القطاع اللوجستي.. بوابة لتجارة حيوية وفرص واعدة لرواد الأعمال
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
إسهام النقل والتخزين في الناتج المحلي نحو 2.3 مليار ريال في 2022 وتعادل 5.2%
زادت حصة أنشطة النقل والمواصلات من الائتمان المصرفي خلال الربع الأول لنحو 1.5 مليار ريال
توجهات التنويع الاقتصادي تدعم نمو القطاع عبر روافد متعددة لتعزيز مكانة سلطنة عُمان كمركز لوجستي عالمي:
التوسع في التجارة الإلكترونية والشراكات العالمية وجذب الاستثمارات الجديدة ودعم سلاسل الإمداد والربط مع الموانىء العالمية ترابط البنية الأساسية للقطاع من طرق وموانىء وشحن جوي تسهيلات مستمرة للشحن تخفض الكلفة والوقت.
يجري حاليا تنظيم عدد من اللقاءات التعريفية في إطار التحضيرات لانعقاد ورش وعيادات جلب الاستثمار في قطاع النقل واللوجستيات
توجه إلى تبني استراتيجية للتعمين لرفع معدلات التوظيف بما يواكب النمو الواعد الذي يحققه القطاع
مبادرات لتأهيل الباحثين عن عمل في مجالات سلاسل الإمداد وإدارة الأعمال وذكاء الأعمال والهندسة والحاسب الآلي
تشير الإحصائيات إلى استمرار النمو بمعدلات جيدة في القطاع اللوجستي خلال العام الجاري، حيث ارتفع نمو القطاع بنسبة 3.4 بالمائة خلال الربع الأول من هذا العام وبلغ إسهام القطاع في الناتج المحلي الإجمالي 562 مليون ريال عماني، وكان إسهامه في الناتج المحلي الإجمالي قد سجلت نحو 2.3 مليار ريال عماني بما يعادل نحو 5.2 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي لعام 2022. وفي انعكاس لما يشهده القطاع من نمو وتوسع في الأنشطة، زادت حصة أنشطة النقل والمواصلات من الائتمان المصرفي خلال الربع الأول من العام الجاري لتبلغ نحو 1.5 مليار ريال عماني وهو ما يعادل 6.2 بالمائة من إجمالي الائتمان المصرفي الممنوح من قبل القطاع المصرفي العماني وذلك وفق الإحصائيات الصادرة عن البنك المركزي العماني، ورصدت الإحصائيات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات ارتفاع جاذبية الاستثمار في أنشطة اللوجستيات حيث زاد الاستثمار الأجنبي المباشر في أنشطة النقل والتخزين بنسبة 15.9 بالمائة خلال الربع الأول من هذا العام. كما ارتفع عدد الوظائف الجديدة في القطاع خلال هذا العام بنحو 6 آلاف وظيفة جديدة مع معدل جيد نسبيا للتعمين مقارنة مع معدلات التعمين السائدة في القطاع الخاص، وتتوجه جهود التعمين إلى تبني استراتيجية للتعمين في القطاع اللوجستي لرفع معدلات التوظيف والتعمين بما يواكب النمو الواعد الذي يحققه القطاع.
وتسعى توجهات التنويع الاقتصادي في سلطنة عمان إلى تعزيز نمو القطاع عبر زيادة الروافد التي تدعم هذا النمو خاصة عبر الأنشطة الواعدة مثل التجارة الإلكترونية وتعزيز الشراكات العالمية وجذب الاستثمارات الجديدة والتوسع في سلاسل الإمداد والربط مع الموانىء العالمية إضافة إلى تعزيز ترابط البنية الأساسية للقطاع من طرق وموانىء وشحن جوي في سلطنة عمان حيث يقوم هذا الربط بدور حيوي في تعزيز مكانة سلطنة عُمان كمركز لوجستي عالمي ومحور مهم يربط بين خطوط التجارة العالمية. وبينما تعد الموانىء العمانية قاطرة النمو في القطاع اللوجستي، تسهم التطورات المستمرة في القطاع بشكل إيجابي في النمو وتعدد مصادر النمو وتوسع أنشطة الشحن ورفع كفاءة وتوسع سلاسل التوريد، وخفض تكاليف الشحن والاستثمار وبالتالي رفع تصنيف سلطنة عمان في مؤشرات الأداء اللوجستي العالمية.
