تقرير: الإصلاحات القضائية في إسرائيل تفتح "صناديق الشرور"
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
تناولت القناة الـ12 الإسرائيلية التهديدات التي تواجه إسرائيل، وفي مقدمها قدرة إيران على تهديد الغرب، وتعرض السلطة الفلسطينية لخطر الانهيار، إضافة إلى تراجع العلاقات مع الولايات المتحدة، والثورة ضد التعديلات القضائية، موضحة أن هناك نوعين من التحديات، قصير المدى وطويل المدى.
وفي تحليل كتبه رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلي السابق الجنرال تامير هايمان، ذكرت القناة أن إسرائيل أقوى دولة بالمنطقة، وتاريخها مليء بمثل هذه الأحداث، ما يسمح لها بالسيطرة على مصيرها ومستقبلها، إلا أن هناك شرطاً واحداً، وهو أن التهديد لا بد أن يكون واضحاً وملموساً، حتى تتمكن من التعامل معه، وأن يتم التعامل معه بشكل فوري وعاجل، ولكن من المؤسف أن التحديات الخمسة الرئيسية التي تواجه الأمن القومي الإسرائيلي تشترك في قاسم واحد، وهو أنها تشمل عنصراً غير ملموس.
وأضافت القناة أن التهديدات التي يواجهها الأمن القومي الإسرائيلي العام المقبل تتكون في معظمها من تحدٍ ملموس قصير المدى، يعطي الانطباع بأنه عاجل وحاسم، وتحد طويل المدى «ممل» وهو الأهم والأخطر على إسرائيل.
وتابعت: "مبدأ آخر مثير للاهتمام هو أنه كلما كان الحل للمشكلة قصيرة المدى أكثر فعالية، كلما أضعفنا غريزة البقاء لدينا في مواجهة التحدي طويل المدى، وبهذه الطريقة نرفض الاستعداد له. تتطلب التحديات قصيرة المدى التميز التكتيكي، وهذا ما نجيده، وتتطلب التحديات طويلة المدى تفكيراً نقدياً وتخطيطاً طويل المدى، ونحن أقل كفاءة في ذلك، وفي ظل هذا الوضع، غالباً ما يكون نجاحنا بمثابة الكارثة التي نواجهها. مهارتنا التكتيكية قد تجعلنا نضيع كل الفرص الإستراتيجية".
تحذيرات المنظومة الأمنية في #إسرائيل.. لمن الرسائل؟ https://t.co/kYkSwwYTbu pic.twitter.com/ImySo2DFKI
— 24.ae (@20fourMedia) September 13, 2023حزب الله.. استثناء وحيد
وأضافت أن التحدي الوحيد الملموس لإسرائيل هو تنظيم "حزب الله"، فهو الاستثناء الوحيد غير المدرج في قائمة التحديات، مشيرة إلى أن إسرائيل دائماً هي المبادرة في القطاع الشمالي، وخطر الحرب في هذه الساحة يعتمد على إسرائيل إلى حد كبير.
التحدي الإيراني
وفقاً للقناة، تعتمد التحديات الخمسة الرئيسية التي ستواجهها إسرائيل في العام المقبل على مستوى التفكير الاستراتيجي، وليس فقط على التفوق التكتيكي، موضحة أن التحديات تنقسم إلى خارجية وداخلية، أولها التحدي الإيراني على المدى القصير، حيث قامت طهران بتعزيز استقرارها الإقليمي، بالإضافة إلى الميليشيات التابعة لها، والمنتشرة حول إسرائيل، والتي تمثل تحدياً تكتيكياً خطيراً.
أما عن التحدي طويل الأمد ، فيتمثل في ظهور قوة ردع نووية إيرانية على حافة القدرة النووية، أي أن إيران تمكنت من تهديد الغرب، دون أن تدفع ثمن انتهاك القانون الدولي، وعلى المدى الطويل، قد يؤدي ذلك إلى دولة إيرانية نووية وسباق تسلح نووي في الشرق الأوسط، لافتة إلى أن المطلعين على عملية صنع القرار في إيران، يدركون أن هذا العالم سيكون أقل أماناً بكثير.
وقالت القناة إن إسرائيل ليست لديها أي إجابة في مواجهة التحدي طويل الأمد فيما يتعلق بإيران.
