ستريت جورنال تكشف سر الانهيار المفاجئ لصفقة أسلحة ضخمة بين شركتين أمريكية وسعودية
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، سر الانهيار المفاجئ في وقت مبكر من هذا العام للمحادثات التي كانت تهدف لإبرام صفقة أسلحة ضخمة بمليارات الدولارات بين شركة رايثون للتكنولوجيا (RTX) الأمريكية، وشركة سكوبا ديفينس للصناعات العسكرية السعودية، بعدما أوشك الطرفان على الانتهاء منها.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على المحادثات قولها إن مخاوف شركة رايثون للتكنولوجيا من انخراط سكوبا في تعاملات تجارية مع كيانات صينية وروسية خاضعة للعقوبات؛ كان هو السبب وراء انهيار المحادثات بشكل مفاجئ.
ووفق المصادر المذكورة، فقد كانت هذه المخاوف من قبل الشركة الأمريكية عاملاً حاسماً في استقالة مجلس استشاري من ضباط الجيش الأمريكي المتقاعدين من شركة سكوبا ديفينس السعودية.
وذكرت الصحيفة أن الشركة السعودية في المقابل، قامت بطرد رئيسيها التنفيذي الأمريكي الذي أثار مخاوف العقوبات مع مالك شركته والمسؤولين الأمريكيين.
وبحسب مصادر الصحيفة فإن شركات الدفاع الغربية الكبرى الأخرى تعيد النظر الآن في اتفاقيات المرحلة المبكرة مع نظيرتها السعودية؛ بسبب مخاوف مماثلة بشأن تعاملاتها مع كيانات روسية وصينية.
ورأت الصحيفة أن المحادثات المنهارة بين رايثون للتكنولوجيا وسكوبا ديفينس تظهر التحدي الذي تواجهه السعودية في متابعة علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع الصين وروسيا والتي تقول واشنطن إنها تعرض الأمن القومي الأمريكي للخطر.
وترى واشنطن أن التعامل مع الشركات الخاضعة للعقوبات يمكن أن يقوض الجهود الأمريكية للضغط على روسيا والصين ماليا ويزيد من مخاطر مواجهة الشركات الغربية للعقوبات نفسها، كما أنه يثير شبح حصول موسكو وبكين على تكنولوجيا عسكرية أمريكية سرية.
واعتبرت الصحيفة أنه إلى جانب السعودية فإن المحادثات المنهارة تظهر أيضا التحديات التي تواجه البلدان التي ترغب في الحفاظ على العلاقات مع كل من الولايات المتحدة وكبار منافسيها العالميين عندما تفضل واشنطن أن ينحاز شركاؤها وحلفاؤها إلى أحد الجانبين.
وفي السابق، وقفت السعودية بقوة بجانب المعسكر الغربي، ولكنها منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، قامت بتوسيع علاقاتها مع القوى الأخرى، وإدارة سوق النفط بالتوافق مع موسكو، والدخول في مناقشات مع الشركات الصينية للمساعدة في بناء برنامجها النووي الناشئ.
وفي وقت سابق، قالت إدارة الرئيس الأمريك جو بايدن إنها لا تريد أن تنحرف الروابط السعودية مع تلك الدول إلى التعاون العسكري.
ورأت الصحيفة أن مغازلة السعودية الغنية بالنفط لروسيا والصين تهدد أيضًا خططها الطموحة لتوطين صناعتها العسكرية الخاصة بعد عقود من كونها أكبر مستورد للأسلحة على مستوى العالم.
وتتمثل استراتيجية السعودية حتى الآن في الانضمام إلى شركات الدفاع من الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي الأخرى، التي باعت للسعوديين معظم ترسانتها الحالية من أنظمة الدفاع.
وذكرت الصحيفة أن مالك شركة سكوبا ديفينس السعودية محمد العجلان، يترأس مجلس الأعمال السعودي الصيني، وهو سليل عائلة سعودية بارزة، استوردت المنسوجات الصينية منذ عقود وتعمل الآن في العديد من القطاعات.
وتأسست سكوبا ديفينس الخاصة في عام 2021، وتهدف لدعم رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتوطين قطاع الأسلحة المحلي، حيث يحاول الحاكم البالغ من العمر 38 عامًا تنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط.
اقرأ أيضاً
«بروكنغز»: لماذا من المرجح أن تلتزم كندا بصفقة الأسلحة السعودية؟
وبينما ينفي العجلان التعامل مع شركات روسية وفقا للصحيفة الأمريكية، فإن يقول إن أي تعاملات مع الشركات الصينية تقتصر على تأمين المواد الخام مثل النحاس أو المطاط لاستخدامها في إنتاج الذخيرة والمركبات المدرعة.
وقال العجلان في مقابلة مع الصحيفة " "لا نعمل (أي شركته) مع أي شركة خاضعة لعقوبات دولية"، مضيفا: "ما يقال عكس ذلك شائعات وغير دقيقة وغير منطقية ولا واقعية".
