البوابة نيوز:
2025-04-24@07:46:07 GMT

«ستيڤن كوك» و«عَمَى الألوان»

تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT

 على ما يبدو فإن "ستيڤن كوك" الباحث الأمريكى والخبير فى شئون الشرق الأوسط والذى يكتب مقالات وتحليلات فى "مجلة فورين بولسي" الأمريكية، وهى للأسف الشديد المجلة الرسمية لوزارة الخارجية الأمريكية، يضع "مصر" فى دِماغه، لدرجة أنه مشغول بها وبأحوالها ورصد كل "دبة نَملة" فيها، بصريح العبارة: "ستيڤن كوك" يقف لنا على الساقطة واللاقطة، ويظُن أنه العالِم ببواطن الأمور ويعطى الحق لنفسه فى إعطائنا الدروس فى حقوق الإنسان والنصائح السياسية ويقدم لنا روشتة العلاج ويجب علينا الإستجابة له.

 

أُتابِع ما يكتبه "ستيڤن كوك" من تحليلات عن "مصر" وأجد أن كل هَمَه إقحام جماعة الإخوان فى المشهد السياسي المصرى فقط لا غير، ويراهن على ترويج أكاذيب على "مصر" ومشروعاتها القومية ويقول (مصر أنفَقت مليارات كثيرة على قناة السويس الجديدة ولم تؤت ثمارها والبيانات التى يقولونها غير دقيقة نظرًا لأن زيادة العائدات جاءت من زيادة رسوم العبور فى القناة)، لا أُحِب وصف "ستيڤن كوك" بأنه أصابه "عَمَى ألوان" لكننى هنا أوضح له ولأمثاله كَذِب إدعاءاتهم لأن قناة السويس كان يعبرها ٤٩ سفينة على الأكثر يوميًا، وبعد حفر قناة السويس الجديدة وصل متوسط عدد السفن التى تعبر يوميًا ٩٨ سفينة وهو بطبيعة الحال ما يؤكد زيادة الإيرادات إلى الضعف وقد وصلت الإيرادات إلى ٩.٤ مليار دولار فى السنة الأخيرة وهو أعلى إيراد فى تاريخ القناة وزيادة رسوم العبور شيء إيجابي لمصر نظرًا لزيادة رسوم كل عمليات التجارة الدولية مثلما زادت أسعار البترول عالميًا. 

يسخَر "ستيڤن كوك" من المشروعات القومية فى مصر ومن تعامُل مصر مع الأزمة السودانية والسورية ويتهم مصر بأنها تُحاصر غزة بعد هدم الأنفاق، وعلى ما يبدو فإنه قد أصابه بالفعل "عَمَى ألوان"، ولهذا أقول له: ما حققته مصر من مشروعات قومية يدعونا للفخر فقد تم إضافة ٧ آلاف كيلو متر طرق جديدة وزادت رُقعة الأرض الزراعية مليون ونصف المليون فدان وزاد حجم المعمور فى مصر من ٧٪ إلى ١٥٪نتيجة التوسع فى إنشاء المدن الجديدة والجامعات والمدارس والمستشفيات ومحطات المياه والكهرباء والمطارات والموانيء والبنية الأساسية تضاعفت خلال العشر سنوات الأخيرة، أما فيما يتعلق بالأزمة السودانية فمصر أول دولة قامت بترحيل أبنائها ومواطنيها وأتت بهم بكل عِزَة وكرامة ولم يمِس أحد شَعرَه من رأسهم وبسرعة مُذهلة قبل أن تتدخل أمريكا وتُرَحِل مواطنيها، أما مصر فقد كانت لها رؤية فيما يحدث فى سوريا وهى أنه لابد من الحفاظ على وحدة الأراضى السورية والجيش السورى ورفض أى تدخل خارجى ومصير سوريا يُحدده شعبها وهذا هو عين العقل، وما يتعلق بمُحاصرة غزة فالرد المنطقى بسيط للغاية وهو: هل ترضى أن يكون بين بلدك الولايات المتحدة الأمريكية وبين المكسيك أنفاق تحت الأرض؟ بحيث يمر من هذه الأنفاق المهربون والبضائع والسيارات وكل شيء، هل هناك دولة فى العالم ترضى أن يكون بينها وبين جيرانها جحور؟، العقل يقول يا سيد "ستيڤن": لماذا تمُر عبر الأنفاق ومن الممكن ان تمُر من فوق الأنفاق، لن أطلُب منك أن تقوم بلادك بالسماح بوجود أنفاق تحت الأرض على الحدود بينها وبين المكسيك لأن هذا فِكِر مغلوط وسطحى وغير قانونى ولا يُعقَل وغير مُبَرر ولن أتهكم على أفكارك لأنه من الواضح أن الغرض مَرَض وغرضك هو الهجوم على مصر فقط دون إمتلاكك للحُجة والدليل القاطع، عليك ألا تكون ضيق الأُفق واكتُب الحق وساند الحق ودافع عن الحق، فنحن فى مصر نُرحب بالنقد لكن أدعوك لتطبيق المهنية ومراعاة شرف المهنة ولا تكُن مُرَوِجًا للإفك والبُهتان والضلال والأكاذيب.

