مهرجان الأدب الموريتاني يواصل فعالياته في بيت الشعر بنواكشوط
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
نواكشوط (الاتحاد)
ضمن فعاليات مهرجان الأدب الموريتاني، شهد بيت الشعر في نواكشوط ثاني أيام المهرجان الذي يأتي تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتنظمه دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب والرياضة والبرلمان الموريتانية.
حضر ثاني الجلسات عبدالله بن محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة، ومحمد إبراهيم القصير، مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، وعدد كبير من المثقفين والأدباء الموريتانيين والعرب، إلى جانب أساتذة جامعات ومعاهد، وطلاب ومحبي السرد والشعر العربي.
وسلّطت عناوين ثاني الأيام الضوء على راهن وتاريخ والقصة القصيرة في موريتانيا من جانب، والرواية الموريتانية من التأسيس إلى المشهد المعاصر من جانب آخر.
راهن القصة
حمل المحور الثاني عنوان «راهن القصة الموريتانية»، وتحدث في جلستها: د. محمد الحسن محمد المصطفى بورقة جاءت بعنوان «القصة القصيرة في موريتانيا- النص والقراءة»، ود. إزيد بيه محمد البشير بورقة «ملامح الخصوصية والتفرد في القصة»، ود. أم كلثوم المعلى بورقة «الإسهام النسائي في مجال القصة»، ود. محمد الحافظ محمد الفتح بورقة «آفاق القصة القصيرة في موريتانيا».
وتناول المصطفى في ورقته البحثية الحصيلة الإبداعية القصصية الموريتانية، وأشار إلى أن القصة القصيرة مشهد يبرز لحظة زمنية، أو موقفاً معيناً عن طريق تقنية السرد المركز، وعرض تطور القصة القصيرة في موريتانيا، ثم توقف ملياً عند اتجاهات دراستها، وقارن بين مناهج تنظر إلى النص من خارجه معولة على التفسير من خلال السياقات التاريخية، والاجتماعية، والنفسية وغيرها، وتلك التي تتخذ النص منطلقاً للوصف والتحليل، ومن ثم التأويل بمستوى من مستوياته المختلفة.
وتطرق محمد البشير بإثارة سريعة إلى ثلاث مسائل تتعلق أولاها بنشأة الأدب العربي الموريتاني الفصيح، وظروف ظهور أهم أجناسه، ومنها الرواية، وتتعلق الثانية بالنظام التعليمي الموريتاني، أو بما عرفته هذه البلاد من أنظمة تربية وتعليم منذ صار لها وجود قائم بنفسه، وصارت تعرف وتذكر باسمها القديم «بلاد شنقيط» أو باسمها اليوم «موريتانيا». واتصلت المسألة الثالثة باللغة مادة الأدب ومنها الرواية.
وحاولت د. أم كلثوم المعلى في ورقتها التعرف على الإسهام النسائي في مجال القصة في موريتانيا، طبيعته وملامحه، في مسعى لتبين الملامح المميزة له، من منطلق ما يلاحظ من ميل المرأة الكاتبة إلى جنس القصة.
وسعى محمد الفتح إلى تقديم صورة عن القصة القصيرة في موريتانيا تساعد المتلقي على تبين آفاق هذا الشكل من الكتابة، واعتمد منهجاً يجمع بين السرديات الوصفية من جهة والموضوعاتية من جهة أخرى نظراً لطبيعة النصوص.
كما شهد اليوم الثاني خلال جلسة مسائية المحور الثالث «الرواية الموريتانية من التأسيس إلى المشهد المعاصر»، وتحدث في الجلسة: أ.د. محمد الأمين مولاي إبراهيم بورقة حملت عنوان «الرواية الموريتانية من التأسيس إلى المشهد الراهن»، ود. سيدي محمد أمين بورقة «ملامح الخصوصية في الرواية الموريتانية»، ود. أحمد أكاه بورقة «نحو نمذجة الرواية العربية في موريتانيا»، ود. محمد أحظانا بورقة «الرواية الموريتانية من التأسيس إلى الحاضر».
وحاول المتحدثون العودة إلى نشأة الرواية الموريتانية من جانب، والتطرق إلى حاضرها، فيما عدّد النقاد السمات الأبرز في هذه الرواية التي بدأت تأخذ مكانة مرموقة في الساحة الأدبية الموريتانية، وحتى العربية أحياناً، وبخصوصية تميزها عن غيرها من الكتابات السردية العربية المركزية.
شهادات إبداعية
وفي فقرة «شهادات»، قدّم الكتّاب: الشيخ ولد أحمدو شهادة بعنوان «الكتابة الروائية بين الهواية والاحتراف»، ومحمد ولد سالم بعنوان «الكتابة الروائية في مجتمع الإنشاد»، والشيخ نوح بعنوان «مستقبل السرد الموريتاني من خلال تجربتي في الكتابة الروائية».
