بوابة الوفد:
2024-09-19@02:44:35 GMT

ظروف نشأة الأحزاب السياسية

تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT

للأحزاب السياسية المصرية جذور عميقة فى التاريخ الحديث، حيث نشأت وتطورت بتطور مفهوم الدولة ذاته، وظهرت البدايات الأولى للحياة الحزبية المصرية مع نهاية القرن التاسع عشر، ثم برزت وتبلورت بعد ذلك خلال القرن العشرين، والعقد الأول من القرن الحالى، انعكاساً للتفاعلات والأوضاع السياسية والاجتماعية والثقافية السائدة.

ارتبطت الأحزاب السياسية فى نشأتها بظرفين، أحدهما موضوعى، وهو وجود حالة من الأزمة فى المجتمع تتطلب ظهور تنظيمات لمواجهتها وطرح الحلول المختلفة لها، والآخر ذاتى، ويتعلق بالإحساس بأنه يمكن حل هذه الأزمة.

ويعد عام 1907 هو البداية الحقيقية للتعددية الحزبية، كما يعتبر عاماً للأحزاب، فقد شهد ذلك العام موجة من موجات تأسيس الأحزاب فى مصر جعلته يحتل المرتبة الأولى من حيث عدد الأحزاب التى تأسست فيه، ثم بعد ذلك مر المجتمع المصرى بتجارب متفاوتة فى شكلها، لكن واحدة فى مضمونها، ألا وهو التحرر من الاستعمار الذى كان تجسيداً لأزمة حقيقية، تتطلب الوحدة للتخلص منها بكل السبل الممكنة.

ولا يمكن فى هذه المناسبة أن ننكر دور حزب الوفد، رائد ومؤسس مدرسة الوطنية المصرية فى أزهى صورها، وصوت مصر وهى تواجه الاحتلال وتدعو إلى استقلال الإرادة المصرية، ومن قلب الوفد انطلق زعيم الأمة سعد زغلول يتحدى الاحتلال الإنجليزى ويوحد إرادة المصريين، مسلمين ومسيحيين، من أجل دولة حرة وشعب يملك قراره، واستطاع أن يواجه الاحتلال ويجمع المصريين حول قضية الاستقلال.

ثم توالت السنوات، وتم تطبيق الوحدة الحزبية بعد ثورة 23 يوليو، وقد جاء هذا القرار بعد اقتناع قادة الثورة بأن الأحزاب السياسية هى سبب مباشر فى وجود الاحتلال الأجنبى والقوى الخارجية فى مصر، شهد بعد ذلك المجتمع المصرى تغييرات عديدة تمثلت فى العودة إلى التعددية الحزبية المقيدة فى عهد الرئيس السادات، وقت تحول فيه الاقتصاد المصرى إلى سياسة السوق المفتوح، وتوالت التعددية فى عهد الرئيس مبارك، لكن سرعان ما تحولت وحدثت هيمنة الحزب الوطنى وسيطرة فكرة التنظيم السياسى الواحد من جديد فى نظام تبين معالمه أنه ذو تعددية حزبية فى الجوهر، لكنها وحدية حزبية فى الشكل، ولعل ذلك كان سبباً قوياً فى قيام ثورة 25 يناير بعد سيطرة الحزب الوطنى المنحل على كل شىء، واختلط المال بالسلطة، وانتشر الفساد فى الجهاز الإدارى للدولة نتيجة السياسات الفاسدة.

بعد قيام ثورة 25 يناير 2011، وتولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شئون الحكم فى المرحلة الانتقالية، بدأت عملية مراجعة شاملة للإطار الدستورى والقانونى المنظم للحياة السياسية فى مصر، وتقرر تأسيس الأحزاب وإنشائها بمجرد الإخطار، وشهدت هذه الفترة تضاعف عدد الأحزاب الموجودة على الساحة.

أدى حكم الإخوان لمصر عام 2012 إلى غموض مستقبل الأحزاب والحياة السياسية فى البلاد، فبدأت القوى الحزبية تستشعر خطر وجود هذه الجماعة على رأس السلطة وتوحدت الصفوف رغم اختلاف الأيديولوجيات للتخلص من حكم الجماعة الإرهابية.

