البوابة نيوز:
2024-11-12@19:58:57 GMT

زلزال وإعصار!

تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT

أمام معادلات التغيير التى يشهدها العالم، لم يعد مكان لـ"ثُم" التى توحى بحسب أهل اللغة بوجود مسافة زمنية تفصل بين الأحداث العظام؛ زلزال يشق الأرض ويهز أوتاد الجبال ليخلف من ورائه الدمار والخراب وآلاف الضحايا، وإعصار لا يبقى ولا يذر من مظاهر الحياة المستقرة، عواصفه تبتلع أعتى البنايات بعد أن ظننا رسوخها وسيلة الجارف يدفن حيوات كاملة فى أعماق البحر المظلمة.

الطبيعة تفصح عن عزمها الأكيد لتغيير شامل ينسف كل ماتوهمناه من حقائق اعتقدنا طويلًا أنها ثابتة مطلقة.

زلزال المغرب وإعصار ليبيا يعلن بوضوح أن التغير المناخى بات حقيقة، وأنه سيشمل كل بقاع الأرض دون استثناء، وهو ما يفرض علينا استجابة مرنة تنطلق من منطق جديد يؤمن بأن  النسبية وعدم الثبات للظواهر الطبيعية هو الحقيقة المطلقة الوحيدة.

ما اعتادته منطقتنا من استقرار فى أجوائها وبعدها عن مجالات الأعاصير والرياح العاصفة وأحزمة الزلازل بات من الماضى؛ وحتى لا تتكرر قسوة المشاهد المأساوية التى عانتها المغرب وليبيا وننجح فى تحجيم الأضرار والخسائر البشرية والمادية جراء كوارث طبيعية أخرى لانعرف متى وأين ستضرب؛ علينا أن نعى الدرس ونستعد بشكل علمى يجنبنا سقوط المزيد من عشرات الآلاف من الضحايا.

إذا كانت الجامعة العربية قد فشلت فى إيجاد منظومة دفاع عربى مشترك فعالة على الرغم من وجود اتفاق فى هذا الشأن؛ وإذا كانت عاجزة حتى الآن عن تفعيل السوق العربية المشتركة؛ فلا ينبغى أن تتقاعس عن تدشين مركز إقليمى لإدارة الكوارث والأزمات يتمتع بحرية الحركة بعيدًا عن بيروقراطية الحكومات.

نفهم أن الخلافات السياسية قد تعرقل عملية بناء منظومة عربية دفاعية واقتصادية، لكن فرصة نجاح مركز كهذا تبدو أكبر لأنه سيعمل بشكل احترافى من أجل أهداف انسانية تتجاوز خلافات السياسة وتعقيداتها.

المنطقة مع التغير المناخى والظواهر المفاجئة باتت بحاجة إلى مركز من هذا النوع يضم علماء وخبراء من الدول العربية كافةً، مختصين فى مجالات التنبؤ بالزلازل والأعاصير؛ وآخرين يقدمون خرائط عن المناطق ألأكثر عرضة للظواهر  الفجائية وأعتقد أن الجامعات ومراكز الأبحاث فى معظم دول المنطقة زاخرة بمئات الباحثين والمختصين.

أغلب الجيوش العربيه تملك خبرات رفيعة المستوى فى مجالات الإغاثة والإنقاذ، وبوسع هذا المركز أن يخلق مساحة بالتنسيق بين جيوشنا العربية المختلفة فى هذا الصدد.

مثل هذا المركز سيعمل على تدريب طواقم فرق الإغاثة والإنقاذ فى مختلف الدول وبتوفير عدة مقرات مركزية عبر الجغرافيا العربية وتستطيع هذه المقرات توفير الإستجابة السريعة مع مراكز الطوارئ والإغاثة المحلية.

ولا أظن أن الدول العربية كافة تعجز عن توفير مصادر تمويل دائمة لدعم مركز عربى لأعمال الإغاثة والطوارئ وما يحتاجه من معامل أبحاث علمية ومعدات وأدوات إنقاذ وفرق للتدخل السريع سواء بمواد الإغاثة العاجلة من أغذية وأدوية، أو إنقاذ لمنكوبين أو حتى بناء مستشفيات ميدانية.

وفى رأيى أن وجود مركز عربى لأعمال الإغاثة والطوارئ قد يساعد إدارة جامعة الدول العربية على إصلاح  ما أفسدته السياسة بين أعضائها من الحكومات.