وقال ولد سالم: «تدفعني طبيعة الشهادة الأدبية إلى تناول موضوع 'الكتابة الروائية في مجتمع الإنشاد' من زاوية شخصية، وليس من زاوية تاريخية موضوعية، فالشهادة الأدبية تتمحض لما عاشه الكاتب وما خبره وخرج به من تجربته الكتابية، فلذلك لن أتناول تاريخ الكتابة الأدبية النثرية والأشكال السردية، التي كانت موجودة منذ القدم في مجتمع الإنشاد أي 'مجتمع الشعر' وهو هنا المجتمع الشنقيطي الذي كان تشبع بالشعر وارتوى منه».
ومن جانبه، أشار أحمدو إلى أن شهادته أقرب لعرض لنشأة الرواية الموريتانية، والمراحل الأولى من تطورها، موضحاً أنها في الوقت نفسه يمكن اعتبارها ممارسة وتجربة ذاتية، ومعاصرة لنشأة هذا الجنس الأدبي وتطوره في موريتانيا.
وقال نوح إن تجربته في كتابة السرد جعلته يعي مجموعة من التحديات في هذا الاتجاه، ولعل أبرز هذه التحديات يتمثل في غياب أرضية من المنجز السردي يمكن الركون إليها لكتابة رواية موريتانية، معللاً أن ضآلة هذا المنتج وتأخره الكبير، لم يكن في صالح الأجيال اللاحقة التي قد تتبنى مشروعاً سردياً متكاملاً ممرتناً، ليس فقط بسبب أن هذا المنجز قليل ومتباعد زمنياً، وإنما أيضاً لأن الثيمات التي لامسها هذا السرد ليست الثيمات نفسَها التي اقتربت منها في مشروعي السردي.
المحور الرابع
وحمل المحور الرابع عنوان «السرديات الغائبة في الرواية الموريتانية»، وتحدث في جلسته أ.د. محمد تتا مصطفى بورقة جاءت بعنوان «خصوصية السرديات الغائبة في الرواية الموريتانية»، ود. محمد الأمين الشيخ أحمد بورقة «السرد الحديث في موريتانيا واستثمار الموروثات المحلية»، ود. الحسن محمد محمود بورقة «السرد الحديث في موريتانيا والنص العربي الحديث»، ود. أحمدو لكبيد بورقة «السرد الحديث في موريتانيا والنص العربي القديم».
ندوة الأصالة والتجديد
كما تضمنت فعاليات المهرجان ندوة بعنوان «الشعر الموريتاني بين الأصالة والتجديد»، وتحدث فيها كل من: د. الشيخ سيدي عبدالله بورقة «الشعر الموريتاني بين الأصالة والتجديد»، ود. أحمد أبوبكر الإمام بورقة «أصالة الشعر الموريتاني الحديث»، ود. ولد متالي لمرابط محمد بورقة «مظاهر التجديد في الشعر الموريتاني الحديث».
وأشار د. الشيخ ولد سيدي إلى أن الشعر الموريتاني وليد بيئة ثقافية خاصة، وقفت وراء نشأته وتعهدته حتى استوى على ما هو عليه، جنساً تعبيرياً يملك مواصفاته الذاتية، ومعبراً عن خلفية ثقافية، تهيأت لها ظروف اجتماعية وتاريخية جعلتها غير مرنة تجاه التصنيفات النقدية المعاصرة.
وبرهنت ورقة أبوبكر الإمام على أصالة الشعر الموريتاني الحديث من خلال نموذجين: هما قصيدة «السفين» للشاعر أحمد ولد عبدالقادر وقصيدة «الزمن والندم» للشاعر بدي المرابطي، وقد برهنت من خلالهما ومن خلال القراءات النقدية التي تناولتهما على أن في الشعر الموريتاني الحديث نصوصاً أصيلة ثرية قابلة لأكثر من قراءة.
وأشار إلى أنه لا أدل على ذلك من الجدل الذي أثاره النص الأول وإن لم يتجاوز ذلك الجدل حدود البلاد، موضحاً أن النص الثاني إن لم يكن أثار جدلاً كالأول فإنه قد كتب عنه الكثير داخل البلاد وخارجها، وهو دليل على أصالته.
وأوضح لمرابط أحمد أن المشهد الشعري الموريتاني متعدد الأوجه، وله طقوسه الكتابية الخاصة، وتتوزعه مجموعة من الرؤى الإبداعية المركزية، مبيناً أن بعضها ينتمي إلى حقل التقليد، وينتمي الآخر إلى بوابة التحديث وبين هذا وذاك نقاط عبور لكل منها سمتها الخاصة، وخلفيتها المعرفية المؤثرة.
وقال إن الرؤى التي انطلق منها الشعراء الموريتانيين على مستوى الكتابة النصية تتعدد، بيد أن الملاحظ هو عدم اهتمامهم بالحديث عن هذه الرؤى على مستوى الكتابة النقدية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مهرجان الأدب الموريتاني بيت الشعر نواكشوط دائرة الثقافة الشارقة وتحدث فی من جانب من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
"سايبركيو" يختتم فعالياته بتقديم رؤى قيمة حول حماية الأنظمة السيبرانية
اختتمت، اليوم الأربعاء، فعاليات مؤتمر "سايبركيو: الأمن في العصر الكمومي"، بحضور أكثر من 1000 خبير من 110 دول، وأسس مجلس الأمن السيبراني تحالفاً استراتيجياً مع معهد الابتكار التكنولوجي و"كوانتوم غيت"، وهو مشروع جديد ورائد للأمن السيبراني طورته شركة "فينتشر ون" التابعة لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، لتعزيز الدفاعات السيبرانية الإقليمية.
