أكد تقرير لمجلة "بوليتيكو" أعدته الصحفية كلوديا تشيابا، أن أوروبا تعتبر مركز عبور رئيسي للكبتاغون، المخدر المحظور والرخيص الشائع في الشرق الأوسط والذي يستفيد منه نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا بشكل مباشر.

ونقلت المجلة تقريرا لمركز الرصد الأوروبي للمخدرات والإدمان (EMCDDA) ومكتب الشرطة الجنائية الفيدرالية الألمانية (BKA)، يتحدث عن استخدام تجار المخدرات للدول الأوروبية لشحن أقراص كبتاغون المسافرة من الشرق الأوسط إلى شبه الجزيرة العربية.



وأكد التقرير الأوروبي، أن تهريب "الكبتاغون الذي يتم بيعه بالتجزئة في الشارع بحوالي 3 دولارات للحبة" عبر أوروبا يهدف إلى تجنب الضوابط التي تفرضها السلطات في البلدان المستهدفة، حيث لن تشك السلطات بإمكانية شحن الكبتاغون من الاتحاد الأوروبي.



ويسبب مخدر الكبتاغون وهو عقار من عائلة الأمفيتامينات، الإدمان بشكل كبير ويتم إنتاجه واستهلاكه على نطاق واسع في الشرق الأوسط، خاصة في سوريا ولبنان، حيث تقدر قيمة تجارته بـ 57 مليار دولار.

ويرتبط إنتاج هذا المخدر على نطاق واسع بنظام الأسد في دمشق، حيث تمتد علاقات تجارة المخدرات بالعديد من المسؤولين السوريين وأفراد عائلة الأسد. 

وبحسب التقرير، فقد أكدت السلطات الألمانية أن تجارة الكبتاغون تتم تحت رعاية نظام الأسد الذي يستفيد بشكل مباشر من الشحنات.

ويوفر الكبتاغون "شريان حياة مالي" لآلة الحرب التابعة للنظام السوري، وفقا للحكومة البريطانية، التي كتبت في وقت سابق من هذا العام أن شقيق الرئيس السوري، ماهر الأسد، يقود وحدة الجيش السوري التي تسهل توزيع وإنتاج المخدرات.

ولم ترد الحكومة السورية على الفور على طلبات متعددة للتعليق.



وفي وقت سابق من هذا العام، انضم الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في فرض عقوبات على سوريين مرتبطين بتجارة الكبتاغون بما في ذلك أفراد من عائلة الأسد، ومسؤولون في الجيش السوري وقادة الميليشيات التابعة للنظام.

مركز العبور الأوروبي
تقول المجلة، إن أوروبا ليست "سوقا استهلاكية مهمة" للكبتاغون، حيث يقع معظم السوق في بعض دول الشرق الأوسط وفي شبه الجزيرة العربية، لا سيما السعودية، التي كانت وجهة أكبر شحنات كبتاغون في العالم  في السنوات الأخيرة.

وأحبطت الإمارات، الخميس، محاولة تهريب أكثر من 80 مليون قرص كبتاغون إلى داخل البلاد، بحسب ما أعلنته وزارة الداخلية الإماراتية، حيث عثرت على 13 طنا من الحبوب، تبلغ قيمتها السوقية 700 مليون يورو، مخبأة في خمس حاويات شحن.

وعلى الرغم من عدم وجود سوق للمخدرات، أصبحت أوروبا مركز عبور مفضل.

وفقا لتقرير مركز الرصد الأوروبي، الذي جمع بيانات من النمسا وفرنسا وألمانيا واليونان وإيطاليا وهولندا ورومانيا، فقد صادرت السلطات عدة شحنات كبيرة من أقراص كبتاغون في أوروبا منذ عام 2018، معظمها في طريقها إلى دول شبه الجزيرة العربية.

وفي المجمل، تم ضبط ما يقرب من 127 مليون قرص و1773 كيلوغراما (10.6 مليون قرص إضافي) في الدول الأوروبية، وفقا للبيانات المجمعة للتقرير، مع تسجيل أكبر كمية مصادرة في إيطاليا عام 2020.

وبينت المجلة، "عند وصول الشحنات إلى أوروبا يتم إعادة توجيهها مباشرة إلى بلدان الوجهة أو تفريغها وإعادة تعبئتها في الاتحاد الأوروبي وإرسالها".



إنتاج كبتاغون هولندي
ووجد تقرير مركز الرصد الأوروبي للمخدرات والإدمان، أدلة على إنتاج كبتاغون في أوروبا، معظمه ينتج داخل هولندا.

وكشفت السلطات الهولندية عن موقع أو اثنين من مواقع الإنتاج الكبيرة، حيث يتم إنتاج أقراص كبتاغون من مسحوق الأمفيتامين على أراضيها كل عام.

وأوضح التقرير، "يعتقد أن إنتاج أقراص الكبتاغون ليس نشاطا نموذجيا لمنتجي المخدرات الاصطناعية في البلاد، بل هو وسيلة انتهازية لكسب المال".

