نالت محافظة بنى سويف نصيباً كبيراً من المبادرة الرئاسية لدعم وتطوير الريف "قطار الخير"، واهتمت المؤسسة بإنشاء العديد من المشروعات الخدمية فى قرى ومراكز المحافظة، بجانب المبادرات التى يتم إطلاقها فى المحافظة من أجل دعم الأهالى الأكثر احتياجاً.

19 شاحنة مساعدات لتخفيف الآثار السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة

آخر ما شهدته محافظة بنى سويف من جهود «حياة كريمة» و«التحالف الوطنى» كان وصول مبادرة «قطار خير التحالف» إلى المحافظة لتقديم المساعدات للأهالى الأكثر احتياجاً فى القرى والمراكز، وانطلقت قافلة تضم 19 شاحنة محملة بالمساعدات، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بدعم الفئات الأوْلى بالرعاية والأكثر استحقاقاً، وتماشياً مع جهود التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، وفقاً لخطة الحماية الاجتماعية الخاصة بالتحالف التى تم وضعها لتقديم الدعم اللازم للأسر الأكثر احتياجاً بجميع المحافظات لتخفيف العبء عنهم وكذلك لتخفيف حدّة الآثار السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية، والمساهمة فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة فى جميع المجالات وتوطينها بأجهزة الدولة بما يتماشى مع رؤية مصر 2030.

واحتوت الشاحنات على كميات من اللحوم وكراتين المواد الغذائية ووجبات جاهزة وشنط مدرسية شاملة الأدوات، وجواكت مدرسية، وألحفة فايبر، وحلوى المولد، ولعب أطفال، وشنط صحية للأطفال، وقطع ملابس، وكراسى متحركة، ونظارات طبية، وتم اصطفاف الشاحنات أمام ديوان عام المحافظة على كورنيش النيل؛ تمهيداً لتوزيعها على آلاف الأسر من الفئات الأوْلى بالرعاية على مستوى المحافظة، خاصة قرى «حياة كريمة»، بالتنسيق بين الجمعيات الأهلية التابعة للتضامن الاجتماعى والوحدات المحلية، وشارك فى القافلة 12 كياناً من كيانات التحالف وهى (مؤسسة مصر الخير، جمعية مسجد مصطفى محمود، مؤسسة أبوالعينين، أبوهشيمة الخير، مؤسسة العربى، مؤسسة الجارحى، جمعية الأورمان، بنك الطعام المصرى، الهيئة القبطية الإنجيلية، مؤسسة صُناع الحياة، جمعية رسالة، مؤسسة حياة كريمة).

واستكمالاً لدور التحالف الوطنى فى دعم أهالى محافظة بنى سويف الأكثر احتياجاً، وصلت مبادرة «طرق أبواب» إلى المحافظة، يوم الخميس 14 سبتمبر، وهى مبادرة ينظمها بنك الطعام المصرى تحت مظلة التحالف، وتم من خلالها توزيع كراتين غذائية على الأهالى الأكثر احتياجاً فى القرى والنجوع بالمحافظة وتحتوى الكراتين على العديد من المواد الغذائية المختلفة التى يحتاج إليها المواطن، كالمكرونة والأرز والصلصة وغيرها من المواد الغذائية، وتم توزيع اللحوم على الأهالى الأكثر احتياجاً من جانب جمعية الأورمان.

ومن أبرز المبادرات التى تنظمها «حياة كريمة» فى محافظة بنى سويف «أنت الحياة»، التى تُعد واحدة من أبرز وأهم مبادرات مؤسسة «حياة كريمة»، وجاءت امتداداً للدور التنموى الذى تقوم به المؤسسة فى المحافظات والقرى التابعة لها، وتمكنت «أنت الحياة» على مدار عام من تحقيق العديد من الإنجازات فى سبيل الارتقاء بالمواطن المصرى وتحسين سبل حياته، وهو ما أوضحته «حياة كريمة»، وانطلقت فعالياتها فى محافظة بنى سويف، وينظمها المجلس القومى للمرأة بالتعاون مع «حياة كريمة»، وكان ذلك فى مركز ببا بقرية طنسا بنى مالو، بمشاركة مجموعة من الوزارات والمؤسسات والجامعات؛ لرفع وعى الأهالى بعدد من القضايا المهمة التى تمس حياتهم، وناقشت الفعاليات موضوعات توعوية حول مشورة ما قبل الزواج والتخطيط الإنجابى والتثقيف الصحى للحمل والولادة وتصحيح المفاهيم المغلوطة دينياً حول التربية الإيجابية والتغذية والرضاعة والدمج والإعاقة وأسباب الادخار، وكيفية وضع الخطة وكيفية إدارة الأموال وعمل المشاريع وإدارة المخاطر والتثقيف الرقمى، وقدمت «أنت الحياة» خدماتها للأهالى الأكثر احتياجاً ببنى سويف على مدار 5 أيام، من يوم 10 إلى يوم 14 سبتمبر.

