ونستكمل اليوم حوارى مع والدى رحمه الله، الذى بدأناه الأسبوع الماضى، وسألته عن كيفية اختيار الكاتب فى الأعمال التليفزيونية، وقلت له: كيف تختار الكاتب؟ فأجابنى: اختيار الكاتب هو أهم عنصر من عناصر نجاح العمل قبل الإنتاج والتصوير والمونتاج لأن الكاتب هو الأساس الذى سيبنى عليه العمل؛ لذلك كنت أتعاون مع أسامة أنور عكاشة ووحيد حامد ومحفوظ عبدالرحمن ومحمد جلال عبدالقوى ويسرى الجندى ومحمد صفاء عامر وغيرهم من كبار الكتَّاب؛ لأن لكل منهم طابعاً ولوناً ومذاقاً.
قلت له: لكننى كنت أراك أيضاً تنتج أعمالاً دينية، قال لى «لا بديل فى شاشة رمضان عن إنتاج المسلسل الدينى، ولذلك قدمت محمد رسول الله، وقدمت مسلسل القضاء فى الإسلام، حتى نبرز أن هناك قضاة وأن هناك قضاء فى الإسلام شامخاً وعادلاً، وكان هذا العمل من أهم الأعمال التى أنتجتها، وكان يجب أن يكتب بمراجعة تاريخية دقيقة لأنه إذا فقد العمل التاريخى جزءاً من مصداقيته، فقد العمل كله تأثيره لدى المتلقى، فالعمل التاريخى عمل تاريخى، والعمل التراثى عمل تراثى.. وللحديث بقية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عمرو الليثي حواري أنور عكاشة
إقرأ أيضاً:
من محل إصلاح أحذية إلى الرصيف.. عم محمود رحلة إصرار لا تتوقف |شاهد
في أحد شوارع القاهرة، وتحديدًا في شارع المبتديان، يجلس "عم محمود" على الرصيف، بجواره صندوق تلميع الأحذية، وعيناه تحملان نظرة رضا وإصرار نادرين في هذا الزمن.
بعد 43 عامًا من العمل داخل محل لإصلاح الأحذية، اضطر لمغادرته بسبب ارتفاع الإيجارات، لكنه لم يستسلم، وواصل عمله على الرصيف المقابل، متمسكًا بمصدر رزقه الحلال.
رحلة كفاح بدأت منذ الصغريعود أصل عم محمود إلى محافظة أسيوط، لكنه انتقل للعيش في القاهرة منذ عقود، حيث استقر في حي السيدة زينب. بدأ عمله في إصلاح الأحذية منذ صغره، واكتسب خبرة كبيرة جعلته وجهًا مألوفًا لزبائن المنطقة.
ومع تغير الظروف الاقتصادية وارتفاع تكلفة الإيجار، وجد نفسه مضطرًا لمغادرة المحل، لكنه لم يتوقف عن العمل.
العمل على الرصيف بدلًا من البطالةرفض عم محمود الاستسلام للظروف أو انتظار المساعدة، فقرر أن يأخذ صندوقه الصغير، ويجلس على الرصيف المقابل لمواصلة عمله.
يبدأ يومه في العاشرة صباحًا ويواصل العمل حتى الرابعة عصرًا، قبل أن يعود إلى منزله في حلوان، حيث ينتظر استلام وحدته السكنية في مشروع "روضة السيدة".
إصرار وقناعة رغم قلة الدخللدى عم محمود ثلاثة أبناء، جميعهم أنهوا تعليمهم وتزوجوا، لكنه لا يعتمد عليهم في مصاريفه، بل يفضل أن يعتمد على نفسه. رغم أن دخله اليومي لا يتجاوز 80 إلى 100 جنيه، إلا أنه قانع وسعيد برزقه، مؤمنًا بأن البركة في القليل.
الرزق بيد الله.. والرضا مفتاح السعادةخلال لقائه في برنامج "ساعة الفطار" الذي يقدمه الإعلامي هاني النحاس على قناة صدى البلد، سئل عم محمود عما إذا كان يشعر بالحزن بعد مغادرته المحل الذي عمل به لعقود، فأجاب بثقة: "الزعل مش هيجيب حاجة.. الرزق بيد الله، وأنا راضي بحالي وسيبتها على الله."
مساعدة الآخرين رغم ضيق الحالبأخلاقه الرفيعة، لا يرفض عم محمود تلميع أحذية من لا يملكون المبلغ كاملاً، فهو يراعي ظروف الناس كما راعت الظروف حاله، بابتسامة هادئة، يقول: "لو حد قال لي ما معاييش غير 5 جنيه، همسحهاله.. المهم إنه يكون رايح شغله بشياكة."
قصة عم محمود ليست مجرد حكاية رجل يعمل على الرصيف، بل هي درس في الإصرار والرضا، ورسالة أمل بأن العمل والاعتماد على النفس هما السبيل للحياة الكريمة، مهما كانت الظروف.