ونستكمل اليوم حوارى مع والدى رحمه الله، الذى بدأناه الأسبوع الماضى، وسألته عن كيفية اختيار الكاتب فى الأعمال التليفزيونية، وقلت له: كيف تختار الكاتب؟ فأجابنى: اختيار الكاتب هو أهم عنصر من عناصر نجاح العمل قبل الإنتاج والتصوير والمونتاج لأن الكاتب هو الأساس الذى سيبنى عليه العمل؛ لذلك كنت أتعاون مع أسامة أنور عكاشة ووحيد حامد ومحفوظ عبدالرحمن ومحمد جلال عبدالقوى ويسرى الجندى ومحمد صفاء عامر وغيرهم من كبار الكتَّاب؛ لأن لكل منهم طابعاً ولوناً ومذاقاً.
قلت له: لكننى كنت أراك أيضاً تنتج أعمالاً دينية، قال لى «لا بديل فى شاشة رمضان عن إنتاج المسلسل الدينى، ولذلك قدمت محمد رسول الله، وقدمت مسلسل القضاء فى الإسلام، حتى نبرز أن هناك قضاة وأن هناك قضاء فى الإسلام شامخاً وعادلاً، وكان هذا العمل من أهم الأعمال التى أنتجتها، وكان يجب أن يكتب بمراجعة تاريخية دقيقة لأنه إذا فقد العمل التاريخى جزءاً من مصداقيته، فقد العمل كله تأثيره لدى المتلقى، فالعمل التاريخى عمل تاريخى، والعمل التراثى عمل تراثى.. وللحديث بقية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عمرو الليثي حواري أنور عكاشة
إقرأ أيضاً:
من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. ليلة واحدة فقط
#ليلة_واحدة_فقط..
من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ .. 1 / 10 / 2019
أفعلها كل شتاء ، أختار ليلة باردة وماطرة ، وأدعو الأولاد أن ننام في غرفة واحدة ، نعيد ترتيب “فرشات” الغرفة ، اجعلهم يقتربون من بعضهم أكثر ،ينامون على شكل سطور متلاصقة وأنا أختار مكاناً فوق رؤوسهم جميعاً حتى أكون مقسوماً على الجميع ، أطفئ الضوء العادي وأبقي على ضوء خافت ،أترك شقاً طفيفاً في الشباك لتحدث الريح صفيرها المعتاد..أمنع استخدام الأجهزة الاليكترونية او الهواتف في هذه الليلة..ثم أبدأ بسرد ما أحفظ من القصص والحكايا القديمة..وكلما زاد قذف المطر على الزجاج أسهبت في الحكاية وفي تفاصيلها وكأنني أشرك الطقس معي ليستمع مع باقي أفراد العائلة لأحداث الحكاية.. أحياناً أقوم بتقليدهم فرداً فرداً لأسمع قهقهات الصغار..أحاول جاهداً أن أصنع لهم ليلة مختلفة ، تبقى محفورة في روزنامة العمر ، تماماً كاستراحة وحيدة في طريق صحراوي طويل..
*
الأولاد مهما كبروا يبقوا أطفالاً، مهما ادعوا النضوج والاستقلالية الا أنهم في حنين دائم إليك إلى صوتك وملامحك ووجودك ،وأنت بأبويتك الصادقة، حاول أن تعيدهم إلى ذات الاحتياجات وذات الليالي القديمة وذات القصص ،لا لشيء ، لكن حتى لا تبعد المسافة بينك وبينهم أو تبعد فيما بينهم..الغرف المنفصلة برّدت العواطف، والهواتف الذكية عزلتنا عن أحاسيسنا تجاه بعضنا ، صار في البيت عوالم مختلفة في أمتار مربعة صغيرة ، أجساد متقاربة واهتمامات وأرواح متنافرة و”غرفة العيلة” أصبحت مجرّد “لوبي في فندق” ، ملتقى قصير للصاعدين والنازلين والمغادرين والقادمين يلتقطون فيها أنفاسهم ثم يذهب كل إلى وجهته..
مرّت بي أحداث كثيرة ونسيتها ،وأيام كثيرة ونسيتها، نجاحات واخفاقات ونسيت تفاصيلها، لكنني ما زلت أذكر ليالي الشتاء الماطرة ، وأذكر مكاني بين “الفرش” ، و الرسمات الطفولية على لحافي، وأماكن أشقائي واحداً واحداً، وأذكر مكان “السراج” وأماكن الدلف ، والأواني التي تتلقّى مطر السقف البطيء ، أذكر الحكايا والضحكات ، وصوت المزاريب ، واهتزاز الشباك الشمالي ،ورائحة الديزل النازل من “بطيحة” صوبة البواري..نسيت في العمر خصومات كثيرة واوجاع كثيرة وانجازات كثيرة..لكني لا أنسى غرفة من حجر وطين جمعتنا كلنا بمعجزة الأم والأب تحت سقفها ذات ليلة..قبل أن تهب علينا ريح الكهولة..
أيها الآباء أفعلوا مثلي..ليلة واحدة فقط ستزيّن العمر،أزيلوا الحواجز ،وجسروا الأرواح، كونوا بين أبنائكم ، صدقوني من هنا تصنع المحبة..
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com
#175يوما
#الحريه_لاحمد_حسن_الزعبي
#سجين_الوطن
#لأحمد_حسن_الزعبي