كيف ناورت #إيران للحصول على أموالها المجمدة؟ https://t.co/iNNBmilJXo
— 24.ae (@20fourMedia) September 14, 2023الساحة الفلسطينية
أما بشأن الساحة الفلسطينية، فعلى المدى القصير، هناك موجة عنف ولولا النشاط العملياتي الناجح لكان من المحتمل أن نشهد انتفاضة ثالثة. وتقول القناة إن ثمة جيلاً من الشباب الفلسطيني العنيف لا ينتمي إلى أي تنظيمات قديمة، ويقود هذه الموجة. وأوضحت أنهم ينظمون أنفسهم كعصابات في الشوارع والأحياء، ويطلقون على أنفسهم أسماء مثيرة مثل "عرين الأسود".
وتابعت: "في مواجهة هذه الموجة الغامضة، لدينا ما يكفي من القدرات الاستخباراتية والعملياتية، لقد تمكنا من مواجهة هذا التهديد في الماضي وسنتمكن منه اليوم"، ولكن الخطر الجدي والاستراتيجي هو الانزلاق إلى الدولة الواحدة حال انهيار السلطة الفلسطينية، لأن الواقع آنذاك سيكون "رهيباً".
وذكرت أن التحدي المتمثل في الاندماج في دولة واحدة لا يفهمه ولا يستوعبه غالبية الإسرائيليين، حيث يرى البعض في ذلك "مشكلة ديموغرافية"، ويتجاهلون الواقع العنيف والفوضوي.
#الضفة_الغربية تخلق "فجوات أمنية" تقوّض استقرار حكومة #نتانياهو https://t.co/lW7nYfULce pic.twitter.com/68Hj8AhwSS
— 24.ae (@20fourMedia) September 14, 2023
العلاقات مع الولايات المتحدة
وبشأن التحدي المتمثل في الحفاظ على العلاقة الخاصة مع الولايات المتحدة، فهناك أعراض مشابهة. فعلى المدى القصير، تعاني إسرائيل أزمة محلية بين حكومة بنيامين نتانياهو وإدارة جو بايدن، بشكل رئيسي حول قضية التعديلات القضائية، وسياسة إسرائيل الجديدة في الضفة الغربية. ومع أن هذه الأزمة قد تنتهي قريباً، لكنها ليست المشكلة الحقيقة.
وأوضحت أن المشكلة الحقيقة تأتي على المدى الطويل، لأنه بسبب التغيرات الكبيرة داخل الولايات المتحدة والتي تتعارض مع التغيرات في المجتمع الإسرائيلي "فإننا على وشك فقدان القيمة المشتركة كعنصر في العلاقة الخاصة مع الولايات المتحدة"، وفي مواجهة هذا التحدي لا تملك إسرائيل إجابة، لأن هناك حاجة إلى تفكير استراتيجي طويل المدى، وخطة عمل عملية تتضمن تقليل الأضرار، وكشف تورط المنظمات المناهضة لإسرائيل العاملة في الولايات المتحدة، وتعزيز الجسور بين التيارات اليهودية، وإنشاء تحالفات أمنية جديدة، وإجراءات تثقيفية، ومناصرة للشباب التقدمي الذين سيصبحون قادة الحزب الديمقراطي القادم.
انقسام إسرائيلي
وأصبح تحدي الاستقطاب والانقسام الاجتماعي الإسرائيلي أزمة غير مسبوقة في حدتها، نتيجة التعديلات القضائية والتحركات التشريعية الأحادية الجانب. ولفتت القناة إلى أن هناك مشكلتين أيضاً على المدى القريب والبعيد، فعلى المدى القريب يمكن التوصل لحل وسط أو إلغاء استمرار التشريعات، وفي غضون سنوات قليلة لن يتبقى شيء من هذه الثورة التي زعزعت استقرار إسرائيل، ولكن تبقى مشكلة طويلة الأمد، وهي أن "الإصلاح فتح كل صناديق الشرور في المجتمع الإسرائيلي".
