كيف يتعامل المجتمع التركي مع بطلاته الرياضيات المثليات جنسيا؟
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
أثار فوز ميرفي ديزدار بجائزة أفضل ممثلة في مهرجان كان الأخير وتتويج منتخب الكرة الطائرة التركي للسيدات ببطولة أوروبا، فخرا في تركيا وحقدا في صفوف المحافظين الذين يشنون حملات عليهن.
في مطلع أيلول/سبتمبر فازت لاعبات كرة الطائرة بأول لقب لمنتخب وطني تركي.
لكن التلفزيون التركي رفض إجراء مقابلة مع إبرار كاراكورت إحدى اللاعبات الأساسيات في الفريق وهي أيضا من الرياضيات التركيات القليلات اللواتي يجاهرن بأنهن مثليات جنسيا.
وقد تعرضت اللاعبة التي حلقت جزءا من شعرها وكانت هدفا في السابق للصحافة المحافظة، لانتقادات شديدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمدافعتها عن حقوق مجتمع "الميم+ع".
قبل ثلاثة أشهر على ذلك، وأمام كوكبة من النجوم وملايين المشاهدين، أهدت الممثلة التركية ميرفي ديزدار البالغة 37 عاما، فوزها بجائزة أفضل ممثلة في مهرجان كان عن دورها في فيلم "الشعب اليابس" للمخرج نوري بلجي جيلان، إلى "كل الأخوات التركيات اللواتي يحلمن بمستقبل أفضل".
إلا أن كلامها الذي أتى عشية الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التركية عرضها لهجمات المحافظين لا بل لتنبيه من نائب رئيس الهيئة الناظمة للقطاع المرئي والمسموع في تركيا المقرب من الرئيس رجب طيب اردوغان.
"يجب أن تتعلمي احترام بلدك"توجه إليها في رسالة عبر منصة "اكس" بعد فوزها قائلا "يجب أن تتعلمي احترام بلدك".
هذان الفوزان الكبيران اللذان كان يفترض أن يثيرا لحمة في بلد يواجه أزمة، ساهما في الانقسامات وانعدام الثقة في مجتمع مشرذم بين محافظين ومتدينين من جهة وليبراليين وعلمانيين من جهة أخرى.
وأوضح اوزير سينكار مؤسس معهد استطلاعات الرأي "متروبول" ومديره لوكالة فرانس برس "هذا التجاذب في المجتمع بلغ حجما يدفع الجميع إلى إيجاد حجج لتبادل الانتقادات، والفن والرياضة لا يشذان عن ذلك".
ورأى دوغان غوربينار استاذ مادة التاريخ في جامعة اسطنبول التقنية أن الرياضة والثقافة قد تتحولان إلى مجالات نضال جديدة لمعارضي الرئيس اردوغان الحاكم منذ عقدين والذي أعيد انتخابه لخمسة سنوات جديدة في نهاية أيار/مايو.
وأكد أن "الأوساط العلمانية تتجه أكثر نحو الثقافة والرياضة بعد الخسارة في الانتخابات (في أيار/مايو)".
"لا للمثليات"إلا أن المحافظين يحتلون حيزا واسعا أيضا. ففي بطولة أوروبا 2023 للسيدات في الكرة الطائرة استهدف رواد انترنت إبرار كاراكورت في رسائل معادية صراحة للمثلية الجنسية.
وكتب هؤلاء عبر شبكات التواصل الاجتماعي في كل مرة كان المنتخب التركي يخوض مباراة جديدة "لا نريد سحاقيات".
وألقى رجال دين خطبا دعوا فيها المصلين إلى عدم مساندة المنتخب في ما يلتقي مع كلام للرئيس اردوغان قبيل الانتخابات الرئاسية في أيار/مايو استهدف فيه يوميا مجتمع "الميم ع" الذي وصف أفراده بأنهم "منحرفون".
في نهاية المطاف، هنأ الرئيس التركي اللاعبات داعيا الأتراك إلى عدم "تحويل الثقافة والفنون والرياضة.. إلى أدوات انقسام".
إردوغان يهاجم مجتمع الميم قبل الانتخابات الرئاسيةحملة مناهضة للمثلية على مواقع التواصل العربية تثير قلق المدافعين عن حقوق الإنسان ومجتمع الميمإردوغان يهاجم أفراد "مجتمع الميم" في تركيا ويتهمهم بـ"التخريب"بالتزامن، نشرت إبرار كاراكورت لمشتركيها عبر انستغرام ومنصة "اكس" صورة تظهرها فاتحة ذراعيها أمام حشود المشجعين. وأرفقت الصورة بتعليق جاء فيه "هذه طريقتي لأحضن الجميع. سنفوز بوحدتنا وليس بانقسامنا".
ورأى المؤرخ دوغان غوربينار أن منتخب السيدات للكرة الطائرة "وحد لفترة مقتضبة بين تحرر المرأة والعزة الوطنية" وحطم لدى المحافظين الاعتقاد السائد بأن الرياضة حكر على الرجال.