أخطأ "ستيڤن كوك" حينما تبنى الدفاع عن تاريخ وسلوك وتطرف جماعة الإخوان الإرهابية، وأَجرَم حينما ظن أن ما بيننا وبينهم مُجرد صراع سياسى وهذا جُرم لو تعلمون عظيم، وفّقّدَ شرف المهنة حينما دعا لمنحهم فرصة أخرى بعد أن كشفوا عن تطرفهم وإرتكبوا جرائم مهولة كُتِبت فى سِجِلات التاربخ.

ما كل هذا الإفتراء يا "ستيڤن"؟، ما كل هذا الجهل والإنكار؟ ما كل هذه الكراهية لمصر؟، ألم تعلم أن مصر تخطو خطوات ثابتة للأمام بعد أن تخلصت من حكم المتطرفين وقضت على تنظيماتهم الإرهابية؟. 

يا سيد "ستيفن كوك": إن تحليلاتك بعيدة كل البعد عن الحقيقة بل هى تحليلات كاذبة، ولهذا أدعوك لزيارة مصر، دعوة خالصة منى لك لكى تعرِف وترى كيف تحولت القاهرة من "علبة سردين" يُميزها الزحام الشديد ويسكنها ٢٥ مليون مواطن إلى مدينة بلا عشوائيات وتم تجديد مناطقها التاريخية ونقل المقرات الحكومية منها.. تعالى إلى مصر لتعرف حقيقة أنفاق سيناء وترى ٢ مليون وحدة سكنية ومبادرة حياة كريمة لخدمة قرى مصر.. تعالى إلى مصر وسترى دولة تم تعميرها بالمشروعات التى شيدها سواعد شباب مصر.. تعالى إلى مصر لكى ترى الحقيقة وتكتب الحقيقة وتدافع عن الحقيقة وأنا على يقين من إنك سُتُغَير رأيك وسيتم مُعالجتك من "عَمَى الألوان" الذى أصابك وسترى على أرض الواقع ما يسُرَك لكى تكتب ما يسُرنا.. تعالى إلى مصر وسنُرَحب بك لكى ترى الأمن الذى نعيش فيه والسلام الذى نرفع شعاره.. تعالى إلى مصر واستجب لدعوتى وأشهدُ الله أنك ستلقى مِنا حفاوة الإستقبال وحُسن الضيافة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: ستيڤن كوك

إقرأ أيضاً:

بين البهرجة الكاذبة والجحيم المسلّح- ساعة الحقيقة اقتربت!