وقالت القناة إن الانقسامات الطائفية والدينية والطبقية والقومية والاقتصادية والتعليمية والثقافية تسللت إلى الجيش بطريقة قد تؤدي إلى تقويض ثقة الجمهور بالجيش، وتتطلب هذه المشكلة طويلة الأمد حلاً متعمقًا لعقد اجتماعي جديد، أو دستور لإسرائيل، "ونحن لا نفعل شيئاً حيال ذلك في الوقت الحالي".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني إسرائيل الجيش الإسرائيلي الملف النووي الإيراني التهديد الإيراني السلطة الفلسطينية التعديلات القضائية مع الولایات المتحدة فی مواجهة على المدى أن هناک
إقرأ أيضاً:
تقرير: المناوشات تستنزف وقف إطلاق النار في لبنان
يتبادل حزب الله وإسرائيل بانتهاك اتفاق وقف النار، مع اقتراب موعد انتهاء انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان.
انهيار الاتفاق ينذر بإعادة إشعال القتال
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، والذي أنهى أشهراً من إراقة الدماء عبر الحدود، يتعرض لخروقات مع تبادل الجانبين الاتهامات بانتهاكه، وتسابق الولايات المتحدة للتأكد من صمود الاتفاق.
لا تزال إسرائيل تحتفظ بقوات على الأرض في لبنان، وتواصل ضرب البنية التحتية لحزب الله ومستودعات الأسلحة بانتظام. وفي شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، اتهم لبنان إسرائيل بشن نحو 800 هجوم بري وجوي منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، في 27 نوفمبر(تشرين الثاني),
Israel, Hezbollah Fighting Stretches a Cease-Fire Deal to the Limit - WSJ https://t.co/kQOslKZm72
— Lora Connor (@LoraConnor7) January 8, 2025
واتهمت إسرائيل مراراً حزب الله، الذي صنفته الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية تسيطر على جزء كبير من جنوب لبنان، بالحفاظ على مقاتلين وأسلحة، بما في ذلك الصواريخ في الجنوب والتي تهدد أمنها، في انتهاك للهدنة التي استمرت شهرين.
تأتي هذه المشاكل قبل الموعد النهائي المحدد في 26 يناير(كانون الثاني) للقوات الإسرائيلية لمغادرة البلاد، بعد توغلاتها في جنوب لبنان عبر كامل مساحة الحدود تقريباً. وبموجب شروط الهدنة، من المقرر أن يتحرك الجيش اللبناني المدعوم من الولايات المتحدة مع انسحاب إسرائيل، والعمل مع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لإبقاء المنطقة خالية من ميليشيا حزب الله، وهي منظمة إرهابية صنفتها الولايات المتحدة.
لكن إسرائيل قلقة من أن الجيش اللبناني، الذي يعاني من نقص في العدد والتسليح غير قادر على القيام بمهمة منع حزب الله من إعادة البناء في نهاية المطاف بالقرب من المناطق الحدودية. وحذر وزير الدفاع إسرائيل كاتس خلال عطلة نهاية الأسبوع من أنه إذا لم ينفذ الجيش اللبناني الاتفاق، فإن إسرائيل ستكثف العمل العسكري، قائلاً: "إذا لم يتم استيفاء هذا الشرط، فلن يكون هناك اتفاق".
وتلفت الصحيفة إلى أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، والذي هدّأ شهوراً من إراقة الدماء عبر الحدود، يتعرض للتوتر مع تبادل الجانبين الاتهامات بانتهاكه، وتسابق الولايات المتحدة للتأكد من صمود الاتفاق.
ولا تزال إسرائيل تحتفظ بقوات على الأرض في لبنان، واستمرت في ضرب البنية التحتية لحزب الله ومستودعات الأسلحة بانتظام. وفي شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، اتهم لبنان إسرائيل بشن نحو 800 هجوم بري وجوي، منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 نوفمبر.
#Israel army posts map showing a strip of territory along the border where Lebanese civilians cant return to until further notice - The ceasefire deal calls for deployment of Lebanon army south of Litani, withdrawal of Hezbollah from area and withdrawal of Israeli troops inside… pic.twitter.com/ZYOzckx8dC
— Zeina Khodr (@ZeinakhodrAljaz) November 28, 2024
واتهمت إسرائيل مراراً وتكراراً حزب الله، الذي صنفته الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية تسيطر على جزء كبير من جنوب لبنان، بالحفاظ على مقاتلين وأسلحة بما في ذلك الصواريخ في الجنوب في انتهاك للهدنة.
