فى غضون ٣٦ ساعة فقط، وصلت عشرات القوارب المليئة بالمهاجرين الأفارقة إلى جزيرة لامبيدوسا الإيطالية الصغيرة. وفى حين أن مخيم تسجيل المهاجرين لا يتجاوز ٤٠٠ مكان، إلا أنه كان عليه أن يستوعب تدفق أكثر من ٦٠٠٠ شخص. أو ما يعادل عدد سكان الجزيرة. وذكرت صحيفة كورييرى ديلا سيرا أن ما يقرب من ٧٠٠٠ مهاجر تم إنزالهم فى يوم واحد.

وأعلنت الجزيرة حالة الطوارئ.
على الطرف الآخر، يبدو أن المواجهة بدأت بين الدول الأوربية، حيث أعلن وزير الداخلية الفرنسى جيرالد دارمانان عن تعزيزات على الحدود الإيطالية، كما أعلنت ألمانيا أنها "لم تعد تستقبل المهاجرين" من إيطاليا "حتى إشعار آخر"، وبررت القرار بـ"ضغط الهجرة القوى الحالى تجاه ألمانيا" وكذلك "التعليق المستمر لعمليات النقل من دبلن من قبل بعض الدول الأعضاء"، بما فى ذلك إيطاليا.. فيما ردت رئيسة وزراء إيطاليا جيورجيا ميلوني، بأنها لم تتفاجأ بقرار برلين. وذكرت فى مقابلة صحفية أن "مشكلة النقل ثانوية". وفى محاولة منها لإلقاء الكره فى إتجاه آخرين، قالت "ميلوني" إن "السؤال هو إيقاف أفواج الوافدين إلى إيطاليا. ما زلت لا أرى أى إجابات محددة".
وحول تدفقات الهجرة على جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، قال أنطونيو تاجاني، وزير الخارجية الإيطالي، على حسابه على موقع X، إن الحكومة الإيطالية "ستبذل كل ما هو ضرورى لمساعدة سكان لامبيدوزا والمهاجرين الذين يواصلون الوصول إلى الجزيرة"، وينبغى نقل أكبر عدد ممكن من المهاجرين إلى مدن إيطالية أخرى، من أجل التخفيف من حدة مركز الاستقبال فى لامبيدوزا.
وصباح أول أمس الخميس على قناة BFMTV، قالت السياسية الفرنسية ماريون ماريشال: "هذه ليست سوى البداية".. وهذا يدل على التحدى الحضارى الهائل الذى ينتظرنا فى مواجهة "طوفان الهجرة".
دائماً، كانت لامبيدوزا، التى تقع أقصى جنوب إيطاليا وأول ميناء يطرقه من يعبرون من شمال أفريقيا، موضع خلاف فى أزمة الهجرة فى أوروبا.
وأظهرت أحدث بيانات وزارة الداخلية أن نحو ١٢٣٨٦٠ مهاجراً عبر البحر بشكل إجمالى وصلوا إلى إيطاليا منذ بداية العام. ويبلغ الرقم تقريباً ضعف الرقم المسجل فى الفترة نفسها من ٢٠٢٢.
وأظهرت لقطات عُرضت الثلاثاء طوابير قوارب متهالكة مكتظة بالمهاجرين تنتظر الرسو فى ميناء لامبيدوزا.
"منهكون ومتعبون"
وقال جيوفانى دى ليو، المدعى العام للجزيرة، إن ١١٢ قارباً وصلت الثلاثاء الماضى على متنها أكثر من خمسة آلاف مهاجر، وهو عدد يتجاوز العدد القياسى السابق البالغ ٦٣ قارباً فى يوم واحد والمسجل الشهر الماضي.
وقال رئيس بلدية جزيرة لامبيدوزا، فيليبو مانينو "جميعنا متعبون ومرهقون بدنياً ونفسياً.. أصبح الوضع خارجاً عن السيطرة وغير مُحتمل".
فى هذا السياق، قال فلافيو دى جياكومو المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة "ما يحدث فى لامبيدوزا هو أنه لأول مرة يصبح المسار التونسى شديد الازدحام... ومن العسير إدارته مقارنة بالمسار الليبي"، وأضاف دى جياكومو أن الرحلة الأقصر كثيراً من تونس تجتذب أعداداً أكبر ممن يحاولون العبور، وخصوصا بالقوارب الأصغر حجماً، مما يجعل عمليات الإنقاذ أكثر تعقيداً.
فى غضون ذلك، أعلنت ألمانيا أنها "لم تعد تقبل المهاجرين" من إيطاليا "حتى إشعار آخر"، فى ظل "التحديات الكبرى التى تواجه ألمانيا فيما يتعلق بقدرات الاستقبال والإقامة".. وتفسر برلين هذا القرار بـ"ضغط الهجرة القوى الحالى تجاه ألمانيا" وكذلك "التعليق المستمر لعمليات النقل من دبلن من قبل بعض الدول الأعضاء"، بما فى ذلك إيطاليا حيث ترفض روما تطبيق الاتفاقيات الأوروبية، وقال متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية إن الحكومة الألمانية أبلغت روما بقرارها "فى نهاية أغسطس".
تنص لائحة دبلن، المثيرة للجدل بين الدول السبعة والعشرين أعضاء الاتحاد الأوروبى، على أن بلد وصول المهاجر إلى الاتحاد الأوروبى يعالج طلب اللجوء الخاص به.
"الوضع متوتر للغاية"
وبموجب آلية النقل الطوعي، وافقت ألمانيا حتى الآن على نقل ١٧٠٠ طالب لجوء وصلوا إلى جنوب أوروبا، من بين ٣٥٠٠ شخص التزمت باستقبالهم. وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية: "نواجه اليوم وضعًا متوترًا للغاية فى العديد من البلديات فى ألمانيا".. ويتعلق هذا التعليق "حتى إشعار آخر" بـ"آلية التضامن الأوروبى الطوعية" التى تنظم نقل طالبى اللجوء من بلد الوصول إلى الاتحاد الأوروبى إلى دول أعضاء متطوعة أخرى، من أجل تخفيف العبء عن دول مثل إيطاليا واليونان، التى تعد بوابات إلى دول أوروبا.
وأكدت جيورجيا ميلوني، التى فاز حزبها اليمينى المتطرف فراتيلى ديتاليا بالانتخابات التشريعية قبل عام على وعد بوضع حد للهجرة الجماعية، الأربعاء الماضى أنها لم تتفاجأ بقرار برلين. وذكرت فى مقابلة نشرت وكالات الأنباء الإيطالية مقتطفات منها أن "مشكلة النقل ثانوية". وفى محاولة منها لإلقاء الكره فى إتجاه آخرين، قالت جيورجيا ميلونى إن "السؤال هو إيقاف أفواج الوافدين إلى إيطاليا. ما زلت لا أرى أى إجابات محددة".
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: ألمانيا المهاجرين جزيرة لامبيدوسا الإيطالية

