هل تواجه الصين عقدا اقتصاديا ضائعا ؟
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
في حديث له مؤخرا قال كبير الاقتصاديين بمعهد نامورا للأبحاث ريتشارد كو: «منذ انفجار فقاعة العقارات السكنية في الصين ظللت أتلقى أطنانا من المكالمات من الصحفيين والاقتصاديين والمستثمرين وأحيانا واضعي السياسات الصينيين يطلبون فيها الإجابة عن السؤال التالي: هل نحن نمضي في طريق اليابان؟» من الجيد اختيار ريتشارد كو لطرح هذا السؤال.
هل تمضي الصين في طريق اليابان؟ ستكون محظوظة إن لم تفعل ذلك.
لكن إذا دققنا النظر سنجد أن الأدلة غير قاطعة في هذا الصدد. فجزء كبير من الدين الذي استدانته شركات الصين تدين به شركات حكومية ستواصل الاقتراض والإنفاق بدعم من البنوك المملوكة للدولة إذا احتاج واضعو السياسات في الصين إلى ذلك. أما في أوساط الشركات الخاصة فالدَّين يتركز في سجلات شركات التطوير العقاري التي تقلل من ديونها المطلوبة منها وتقلص الاستثمار في المشروعات الإسكانية الجديدة. لكن في مواجهة هبوط أسعار العقارات وضعف مبيعات المساكن حتى المطورين العقاريين الذين يتمتعون بميزانيات متينة سيفعلون الشيء نفسه. نهاية الازدهار العقاري في الصين جعلت العائلات أقل ثراء. ومن المحتمل أن هذا الوضع دفعها إلى التحفظ في الإنفاق. صحيح أيضا العائلات سددت قروضها العقارية مبكرا في الشهور الأخيرة وأسهمت بذلك في التباطؤ الحاد في نمو الائتمان. لكن المسوحات توضح انخفاض ديونها بالنسبة إلى أصولها. لقد كان سداد رهوناتها العقارية استجابة رشيدة لأسعار الفائدة المتغيرة وليس مؤشرا على ضغوط ميزانياتها (ضعف أوضاعها المالية). فعندما تهبط أسعار الفائدة في الصين لا يمكن للعائلات إعادة تمويل قروضها العقارية بسهولة عند أسعار فائدة أقل. لذلك من المعقول بالنسبة لها سداد القروض القديمة والأكثر تكلفة نسبيا حتى إذا كان ذلك يعني التخلص من استثماراتها التي تدرُّ الآن عائدات أقل. وماذا بشأن التغير في سلوك الشركات الذي كشفت عنه إحصائيات تدفق الأموال في الصين؟ فهذه الإحصائيات تبين تحولها إلى تحقيق فائض مالي (بمعنى تكديسها المزيد من الأصول المالية بدلا عن استثمارها أو إنفاقها). تشير شاوشينج بي وزملاؤها ببنك أوف أمريكا إلى أن هذا التقليص في الفجوة بين الفائض والعجز الماليين وراءه إلى حد كبير الحملة على بنوك الظل. فعندما تُستبعد المؤسسات المالية يظل طلب قطاع الشركات على الأموال من باقي الاقتصاد قائما. والشركات الصينية لم تتحول بشكل جماعي من تعظيم الأرباح إلى تقليل الديون. إنه ذلك التحول الانهزامي الذي فرض على اليابان انكماش الأسعار طوال عشرة أعوام.