تأتي هذه المشاكل قبل الموعد النهائي المحدد في 26 يناير للقوات الإسرائيلية لمغادرة لبنان، بعد توغلاتها عبر كامل مساحة الحدود تقريباً. وبموجب شروط الهدنة، من المقرر أن يتحرك الجيش اللبناني المدعوم من الولايات المتحدة، والعمل مع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لإبقاء المنطقة خالية من ميليشيا حزب الله.
لكن إسرائيل قلقة من أن الجيش اللبناني الذي يعاني من نقص في العدد والتسليح غير قادر على القيام بمهمة منع حزب الله من إعادة البناء في نهاية المطاف بالقرب من المناطق الحدودية. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي خلال عطلة نهاية الأسبوع إنه إذا لم ينفذ الجيش اللبناني الاتفاق، فإن إسرائيل ستكثف العمل العسكري.
وقال: "إذا لم يتم استيفاء هذا الشرط، فلن يكون هناك اتفاق".
وحذر من أن انهيار الاتفاق ينذر بإعادة إشعال القتال الذي أدى إلى إخلاء جزء من شمال إسرائيل من السكان، ووفقًا للسلطات الصحية اللبنانية، خلف آلاف القتلى اللبنانيين. كما يمكن أن يقوض إنجازًا سياسيًا لمسؤولي إدارة بايدن الذين عملوا طوال العام لمنع انتشار الحرب التي بدأت في قطاع غزة عبر المنطقة.
وزار المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين بيروت، يوم الإثنين، لمناقشة التقدم المحرز في الاتفاق، وقال إن القوات الإسرائيلية ستنسحب من البلاد على مراحل من الغرب إلى الشرق، وإن إسرائيل بدأت الانسحاب من بلدة الناقورة الساحلية على البحر الأبيض المتوسط، وستستمر في تسليم الأراضي للجيش اللبناني.
وقال المسؤولون الأمريكيون إن الجيش اللبناني قادر على تأمين الجنوب، وتخطط الولايات المتحدة وفرنسا لدعم الجيش اللبناني بالتدريب والأموال.
وتقدر إدارة بايدن أن القوات الإسرائيلية في طريقها لمغادرة جنوب لبنان بحلول الموعد النهائي في 26 يناير. وقال شخص مطلع على الأمر إن أكثر من ثلث القوات الإسرائيلية في لبنان غادر.
ويقول مسؤولون أمنيون ومحللون إسرائيليون إن مهمة استهداف البنية التحتية المتبقية لحزب الله ومصادرة الأسلحة أسهل إذا ما تم تنفيذها بقوات داخل لبنان، ومن الممكن أن تستفيد إسرائيل من المزيد من الوقت.
وقالت أورنا مزراحي، نائبة مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابقة: "من الأفضل لإسرائيل أن تبقى بضعة أشهر حتى تنجح".
ويقول المحللون إن الجانبين ليس لديهما الآن أي مصلحة في التصعيد. فقد سحب حزب الله إلى حد كبير بنيته التحتية الثقيلة من جنوب لبنان، إن لم يكن الكثير من أفراده، وأصبح ضعيفاً للغاية. وقتلت إسرائيل الكثير من كبار قياداته، بما في ذلك زعيمه السابق حسن نصر الله، وأضعفت راعيه الرئيسي، إيران.
وفي الوقت نفسه، يشعر جنود الاحتياط الإسرائيليون بالإرهاق بعد القتال لمدة 15 شهراً على عدة جبهات. وتحاول إسرائيل أيضاً إقناع عشرات الآلاف من السكان الذين تم إجلاؤهم بأنهم يستطيعون العودة بأمان إلى منازلهم بالقرب من الحدود مع لبنان.
كما يتطلع البلدان إلى موعد نهائي إضافي عندما يتولى الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه في واشنطن. لم يقل ترامب الكثير عن الهدنة، بخلاف رغبته في إنهاء القتال في الشرق الأوسط.
وصرح ميشيل فياض، المستشار السابق لوزير الاقتصاد والتجارة اللبناني، أن حزب الله يُنظر إليه على أنه الخاسر في الحرب في لبنان، وهو الآن يبحث عن نفوذ مع تولي ترامب السلطة. وقال فياض: "التوترات عالية جدًا".