حذرت كوريا والولايات المتحدة، من أن التعاون العسكري بين كوريا الشمالية وروسيا يعد انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن وسيكون له ثمن، وذلك خلال حوار الردع رفيع المستوى الذي انعقد، الجمعة، في سيؤول بعد أيام من انعقاد قمة نادرة بين زعيمي بيونغ يانغ وموسكو.

وبحسب ما أفادت وكالة "يونهاب" الكورية للأنباء عقد الاجتماع الرابع للمجموعة الاستشارية لاستراتيجية الردع الموسع، وهو تجمع لمسؤولي الدفاع والدبلوماسية على مستوى نائب وزير في وزارة الخارجية الكورية الجنوبية، في ظل مخاوف من احتمال مناقشة بيونغ يانغ وموسكو صفقة أسلحة محتملة.

(جديد) كوريا وأمريكا تحذران بيونغ يانغ وموسكو من أن التعاون العسكري بينهما ينتهك قرارات مجلس الأمن https://t.co/aaJplkc47F

— وكالة يونهاب للأنباء (@YonhapArabic) September 15, 2023

قالت وكيلة وزارة الخارجية لشؤون الحد من الأسلحة والأمن الدولي بوني جينكيز، خلال مؤتمر صحافي بعد الاجتماع "إن التقارير الأخيرة حول احتمال بيع الأسلحة بين كوريا الشمالية وروسيا مثيرة للقلق وأي نقل للأسلحة من هذا القبيل سيكون انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".

وترأس الاجتماع نائبا وزيري الخارجية والدفاع في سيؤول جانغ هو غين، وشين بيوم تشول من الجانب الكوري، بينما ترأس الجانب الأمريكي القائمة بأعمال وكيل وزارة الدفاع لشؤون السياسة بوني جينكينز وساشا بيكر.

وقالت جينيكز إن الولايات المتحدة أكدت مجدداً أن أي هجوم نووي من جانب كوريا الشمالية ضد واشنطن أو حلفائها، بما في ذلك كوريا الجنوبية، سيكون "غير مقبول وسيؤدي إلى نهاية هذا النظام".

وأضافت أن الجانبين أدانا بشدة تصعيد التعاون الدفاعي والسياسي بين كوريا الشمالية وروسيا وناقشا كيفية مواجهة تسهيل روسيا لبرامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية غير القانونية، ومساعدة بيونغ يانغ لموسكو في جهود حربها غير القانونية في أوكرانيا.

وفيما يتعلق بقضية مضيق تايوان، أعربت جينكينز عن تقديرها لحكومة كوريا الجنوبية لتأكيدها المتكرر على أهمية السلام والاستقرار في المنطقة.

وقال نائب وزير الخارجية الكوري الجنوبي جانغ هو جين، إن الجانبين اتفقا على ضرورة جعل كوريا الشمالية وروسيا "تدفعان ثمن" التعاون العسكري، داعيا روسيا إلى "التصرف بمسؤولية" باعتبارها عضواً دائماً في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وقال جانغ إن الجانبين اتفقا على بدء المجموعة الاستشارية لاستراتيجية الردع الموسع، إلى جانب المجموعة الاستشارية النووية، بطريقة "تكميلية"، لتعزيز جهود الردع الموسعة للحلفاء.

وقال مشيراً للقلق من تعاون ثلاثي بين كوريا الشمالية والصين وروسيا: "إن بكين لا ترى على الأرجح "حاجة لتقاسم نفوذها الساحق" مع روسيا".

وبعد الاجتماع الثاني في عام 2018، تم تعليق المجموعة الاستشارية لاستراتيجية الردع الموسع بسبب دفع إدارة مون جيه- إن الليبرالية آنذاك لمبادرة لتعزيز التقارب والتعاون بين الكوريتين.

وجاءت إعادة تنشيط المجموعة الاستشارية لاستراتيجية الردع الموسع بعدما اتفق الرئيس الكوري الجنوبي يون سيوك يول ونظيره الأمريكي جو بايدن على استئنافها، خلال قمتهما في مايو (أيار) من العام الماضي كجزء من الجهود المشتركة لمعالجة التهديدات الكورية الشمالية النووية والصاروخية المتصاعدة.

بعد زيارة زعيم #كوريا_الشمالية.. بوتين: لن ننتهك أي اتفاقيات https://t.co/V0a11HXb0a

— 24.ae (@20fourMedia) September 15, 2023

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني كوريا الجنوبية أمريكا کوریا الشمالیة وروسیا بین کوریا الشمالیة التعاون العسکری بیونغ یانغ مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

اتهامات وتحالفات.. كوريا الشمالية تتهم الولايات المتحدة بالتخطيط لهجوم نووي مع كوريا الجنوبية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

فى عرض مهم للولاء، تعهدت كوريا الشمالية بدعم ثابت لغزو روسيا لأوكرانيا، مما يسلط الضوء على التحالفات المتعمقة بين موسكو وبيونج يانج. خلال اجتماع رفيع المستوى فى موسكو، تعهدت وزيرة خارجية كوريا الشمالية تشوى سون هوى بدعم بلادها لما وصفته بـ "يوم النصر" لروسيا، مؤكدة على صعود "أخوة السلاح التى لا تقهر" بين البلدين. أكد اللقاء مع وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف على التحالف العسكرى والسياسى والاستراتيجى الذى يعتقد الخبراء أنه قد يؤدى إلى زعزعة استقرار ديناميكيات الأمن العالمى بشكل أكبر.