إقرأ أيضاً:

هل تقبل ليبيا استقبال مهاجرين مرحّلين من أمريكا لإعادة توطينهم؟

طرحت الأنباء المتداولة عن نية الإدارة الأمريكية ترحيل مهاجرين لديها إلى ليبيا مزيدا من التساؤلات عن واقعية الفكرة ومدى قبول الحكومات الليبية لها خاصة مع حالة الفراغ والانقسام الذي تعيشة ليبيا الآن.

وكشفت شبكة "سي إن إن" أن "إدارة ترامب ناقشت مع ليبيا ورواندا إمكانية إرسال مهاجرين لديهم سجلات جنائية ويتواجدون في الولايات المتحدة إلى هذين البلدين، وفقًا لمصادر متعددة مطلعة على المحادثات.



وأكدت أنه "إلى جانب إرسال المهاجرين ذوي السجلات الجنائية، يأمل مسؤولو إدارة ترامب أيضًا في الدخول بمفاوضات رسمية مع ليبيا لعقد ما يسمى بـ"اتفاق بلد ثالث آمن"، ما يسمح للولايات المتحدة بإرسال طالبي اللجوء الذين يتم القبض عليهم على حدودها إلى ليبيا، لم يُتخذ أي قرار رسمي حتى الآن، ولا يزال من غير الواضح ما هي الجنسيات التي ستكون مؤهلة لذلك"، وفق الشبكة.

"ضغط ومساومات"

ونقلت الشبكة الأمريكية عن مصادر لها أنه "تم خلال الأسبوع الماضي لقاء بين مسؤولين كبار من وزارة الخارجية الأمريكية ومسؤولين ليبيين وأنهم ناقشوا المقترح المتعلق بإرسال مهاجرين إلى ليبيا، وأن أحد عوامل الضغط المحتملة التي قد تستخدمها الولايات المتحدة في هذه المحادثات هو احتمال فرض حظر سفر جديد على زوار من عدة دول، وهو ما ألمحت إليه إدارة ترامب من قبل لكنها لم تطبقه حتى الآن.

من جهته، أعلن وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو الأربعاء أنّ الولايات المتّحدة تبحث عن دول أخرى، على غرار السلفادور، لكي ترحّل إليها مهاجرين غير شرعيين من دول ثالثة.

فما مدى قبول الحكومات الليبية لهذه الفكرة من أجل نيل رضا واشنطن ودعمها؟ وهل تتحول ليبيا إلى بؤر إجرامية كون المرحلين لهم سوابق جنائية؟.

"صمت من الجانبين"

وتواصلت "عربي21" مع المتحدث باسم الحكومة المعترف بها دوليا، التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة للتعليق على هذه الأنباء ومدى قبول حكومتهم للأمر لكنه امتنع عن التعليق.

كما تواصلت الصحيفة مع مدير المكتب الإعلامي لحكومة أسامة حماد، محمد مسعود لتوضيح موقف حكومتهم من الأمر، لكنها لم تتلق أي توضيحات أو تعليق.