وبالتوازى مع المبادرات تقوم «حياة كريمة» بإنشاء العديد من المشاريع الخدمية المهمة من شأنها تغطية جميع القطاعات، وانتشرت المشاريع على مستوى مراكز وقرى المحافظة.

فى مركز ببا وصلت نسبة تنفيذ إجمالى المشاريع إلى 77.90%، وفى مركز ناصر وصلت نسبة تنفيذ المشاريع الكلية إلى 76%، وأطلق التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى المرحلة الرابعة والعشرين من قوافل «ستر وعافية» فى قرية سدس الأمراء بمركز ببا بمحافظة بنى سويف بمشاركة ١٩ كياناً من كيانات التحالف الوطنى لتقديم خدماتها لأكثر من 30 ألف مستفيد.

وتقدم القافلة حزمة متنوعة من الخدمات للمواطنين تشمل قافلة طبية تضم العديد من التخصصات (باطنة- جلدية- نساء- أسنان- رمد- أطفال- أنف وأذن- أمراض كبد) للكشف والعلاج والمتابعة وقياس النظارات الطبية والضغط والسكر، وتركيب أجهزة تعويضية وحملات توعوية بكارت الخدمات المتكاملة لذوى الهمم، بالإضافة إلى الكشف المبكر عن سرطان الثدى والتوعية بالقدم الصحيح وكذلك خدمات تنظيم الأسرة والتوعية بالصحة الإنجابية. وتهتم القافلة بشق التمكين الاقتصادى المتمثل فى تمويل بعض المشروعات والمساعدة فى إقامة مشروعات أخرى، كما تهتم القافلة بالمساعدة فى فك كرب عدد من الغارمين والغارمات ونشر ثقافة التطوع من خلال برامج غير نمطية لتدريب ودمج المتطوعين فى الأنشطة التى يتم تنفيذها ضمن حملة الفريق الوطنى للتطوع، شارك فى القافلة ١٩ كياناً من كيانات التحالف بمشاركة أكثر من 3000 متطوع وموظف وتنفيذى.

ومن ضمن المبادرات مبادرة «مراكب الرزق»، التى تم خلالها تسليم 30 مركباً حديثة للصيد لـ30 صياداً فى قرية الفارسية التابعة لمركز إسنا فى محافظة أسوان، وفى إطار التخفيف عن كاهل المواطن البسيط قام التحالف الوطنى بتقديم أجهزة كهربائية للفتيات المقبلات على الزواج فى القرية، وفى قطاع الإسكان عمل التحالف الوطنى للعمل الأهلى والتنموى على إنشاء وتسليم منازل للأهالى الأكثر احتياجاً، بعد أن عاشت بعض الأسر فى بيوت مصنوعة من «القش والصاج»، بالإضافة إلى اهتمام التحالف بالنشء، من خلال إنشاء دور لتحفيظ القرآن الكريم فى قرى الصعيد، وتشييد المدارس.

وقال محمود فؤاد، نائب رئيس جمعية الأورمان وعضو التحالف الوطنى، فى تصريح خاص لـ«الوطن»، إن التحالف الوطنى، بمؤسساته المختلفة، يغطى نحو 100% من محافظات الصعيد، مؤكداً أن جهود التحالف فى الصعيد تشمل كل القطاعات، هذا بالإضافة إلى المبادرات الموسمية كتوزيع اللحوم فى العيد، أو شنط رمضان، أو البطاطين فى الشتاء، هذا بالإضافة إلى عمل التحالف على الجانب الصحى، الذى يحظى باهتمام كبير من قبَل التحالف ومبادراته، لافتاً إلى طلاق قوافل طبية من قبَل التحالف ومبادراته فى قرى الصعيد بشكل دورى ضمن أبرز أدواره فى دعم صحة المواطن، كما أشار إلى الطفرة التى تشهدها قرى الصعيد فى إنشاء المستشفيات. وأشار نائب رئيس جمعية الأورمان إلى عمل التحالف الوطنى على إعادة إعمار القرى والمنازل وإدخال وصلات المياه النظيفة والصرف الصحى، فضلاً عن دوره فى تحقيق التمكين الاقتصادى للأكثر احتياجاً، مؤكداً أن التحالف الوطنى يتمتع بالعديد من المميزات، أبرزها التنسيق بين الأعضاء، لما لذلك من أثر إيجابى على المواطن.