ويبقى القول بإن أسوأ ما تابعته حول كارثة إعصار دانيال فى الشرق الليبى صدور بيانات رسمية لحكومتين فى بلد واحد، فيما الشعب الليبى غارق فى معاناة إنسانية لا منطق لها فى بلد يملك ثروات طبيعية هائلة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: زلزال المغرب إعصار ليبيا

إقرأ أيضاً:

إنشاء مركز الأزهر لتعليم اللغة العربية وفرع لمجلس حكماء المسلمين في ماليزيا

استقبل الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أخاه معالي أنور إبراهيم، رئيس وزراء ماليزيا، حيث حرص فضيلته على تأخير مغادرته أرض الوطن لسفره المقرر اليوم إلى أذربيجان، لاستقبال سيادته تعبيرًا عن تقدير فضيلته والأزهر لسيادته ولما قوبل به فضيلته من ترحاب كبير وحفاوة استقبال وكرم ضيافة خلال زيارته الأخيرة لماليزيا.

 

ورحب الإمام الأكبر برئيس الوزراء الماليزي والوفد المرافق له في رحاب الأزهر الشريف، مؤكدًا متانة العلاقة التي تربط الأزهر بماليزيا وخصوصيتها، والتي لعب الطلاب الماليزيون الوافدون للدراسة في الأزهر دورًا محوريًّا في تعزيزها وتقدمها.

 

من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الماليزي عن سعادته بلقاء فضيلة الإمام الأكبر وحرصه الشديد على لقائه خلال زيارته الحالية لمصر، مؤكدًا أهمية زيارة شيخ الأزهر الأخيرة لماليزيا وتأثير هذه الزيارة على كل الشعب الماليزي لحبه وتقديره الكبيرين للأزهر الشريف وللشيخ الطيب، مشيرًا إلى أنها أثمرت في العديد من المشروعات المهمة، كما أشار إلى أهمية المحاضرة التي ألقاها فضيلته للشعب الماليزي وقرار سيادته بترجمتها إلى اللغة الماليزية وتعميم نشرها على المساجد والمعاهد التعليمية والمكتبات والمؤسسات الثقافية.

 

كما أكد رئيس الوزراء الماليزي موافقة الحكومة الماليزية على افتتاح مركز الأزهر لتعليم اللغة العربية في العاصمة كوالالمبور ليبدأ عمله الصيف القادم، وكذلك إنشاء مكتب إقليمي لمجلس حكماء المسلمين في ماليزيا ليقدم خدماته الجليلة لدول جنوب شرق آسيا، مؤكدًا أن ماليزيا تسعى لفتح آفاق جديدة للتعاون مع الأزهر.

 

واتفق شيخ الأزهر ورئيس الوزراء الماليزي على تعزيز التعاون بين الأزهر ودول جنوب شرق آسيا، بما يخدم التعريف بمواقف الأزهر من مختلف القضايا في هذه الدول، وتعزيز التبادل العلمي والثقافي، والاستفادة من صوت الأزهر لنقل تجارب هذه الدول الرائدة في مجالات الاقتصاد والتطور التكنولوجي بما يخدم تقدم الشعوب الإسلامية ولمّ شمل الأمة ووحدتها.

 

كما شهد شيخ الأزهر ورئيس الوزراء الماليزي توقيع اتفاقية لتنظيم التحاق الطلاب الماليزيين الحاصلين على الثانوية الماليزية بكلية العلوم الإسلامية للوافدين بجامعة الأزهر، حيث وقع الاتفاقية الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والسيد محمد حسن، وزير خارجية ماليزيا.

 

وفي نهاية اللقاء، أهدى رئيس الوزراء الماليزي شيخ الأزهر نسخة من ترجمة المحاضرة التي ألقاها فضيلته للشعب الماليزي خلال زيارته الأخيرة، كما أهدى فضيلته رئيس الوزراء الماليزي كتاب «الإمام والبابا والطريق الصعب» للقاضي محمد عبد السلام، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين.

مقالات مشابهة

  • الحل فى الصندوق «١»
  • مصر تشارك في قمة العشرين بريو دي جانيرو الأسبوع المقبل
  • إيهاب رمزي: المجتمع الدولي مطالب بتنفيذ قرارات قمة الرياض لوقف الحرب في غزة ولبنان
  • عاجل - نص كلمة الرئيس السيسي أمام القمة العربية الإسلامية "غير العادية" في الرياض
  • نص كلمة السيسي أمام القمة العربية الإسلامية بالرياض 2024
  • حالة من الهياج تنتاب المتهم بقتل 3 مصريين بالخارج بعد رفع جلسة محاكمته
  • الممثل الشخصي للرئيس السيسي يرأس وفد مصر للإعداد لقمة العشرين في البرازيل
  • افتتاح مركز الأزهر لتعليم اللغة العربية في ماليزيا الصيف المقبل
  • إنشاء مركز الأزهر لتعليم اللغة العربية وفرع لمجلس حكماء المسلمين في ماليزيا
  • وزير الخارجيه السعودى يرأس الإجتماع التحضيري للقمة العربية الإسلامية