وضمن التطورات الإيجابية التي تتعلق بنمو قطاع اللوجستيات، جاء القرار الوزاري الخاص باللائحة المنظمة لأنشطة التجارة الإلكترونية الذي أصدرته وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار الأسبوع الماضي ممهدا للتوسع في هذه الأنشطة ووضعها كرافد جديد يعزز زخم النمو في قطاع اللوجستيات حيث ترسي اللائحة بيئة قانونية وتنظيمية لتطوير النشاط وجذب استثمارات نوعية في التجارة الإلكترونية ضمن الخطة الوطنية للتجارة الإلكترونية، وفي تكامل لحزمة السياسات التي تنظم أنشطة التجارة الإلكترونية، شهد الأسبوع الماضي أيضا إصدار البنك المركزي العماني الإرشادات والتعليمات للمصارف ومقدمي خدمات الدفع لتوفير خدمة ترميز البطاقات التي ستمكن تطبيقات الدفع الإلكتروني المحلية والدولية على الأجهزة الذكية من تفعيل خدماتها في سلطنة عُمان، ويعد تسهيل وتأمين الدفع الإلكتروني عاملا أساسيا في نمو التجارة الإلكترونية والتي تشهد إقبالا كبيرا سواء في أنشطة التسوق من المتاجر الإلكترونية أو أنشطة شحن السلع والمنتجات، حيث كشف بريد عُمان وأسياد إكسبريس التابعة لـمجموعة أسياد عن ارتفاع حجم عملياتها التشغيلية خلال عام 2022 بنسبة 92 بالمائة في شحن الطرود، ونمو عملائها بنسبة 13 بالمائة من كبرى العلامات التجارية المحلية والعالمية، وتوسع شبكتها في التجارة الإلكترونية إلى 11 دولة، ومن المتوقع أن يسهم نمو التجارة الإلكترونية في سلطنة عمان في جلب المزيد من تقنيات الشحن المتطورة وتشجيع رواد الأعمال على افتتاح مشروعات جديدة في هذا المجال.
وفي نطاق تعزيز الأنشطة اللوجستية تواصل موانئ سلطنة عُمان توسعها وارتباطها بأبرز الأسواق العالمية، من خلال استحداث خطوط ملاحية مباشرة تدعم دورها كمراكز لوجستية وبوابات تجارية حيوية، وتحقق الموانئ العُمانية معدلات نمو ملموسة في عملياتها التشغيلية، بينما تتواصل أيضا جهود توسعة منظومة الموانيء ورفع تنافسيتها عبر تطوير موانىء متعددة منها شناص وخصب. ودعما لنمو القطاع اللوجستي وتسهيلا لإجراءات الشحن والتخليص، تم تنظيم إنشاء وعمل المحطات اللوجستية المتكاملة للتخليص والتفتيش بهدف تطوير مرافق متكاملة للتفتيش وتوفير خدمات المناولة والتخزين وفق أفضل معايير السلامة والجودة العالمية المعمول بها بهذا الشأن، كما يأتي الربط البحري الجوي بين ميناء صلالة ومطارها كأحد التطورات المهمة في القطاع اللوجستي الذي يستهدف تحقيق التكامل بين منظومة الموانىء والمطارات، وضمن تكامل المنظومة اللوجستية أيضا يُنفذ حاليا مشروع وصلات طرق مدينة خزائن الاقتصادية الرابطة مع طريق الباطنة السريع. ومع الجهود الواسعة لتشجيع الاستثمار وتحفيز القطاع الخاص، شهدت سلطنة عُمان ارتفاعا بنسبة 10.5 بالمائة في حجم الاستثمار الأجنبي المباشر خلال عام 2022، ومواصلة لهذه الجهود، يأتي تعزيز نمو القطاع اللوجستي وجذب المزيد من الاستثمارات النوعية للقطاع، ويجري حاليا تنظيم عدد من اللقاءات التعريفية في إطار التحضيرات الجارية لانعقاد ورش وعيادات جلب الاستثمار في قطاع النقل واللوجستيات؛ والتي من المقرر أن تنعقد خلال الشهر المقبل، وتستهدف الورش والعيادات تحديد وحلحلة التحديات التي تواجه المشروعات اللوجستية ودعم الأفكار الاستثمارية في قطاع النقل واللوجستيات، وتعد هذه الورش والعيادات امتدادا للمختبرات وعيادات حلحلة التحديات وتحديد الفرص الواعدة في عدد من القطاعات الحيوية والتي تعد ركيزة لسياسات التنويع الاقتصادي. وخلال الفترة الماضية، أثمرت جهود الترويج والتسويق عن جذب استثمارات أجنبية مهمة إلى سلطنة عُمان وتتضمن شراكة استراتيجية مع شركة إيفري البريطانية المتخصصة بخدمات التوصيل ولوجستيات التجارة الإلكترونية، بهدف تطوير القطاع، وتعزيز مكانة سلطنة عُمان كمركز محوري للتجارة والاستثمار والخدمات اللوجستية على النطاقين الإقليمي والعالمي، كما تم توقيع اتفاقية شراكة مع شركة سيمنز العالمية لإطلاق مشروعات تعاون في مجالات لوجستية عدة، منها تطوير العمليات التشغيلية وتعزيز الاستدامة والتحول الرقمي، بما يدعم البنية التحتية الجاذبة للاستثمار الأجنبي في سلطنة عُمان.