وقال محمد ممدوح، عضو التحالف الوطنى للعمل الأهلى والتنموى، إن التحالف الوطنى تمكّن من تحقيق طفرة تنموية فى الريف المصرى، وخاصة محافظات الصعيد، وتمكّن من تحقيق فارق ملحوظ فى حياة المواطن المصرى الأكثر احتياجاً والأوْلى بالرعاية، مؤكداً أن التحالف الوطنى بمؤسساته المختلفة، وأبرزها «حياة كريمة»، هو شعار الجمهورية الجديدة والفترة المقبلة من عمر الوطن، مشيراً إلى أهمية تعزيز الاستثمار فى قطاع المجتمع المدنى، لأن التحالف تمكّن من خلق حياة جديدة لملايين من المواطنين.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: بني سويف تطوير الصعيد الرئيس عبد الفتاح السيسي محافظ بني سويف التحالف الوطنى للعمل الأهلى محافظة بنى سویف الأکثر احتیاجا جمعیة الأورمان بالإضافة إلى حیاة کریمة العدید من

إقرأ أيضاً:

مبادرات إماراتية لدعم وإغاثة اللاجئات والنازحات في السودان

أحمد مراد، أحمد عاطف (أبوظبي)

أخبار ذات صلة الشيخة فاطمة ترعى النسخة الـ16 من المسابقة الوطنية لمهارات الإمارات منال بنت محمد: الإمارات ملتزمة ببناء مستقبل رقمي مُمَكّن للمرأة

وسط التداعيات الكارثية التي خلفها النزاع الدائر في السودان منذ أبريل 2023، تُعاني المرأة السودانية أزمة إنسانية مركبة تصنفها الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يواجهن انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، ومعدلات مرتفعة من العنف القائم على النوع الاجتماعي، ومحدودية فرص الحصول على الرعاية الصحية والتعليم.
وشدد خبراء ومحللون، في تصريحات لـ«الاتحاد»، على أن السودانيات يتحملن عبئاً كبيراً جراء تفاقم تداعيات النزاع المسلح، واستمرار عمليات التهجير القسري، ما جعلهن هدفاً ممنهجاً للعنف الجسدي والنفسي، إضافة إلى حرمان شديد من الحقوق الأساسية، مثل التعليم والرعاية الصحية، مشيدين بالمساعدات الإنسانية التي تقدمها الإمارات لتخفيف معاناة النساء.