وتزايدت خلفية التعهد بسبب اتهامات كوريا الشمالية للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، اللتين تزعم بيونج يانج أنهما متورطتان فى مناقشات سرية بشأن توجيه ضربة نووية ضد كوريا الشمالية. فى حين تفتقر هذه الادعاءات إلى الصدق، إلا أنها لا تتفق مع الحجج التى قدمتها كوريا الشمالية. وقد أثارت هذه التصريحات مخاوف بشأن التصعيد المحتمل فى شبه الجزيرة الكورية. ووفقًا لوكالة أنباء إنترفاكس الروسية، حذر تشوى من أن "الوضع فى شبه الجزيرة الكورية قد يصبح متفجرًا فى أى لحظة"، وهو ما يعكس الرواية القديمة لكوريا الشمالية حول الدفاع عن النفس ضد التهديدات الغربية المتصورة.

زيادة التعاون العسكري

يرافق وعد كوريا الشمالية بالولاء لروسيا زيادات ملموسة فى التعاون العسكري، حيث أقر لافروف بوجود "اتصالات وثيقة للغاية" بين قطاعى الدفاع الروسى والكورى الشمالي. ويقول المحللون إن هذا التعاون العسكرى المكثف يعكس اعتماد موسكو الاستراتيجى على بيونج يانج وسط صراعها الطويل الأمد مع أوكرانيا.
أشارت التقارير الواردة من الاستخبارات الأمريكية والأوكرانية إلى أن الجنود الكوريين الشماليين يصلون الآن إلى روسيا، ومن المحتمل أن يتم نشرهم فى الصراع الأوكراني. وأفاد وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن بأن نحو ٨ آلاف جندى كورى شمالى متمركزون بالفعل فى منطقة كورسك الروسية، على الحدود مع أوكرانيا، مع انتشار ٢٠٠٠ جندى إضافى عبر الأراضى الروسية. وقال بلينكن: "لم نر بعد هذه القوات منتشرة فى قتال ضد القوات الأوكرانية، لكننا نتوقع أن يحدث ذلك فى الأيام المقبلة"، فى إشارة إلى القلق بشأن تورط كوريا الشمالية عسكريا خارج حدودها.
وأثار تحرك القوات الكورية الشمالية لدعم روسيا انتقادات من زعماء العالم، حيث وصف وزير الخارجية البريطانى ديفيد لامى تصرفات كوريا الشمالية بأنها محاولة "لإطالة أمد الحرب فى أوروبا" من خلال تعزيز القوة العسكرية الروسية. وحذر لامى كذلك من أن العلاقات المتنامية بين كوريا الشمالية والكرملين تشكل "عواقب خطيرة على أمن أوروبا ومنطقة المحيطين الهندى والهادئ"، وهو الشعور الذى يتقاسمه المحللون الذين يراقبون إعادة التنظيم الاستراتيجى بين الدولتين الاستبداديتين.

