التضامن بالكلمات مع المغرب وليبيا لا يكفى
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
التضامن مع الشعبين المغربى والليبى بالكلام ليس كافياً، فما حدث فى البلدين يحتاج إلى تحرك عاجل من كل الأصدقاء والشعوب للمساعدة، حتى إن لم تطلب حكومتا البلدين. فهذه الكارثة لا يكفى فيها التعاطف، ولا يكفى فيها كلمات الدعم والتضامن، ولا كلمات العزاء، ولكن تحتاج إلى تحرك كل الحكومات العربية متضامنة لتقديم يد العون والمساعدة للشعبين المنكوبين.
فالأخبار التى تأتى من البلدين تشير إلى أن قرى بأكملها فى المغرب اختفت بفعل الزلزال ونفس الأمر فى ليبيا نصف مدينة كاملة غرقت فى البحر بسبب إعصار دانيال، فالمتسبب فى الكارثة ظاهرتان طبيعيتان لم يكن معتاداً أن تشهدهما هذه المنطقة من العالم.
والمعلومات المتواترة تؤكد أن ضحايا زلزال المغرب وإعصار ليبيا بلغ كل منهما رقماً غير مسبوق فى تاريخ كوارث المنطقة، فالأرقام تتغير على مدار الساعة رغم مرور أيام على وقوع الكارثتين، وهو أمر يحتاج إلى ضرورة التفكير فى آليات أسرع لتقديم الدعم للدول العربية التى قد تتعرض لمثل هذه الكوارث.
التغيرات المناخية وما يشهده العالم من ظواهر طبيعية غير مسبوقة وخاصة فى المنطقة العربية يجعل الحكومات تفكر فى وسيلة تتحول عملية الدعم إلى عملية آلية لا تنتظر طلباً من حكومة الدولة المنكوبة أو طلباً من الحكومات الصديقة والشقيقة للتدخل
وهذا الأمر يجب أن تناقشه القمة العربية القادمة بإيجاد «صندوق طوارئ عربى» يتم التبرع فيه من قبل الدول ويكون تحت مظلة الجامعة العربية أو مستقلاً عنها، هذا الصندوق يكون دوره الإسراع بتقديم الدعم المالى والإغاثى لأى دولة عربية تتعرض لكارثة طبيعية أو صحية أو غيرها من الكوارث التى تعجز الحكومة المنكوبة عن احتوائها.
الكارثتان أشبه بزلزال أكتوبر 1992 الذى ضرب مصر ووقتها كان هو الأول منذ فترة طويلة وخلف أيضاً آلاف القتلى والجرحى، ولكنه أعطانا درساً فى فكرة استخدام أكواد تحمل الزلزال فى المبانى الحديثة وهو الأمر الذى أقرته الجامعة العربية، ولكن هذه الأكواد طبقت فى المدن ولم تطبق فى الريف، وهو ما تجلى فى زلزال المغرب وهو ما يجب أن يمتد إليها.
والآن نحتاج إلى أكواد لمواجهة الأعاصير والتسونامى للمدن الساحلية حتى لا تتكرر حادثة اختفاء نصف مدينة فى البحر مثل درنة ولا نعرف عدد القتلى والمفقودين الذين راحوا ضحية إعصار دانيال.
على الحكومات العربية أن تحول الاتفاقيات الموقعة بينها فى إطار الجامعة العربية إلى واقع ينفذ على الأرض حتى تعود ثقة المواطن العربى فى هذا الكيان وإعادة دورها الحيوى لتجسيد مبدأ التضامن العربى على أرض الواقع والذى يظهر بوضوح فى مثل هذه الكوارث بعد أن فشلت فى وقف الصراعات الداخلية فى بعض البلدان العربية مثل السودان واليمن وسوريا والصومال وحتى ليبيا.
فالشعوب تحتاج إلى فعل على الأرض وتحتاج إلى أن ترى هذا الفعل يتم حتى تصدق أن هناك تضامناً عربياً حقيقياً لأنه دون هذا التضامن سوف تضرب الكوارث الدول العربية والمناطق دون أن ينقذ الشعوب أحد فى ظل ظروف اقتصادية عالمية صعبة تئن منها الشعوب الغنية قبل الفقيرة.
