العلاقات الاقتصادية العمانية السعودية.. شوط كبير نحو التكامل
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
العامري: نسبة التجارة البينية مع المملكة تقفز إلى 7% العام الماضي -
محيميد: لغة الأرقام بين الدولتين تشير إلى عمق العلاقات -
تشكل العلاقات الاقتصادية بين سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية نموذجا للتعاون والشراكة الاستراتيجية، وتعكس البيانات ارتفاع حجم التبادل التجاري بين البلدين، كما تأتي الاستثمارات المشتركة كدليل آخر على التقارب الاقتصادي بين البلدين.
تطور ملحوظ
وقال الدكتور خالد بن سعيد العامري -رئيس مجلس إدارة الجمعية الاقتصادية العمانية- أن التعاون الاقتصادي بين سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية يشهد تطورا ملحوظا، حيث تكشف البيانات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات ارتفاع حجم التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين إلى 2.7 مليار ريال عماني في عام 2022م، مقارنة بـ 1.2 مليار ريال عماني في العام السابق. وقفزت نسبة التجارة البينية مع المملكة العربية السعودية من 4% من إجمالي تجارة السلطنة الخارجية في عام 2021 إلى 7% في العام الماضي.
وأشار إلى أن الميزان التجاري لسلطنة عمان مع المملكة العربية السعودية شهد تحولا في 2022م لصالح المملكة العربية السعودية، حيث تجاوزت قيمة واردات سلطنة عمان من المملكة قيمة صادراتها بأكثر من 800 مليون ريال عماني، وحازت المنتجات المعدنية على أعلى السلع التي تصدرها سلطنة عمان إلى المملكة من حيث القيمة بواقع 319 مليون ريال عماني، ثم المعادن العادية ومصنوعاتها بقيمة 310 ملايين ريال عماني، كما استحوذت المنتجات المعدنية على أعلى السلع التي تستوردها سلطنة عمان من المملكة من حيث القيمة، بواقع 1.1 مليار ريال عماني، ثم منتجات الصناعات الكيماوية أو الصناعات المرتبطة بها بقيمة 298 مليون ريال عماني.
وأضاف أن المملكة العربية السعودية تصدرت عمليات التبادل التجاري في الصادرات غير النفطية، وبلغت قيمته بنهاية مايو 2023م نحو 356 مليون ريال عماني، بارتفاع نسبته 5.7% عن نهاية مايو 2022م، حيث بلغت 337 مليون ريال عماني، فيما بلغت قيمة استثمارات المملكة في سلطنة عمان 99.4 مليون ريال عماني بنهاية الربع الأول من العام الجاري.
وأوضح أن البلدين يقومان بجهود مشتركة لتعزيز التعاون الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل، من خلال إطلاق مشروعات مشتركة متنوعة، وتسهيل حركة التجارة بين البلدين وتوفير بيئة استثمارية جاذبة للمستثمرين، مشيرا إلى أن البلدين يعملان على دعم ريادة الأعمال والاستثمار في القطاعات الصناعية والتقنية، مما يعزز من تنويع الاقتصاد ويقلل من اعتمادهما على النفط.
وأشار الدكتور خالد العامري إلى أن الفترة الأخيرة شهدت توقيع العديد من مذكرات التفاهم بين سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية، بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية وتشجيع الاستثمار بين البلدين الشقيقين، متضمنة قطاعات متنوعة منسجمة مع رؤية عمان 2040، وتطلعات رؤية المملكة 2030.
رؤى مشتركة
ومن جهته أكد سعادة الأستاذ الدكتور أحمد بن عبدالكريم المحيميد، رئيس جمعية الاقتصاد السعودية: إن الزيارات الرسمية ورفيعة المستوى بين المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان -التي تأتي في سياق من التحديات والفرص الاقتصادية الجديدة التي تشهدها المنطقة، بالإضافة إلى الرؤى المشتركة للجانبين الساعية لتحقيق أكبر قدر من الرفاهية لشعبيهما الشقيقين من خلال تحقيق تطلعات رؤية المملكة 2030، ورؤية عُمان 2040- تظهر الإرادة المشتركة لتحقيق التنمية المستدامة والرفاهية لمواطني الدولتين. كما أن هذه الزيارات تُعد علامة فارقة في العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، وتمثل شاهدا حيا على الروابط القوية التي تجمع بين شعبي البلدين والتي تأسست على الثقة والاحترام المتبادل.
وأشار الدكتور المحيميد إلى أن التطورات الاقتصادية التي يشهدها العالم اليوم تفرض علينا ضرورة توسيع دائرة التعاون والاستثمار بين الدول العربية والخليجية بالذات. وذلك في سبيل تشجيع تبادل الخبرات والمعرفة في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية، وبما يؤكد أهمية تيسير الاستثمار وتوفير البيئة الملائمة للأعمال في كلا البلدين، خصوصا في ظل ما يشهده الاقتصاد السعودي من إشادات دولية، حيث أصدر صندوق النقد الدولي مؤخرا تقريرا إيجابيا عن اقتصاد المملكة العربية السعودية عقب اختتام مناقشات مشاورات المادة الرابعة مع المملكة، وأثنى التقرير على جهود المملكة المتواصلة لاستكمال الإصلاحات الاقتصادية والمالية وتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، لافتا إلى أن المملكة كانت أسرع اقتصادات مجموعة العشرين نموا في عام 2022م بمعدل بلغ 8.7%.