تصعيد التوترات 

ردًا على هذه التطورات، انتقد الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى رد الغرب الصامت على تورط كوريا الشمالية فى الحرب، مشيرًا إلى أن بوتن يختبر عزيمة كل من حلف شمال الأطلسى وكوريا الجنوبية. ناشد زيلينسكى الحصول على إذن لضرب القوات الكورية الشمالية المتمركزة بالقرب من الحدود الأوكرانية، وهو الطلب الذى تردد الحلفاء الغربيون فى منحه.
وفى الوقت نفسه، أعرب وزير خارجية كوريا الجنوبية تشو تاى يول عن حذره، مشيرًا إلى أن سيول ستراقب عن كثب مدى تورط كوريا الشمالية قبل النظر فى تقديم دعم عسكرى إضافى لأوكرانيا. وقال تشو: "سنراقب مستوى مشاركة القوات [الكورى الشمالي] فى الحرب، وما هو المقابل الذى ستحصل عليه كوريا الشمالية من روسيا"، ملمحًا إلى رد كوريا الجنوبية المحتمل اعتمادًا على تطور الدور العسكرى لكوريا الشمالية فى الصراع.
التجارب النووية 
وفى خضم هذه التوترات الدولية، عززت كوريا الشمالية من مخاوفها بإطلاق صاروخ باليستى عابر للقارات متطور. ووصف زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون إطلاق الصاروخ بأنه "عمل عسكرى مناسب" ردًا على ما أسماه "الاستفزازات المتعمدة" من جانب الولايات المتحدة وحلفائها. ويؤكد توقيت الاختبار استعداد بيونج يانج لإظهار قدراتها العسكرية المتقدمة كشكل من أشكال الردع.
وأشار محللون غربيون إلى الاختبار الصاروخى باعتباره تصعيدًا كبيرًا، مما يشير إلى أن موقف كوريا الشمالية الدفاعى أصبح أكثر عدوانية مع تماشيه بشكل أوثق مع الأجندة الجيوسياسية لروسيا. وقد أثارت هذه الخطوة إدانة من جانب المراقبين الدوليين، لأنها تزيد من المخاطر فى منطقة متقلبة بالفعل وتهدد بإثارة المزيد من العسكرة من جانب كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة.
إن التأثيرات المترتبة على هذا التحالف الناشئ تمتد إلى ما هو أبعد من أوروبا وشبه الجزيرة الكورية. إن تشديد الروابط بين موسكو وكوريا الشمالية يأتى فى ظل تحالف أوسع نطاقًا بين روسيا وما يسمى "محور المقاومة" الإيراني، وهى شبكة غير رسمية من الجهات الفاعلة المناهضة للغرب بما فى ذلك الجماعات فى لبنان وقطاع غزة. وقد أدت التصريحات الأخيرة التى أدلى بها كمال خرازي، مستشار المرشد الأعلى الإيراني، والتى تشير إلى استعداد إيران للقدرات النووية، إلى تكثيف التدقيق الغربى فى تحالفات روسيا.
وفى محاولة لمواجهة هذه التهديدات المتزايدة، أعلنت الولايات المتحدة عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة ٤٢٥ مليون دولار لأوكرانيا، والتى تشمل صواريخ اعتراضية دفاعية وذخائر أخرى تهدف إلى تعزيز الدفاعات الجوية والبرية لأوكرانيا. بالإضافة إلى ذلك، تعهد مسئولون دفاعيون أمريكيون بتقديم أصول إضافية إلى الشرق الأوسط، بما فى ذلك أنظمة الدفاع الصاروخى الباليستى وقاذفات بي-٥٢، مما يشير إلى نية واشنطن دعم حلفائها وسط عدم الاستقرار المتزايد.
ويشير الخبراء إلى أن هذه العلاقة الثلاثية المكثفة بين كوريا الشمالية وروسيا وإيران لديها القدرة على تحويل ديناميكيات القوة على مستوى العالم، حيث تسعى روسيا إلى الحصول على الدعم خارج حلفائها التقليديين لمواجهة العقوبات الغربية وتعزيز جهودها الحربية فى أوكرانيا. ويشير المحللون إلى أن هذه التحالفات قد تشجع الدول الأخرى ذات المواقف العدائية تجاه الغرب، مما يشكل تحديًا لنفوذ الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسى عبر مناطق متعددة.

عصر جديد من التحالفات الاستراتيجية؟

إن التعاون الوثيق بين كوريا الشمالية وروسيا يثير تساؤلات عميقة حول مستقبل الأمن العالمي، وخاصة مع مواجهة كل من البلدين للعزلة عن المجتمع الدولي. ومع نشر كوريا الشمالية لقواتها لمساعدة الأهداف العسكرية الروسية، ومناقشة القدرات النووية علنًا من قبل المسئولين الكوريين الشماليين والإيرانيين، فإن المخاطر أعلى من أى وقت مضى. ويبقى السؤال ما إذا كانت القوى الغربية ستعيد ضبط استراتيجياتها استجابة لهذا التعاون المتصاعد بين بعض أكثر الأنظمة إثارة للجدل فى العالم.
ومع تعمق هذه الشراكة، يحذر المحللون من العواقب البعيدة المدى التى قد تترتب على الاستقرار فى أوروبا وشرق آسيا والشرق الأوسط، وهو ما يؤكد الحاجة الملحة إلى استجابات استراتيجية تعالج الأبعاد العسكرية والدبلوماسية لهذا التحالف الناشئ. ويراقب العالم عن كثب كيف تتحدى هذه التحالفات النظام القائم، وهو ما يشير إلى أن التداعيات قد تمتد إلى ما هو أبعد من أوكرانيا وشبه الجزيرة الكورية.
 

مقالات مشابهة

  • كوريا الجنوبية: التحالف مع واشنطن يرد محاولات الجاره الشمالية شن هجوم نووي
  • تحرك كوري جنوبي بعد تجربة صاروخية في بيونغ يانغ
  • اتهامات وتحالفات.. كوريا الشمالية تتهم الولايات المتحدة بالتخطيط لهجوم نووي مع كوريا الجنوبية
  • روسيا :العلاقات بين موسكو وواشنطن في أدنى مستوى لها
  • أول تعليق من كوريا الجنوبية بعد فوز ترامب.. مخاوف من طريقة التعامل مع كوريا الشمالية
  • بيسكوف: لم نتدخل في الانتخابات الأمريكية والعلاقات بين موسكو وواشنطن في أدنى مستوى لها
  • مجلس الاتحاد الروسي يصدق على اتفاقية الشراكة الإستراتيجية بين موسكو وبيونغ يانغ
  • مجموعة السبع ودول أخرى تدين تعاون كوريا الشمالية مع روسيا
  • طوكيو: بيونغ يانغ أطلقت اليوم 7 صواريخ باليستية
  • اتفاق نووي بين كوريا الجنوبية وأمريكا.. وواشنطن تعرض بيع أنظمة دفاع لسيول