ومن جانب آخر، وضمن أولوية التوظيف وتوفير فرص العمل في الخطة الخمسية العاشرة، يعد القطاع اللوجستي أحد القطاعات الواعدة في التوظيف سواء من خلال فرص العمل التي تتيحها المشروعات الجديدة أو من خلال ما يتيحه القطاع من فرص لنمو المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ويوفر القطاع اللوجستي حاليا نحو 100 ألف وظيفة في القطاع الخاص منها حوالي 22 ألف وظيفة يشغلها العمانيون بما يمثل نسبة تعمين نحو 22 بالمائة. وانعكس نمو القطاع على ارتفاع عدد الوظائف في القطاع اللوجستي خلال العام الجاري، حيث زاد العدد من 94 ألف وظيفة في نهاية 2022 إلى 100 ألف وظيفة بنهاية يوليو الماضي، وعلى الرغم من ارتفاع عدد العمانيين العاملين في القطاع خلال العام الجاري بنسبة 4.7 بالمائة، يظل أحد التحديات أن الجانب الأكبر من الوظائف الجديدة تشغله القوى العاملة الوافدة، وتستهدف الاستراتيجية المقترحة للتعمين في القطاع اللوجستي رفع معدلات التعمين من خلال عدة مراحل وإيجاد مسارات وظيفية للباحثين عن عمل بعد التوظيف، وطرح برامج تدريبية فنية متخصصة لتأهيل الكوادر وفق أعلى المستويات التكنولوجية، وزيادة استيعاب الخريجين للعمل في هذا القطاع الحيوي وفق إطار زمني محدد مع إتاحة فرص التمويل للمشروعات الجديدة في هذا القطاع، ويعزز التعمين في القطاع جهود مشتركة من قبل الجهات المعنية منها وزارتي العمل والنقل والاتصالات وتقنية المعلومات وبمشاركة وحدة المهارات القطاعية للقطاع اللوجستي ومركز عمان للوجستيات، كما طرحت عدة شركات حكومية مبادرات لتأهيل الباحثين عن عمل في عدد من المجالات منها اللوجستيات وسلاسل الإمداد وإدارة الأعمال وذكاء الأعمال والهندسة والحاسب الآلي.
ومن المتوقع أن يصبح القطاع اللوجستي أحد القطاعات المسهمة بشكل رئيسي في تعزيز التنويع الاقتصادي وتوليد فرص العمل، حيث تضع سياسات التنويع الاقتصادي اللوجستيات كأحد ركائز التنويع، وتستهدف الخطة العاشرة رفع إسهام القطاع في الناتج المحلي الإجمالي ورفع معدل النمو السنوي للقطاع على مدار سنوات الخطة الخمسية العاشرة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: التجارة الإلکترونیة خلال الربع الأول فی الناتج المحلی سلاسل الإمداد العام الجاری نمو القطاع سلطنة عمان ملیار ریال فی سلطنة ع ألف وظیفة من خلال فی قطاع عدد من
إقرأ أيضاً:
انطلاق "مؤتمر عُمان للأمن الإلكتروني 2025" الخميس المقبل.. والقطاع اللوجستي يتصدر أجندة الدفاعات السيبرانية
◄ الدورة الخامسة تنعقد بآمال وطنية لتعزيز آليات المواجهة والاستجابة لرفع مستوى الكفاءة
◄ انطلاق التمرين الوطني للأمن الإلكتروني اللوجستي في محاكاة واقعية لأبرز التهديدات
◄ المؤتمر يسعى للاتفاق على معايير وطنية لأفضل ممارسات الأمان الإلكتروني بالقطاع اللوجستي
◄ مجموعة ورش تدريبية مصاحبة لتعزيز الجاهزية في مواجهة التهديدات
◄ استهداف الوصول لمنظومة أمان لوجستي تدعم توجهات تحسين إدارة المخاطر بفاعلية
مسقط- الرؤية
يرعى معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، افتتاح أعمال الدورة الخامسة من مؤتمر عُمان للأمن الإلكتروني 2025 حت عنوان "تمكين الأمن الإلكتروني في قطاع اللوجستي"، وذلك بتنظيم من جريدة "الرؤية" بتنسيق مباشر مع مركز الدفاع الإلكتروني وأكاديمية الأمن الإلكتروني المتقدم؛ وينعقد المؤتمر في تمام التاسعة من صباح يوم الخمس المقبل، بفندق موفنبيك مسقط في غلا.