أرقام مقلقة
تُشكل الفتيات والنساء غالبية النازحين داخلياً واللاجئين في دول الجوار، البالغ عددهم 12 مليون شخص، وتتفاقم معاناتهن مع توقف نحو 80% من المستشفيات عن العمل، ما أدى إلى ارتفاع وفيات الأمهات بشكل حاد، وتراجع فرص حصول السيدات على الرعاية الصحية.
وكانت منظمة الصحة العالمية حذرت من خطورة الهجمات المستمرة على المرافق الصحية، من بينها المستشفيات المتخصصة في الولادة، ما يُضاعف معاناة المرأة السودانية، مشيرةً إلى وجود أكثر من 4 ملايين امرأة في سن الإنجاب من بينهن نحو 500 ألف حامل، وجميعهن يفتقدن الرعاية الصحية، ويتعرضن لتحديات وأخطار بالغة.
وتشير تقديرات أممية ودولية إلى أن 30.4 مليون سوداني، ما يعادل 64% من السكان، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية خلال العام الجاري، وتسعى الأمم المتحدة إلى جمع 4.2 مليار دولار لتقديم مساعدات منقذة للحياة إلى 20.9 مليون شخص، منهم 50.4% أطفال و24.4% نساء. وفي أواخر سبتمبر الماضي، أصدرت الأمم المتحدة تقريراً بعنوان «النساء والفتيات في السودان: الصمود وسط لهيب الحرب»، حذر من التأثير الكارثي للنزاع على النساء والفتيات، في ظل معاناتهن من الجوع والنزوح، ونقص الخدمات والإمدادات الأساسية.
وكشف التقرير الأممي عن أن العنف المستمر أدى إلى تفاقم المخاطر التي تواجهها النساء والفتيات، وتُعاني الأسر التي تعولها نساء أزمة انعدام الأمن الغذائي الحاد، مشيراً إلى أن 80% من النساء النازحات داخلياً لا يستطعن تأمين المياه النظيفة، ونحو 2.5 مليون فتاة خارج مقاعد الدراسة.
منذ اندلاع النزاع في السودان، في أبريل 2023، تحرص الإمارات على إطلاق مبادرات إنسانية وإغاثية لدعم المرأة السودانية، من بينها تقديم مساهمة بقيمة 10.25 مليون دولار للأمم المتحدة لدعم اللاجئات السودانيات المتضررات من الأزمة، ما يعكس التزاماً إماراتياً راسخاً بتلبية الاحتياجات الملحة للفئات الأكثر ضعفاً، وبالأخص الأطفال والنساء.
وفي إطار المساهمة الإماراتية، تم تخصيص 3 ملايين دولار لمنظمة الصحة العالمية لدعم صحة الأمهات والأطفال السودانيين اللاجئين في تشاد، وتخصيص مليوني دولار لصندوق الأمم المتحدة للسكان لدعم برامج صحة المرأة وبرامج العنف القائم على النوع الاجتماعي، وتخصيص 3 ملايين دولار للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدعم برامج تعزيز التماسك الاجتماعي بين النساء السودانيات اللاجئات والنساء التشاديات في المجتمع المضيف، وتخصيص مليوني دولار لصندوق المرأة للسلام والعمل الإنساني الذي يمول بشكل مباشر المجموعات المدنية التي تقودها النساء.

صوت النساء
تحرص الإمارات على إشراك النساء في محادثات السلام السودانية، إذ اعتبر معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، أن تمثيل المرأة السودانية يُعد عنصراً حاسماً لضمان نجاح الجهود المبذولة لتحقيق السلام المستدام في السودان.
وأكد أن إشراك النساء والاستماع لصوتهن يشكل أمراً حيوياً يرتبط ارتباطاً وثيقاً بنجاح السعي المشترك نحو السلام، إضافة إلى كونه ركيزة أساسية لتلبية احتياجات المجتمع بأكمله، وإرساء السلام والازدهار المستدام، مشيراً إلى أن جهود الإمارات في محادثات السلام السودانية ستستمر، مع التركيز على العمل الفعّال لإشراك النساء والاستماع إلى أصواتهن، باعتبار ذلك ضرورة حيوية لتحقيق الأهداف المشتركة في بناء سودان مستقر ومزدهر.

جهود الإغاثة
في السياق، أكد جاييرو لوجو أوكاندو، الأستاذ في جامعة الشارقة، أن إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من النزاع، وبالأخص الأطفال والنساء، بات أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، لكنه مشروط بوجود توافق سياسي بين الأطراف المتنازعة، يضمن سلامة المدنيين، ويؤمن وصول الإغاثة إلى من هم في أمسّ الحاجة.
وذكر أوكاندو لـ«الاتحاد» أن الإمارات قدمت نموذجاً إيجابياً، في فبراير الماضي، عندما تعهدت بتقديم مساعدات إنسانية بقيمة 200 مليون دولار لدعم الأمن الغذائي والرعاية الصحية في السودان، موضحاً أنها خطوة بالغة الأهمية في ظل الانهيار الشامل للخدمات. وشدد على أن جهود الإغاثة وحدها لا تكفي، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق سياسي شامل يُمكّن من بدء عملية إعادة الإعمار، وتوفير الحد الأدنى من الكرامة والنجاة لملايين النساء العالقات في قلب المعاناة.