تزف الحكومة السودانية “إنجازاتها” الملوّنة بينما الخرطوم تغرق في مستنقعٍ دمويّ لا يرحم. صارت الميليشيات هي السلطة الفعلية، وشرطة النظام تحوّلت إلى أزلامٍ مسلّحين يبيعون ولاءهم لمن يدفع أكثر! كل تصريحٍ رسمي عن “الاستقرار” بات أشبه بنداءٍ استعراضيّ بلا دمٍ ولا حركة؛ لأن الحقيقة الوحيدة هنا هي رصاصٌ لا يتوقف، وفسادٌ لا يُستباح.
في الوقت نفسه، يتغنّى المسؤولون بـ”المسارات النهرية” و”الرحلات البرية” لتسهيل عودة اللاجئين، متناسين أن آلاف الأسر العائدة لم تجد إلا مكبّ نفاياتٍ بشريّ: بيوتٌ بلا سقف، شوارع بلا كهرباء، وأحياءٌ يلتهمها الرعب الليلي. هل هذه هي “العودة الطوعية”؟ إنها إدانة للنظام وليست مجرد حملة علاقات عامة؛ فاستقبال اللاجئين تحول إلى إلقاء بالضحايا في فم التنين.
أما شرطة الخرطوم، التي يُفترض أن تكون الحامية للمواطن، فقد تآمرت مع الفوضى حتى باتت أقسامها مقارّ عصابات. عنصرٌ ينهب الأموال بالسلاح، وآخر يبتز التجار بالتأخير المتعمد، وثالثٌ يتعسّف ضد الضعفاء خلف القضبان الرسمية. وما يحدث ليس انحرافًا فرديًا، بل قرارٌ ممنهجٌ اتُّخِذ في سراديب الفساد الخفية.
ورغم تصريحات الحكومة عن “تحرير المناطق” وعودة السيطرة، لا تحرير حقيقي في الخرطوم ما دامت تسودها ثقافة البندقية. لقد استبدل النظام ملصق “المحرر” بآخر مكتوب عليه “وصي الحرب”، بينما أمراء الفوضى يتشاركون مع السلطتين العسكرية والمدنية في نهب الثروات وإرهاب السكان.
كفى لعبًا على العقول: لا بواخر فاخرة ولا تصريحات برّاقة ستعيد هيبة الدولة. ما يحتاجه السودان الآن هو ثورة مؤسسية تعيد للشرطة مكانتها كحارسة للعدل لا صديقة للعصابات، وقضاء مستقل يلاحق المجرمين دون مقابل، وإسقاط أمراء الحرب عن عروشهم المتسلطة. فالعودة الطوعية ستظل حلماً بعيدًا حتى يعود المواطن ليستقبل صوت الحق لا رصاص الميليشيات.
إذا كانت الدولة عاجزة عن حماية شارعٍ واحدٍ في عاصمتها، فكيف تتصدى لتحديات كبرى مثل إعادة مليون لاجئ؟ الجواب واضح: القوة الحقيقية هنا لمن يدفع أكثر، ولا مكان للدولة إلا في خطابات الأشباح!

zuhair.osman@aol.com

   

مقالات مشابهة

  • العلماء يكتشفون لونا جديدا لم ير من قبل مطلقًا
  • بينالي الفنون الإسلامية يقدم ورش عمل تفاعلية في مجال الفنون والطبيعة
  • كيان.. في الحق لا يبصر ولا يسمع
  • علماء الأحياء يطورون طريقة لرؤية ألوان جديدة غير موجودة في الطبيعة!
  • مواقف الحق لا تحتاج إلى إعلانات مموَّلة
  • بين البهرجة الكاذبة والجحيم المسلّح- ساعة الحقيقة اقتربت!
  • ثمن التخاذل
  • أولو يشعل جدلا بين علماء.. مزاعم باكتشاف لون جديد لم يره البشر من قبل
  • بالفيديو.. أخصائية تغذية: الألوان الصناعية خطر على الأطفال في شم النسيم
  • تحذير من خبيرة تغذية عن تلوين البيض.. اعرف الطرق الصحيحة لحماية أطفالك