ووفقا للتقرير، فإن معظم المواطنين السوريين واللبنانيين هم المتورطون في تجارة تهريب الكبتاغون، حيث يقيم بعضهم في الاتحاد الأوروبي وآخرون يقومون بزيارات متكررة إلى المنطقة، في حين لا يبدو أن الشبكات الإجرامية المتعلقة بالمخدرات في الاتحاد الأوروبي متورطة بالأمر.

ويدعو التقرير إلى استجابة منسقة من الاتحاد الأوروبي لمعالجة القضيتين الرئيسيتين، الأولى هي إنتاج أقراص كبتاغون داخل الاتحاد الأوروبي، والثانية، استخدام دول الاتحاد الأوروبي كمناطق عبور المخدرات المنتجة في أماكن أخرى.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية سوريا المخدرات الكبتاغون الاتحاد الأوروبي السعودية سوريا السعودية مخدرات الاتحاد الأوروبي الكبتاغون سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاتحاد الأوروبی الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

المنتدى الاستراتيجي للفكر ينظم ندوة عن مستقبل الشرق الأوسط بعد أحداث سوريا

ينظم المنتدى الاستراتيجي للفكر والحوار «بيت الفكر» بالتعاون مع الجمعية المصرية لتشر المعرفة والثقافة العالمية وحزب الاتحاد، ندوة سياسية بعنوان: «مستقبل الشرق الأوسط بعد سقوط سوريا وتأثيراته على الأمن القومي المصري»، غدا السبت.

يأتي ذلك بمشاركة الكاتب الصحفي محمد صلاح الزهار والكاتب والسيناريست الدكتور باهر دويدار والمؤرخ والكاتب الصحفي بالأهرام إيهاب عمر ، يدير الندوة الكاتب الصحفي محمد مصطفي أبو شامة.

وقال الكاتب الصحفي محمد مصطفى أبو شامة، مدير منتدى الاستراتيجي للفكر والحوار، إن الشرق الأوسط يعاد ترتيبه من جديد والمنطقة بصدد تصاعد في الصراع، وهو ما ينذر بخطر كبير على الأمن والاستقرار الدوليين، مشيرًا إلى أننا أمام مستقبل وإن كان غامضًا، إلا أن المؤكد فيه أن خريطة الشرق الأوسط يعاد رسمها من جديد.

ولفت أبو شامة، إلى أنه إزاء ما يشهده الشرق الأوسط من صراعات وتغيرات، يبقى الأمن القومي المصري أولوية أولى لدى جميع القوى الوطنية للحفاظ عليه، وهذا هو الخط الرئيسي الذي يسعى المنتدى لطرحه للنقاش في فعالياته المختلفة بين القوى السياسية والمجتمعية.

من جانبه، قال المستشار رضا صقر رئيس حزب الاتحاد، إن قمة مجموعة الثماني النامية للتعاون الاقتصادي تأتي بينما تمر المنطقة بتطورات خطيرة تزيد من أهمية تلك القمة التي تستضيفها مصر، لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الأطراف المشاركة في توقيت بالغ الدقة.

وقال "صقر"، في تصريحات صحفية اليوم، إن القمة تحمل فرصاً كبيرة للارتقاء بالعلاقات الاقتصادية، بما في ذلك الصناعة والزراعة، فضلا عن التعاون في مجال جذب الاستثمارات ودفع التبادل التجاري في السلع والخدمات، مشيرًا إلى أن القمة قادرة على تحقيق نتائج تخدم مصالح شعوب الدول الأعضاء.

وأشار رئيس حزب الاتحاد إلى كلمة الرئيس السيسي خلال قمة مجموعة الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، والتي لم تفصل التعاون الاقتصادي عن ما يدور في المنطقة والإقليم من صراعات، فالقمة تحمل بطبيعة الحال أبعاد سياسية وأمنية، في ضوء الصراع الذي تشهده دول المنطقة، مع البعد الاقتصادي لتعزيز التعاون الصناعي بين تلك الدول.

ولفت رضا صقر إلى أن ذلك يتجلى في إعلان الرئيس السيسي عن تخصيص جلسة بقمة الثماني النامية حول الأوضاع في فلسطين ولبنان، بما يعكس عمق التزامها وتأثير تلك الأحداث على المنطقة.
 

مقالات مشابهة

  • نائب رئيس حزب الاتحاد: ما تشهده سوريا عنوان لتحول كبير في الشرق الأوسط
  • مشروع تقسيم “سوريا”
  • المنتدى الاستراتيجي للفكر ينظم ندوة عن مستقبل الشرق الأوسط بعد أحداث سوريا
  • WP: نظام جديد بدأ بالتشكل في الشرق الأوسط.. هؤلاء الرابحون
  • بعد سقوط الأسد.. نظام جديد بالشرق الأوسط يلوح في الأفق
  • الاتحاد الأوروبي: لا قرارات بشأن أوكرانيا دون إشراكها
  • الاتحاد الأوروبي: لا يمكن اتخاذ قرارات بشأن مستقبل أوكرانيا بدون علمها
  • بوتين: نأمل أن تغادر إسرائيل الأراضي السورية
  • الشرق الأوسط وأوكرانيا والهجرة على طاولة القادة الأوروبيين في بروكسل
  • النمسا تقترح على الاتحاد الأوروبي رفع العقوبات عن سوريا