ونفي العجلان في بيان لاحق مشاركة أيا من شركاته بأي مفاوضات أو تعاملات مع أي شركات خاضعة للعقوبات.
وأوضحت الصحيفة أن متحدث باسم وزارة الخارجية رفض التعليق على وجود أي تحقيقات جارية أو محتملة.
وأضاف المتحدث قائلا: "نتوقع من جميع الشركات والأفراد الأمريكيين أن يبذلوا العناية اللازمة والامتثال الكامل لجميع لوائح مراقبة الصادرات الأمريكية وأي عقوبات معمول بها".
فيما نقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي قوله إن وزارة الخزانة على علم بالمخاوف من أن شركات العجلان كانت لها تعاملات مع كيانات روسية وصينية خاضعة للعقوبات.
وكانت منصة إنتليجنس أونلاين الفرنسية، قد نشرت في وقت سابق بعض التفاصيل حول تعاملات سكوبا ديفينس مع الشركات الصينية والروسية.
وذكرت الصحيفة أن بين رايثون للتكنولوجيا وسكوبا ديفينس وقعتا في عام 2022 مذكرة تفاهم لإنشاء مصنع في السعودية لأنظمة الدفاع الجوي المتطورة لحماية البلاد من هجمات الطائرات بدون طيار والصواريخ.
وقال نصر الغريري، الذي كان الرئيس التنفيذي لشركة سكوبا حتى إقالته هذا العام، إن خطة الشركات كانت تهدف إلى تجميع أجهزة الرادار وأنظمة الدفاع الجوي المتعددة التي يمكنها اعتراض الطائرات بدون طيار والصواريخ من مختلف الأحجام التي تطير بسرعات وارتفاعات مختلفة.
وقال الغريري، وهو جندي سابق في البحرية الأمريكية، إن النظام، الذي يطلق عليه اسم بطارية متعددة المهام، كان من المفترض أن يكون قادرًا على حماية مساحة تبلغ ثمانية أميال مربعة.
وذكر الغريري إنه من المتوقع أن يستثمر المشروع المشترك المقترح بين رايثون للتكنولوجيا وسكوبا ديفينس 25 مليار دولار في المملكة ويحقق مبيعات بقيمة 17 مليار دولار.
وأشارت الصحيفة المخاوف الأمريكية تتمثل في أنه إذا وقعت المعلومات حول أنظمة الأسلحة الأمريكية الحالية التي سيتم استخدامها في أسلحة سكوبا الجديدة في أيدي روسيا أو الصين، فقد تتعرض لخطر إجراء هندسة عكسية، مما يقوض الدفاعات الأمريكية.
وفي هذا الصدد، وصف العجلان قرار رايثون للتكنولوجيا بإنهاء المحادثات مع سكوبا Scopa بالمتسرع وغير المنطقي، مشيرا إلى أنه عين مسؤول تنفيذي سعودي ليحل محل الغريري، الذي لم يتم تجديد عقده بعد فشله في تحقيق أهداف منصبه.
في المقابل، نفى الغريري ذلك وقال إنه قام بتوسيع نطاق أعماله بسرعة، مؤكدا أنه إنه طُرد لأنه أثار مخاوف بشأن الأعمال التجارية مع روسيا والصين.
وأوضحت الصحيفة أنه بعد قرار رايثون للتكنولوجيا، تراجعت شركات غربية أخرى، بما في ذلك شركة بيريتا لتقنيات الدفاع الإيطالية، وشركة
فينكانتيري سبا الإيطالية المملوكة للدولة المتخصصة في بناء السفن.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها إن المخاوف بشأن التعاملات التجارية بين الشركة السعودية ونظيرتها الروسية والصينية كانت أحد العوامل في التراجع.
اقرأ أيضاً
هل عرقلت السعودية صفقة أسلحة فرنسية للبنان؟
المصدر | وول ستريت جورنال- ترجمة وتحرير الخليج الجديد
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: وول ستريت جورنال الصحیفة أن مع الشرکات
إقرأ أيضاً:
حدث ليلا.. جالانت يكشف سرا خطيرا عن نتنياهو وخامنئي يهدد إسرائيل وحرائق ضخمة تضرب مدن أمريكية
وقعت عدة أحداث في الشرق الأوسط والعالم خلال الساعات الماضية من الليل، كان أبرزها الأزمة الدبلوماسية بين إسرائيل وفرنسا والاعتداء على مشجعين إسرائيليين في هولندا، وتداعيات فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.
مشجعون إسرائيليون يتعرضون للطعن والدهسوتعرض مشجعو كرة قدم إسرائيليون سافروا إلى هولندا لمشاهدة مباراة بين مكابي تل أبيب وأياكس أمستردام للهجوم في عدة أماكن في العاصمة الهولندية بعد المباراة، وتنوعت الإصابات بين الطعن والدهس بالسيارات، بحسب صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية.
وطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحكومة الهولندية وقوات الأمن بالتحرك، وأمر بطائرتين ركاب بالتوجه إلى أمستردام لإعادة المشجعين الإسرائيليين إلى ديارهم، وأعلنت شرطة أمستردام، نشر قوات إضافية في العاصمة بعد توترات في مناطق عدة.
Some of the videos: pic.twitter.com/sd60kM1wIS
— Naftali Bennett נפתלי בנט (@naftalibennett) November 8, 2024 أزمة دبلوماسية بين فرنسا وإسرائيلوشهدت زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارون إلى القدس المحتلة، حادثة دبلوماسية بعدما اقتحمت عناصر من الشرطة الإسرائيلية بأسلحتهم وبدون تصريح موقعًا يخضع للسيادة الفرنسية، واعتقلت موظفين فرنسيين رغم خضوعهم لحماية دبلوماسية.
وقال وزير الخارجية الفرنسي في منشور عبر منصة «إكس»، إن الحادث غير مقبول، وواقع داخل كنيسة «إيليونا» في القدس المحتلة التي تخضع للسيادة الفرنسية، مؤكدا أن موظفين اثنين من القنصلية الفرنسية تم توقيفهما قبل إطلاق سراحهما في وقت لاحق، واعتبر الأمر «مرفوض».
«جالانت»: نتنياهو يرفض صفقة لتبادل المحتجزينوكشف وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي المُقال، يُوآف جالانت، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض صفقة تبادل المحتجزين في غزة مُقابل السلام، وأنه يرفض دائمًا نصيحة مُؤسسته الأمنية رغم تحقيق الجيش الإسرائيلي أهدافه في غزة، التي سعى إليها، بحسب القناة 12 الإسرائيلية.
ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، قولها إن «جالانت» قال لعائلات المحتجزين، إن الجيش الإسرائيلي استهلك بنك أهدافه في غزة، وإن اعتبارات رئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن صفقة المحتجزين ليست عسكرية ولا سياسية.
حزب الله اللبناني يستهدف شمالي إسرائيلوأعلن حزب الله اللبناني استهداف مستوطنات شمالي إسرائيل وقوة إسرائيلية في مارون الرأس جنوبي لبنان بالصواريخ.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، سقوط 53 قتيلًا و161 جريحًا في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة بسبب العدوان الإسرائيلي على لبنان.
مقاتلات «إف - 15» وصلت الشرق الأوسطوأعلن الجيش الأمريكي أنّ مقاتلات أمريكية من طراز «إف - 15» وصلت إلى الشرق الأوسط، لما قالت إنه حماية إسرائيل وسط تصاعد التهديدات من إيران.
علي خامنئي يهدد إسرائيلوحذر المرشد الإيراني علي خامنئي في منشور عبر منصة «إكس»، قائلًا: «العالم سيرى اليوم الذي ستهزم فيه إسرائيل على يد المُقاومة»، بينما قال مستشار «خامنئي»، علي لاريجاني: «ينبغي لإيران وضع حد لإسرائيل واتخاذ القرار السليم بشأن الرد على هجومها».
ووجه محمد جواد ظريف، نائب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، رسالة إلى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب، عبر منصة «إكس»، قائلًا «لن نتأثر بالتهديدات».
ترامب يعلن تعيين «وايلز» رئيسة لموظفي البيت الأبيضوفي الولايات المتحدة الأمريكية، أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب تعيين سوزان وايلز رئيسة لموظفي البيت الأبيض.
وهنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دونالد ترامب على فوزه في الانتخابات الأمريكية وأشاد به لإظهاره الشجاعة عندما حاول مُسلح اغتياله قائلا إن موسكو مستعدة للحوار مع الرئيس الجمهوري المنتخب.
وفي أول تصريحات علنية له منذ فوز ترامب، قال «بوتين» إن ترامب تصرف كرجل حقيقي أثناء محاولة اغتياله أثناء إلقائه كلمة في تجمع انتخابي في بنسلفانيا في يوليو الماضي، قئلا إن التصريحات التي أدلى بها ترامب خلال الحملة الانتخابية بشأن أوكرانيا واستعادة العلاقات مع روسيا تستحق الاهتمام، بحسب وكالة «رويترز».
حرائق تضرب لوس أنجلوسوتشتعل حرائق ضخمة في لوس أنجلوس، وقالت السلطات إن أوامر صدرت لأكثر من عشرة آلاف شخص بإجلاء منازلهم بسبب حريق غابات شمال غربي لوس أنجلوس بولاية نيويورك، حيث دفعت الرياح الموسمية القوية النيران إلى المزارع والأحياء مما أدى إلى تدمير عشرات المنازل، كما أصيب العديد من الأمريكيين ودُمر عدد كبير من المنازل والمحلات التجارية، بحسب «رويترز».
ألمانيا في أزمةوفي ألمانيا، حثت أحزاب المعارضة الألمانية وجماعات الأعمال يوم الخميس المستشار أولاف شولتز على إجراء انتخابات جديدة بسرعة لتقليل حالة عدم اليقين السياسي بعد انهيار ائتلافه الثلاثي.