الأولى بعد الزلزال.. جمعة ليست كباقي الجمعات بإقليم الحوز
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
ويرغان- "يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار"، بهذه الآية الكريمة من سورة التحريم، اختار إمام مسجد دوار ويرغان بإقليم الحوز (50 كيلومترا جنوبي مراكش) أن يختتم صلاة أول جمعة بعد الزلزال العنيف.
يبدو سكان هذا الدوار محظوظين لأنهم تمكنوا من أداء صلاة الجمعة، فعند مرورنا بعدة قرى ودواوير على امتداد نحو 100 كيلومتر جنوبي مراكش، بدا القهر واضحا على وجوه سكان المنطقة المنكوبة الذين لم يعتادوا التخلف عن أداء الصلاة في مسجد الدوار أو القرية في مساجد هي أغلى ما يملكون.
منعتهم منها جائحة كوفيد-19 عام 2020، وها هو زلزال الحوز العنيف يكرر السيناريو نفسه عام 2023.
قيمة عالية
وصلاة الجمعة ذات قيمة عالية في قلوب هؤلاء السكان المعروفين بقيمهم المحافظة وتشبثهم بالقيم الإسلامية، حتى إن نسبة كبيرة من الفقهاء وحفظة القرآن في المغرب تنحدر من هذه المنطقة تحديدا.
كما أن صلاة الجمعة هي فرصة يلتقي خلالها سكان الدوار المشتتون في قمم الجبال المحيطة، ويطلعون على أحوال بعضهم بعضا.
وبسبب الزلزال، جل تلك المساجد تهدمت، أو لم تعد آمنة للمصلين داخلها، لذا كان من البدهي ألا تقام صلاة الجمعة داخلها.
فضلا عن أن من بقي حيا من الساكنة غارق الآن في إنقاذ المصابين، أو البحث عن مساعدات، أو في توزيعها، أو في الاستعداد للسفر إلى مستشفيات مراكش للاطمئنان على أحوال الأهل والأحباب.
أول صلاة جمعة بعد الزلزال في دوار ويرغان بإقليم الحوز (الجزيرة) كارثة كبرى"عدم أداء صلاة الجمعة بالمسجد كارثة كبرى، لا حول ولا قوة إلا بالله" يقول محماد (محمد) بعد تنهيدة عميقة حملت معها من الألم ما لن يحس به إلا من عاش مأساة الزلزال، وفقد الأحباب والأصحاب والممتلكات.
مضى سي محماد (أحد سكان دوار إمكدال جنوبي دوار ويرغان) يحدثنا بينما كان على حافة الطريق منشغلا -برفقة بعض أبناء الدوار- بجمع المساعدات التي وصلت، من غذاء وأغطية وملابس، لتوزيعها لاحقا على السكان المشتتين في قمم الجبال المحيطة.
وأضاف محماد للجزيرة نت أن الجميع حزن لعدم أداء الصلاة في المسجد الذي لطالما ضم جمعهم، وشهد أحاديثهم وحفظ وجوههم.
الإمام ومعه المصلون دعوا بالرحمة للشهداء وبالشفاء للجرحى والمنكوبين (الجزيرة) جمعة في العراءعند وصولنا إلى دوار ويرغان، الذي يقع في منطقة وسطى بين جبل شاهق وبين سد يحمل اسمها، فوجئنا بجمع بسيط من السكان لا يتعدى عدد أفراده 30 شخصا يؤدون صلاة الجمعة في العراء، حيث وقف الإمام خطيبا، بينما جلس الناس بالقرب منه يستمعون إلى خطبة جمعة ليست كباقي الجمعات.
بالقرب من هذا المشهد، انتشرت بضع خيام أصبحت الآن "البيوت الآمنة" لسكان الدوار الذين لم يعد أحد منهم يستطيع العودة إلى ما كان يعتبر في وقت سابق "بيتا آمنا".
تحدث الإمام عن الابتلاء، وعن الصبر، وعن ضرورة التشبث بقيم الدين الحنيف إلى آخر نفس على هذه الأرض، مشددا على أن ما يقع، إنما يقع لهدف، وأن الله عنده كل شيء بمقدار، ولعل هذا هو أهم ما يحتاج الناس إلى فهمه الآن في هذه المنطقة المنكوبة.
ومعظم الخطبة الثانية كان دعاء مطولا حارا حرارة المشاعر التي تحرق قلوب سكان الحوز، ومعهم كل المغاربة وكل من يزورهم أو يراهم، حيث ارتفعت الأكف متضرعة إلى الله تسأله العفو والعافية، والرحمة للشهداء، والشفاء للمرضى، والدعم والإيواء للمنكوبين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: صلاة الجمعة
إقرأ أيضاً:
صورة: 50 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
أدى آلاف المواطنين صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، في ظل الإجراءات العسكرية المشددة التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الوصول إلى المسجد.
وقدّرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن نحو 50 ألف مصل أدوا صلاة الجمعة في رحاب المسجد الأقصى.
وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال عرقلت وصول المصلين إلى المسجد الأقصى لأداء الصلاة عبر بابي العامود والأسباط، ودققت في هوياتهم، وأوقفت عددا من الشبان ومنعتهم من الدخول إلى المسجد.
وأدى عدد من الشبان صلاة الجمعة في محيط المسجد الأقصى بعد أن منعهم الاحتلال من الدخول إلى باحات المسجد.
وتواصل قوات الاحتلال فرض قيود مشددة على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى خاصة خلال أيام الجمعة.
وتحرم سلطات الاحتلال آلاف المواطنين من محافظات الضفة الغربية من الوصول إلى القدس لأداء الصلاة في المسجد الأقصى، حيث تشترط استصدار تصاريح خاصة لعبور حواجزها العسكرية التي تحيط بالمدينة المقدسة.
ومنذ دخول "وقف إطلاق النار" في قطاع غزة حيز التنفيذ الأحد الماضي، شدد الاحتلال الإسرائيلي من إجراءاته العسكرية في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، عبر نصب الحواجز والبوابات الحديدية عند مداخل القرى والمدن الفلسطينية.
ووصل عدد الحواجز العسكرية والبوابات الحديدية، التي نصبها الاحتلال في الضفة الغربية إلى 898 حاجزا وبوابة، منها 18 بوابة حديدية نصبها الاحتلال منذ بداية العام الجاري 2025، و(146) بوابة حديدية نصبها الاحتلال بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين التربية والتعليم تبحث مع "اليونيسف" تنسيق الجهود للإغاثة في غزة صورة: سلطة المياه: الاحتلال دمر محطة تحلية المياه الوحيدة في غزة إصابة مسن برصاص الاحتلال في الفخذ بمخيم جنين الأكثر قراءة أبرز عمليات تبادل الأسرى التي جرت فلسطينيا مع إسرائيل مصرع سيدة وإصابة زوجها وابنهما إثر حادث سير في أريحا نتنياهو: ضمانات أميركية باستئناف الحرب على غزة في هذه الحالة "الكابنيت" يُصادق رسميا على صفقة غزة وتنفيذها يبدأ الأحد عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025