"احتلال جديد"

من جهته، قال وزير الدفاع الليبي السابق، محمد البرغثي إنه "بعيدا عن الحكومات الحالية فإن الشعب الليبى لن يقبل ذلك أبدا ومن المستحيل استقبال هؤلاء المجرمين وليسوا مهاجرين، كما أن من يملكون ملف الهجرة يقومون بترحيل الأجانب "الطيبيين" من جيراننا الأفارقة بالقوة إلى بلدانهم مع المعاملة السيئة لهم، فما بالك بالتعامل مع مجرمي أميركا".

وأضاف في تصريحات لـ"عربي21": "ترامب مهرج فهو يريد أمور غريبة ومنها إخلاء غزة من سكانها ويريد أيضا أن تمر سفنه العسكرية والمدنية في أي وقت عبر قناة السويس بدون دفع أية رسوم ويريد كندا وغرينلاند ضمن الولايات المتحدة وآخرها ترحيل مجرمين إلى ليبيا، هذا الرجل أصبح أضحوكة الشعب الأمريكي نفسه"، وفق تعبيره. ٠

وتابع: "ما يجهله ترامب عن ليبيا هو أنه يحتاج إلى 32 سنة من المقاومة الشعبية لتمكين الأميركان من الاستيطان فى ليبيا كما فعل الطليان من 1911 إلى 1943 ، وفي 7 أكتوبر 1970 تم ترحيل آخر 30.000 إيطالي من ليبيا قصرا بعد أن تم الاستيلاء على ممتلكاتهم، كما رحل اليهود من ليبيا بعد حرب 1967".

"استغلال حفتر وعائلته"

في حين قال عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، بلقاسم دبرز إن "محاولات ترامب ترحيل المهاجرين إلى ليبيا، هي فكرة غير مقبولة تمامًا بالنسبة لحكومة الوحدة الوطنية في طرابلس وهي الحكومة الشرعية، ولا يستطيع الأمريكان أن يفرضوا علينا هذا الأمر، ولن نقبل بأي تدخل في الشؤون السيادية لليبيا".

وأشار في تصريحه لـ"عربي21" إلى أن "هذا الملف ليس قابلًا للنقاش أو حتى الاستماع إليه، وموقف حكومة الوحدة والمجلس الرئاسي واضحة جدا وهي رفض حتى مجرد مناقشة هذا الملف"، بحسب توقعاته.



لكنه استدرك قائلا: "أما حفتر وأبنائه والحكومة الموازية في الرجمة فهم يبحثون عن شرعية دولية عبر اتباع أساليب الابتزاز التي تمارسها الإدارة الأمريكية، وقد شاهدنا على الملأ هذا الأسلوب مع الرئيس الأوكراني وملك الأردن والسيس"، حسب تصريحه.

"فكرة واردة لكن لاحقا"

بدوره قال الصحفي من الجنوب اللليبي، موسى تيهو ساي إنه "رغم التفكك والانقسام الحاد في البلاد إلا أني أستبعد الآن حدوث شيء كهذا في المدى القريب وتعلم كل الأطراف شرقا وغربا أن أرض ليبيا ليست ملك خاص يمكن أن تهبه لمن تشاء دون أي خوف من ردة الفعل الشعبية القاسية".

وتابع: "وقد تكون هناك تنازلات تتعلق بالعقود في مجال الطاقة والاستثمار والتسهيلات الكبيرة والاعفاءات للشركات الأمريكية لكن مثل هذه المسألة المعقدة لا أعتقد أن يتم التوافق عليها أول الأمر وإن كانت واردة بشكل وصيغة أخرى لكن لاحقا"، وفق تقديره وتصريحه لـ"عربي21".

مقالات مشابهة

  • هل تقبل ليبيا استقبال مهاجرين مرحّلين من أمريكا لإعادة توطينهم؟
  • ألمانيا تجذب السائقين المغاربة لسد الخصاص في قطاع النقل الطرقي
  • سوريا تسجل ثاني أعلى شحنات تصدير بري متفوقة على ألمانيا
  • ماذا تكشف جريمة مقتل الشاب أبو بكر في فرنسا؟
  • محادثات إيرانية أوروبية تسبق جولة التفاوض الرابعة مع أميركا
  • نزوح 76 أسرة يمنية خلال أسبوع لأسباب أمنية واقتصادية
  • عاجل | مصدر بالداخلية السورية للجزيرة: الهجوم على الأمن في أشرفية صحنايا جاء بعد منع دخول أو خروج تعزيزات مسلحة
  • نتيجة اللوتري 2025.. ماذا بعد الفوز في قرعة الهجرة العشوائية لأميركا؟
  • ريهام عبد الغفور تنهار باكية وتوجه رسالة مؤثرة لوالدها الراحل: "فعلت ما أحب أن أكون عليه"
  • سخر من بايدن وهاجم رئيس الفيدرالي.. ماذا قال ترامب عن أول 100 يوم من ولايته الثانية؟