وأشار الدكتور المحيميد إلى أن لغة الأرقام بين الدولتين تشير إلى عمق العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، حيث بيّنت نتائج نشرة التجارة الدولية للربع الثاني 2023 الصادرة عن الهيئة العامة للإحصاء في المملكة، أن قيمة الصادرات بلغت 4 مليارات و953.1 مليون ريال سعودي، في حين بلغت الصادرات السلعية غير النفطية 885 مليون ريال سعودي، تشمل الصادرات وإعادة التصدير، وبلغت قيمة الواردات السلعية من سلطنة عمان 3 مليارات و660 مليون ريال سعودي، وقد احتلت صادرات منتجات الصناعات الكيماوية وما يتصل بها مركز الصدارة في الصادرات السعودية بحجم بلغت قيمته 269.1 مليون ريال سعودي، بينما جاءت منتجات صناعة الأغذية، المشروبات بالمرتبة الثانية بحجم صادرات بلغت قيمته 122.2 مليون ريال سعودي، في حين أن واردات المنتجات المعدنية تحتل المرتبة الأولى في المملكة بالربع الثاني من عام 2023 بحجم واردات سجّل مليارًا و794.4 مليون ريال سعودي. وأضاف الدكتور المحيميد: إن العلاقات الاقتصادية السعودية العمانية قد قطعت شوطا كبيرا نحو التكامل، وتعزيز الشراكة بين البلدين هو ما انعكس على حجم الاستثمار السعودي في سلطنة عُمان، حيث جاء آخر تلك الاستثمارات بإعلان صندوق الاستثمارات العامة السعودي في شهر يوليو الماضي، عن توقيع مُذكّرة تفاهم مع جهاز الاستثمار العُماني، وتوسيع فرص التعاون بين الطرفين وتمكين الفرص الاستثمارية الجديدة والواعدة في سلطنة عُمان من خلال تأسيس شركة جديدة تهدف لاستثمار ما يصل إلى 18 مليار ريال سعودي بسلطنة عمان. وأكد على أهمية تيسير سبل الاستثمار وتوفير البيئة الملائمة للأعمال في كلا البلدين، معربا عن تفاؤله الكبير إزاء مستقبل العلاقات الاقتصادية بين المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المملکة العربیة السعودیة العلاقات الاقتصادیة ملیون ریال عمانی ملیون ریال سعودی بین البلدین ملیار ریال سلطنة عمان مع المملکة إلى أن
إقرأ أيضاً:
الميزان التجاري لسلطنة عُمان يسجل فائضًا بـ 7 مليار و138مليون ريال عماني
مسقط-العمانية
سجل الميزانُ التجاريُّ لسلطنة عُمان بنهاية نوفمبر 2024 فائضًا بـ 7 مليارات و138 مليون ريال عُماني مقارنة بفائض بلغ 6 مليارات و997 مليون ريال عُماني خلال الفترة نفسها من عام 2023.
وبينت الإحصاءات المبدئيّة الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات أن إجمالي قيمة الصادرات السلعية بنهاية شهر نوفمبر 2024 سجلت 22 مليارًا و225 مليون ريال عُماني، مرتفعة بنسبة 7.7 بالمائة عن الفترة نفسها من العام السابق والتي سجلت وقتها 20 مليارًا و636 مليون ريال عُماني.
في حين بلغت قيمة الواردات السلعية لسلطنة عُمان 15 مليارًا و87 مليون ريال عُماني مرتفعة بنسبة 10.6 بالمائة بنهاية شهر نوفمبر 2024 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، والتي بلغت 13 مليارًا و639 مليون ريال عُماني.
ويعزى ارتفاع قيمة الصادرات بشكل رئيس إلى ارتفاع قيمة صادرات سلطنة عُمان من النفط والغاز إلى 14 مليارًا و994 مليون ريال عُماني وبنسبة 19.7 بالمائة عن نهاية شهر نوفمبر 2023 والتي بلغت 12 مليارًا و525 مليون ريال عُماني.
ومن ضمن صادرات النفط والغاز بنهاية شهر نوفمبر 2024، بلغت قيمة صادرات سلطنة عُمان من النفط الخام، 9 مليارات و125 مليون ريال عُماني، مسجلة ارتفاعًا بنسبة 2.5 بالمائة عن الفترة ذاتها من العام السابق، وارتفعت قيمة صادرات النفط المصفى إلى 3 مليارات و573 مليون ريال عُماني وبنسبة 174.9 بالمائة، وانخفضت قيمة صادرات سلطنة عُمان من الغاز الطبيعي المسال إلى مليارين و296 مليون ريال عُماني وبنسبة 1.1 بالمائة، مقارنة بنهاية شهر نوفمبر 2023.