ونظم مؤتمر "سايبركيو" كل من مجلس الأمن السيبراني ومعهد الابتكار التكنولوجي (TII)، على مدى يومين في مركز أبوظبي للمعارض (أدنيك)، وذلك بهدف مناقشة التحديات المتزايدة التي تواجه العالم الرقمي، في ظل التطور المتسارع لتكنولوجيا الحوسبة الكمومية.
وركز المؤتمر على استكشاف التأثيرات العميقة للحواسيب الكمومية على أمن المعلومات، وتسليط الضوء على الحاجة الملحة لتطوير استراتيجيات دفاعية جديدة لمواجهة التهديدات الناشئة. مواجهة التهديدات وقدم المتحدثون في المؤتمر رؤى قيمة حول كيفية حماية الأنظمة السيبرانية الحيوية في مواجهة التهديدات الكمومية تؤكد على أهمية التعاون الدولي بين الحكومات والشركات والأكاديميين لتطوير معايير أمنية موحدة لمواجهة التهديدات المتزايدة وضرورة الاستثمار في البحث والتطوير في مجال الأمن السيبراني الكمومي لبناء قدرات دفاعية قوية.
وخلال المؤتمر أبرم مجلس الأمن السيبراني، بالتعاون مع معهد الابتكار التكنولوجي ومشروع "كوانتوم غيت" الرائد في مجال الأمن السيبراني، شراكة استراتيجية تهدف إلى تعزيز صدارتها في مجال الأمن السيبراني على المستوى الإقليمي والعالمي.
ويهدف هذا التحالف إلى تطوير حلول تشفيرية متقدمة قادرة على مواجهة التهديدات المتزايدة التي تشكلها الحواسيب الكمومية على الأنظمة الرقمية الحالية.
ويسعى الشركاء الثلاثة إلى تطوير تقنيات تشفير "ما بعد الكم"، التي تُعد بمثابة درع واقٍ ضد قدرات الحواسيب الكمومية على اختراق أنظمة التشفير التقليدية.
وتأتي هذه الخطوة استجابةً للتحديات المتزايدة، التي تواجه العالم الرقمي في ظل التطور المتسارع للتكنولوجيا.
وتجمع الشراكة بين الخبرة التقنية لمعهد الابتكار التكنولوجي والقدرات البحثية لمشروع "كوانتوم غيت" والرؤية الاستراتيجية لمجلس الأمن السيبراني في الإمارات. وتهدف الشراكة إلى حماية البنية التحتية الرقمية الحيوية للدولة والمنطقة من الهجمات السيبرانية، والريادة العالمية لدولة الإمارات وترسيخ مكانتها مركزاً عالمياً للابتكار في مجال الأمن السيبراني.
كما أكدت الاتفاقية أن التشفير ما بعد الكم يمثل الحل الأمثل لمواجهة التهديدات المستقبلية التي تشكلها الحواسيب الكمومية على الأنظمة الرقمية. شراكة مهمة وأكد الدكتور محمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني على أهمية هذه الشراكة في مواجهة التهديدات المتزايدة التي تواجه الفضاء السيبراني. فيما شددت الدكتورة نجوى الأعرج، الرئيسة التنفيذية لمعهد الابتكار التكنولوجي، على ضرورة الاستعداد لمواجهة التحديات التي تطرحها الحوسبة الكمومية.
وقال رضا نيدهك، الرئيس التنفيذي بالإنابة لشركة "فينتشر ون"، وهي الشركة الأم لمشروع "كوانتوم غيت": "إن مشروع "كوانتوم غيت" جاء لضمان حماية أصول المؤسسات من البيانات الآن وفي العصر ما بعد الكمي. وسيساعد هذا التعاون بيننا وبين خبراء معهد الابتكار التكنولوجي ومجلس الأمن السيبراني لدولة الإمارات على توسيع نطاق عملنا، لضمان بقاء أصول المؤسسات من البيانات ذات القيمة العالية آمنة ومحفوظة - سواءً في دولة الإمارات أو على مستوى العالم".
وحقق مجلس الأمن السيبراني إنجازاً جديداً بموسوعة غينيس للأرقام القياسية، وذلك بعد نجاحه في تقديم أكبر درس في العالم حول الحوسبة الكمومية.
وقد تمكن المجلس من جمع عدد كبير من الخبراء والمهتمين في هذا المجال الحيوي. كما تمكن مجلس الأمن السيبراني الإماراتي من تسجيل رقم آخر بعد
جمعه أكبر عدد من الجنسيات المختلفة في درس واحد عن الحوسبة الكمومية، في حدث أقيم في أبوظبي بتاريخ 12 نوفمبر "تشرين الثاني" 2024.