«ستيڤن كوك» و«عَمَى الألوان»
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
على ما يبدو فإن "ستيڤن كوك" الباحث الأمريكى والخبير فى شئون الشرق الأوسط والذى يكتب مقالات وتحليلات فى "مجلة فورين بولسي" الأمريكية، وهى للأسف الشديد المجلة الرسمية لوزارة الخارجية الأمريكية، يضع "مصر" فى دِماغه، لدرجة أنه مشغول بها وبأحوالها ورصد كل "دبة نَملة" فيها، بصريح العبارة: "ستيڤن كوك" يقف لنا على الساقطة واللاقطة، ويظُن أنه العالِم ببواطن الأمور ويعطى الحق لنفسه فى إعطائنا الدروس فى حقوق الإنسان والنصائح السياسية ويقدم لنا روشتة العلاج ويجب علينا الإستجابة له.
أُتابِع ما يكتبه "ستيڤن كوك" من تحليلات عن "مصر" وأجد أن كل هَمَه إقحام جماعة الإخوان فى المشهد السياسي المصرى فقط لا غير، ويراهن على ترويج أكاذيب على "مصر" ومشروعاتها القومية ويقول (مصر أنفَقت مليارات كثيرة على قناة السويس الجديدة ولم تؤت ثمارها والبيانات التى يقولونها غير دقيقة نظرًا لأن زيادة العائدات جاءت من زيادة رسوم العبور فى القناة)، لا أُحِب وصف "ستيڤن كوك" بأنه أصابه "عَمَى ألوان" لكننى هنا أوضح له ولأمثاله كَذِب إدعاءاتهم لأن قناة السويس كان يعبرها ٤٩ سفينة على الأكثر يوميًا، وبعد حفر قناة السويس الجديدة وصل متوسط عدد السفن التى تعبر يوميًا ٩٨ سفينة وهو بطبيعة الحال ما يؤكد زيادة الإيرادات إلى الضعف وقد وصلت الإيرادات إلى ٩.٤ مليار دولار فى السنة الأخيرة وهو أعلى إيراد فى تاريخ القناة وزيادة رسوم العبور شيء إيجابي لمصر نظرًا لزيادة رسوم كل عمليات التجارة الدولية مثلما زادت أسعار البترول عالميًا.
يسخَر "ستيڤن كوك" من المشروعات القومية فى مصر ومن تعامُل مصر مع الأزمة السودانية والسورية ويتهم مصر بأنها تُحاصر غزة بعد هدم الأنفاق، وعلى ما يبدو فإنه قد أصابه بالفعل "عَمَى ألوان"، ولهذا أقول له: ما حققته مصر من مشروعات قومية يدعونا للفخر فقد تم إضافة ٧ آلاف كيلو متر طرق جديدة وزادت رُقعة الأرض الزراعية مليون ونصف المليون فدان وزاد حجم المعمور فى مصر من ٧٪ إلى ١٥٪نتيجة التوسع فى إنشاء المدن الجديدة والجامعات والمدارس والمستشفيات ومحطات المياه والكهرباء والمطارات والموانيء والبنية الأساسية تضاعفت خلال العشر سنوات الأخيرة، أما فيما يتعلق بالأزمة السودانية فمصر أول دولة قامت بترحيل أبنائها ومواطنيها وأتت بهم بكل عِزَة وكرامة ولم يمِس أحد شَعرَه من رأسهم وبسرعة مُذهلة قبل أن تتدخل أمريكا وتُرَحِل مواطنيها، أما مصر فقد كانت لها رؤية فيما يحدث فى سوريا وهى أنه لابد من الحفاظ على وحدة الأراضى السورية والجيش السورى ورفض أى تدخل خارجى ومصير سوريا يُحدده شعبها وهذا هو عين العقل، وما يتعلق بمُحاصرة غزة فالرد المنطقى بسيط للغاية وهو: هل ترضى أن يكون بين بلدك الولايات المتحدة الأمريكية وبين المكسيك أنفاق تحت الأرض؟ بحيث يمر من هذه الأنفاق المهربون والبضائع والسيارات وكل شيء، هل هناك دولة فى العالم ترضى أن يكون بينها وبين جيرانها جحور؟، العقل يقول يا سيد "ستيڤن": لماذا تمُر عبر الأنفاق ومن الممكن ان تمُر من فوق الأنفاق، لن أطلُب منك أن تقوم بلادك بالسماح بوجود أنفاق تحت الأرض على الحدود بينها وبين المكسيك لأن هذا فِكِر مغلوط وسطحى وغير قانونى ولا يُعقَل وغير مُبَرر ولن أتهكم على أفكارك لأنه من الواضح أن الغرض مَرَض وغرضك هو الهجوم على مصر فقط دون إمتلاكك للحُجة والدليل القاطع، عليك ألا تكون ضيق الأُفق واكتُب الحق وساند الحق ودافع عن الحق، فنحن فى مصر نُرحب بالنقد لكن أدعوك لتطبيق المهنية ومراعاة شرف المهنة ولا تكُن مُرَوِجًا للإفك والبُهتان والضلال والأكاذيب.