هى رسالة إلى الحكومات العربية، بادروا بإيجاد آلية تحول التضامن العربى من شعار إلى واقع يشعر به الناس حتى تعود الثقة فيكم من قبل الناس.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحكومات العربية
إقرأ أيضاً:
وزير الشؤون الاجتماعية يدعو الصليب الأحمر لمواجهة الكوارث والاستجابة الإنسانية في اليمن
يمانيون../
أكد وزير الشؤون الاجتماعية والعمل، سمير باجعالة، على أهمية تعزيز الشراكة والتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر والحركة الدولية للصليب والهلال الأحمر، لمواجهة الكوارث الطبيعية والإنسانية، والاستجابة السريعة لحالات الطوارئ في اليمن.
جاء ذلك خلال لقائه، اليوم، منسق التعاون في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فيليب كوستا، وممثلي الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، بحضور رئيس مصلحة الدفاع المدني، اللواء إبراهيم المؤيد، والوكيل المساعد لقطاع الرعاية الاجتماعية بالوزارة، ياسر شرف الدين.
وناقش اللقاء أوجه التعاون المشترك في المجال الإنساني، وسبل توسيع نطاق الشراكة، بما يسهم في دعم الفئات الأكثر ضعفًا، وتعزيز الاستجابة الطارئة لمواجهة التحديات الإنسانية، خاصة في ظل المتغيرات المناخية والسياسية التي أثرت على الوضع الإنساني في البلاد.
وأشار الوزير باجعالة إلى الحاجة الملحّة لمخزون استراتيجي من المواد الغذائية والإيوائية والمساعدات النقدية، لمواجهة الأوضاع الطارئة، خاصة مع عزوف بعض المنظمات الدولية عن العمل نتيجة السياسات الأمريكية الخاطئة، مؤكدًا استعداد الوزارة لتعزيز التعاون مع مصلحة الدفاع المدني، وتذليل الصعوبات أمام اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تنفيذ مهامها الإنسانية.
كما شدد الوزير على ضرورة دعم الأشخاص ذوي الإعاقة، مشيرًا إلى أن الوزارة تعمل على استكمال تجهيز مستشفى خاص بالفئات المستضعفة، ومنهم المعاقون، إلى جانب التدخلات الضرورية في مخيمات النزوح، التي تعاني من نقص حاد في الخدمات الأساسية.
من جانبه، أكد رئيس مصلحة الدفاع المدني، اللواء إبراهيم المؤيد، أن الدفاع المدني والهلال الأحمر اليمني يعملان جنبًا إلى جنب في مواجهة الكوارث الطبيعية، مشيرًا إلى ضرورة تعزيز قدرات الدفاع المدني ليكون في جاهزية عالية لمواجهة المخاطر المستقبلية، سواء في عمليات الإغاثة، أو الإجلاء، أو إزالة التهديدات المحتملة مثل الصخور الآيلة للسقوط.
بدوره، شدد الوكيل المساعد لوزارة الشؤون الاجتماعية، ياسر شرف الدين، على ضرورة تحديد الأولويات الإنسانية بالتنسيق مع الجهات المعنية، لضمان استجابة فعالة للاحتياجات الملحّة.
من جهته، أعرب منسق التعاون في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فيليب كوستا، عن شكره للحكومة اليمنية على تسهيل مهام المنظمات الإنسانية، مشيدًا بمستوى التنسيق بين اللجنة الدولية والهلال الأحمر اليمني، والذي أثمر عن تنفيذ عدة مشاريع إغاثية، خاصة خلال الأزمات الناتجة عن السيول والكوارث الأخيرة في البلاد.
حضر اللقاء عدد من ممثلي الصليب الأحمر النرويجي، الدنماركي، الألماني، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر، إلى جانب قيادات من وزارتي الداخلية والشؤون الاجتماعية.