: علاقات تاريخية تربط البلدين
  • كانو للطاقة وأدَيْج أوتوميشن يُطلقان شركة أدَيْج كانو الصناعية في الجبيل في المملكة العربية السعودية
  • وزير الاستثمار والتجارة الخارجية يبحث مع السفير الإسباني بالقاهرة سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين
  • الجامعة العربية تؤكد على أهمية التكامل العربي لضمان سلامة الغذاء وتحدياتها في المنطقة العربية وسبل التغلب عليها
  • وزير الدفاع التقى سفير ارمينيا وبحثا العلاقات الثنائية بين البلدين
  • رئيس الدولة والرئيس الفلبيني يبحثان تعزيز علاقات التعاون بين البلدين
  • 2400 ريال عماني غرامات مالية على ممثلي إحدى وكالات السيارات بجنوب الباطنة
  • وزير الخارجية يبحث مع نظيرته الكندية العلاقات الثنائية بين البلدين
  • كميات الأمطار الهاطلة في مختلف مناطق المملكة حتى عصر اليوم الإثنين
  • مباحثات بين ليبيا وألمانيا لاستئناف حركة الطيران بين البلدين