دروس يابانية
تُبيِّن هذه الاختلافات أن الصين ليست بعد في حالة انكماش شبيه بانكماش اليابان. وريتشارد كو نفسه حريص على تأكيد اختلاف واحد «ضخم» بين البلدين. فعندما كانت اليابان تسقط في قبضة انكماش ميزانيات الوحدات العائلية والشركات لم يكن أي أحد هناك يعرف اسما لهذه المشكلة أو فكرة عن كيفية التصدي لها. لكن اليوم، يقول ريتشارد كو: العديد من خبراء الاقتصاد الصينيين يدرسون أفكاره. الوصفة العلاجية التي يقدمها الرجل واضحة ومباشرة. فإذا لم تقترض العائلات والشركات وتنفق حتى عند أسعار فائدة منخفضة على الحكومة حينئذ أن تفعل ذلك بدلا عنهما. ويجب أن تعادل العجوزاتُ المالية الحكومية الفوائضَ المالية للقطاع الخاص إلى حين إصلاح ميزانياته تماما. يقول كو: إذا حصل زعيم الصين شي على النصيحة الصحيحة يمكنه حل المشكلة في 20 دقيقة. لسوء الحظ رد فعل المسؤولين الصينيين حتى الآن بطيء جدا. وعجز الموازنة العامة في الصين الذي يتم تعريفه بشكل أوسع لكي يشمل مختلف أنواع اقتراض الحكومات المحلية أصبح أقل هذا العام مما فاقم من انخفاض النشاط الاقتصادي (انخفاض عجز الموازنة العامة أو الحكومية يفاقم التدهور الاقتصادي الذي قد يتسبب فيه إحجام العائلات والشركات عن الاقتراض وتفضيل سداد ديونها بدلا عن ذلك، حسب تحليل ريتشارد كو - المترجم). لدى الحكومة المركزية في الصين مجال لاقتراض المزيد. لكن يبدو أنها مترددة وتفضل الانتظار. هذا خطأ. فإذا تأخرت الحكومة في الإنفاق ربما سيلزمها إنفاق المزيد لاحقا. وللمفارقة، تخاطر الصين بالدخول في تدهور اقتصادي طويل الأمد ليس لأن القطاع الخاص عازم على تحسين ميزانياته ولكن لأن الحكومة غير راغبة في تحمُّل مخاطر مالية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: أسعار الفائدة فی الصین بدلا عن
إقرأ أيضاً:
منتخب الجودو ينتظم في معسكر اليابان
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلة الإمارات.. جهود متواصلة في مكافحة الجرائم المالية والتمويلات غير المشروعة "الوطني للأرصاد" يكشف عن أقل درجة حرارة سجلت في الدولة
انتظم منتخب الجودو بمعسكر طوكيو، حتى الأسبوع الأول من أكتوبر المقبل، في ضيافة جامعة توكاي اليابانية، ويُقام بالتنسيق مع الاتحاد الياباني، ضمن اتفاقية التعاون الموقعة بين اتحاد الجودو والجامعة اليابانية منذ سنوات، وأفرزت العديد من الإيجابيات للطرفين.
وتشهد فترة المعسكر سلسلة من التدريبات المشتركة، والمباريات التجريبية بين المنتخبين، والمكسب الحقيقي لمنتخبنا أنه يواجه بطل بطولة العالم 2024 في أبوظبي، وبطل أولمبياد باريس، وحامل لقب بطولة «أبوظبي جراند سلام».
وتأتي استعدادات «المنتخب الشاب» الذي يضم 15 لاعباً ولاعبة، للمشاركة في بطولة «أبوظبي جراند سلام»، بصالة «مبادلة أرينا» بمدينة زايد الرياضية من 10 إلى 13 أكتوبر المقبل، وتشهد حضور أبرز نجوم اللعبة في العالم.
وضمت قائمة منتخبنا التي اعتمدها الاتحاد الدولي كلاً من زايد فيصل النقبي، وسيف سالم، وحميد الشامسي في وزن تحت 60 كجم، وراشد وخلف الزعابي، وزايد إبراهيم البلوشي، ونارمند بيان في وزن تحت 66 كجم، وراشد علي المشجري، وكريم عبد اللطيف، ومخمد بيك في وزن تحت 73 كجم، وعزان حسن الزعابي وطلال شفيلي في وزن تحت 81 كجم، وأرام جريجوريان في وزن تحت 90 كجم، وحارب جمعة عبدالرحمن في وزن فوق 100 كجم، واللاعبتين بشيرات خرودي في وزن تحت 52 كجم، وميثاء محمد النيادي في وزن تحت 57 كجم.
من جانب آخر، يتواصل التسجيل في موقع الاتحاد الدولي للمشاركة في بطولة «أبوظبي جراند سلام للجودو»، التي تشهد مشاركة أبرز منتخبات العالم، وفي مقدمتها فرنسا التي تضم أكبر بعثة حتى الآن، ويمثلها 18 لاعباً ولاعبة من أفضل نجوم الجودو، بجانب منتخبات قوية وعريقة مثال ألمانيا وبريطانيا وأوزبكستان، وهولندا، وأميركا ولبنان.