أخطأ "ستيڤن كوك" حينما تبنى الدفاع عن تاريخ وسلوك وتطرف جماعة الإخوان الإرهابية، وأَجرَم حينما ظن أن ما بيننا وبينهم مُجرد صراع سياسى وهذا جُرم لو تعلمون عظيم، وفّقّدَ شرف المهنة حينما دعا لمنحهم فرصة أخرى بعد أن كشفوا عن تطرفهم وإرتكبوا جرائم مهولة كُتِبت فى سِجِلات التاربخ.
ما كل هذا الإفتراء يا "ستيڤن"؟، ما كل هذا الجهل والإنكار؟ ما كل هذه الكراهية لمصر؟، ألم تعلم أن مصر تخطو خطوات ثابتة للأمام بعد أن تخلصت من حكم المتطرفين وقضت على تنظيماتهم الإرهابية؟.
يا سيد "ستيفن كوك": إن تحليلاتك بعيدة كل البعد عن الحقيقة بل هى تحليلات كاذبة، ولهذا أدعوك لزيارة مصر، دعوة خالصة منى لك لكى تعرِف وترى كيف تحولت القاهرة من "علبة سردين" يُميزها الزحام الشديد ويسكنها ٢٥ مليون مواطن إلى مدينة بلا عشوائيات وتم تجديد مناطقها التاريخية ونقل المقرات الحكومية منها.. تعالى إلى مصر لتعرف حقيقة أنفاق سيناء وترى ٢ مليون وحدة سكنية ومبادرة حياة كريمة لخدمة قرى مصر.. تعالى إلى مصر وسترى دولة تم تعميرها بالمشروعات التى شيدها سواعد شباب مصر.. تعالى إلى مصر لكى ترى الحقيقة وتكتب الحقيقة وتدافع عن الحقيقة وأنا على يقين من إنك سُتُغَير رأيك وسيتم مُعالجتك من "عَمَى الألوان" الذى أصابك وسترى على أرض الواقع ما يسُرَك لكى تكتب ما يسُرنا.. تعالى إلى مصر وسنُرَحب بك لكى ترى الأمن الذى نعيش فيه والسلام الذى نرفع شعاره.. تعالى إلى مصر واستجب لدعوتى وأشهدُ الله أنك ستلقى مِنا حفاوة الإستقبال وحُسن الضيافة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: ستيڤن كوك
إقرأ أيضاً:
ألوان ورموز.. لغة الفنون القديمة وتاريخ المعاني المتغيرة (تقرير)
استخدام الألوان والرموز في الفنون القديمة كان له تأثير كبير على الثقافات والمجتمعات، حيث كانت هذه العناصر تحمل معانٍ ودلالات عميقة تختلف من حضارة لأخرى ومن فترة زمنية لأخرى.
ويبرز الفجر الفني في هذا التقرير عن بعض النقاط حول هذا الموضوع:
الألوان في الفنون القديمة
الدلالات الثقافية:
الألوان كانت تُستخدم للتعبير عن مشاعر معينة أو حالات روحية. على سبيل المثال، اللون الأحمر غالبًا ما كان يرمز إلى القوة والحب، بينما الأزرق قد يُعبر عن الهدوء أو الروحانية.
في مصر القديمة، كان اللون الأخضر يمثل الخصوبة والبعث، بينما كان الأسود يُشير إلى الموت والخصوبة في آن واحد.
التقنيات والموارد:
الألوان كانت تُستخرج من مواد طبيعية، مثل المعادن والنباتات. فالأزرق كان يُستخرج من اللازورد، والأصفر من الكركم. هذه الموارد كانت نادرة وأحيانا مكلفة، مما جعل استخدام الألوان يعكس أيضًا وضع الفنان أو المجتمع.
الرموز في الفنون القديمة
الرموز الدينية
كثير من الفنون القديمة، مثل تلك الموجودة في المعابد، كانت تحتوي على رموز دينية تعكس المعتقدات الروحية. على سبيل المثال، كانت الثعابين تُستخدم كرمز للحكمة في الثقافات القديمة.
في الفن المسيحي، كان الصليب رمزًا للفداء، بينما في الفن الإسلامي، كانت الزخارف الهندسية تعكس مفهوم اللا نهائية.
الرموز الاجتماعية والسياسية:
كانت بعض الرموز تُستخدم للتعبير عن السلطة أو الهوية. في روما القديمة، على سبيل المثال، كانت الغار يُرمز إلى النصر، بينما كانت التماثيل تمثل القادة السياسيين كرمز للسلطة.
في حضارات أمريكا الوسطى، كانت الرموز مثل الأفاعي والنمور تُستخدم للدلالة على القوة والشجاعة.
التحولات عبر الزمن
تغير المعاني: مع مرور الزمن، قد تتغير دلالات الألوان والرموز. على سبيل المثال، اللون الأسود الذي كان يُعتبر رمزًا للموت في بعض الثقافات أصبح يُستخدم في أزياء مختلفة للدلالة على الأناقة.
التأثيرات الثقافية: تداخل الثقافات واحتكاكها عبر العصور أثرى الفنون، مما أدى إلى تبادل الرموز والألوان. هذا التبادل ساهم في خلق معاني جديدة وتعقيد الدلالات.
الخاتمة
تُظهر دراسة الألوان والرموز في الفنون القديمة كيف كانت الفنون تُستخدم كوسيلة للتواصل ونقل المعاني. من خلال الألوان والرموز، يمكننا فهم كيفية رؤية المجتمعات للعالم من حولها وكيف عبرت عن معتقداتها وقيمها في مختلف العصور.