هدف ممنهج
شددت الباحثة في الشؤون الأفريقية، نهاد محمود، على أن وضع المرأة السودانية في ظل الحرب المستمرة منذ أبريل 2023 يمثل واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية المسكوت عنها دولياً، موضحةً أن النساء يتحملن عبئاً كبيراً ليس فقط بسبب التهجير القسري، وفقدان مصادر الدخل، بل لأنهن أصبحن هدفاً ممنهجاً للعنف الجسدي والنفسي في البلاد.
ونوهت محمود، في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى أن القلق يزداد على أوضاع النساء في السودان مع توالي التقارير الأممية التي تكشف عن أبعاد الكارثة الإنسانية المستمرة منذ اندلاع الحرب، حيث تجاوز عدد النازحين داخلياً 6 ملايين شخص، يشكّل النساء والأطفال الغالبية العظمى منهم. فيما توثق تقارير أخرى مئات الانتهاكات والاعتداءات الجسدية والجنسية.
وأوضحت أن العنف لا يقتصر على الاعتداءات الجسدية، بل يترافق مع حرمان واسع النطاق من الحقوق الأساسية، مثل التعليم والرعاية الصحية، في ظل تقاعس دولي عن توفير الاستجابة اللازمة، ما يُفاقم من هشاشة أوضاع النساء في البلاد، مشيرةً إلى توثيق حالات اغتصاب وقتل بحق النساء في مختلف أنحاء السودان، وحتى النساء اللواتي يحاولن الفرار تعرّضن للاعتداء أو أُجبرن على العودة إلى المخيمات لاستخدامهن كدروع بشرية.
وقالت الباحثة في الشؤون الأفريقية، إن السودان يشهد أزمة متعددة الأبعاد تُعاني فيها المرأة السودانية التهجير، والعنف القائم على النوع الاجتماعي، والفقر المدقع، إضافة إلى انعدام الحماية، وغياب المساءلة، وحتى إن عادت هؤلاء النساء إلى ديارهن، فإنهن يواجهن الوصمة الاجتماعية وانتهاكات مستمرة.
وأضافت أن استمرار هذا الوضع الكارثي، في ظل تخاذل المجتمع الدولي عن توفير آليات حماية للنساء، لا يعني فقط تعريضهن للمزيد من الانتهاكات، بل يرسّخ واقعاً تصبح فيه المرأة السودانية رهينة لحرب لا تقتصر على القتال المسلح، بل تمتد لتطال نسيج المجتمع ذاته، وتستهدف كرامة الإنسان في صميمها. 
وإذا استمر الصمت، فإن العواقب لن تطال النساء وحدهن، بل ستُقوّض فرص السلام وإعادة البناء لعقود قادمة.

الفئات الأكثر ضعفاً
قالت نسرين الصباحى، الباحثة في الشؤون الأفريقية، إن الحرب السودانية التي دخلت عامها الثالث، أفرزت ارتدادات إنسانية صعبة على المدنيين، وتحديداً النساء والفتيات، حيث تعتبر الفئة الأكثر تأثراً، وتحملاً للعبء الأكبر من الأزمة، في ظل مآسي وأهوال الحرب.
وأضافت الصباحي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن تقارير الأمم المتحدة تشير إلى وجود نحو 5.8 مليون امرأة وفتاة تُعاني أزمة نزوح متفاقمة، مشيرة إلى أن الحرب حملت النساء مسؤوليات حياتية جديدة، بما في ذلك تأمين الغذاء والمأوى في ظل ظروف معيشية قاسية.
وأشارت إلى أنه على خلفية المشهد المقلق في السودان، تتزايد الحاجة المُلحّة لتقديم الدعم الكافي من أجل إعادة التأهيل الصحي والنفسي للنساء والفتيات، وإرسال المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة من أجل دعم صمودهن، في ضوء استمرار الحرب وتصاعد حدة المعارك العسكرية، وتحديداً في إقليم دارفور في غرب البلاد.

مقالات مشابهة

  • مبادرات إماراتية لدعم وإغاثة اللاجئات والنازحات في السودان
  • احتفالية لتجهيز 23 عروسًا من الفئات الأولى بالرعاية في بني سويف
  • تسليم مساعدات مالية 23 عروسًا من الفئات الأولى بالرعاية ببني سويف
  • ضمن «حياة كريمة».. محافظ الأقصر يضع اللمسات الأخيرة لافتتاح محطات الصرف الصحي بإسنا
  • جامعة الفيوم تُنظّم قافلة طبية شاملة بقرية منشأة الجمال بالتعاون مع "حياة كريمة"
  • قومى المرأة بأسوان يواصل الدورات التدريبية لريادة الأعمال والحرف اليدوية بقرى «حياة كريمة»
  • تركيب 8688 وصلة مياه مجانية للأسر الأولى بالرعاية ببني سويف
  • تضامن الفيوم: تركيب 16،397 وصلة مياه مجانية للأسر الأولى بالرعاية
  • «حياة كريمة» تُمكِّن نساء أسوان: دورات ريادة الأعمال والحرف اليدوية تُضيء دروب التنمية
  • تعرض للغرق..مبادرة حياة كريمة تنقذ حياة طفل فاقد للوعي بالشرقية