وأكد أوزير سنكار أيضا أن "هذا يمس بمشاعر مجموعات من المحافظين والذكوريين".
وأعتبر يلدز تار منسق البرنامج الاعلامي في جمعية "كاوس جل" وهي من المنظمات التركية الرئيسية للدفاع عن حقوق مجتمع "الميم ع" أن رد إبرار كاركورت على رسائل الحقد تظهر إلى أي حد لم يعد يشعر مجتمع الميم بالخوف.
وختم يقول "هم يقفون شامخين وغير محرجين في وجه هذا التنمر الجدير بمدرسة ابتدائية..وهذا يزيد من حنق هذه الأوساط".
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: عملية موسعة لإنقاذ مستكشف أمريكي عالق منذ يومين في أحد أعمق كهوف تركيا في تحد للسلطات.. ناشطون أتراك ينظمون مسيرة فخر للمثليين في اسطنبول نحو أربعين دولة في الأمم المتحدة تعلن عن دعمها لعائلات المثليين تطرف رجب طيب إردوغان حقوق مثيلي الجنس تركيا مجتمع رياضةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: تطرف رجب طيب إردوغان تركيا مجتمع رياضة كوارث طبيعية ليبيا فيضانات سيول فرنسا ضحايا إعصار البيئة جو بايدن شرطة جفاف كوارث طبيعية ليبيا فيضانات سيول فرنسا ضحايا إعصار مجتمع المیم
إقرأ أيضاً:
قطط تتجول في فنادق بغداد !؟
بقلم : عمر الناصر …
يقول الدكتور علي الوردي ” انظر الى الاشخاص الذين يقدرهم المجتمع ، وستعرف الاتجاه الحضاري السائد فيه ومصيره”. سلبيات قد يراها البعض بأنها طبيعية ،والبعض الاخر يراها العكس ، سيدة تصطحب خادمتها الافريقية لاجل التسوق وكأنها عملية استعراض للقدرة المالية ، وضجيج فتيات شبه عاريات مع صخب موسيقى عالية داخل سيارات فارهة برفقة كلاب تخرج رؤوسها من سقوف السيارات ، والمجاهرة باحتساء الخمور علنا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وقطط بشرية بدون ازواج او اباء لساعات متأخرة بعد منتصف الليل تتجول في بعض فنادق بغداد في ظل تدهور ملموس وانهيار كبير في منظومة الاخلاق السياسية والمجتمعية ، يوحي لنا بأننا قاب قوسين او ادنى من تغيير كبير في فلسفة وتركيبة تقبل العقل الجمعي، وكأن اعدادات المجتمع تجري مهمة استطلاعية قبل انطلاق الاستعراض التمهيدي لتغيير اتجاه وبوصلة دوران محور الارض ، مطاعم بالجملة واراگيل وسكائر الكترونية بدأت تتكاثر كما تتكاثر الاميبيا والبرامسيوم ، ومابين هذا وذاك نجد بأن كل ذلك لم يعد يثير استغراب العامة واستهجانهم ،في بلد كان يصعب عليه تكسير شرنقة تقبل الثقافات المتحررة غير التقليدية بما فيهم الذين هم ينتمون الى الطبقة المخملية الغارقة في حب الانفتاح الاجتماعي المفرط.
لم يعد هنالك شيء غريب في العراق وربما يقول البعض بأننا نحن الغرباء كوننا لم نستطع ان نلحق ونلتحق بركب الحداثة والتطور حسب زعم مريدي فلسفة العولمة ، فالحالات الاجتماعية الدخيلة التي لم نكن معتادين عليها بل كنا نصفها بانها حالة شاذة ، اصبحت اليوم ظاهرة مقبولة بل وطبيعية لدى الكثيرين منا ، وتفرض نفسها بقوة لدى فئة اجتماعية واسعة داخل مجتمع طالما كان أسيرا للعادات والاعراف والثقافات المتجذرة،من خلال تغيير قناعاتهم بتطبيق نظرية النقر بالابر على الزجاج واعادة رسم سياسات البرمجة الذكية للعقول ، وليس ببعيد ربما ستتحول الى ثقافة ومنهجية وستجد لها طريق معبد وسالك لتكون بعدها عقيدة راسخة لدى البعض، وقد يكون لها مستقبلاً بين مؤيدين ومنظرين يدافعوا عنها بشراسة لكي تبنى على انقاض طبيعة مجتمعية اصيلة هرمة لم تعد تقوى على الوقوف بوجه التيارات والأيدولوجيات الفكرية المتأثرة بالحضارة الغربية ، بعد ان بدأ يتحول مفكري وفلاسفة الحضارة العربية الى اقلية في مجتمع استطعم حلاوة الديموقراطية المفاجئة ذات المعايير المزدوجة ، خصوصاً اذا ما ارتفع منسوب المتعاطفين مع الانفتاح المفرط لغرض تحقيق الاهداف المبطنة عن طريق الولوج من اوسع ابواب للحرية الشخصية .
انتهى ..
خارج النص / الغزو الفكري ينبغي ان يقابله جرعة عالية من الغزو الثقافي المضاد .
.