وتأتي أعمال المؤتمر هذا العام في توقيتٍ دقيق يعدُّ فيه قطاع الخدمات اللوجستية أحد أعمدة التنويع الاقتصادي وتعزيز مؤشرات التنمية؛ إذ إنه وباعتباره القطاعَ المعنيَّ بإدارة وتنظيم عمليات نقل وتوزيع السلع والخدمات من نقطة الإنتاج إلى المستهلك النهائي؛ فإنَّ مجموعة الأنشطة التي يشملها هذا القطاع؛ سواءً على مستوى: الشحن، والتوزيع، والتسليم، والتخزين، والنقل، والإدارة، إضافة لإدارة سلاسل التوريد بشكل عام، قد أكسبتْه القدرة على التحفيز والابتكار، إضافة لتبنِّي التكنولوجيا الحديثة في تعزيز السرعة والكفاءة في عمليات التشغيل المختلفة؛ والتي جعلته بالمقابل في مرمى الهجمات الإلكترونية والاختراقات؛ مما يستدعي تعزيز أنظمة الأمان لحماية البيانات وعمليات التشغيل في القطاع من مختلف المخاطر والتهديدات المرتبطة بالأمن الإلكتروني، ومن ثم القدرة على الاستجابة واستعادة السيطرة حال حدوث أي هجوم.
وتُستهل أعمال الدورة الحالية، بكلمة ترحيبية يلقيها رئيس التحرير حاتم بن حمد الطائي أمين عام المؤتمر، ويُلقي بيان افتتاح الدورة الحالية المهندس خميس الحجري رئيس مركز الدفاع الإلكتروني شريك الأمن السيبراني، فيما يقدِّم ورقة العمل الرئيسية الخبير السنغافوري ليونارد كاهو مدير تحول الخدمات من شركة إنساين للأمن السيبراني في سنغافورة.
واستثمارًا لهذا الحدث التقني الواعد، تَشْهد الدورة الحالية توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة العمل ممثلة في مبادرة "تشغيل" مع الشركات المحلية المعنية بالمبادرة، وذلك بحضور سعادة خالد بن سالم بن سليمان الغماري وكيل وزارة العمل للعمل.
المخاطر والتهديدات
وتنطلق بعد ذلك أعمال المحور الأول من المؤتمر بعنوان "مخاطر وتهديدات الأمن الإلكترونية في قطاع اللوجستي"، والتي يستهلها البروفيسور "يومين هو" مدير مركز الأبحاث والاستحواذ في المعهد الوطني للأمن السيبراني بتايوان، ومن ثمَّ يقدِّم مركز الدفاع الإلكتروني ورقة عمل بعنوان "مخاطر وتهديدات الأمن السيبراني في القطاع اللوجستي"، قبل أن يقدِّم المهندس راشد السالمي المدير التنفيذي لشركة إنسايت لأمن المعلومات الورقة الثانية بهذا المحور. أما ثالث أوراق عمل المحور فيقدمها الدكتور يحيى الحضرمي خبير أمن أنظمة التشغيل في القطاع اللوجستي بمجموعة أسياد. ثم يقدِّم المهندس ناصر بن خميس الشحي طالب دكتوراة في مجال أمن نظم التحكم الصناعية ورقة عمل بعنوان "إعادة التفكير في أمن نظم التحكم الصناعية باستخدام الثقة المعدومة في العمليات اللوجستية". وتَختتم المحور الدكتورة شيماء بنت عبدالله الحارثية المحاضرة في جامعة التقنية والعلوم التطبيقية تخصص علوم لوجستية بورقة عمل حول "التهديدات السيبرانية في أنظمة تكامل إنترنت الأشياء والمستودعات الذكية والخدمات اللوجستية".