حالياً وفى ظل الجمهورية الجديدة تمتلك مصر حياة حزبية عريقة شهدت طفرة كبيرة بعد ثورة 30 يونيو، حيث تغير واقع الخريطة الحزبية المصرية، واختلفت تماماً بعد تشكل أحزاب خرجت من رحم ثورة 30 يونيو، وارتفع عدد الأحزاب إلى أكثر من 104 أحزاب على الساحة، من أحزاب قديمة ذات تاريخ، وأحزاب حديثة، أمام بعضها فرصة للمشاركة الفعلية فى صنع القرار المصرى خارج الإطار التقليدى المتعلق بالبرلمان، وذلك عبر مساحة جديدة أتاحها الرئيس عبدالفتاح السيسى للحوار والنقاش بما يخدم مصلحة الوطن.

لا شك أن التنافس الحزبى يؤدى إلى تطور وتقدم المجتمع، فالدوافع الرئيسية التى تؤدى إلى نشأة الأحزاب السياسية، هو اختلاف الناس فيما بينهم من حيث المصالح السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، كما تحمل تمايزاً أو اختلافات الفكر والعادات والتقاليد والقيم والمبادئ.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاحزاب السياسية للأحزاب السياسية المصرية القرن العشرين الأحزاب السیاسیة

إقرأ أيضاً:

أنهى حياته … تفاصيل العثور على جثة طالب داخل مدرسة في ظروف غامضة بالفيوم

كشفت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الفيوم، تفاصيل العثور على جثة طالب بمنطقة العبودي، داخل مخزن مدرسة خلف مستشفى الندى بجوار الصالة المغطاة، أنها لطالب يدعى بدر. م. ط 17 سنة ومقيد بالصف الثاني الثانوي بمدرسة عزة زيدان.

وأكدت التحريات أن الطالب كان يعاني من اضطرابات نفسية وخضع للعلاج النفسي فترة من الوقت بمستشفى جمال أبو العزايم، وبعد خروجه كان يتناول الأدوية المهدئة لظروف حالته النفسية.

وأوضح تقرير الطب الشرعي أن أسباب الوفاة علي إثر تناوله جرعة زائدة من الأدوية المهدئة مما أدى ذلك إلى وفاته، تحرر محضر بالواقعة واخطرت الجهات المختصة بالتحقيق.

وتعود أحداث الواقعة عندما تلقى اللواء أحمد عزت مساعد وزير الداخلية مدير أمن الفيوم، إخطارًا من العميد حسن أبو عقرب، مأمور قسم أول الفيوم جاء مفاده ورود إشارة من غرفة عمليات شرطة النجدة بالمحافظة بتلقيها بلاغاً بالعثور على جثة شاب داخل مخزن بمدرسة خلف مستشفى الندى بجوار الصالة المغطاة.

وعلى الفور انتقل ضباط قسم أول الفيوم، رفقة سيارة الإسعاف إلى موقع البلاغ وتبين وجود جثة لطالب يبلغ من العمر 17 سنة في ظروف غامضة، تم نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى الفيوم العام تحت تصرف جهات التحقيق وتحرر المحضر اللازم بالواقعة واخطرت النيابة العامة التي امرت بانتداب الطب الشرعي لمناظرة الجثة ومعرفة أسباب الوفاة وإن كان هناك شبهة جنائية من عدمه ومباشرة التحقيق.

مقالات مشابهة

  • ظروف عمل غير آمنة وتحرش جنسي.. دعوى قضائية ضد مستر بيست
  • ظروف العمل غير آمنة وتحرش جنسي.. دعوى قضائية ضد مستر بيست
  • نورلاند يبحث مع رئيس لجنة الخارجية النيابية المصرية سبل دفع العملية السياسية في ليبيا
  • مشاهد: حيث تسببت الأنظمة الحزبية و المدنية المترددة في تعطيل مسار الثورة الديسمبرية
  • الأمم المتحدة: التطورات الأخيرة بلبنان مقلقة في ظروف شديدة التغير
  • أنهى حياته … تفاصيل العثور على جثة طالب داخل مدرسة في ظروف غامضة بالفيوم
  • العثور على جثة طالب داخل مخزن مدرسة في ظروف غامضة بالفيوم
  • العثور على جثة طالب داخل مدرسة في ظروف غامضة بالفيوم
  • التعليم العالي: غلق المُنشأة المسماة الأكاديمية البريطانية المصرية للتدريب
  • التعددية الحزبية …. .. ….اهميتها في تحقيق التوازن والتداول السلمي للسلطة / فيديو