وكشفت الإحصاءات انخفاض قيمة الصادرات السلعية غير النفطية بنسبة 16.6 بالمائة بنهاية شهر نوفمبر 2024، لتبلغ 5 مليارات و642 مليون ريال عُماني، مقارنة بنهاية شهر نوفمبر 2023، حيث سجلت وقتها 6 مليارات و768 مليون ريال عُماني.
وحازت المنتجات المعدنية على القيمة الأعلى من الصادرات السلعية غير النفطية، حيث بلغت قيمتها مليارًا و616 مليون ريال عُماني منخفضة بنسبة 35.2 بالمائة عن الفترة نفسها من عام 2023، تلتها منتجات المعادن العادية ومصنوعاتها بمليار و202 مليون ريال عُماني بانخفاض 1.1 بالمائة ثم منتجات البلاستيك والمطاط ومنتجاته بقيمة صادرات بلغت 896 مليون ريال عُماني بارتفاع نسبته 10.1 بالمائة.
وانخفضت قيمة صادرات سلطنة عُمان من الصناعات الكيماوية والصناعات المرتبطة بها بـ 22 بالمائة لتبلغ قيمة صادراتها 725 مليون ريال عُماني، وانخفضت صادرات الحيوانات الحيّة ومنتجات المملكة الحيوانية بنسبة 12.3 بالمائة، لتبلغ 320 مليون ريال عُماني وبلغت قيمة صادرات المنتجات الأخرى 883 مليون ريال عُماني.
وارتفعت قيمة عمليات إعادة التصدير من سلطنة عُمان إلى مليار و590 مليون ريال عُماني وبنسبة 18.3 بالمائة بنهاية شهر نوفمبر 2024، مقارنة بنهاية شهر نوفمبر 2023، وسجلت قيمة عمليات إعادة التصدير في منتجات معدات النقل 385 مليون ريال عُماني بارتفاع نسبته 2.1 بالمائة والآلات والأجهزة والمعدات الكهربائية وأجزائها وأجهزة تسجيل وإذاعة الصوت 346 مليون ريال عُماني بانخفاض بنسبة 4.1 بالمائة، وفي منتجات صناعة الأغذية والمشروبات والسوائل ارتفعت قيمة إعادة التصدير بـ 30.2 بالمائة لتسجل 168 مليون ريال عُماني في حين سجلت إعادة تصدير المنتجات المعدنية ما قيمته 119 مليون ريال عُماني بارتفاع نسبته 43.1 بالمائة.
وانخفضت قيمة إعادة التصدير في منتجات "الحيوانات الحيّة ومنتجات المملكة الحيوانية" إلى 89 مليون ريال عُماني وبنسبة 13.3 بالمائة وبلغت القيمة في المنتجات الأخرى 483 مليون ريال عُماني.
وفي الواردات السلعية، حازت المنتجات المعدنية على القيمة الأكبر حيث سجلت 4 مليارات و212 مليون ريال عُماني بنهاية شهر نوفمبر 2024، مرتفعة بنسبة 9.5 بالمائة تليها الآلات والأجهزة والمعدات الكهربائية وأجزاؤها وأجهزة تسجيل وإذاعة الصوت بقيمة مليارين و606 ملايين ريال عُماني، مسجلة نموًّا بـ 26 بالمائة بنهاية شهر نوفمبر 2024 والمعادن العادية ومصنوعاتها بما قيمته مليار و449 مليون ريال عُماني وبنسبة انخفاض 1.2 بالمائة ثم منتجات الصناعات الكيماوية والصناعات المرتبطة بما قيمته مليار و401 مليون ريال عُماني وبارتفاع 2.7 بالمائة، وسجلت واردات معدات النقل مليارًا و354 مليون ريال عُماني بارتفاع 13.1 بالمائة وسجلت واردات المنتجات الأخرى 4 مليارات و65 مليون ريال عُماني.
وتصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة عمليات التبادل التجاري في الصادرات غير النفطية بنهاية شهر نوفمبر 2024 بما قيمته 935 مليون ريال عُماني، بارتفاع نسبته 8.1 بالمائة عن نهاية شهر نوفمبر 2023، وعمليات التبادل التجاري في إعادة التصدير من سلطنة عُمان حيث بلغت قيمة إعادة التصدير إليها 526 مليون ريال عُماني، وفي الدول المصدرة لسلطنة عُمان بقيمة 3 مليارات و600 مليون ريال عُماني.
وجاءت المملكة العربية السعودية ثانيًا في الصادرات العُمانية غير النفطية بما قيمته 764 مليون ريال عُماني تليها كوريا الجنوبية بـ 611 مليون ريال عُماني، فيما جاءت إيران في المرتبة الثانية في إعادة التصدير بما قيمته 335 مليون ريال عُماني، ثم الكويت بـ 110 ملايين ريال عُماني في حين جاءت الصين في المرتبة الثانية في الدول المصدرة لسلطنة عُمان بما قيمته مليار و621 مليون ريال عُماني تليها الكويت بما قيمته مليار و492 مليون ريال عُماني.