المحور الثاني من المؤتمر ينطلق في صورة جلسة نقاشية حوارية مفتوحة، تحملُ عنوان "نحو معايير وطنية لأفضل ممارسات الأمن الإلكتروني في القطاع اللوجستي"؛ مستهدفةً الوقوف على أبرز التهديدات السيبرانية التي تواجه القطاع اللوجستي في سلطنة عُمان والمنطقة عمومًا، إضافة لتحديد مستوى الحاجة لإطار وطني موحد لأمن المعلومات في هذا القطاع، وما إذا كانت هناك تحديات تعيق تبني ممارسات أمن إلكتروني موحدة في المؤسسات اللوجستية، قبل الانتقال إلى كيفية تحقيق التوازن بين كفاءة التشغيل وسلامة الأنظمة الإلكترونية، والدور المطلوب من القطاع الخاص في دعم الجهود الوطنية لتعزيز أمن القطاع اللوجستي، مرورًا بدور الذكاء الاصطناعي والأنظمة الذكية في تعزيز الأمان الإلكتروني في سلاسل الإمداد، والتخوفات بشأن تحول الذكاء الاصطناعي نفسه إلى أداة تهديد سيبراني، وصولًا لآليات واضحة لتحويل التهديدات السيبرانية إلى فرص لبناء قدرات وطنية وتوطين الخبرات في المجال اللوجستي.
ويُدير الجلسة النقاشية المهندس جيفر المعمري رئيس الأمن السيبراني في فودافون عُمان، ويُشارك فيها كلٌّ من: العميد الركن متقاعد المهندس محمد بن أحمد اللمكي خبير الأمن السيبراني، والدكتور ناصر بن صالح العزواني رئيس قسم تقنية المعلومات وتكنولوجيا المعلومات ببنك العز الإسلامي، وممثل عن الإدارة العامة للجمارك بشرطة عُمان السلطانية، والمهندس عبدالسلام بن زهران الهنائي مدير تقنية المعلومات بموانئ أسياد والمناطق الحرة، والمهندس سعيد البحري مدير الأمن السيبراني بعُمان داتا بارك، والمهندس إبراهيم بن حامد البلوشي خبير أمن سيبراني بمركز الدفاع الإلكتروني.
معايير سيبرانية وطنية
وتستهدفُ الدورة الحالية من المؤتمر الوصول لمنظومة أمان لوجستي تدعم توجهات تحسين الكفاءة وإدارة المخاطر بفاعلية، وتحديد آليات عالية المستوى لمواجهة ما يعترض القطاع اللوجستي من تهديدات إلكترونية، فضلًا عن الاتفاق على معايير وطنية (فنية وإدارية) لتطبيق أفضل الممارسات في الاستجابة في لحالات الطوارئ، عبر توفير منصة نقاش تفاعلية أمام المعنيين والخبراء المختصين؛ لبحث آليات المواجهة فيما يعترض القطاع اللوجستي الوطني من تهديدات وهجمات وجرائم إلكترونية يُمكن أن تعرقل العملية اللوجستية السَّلِسَة، ووضع ومتابعة تدابير الأمن اللوجستي وآليات رفع مستوى جودة وكفاءة وفاعلية الخدمات المقدمة من الجهات والشركات العاملة بالقطاع؛ وصولًا للاتفاق على جُملة معايير وطنية (فنية وإدارية) تساعد على تحديد وتطبيق أفضل الممارسات والإجراءات الأمنية، وصياغة وتنفيذ خطط الطوارئ والاستجابة الفعَّالة، بما يضمن التبادل الإيجابي للخبرات والمعرفة حول موضوع الأمن اللوجستي في إدارة سلسلة التوريد الآمنة.
التمرين الوطني للأمن الإلكتروني
وتعزيزًا للفائدة، تنطلق تحت مظلة مؤتمر هذا العام، وقائع "التمرين الوطني للأمن الإلكتروني اللوجستي" الأول من نوعه في سلطنة عُمان، بالتنسيق مع مركز الدفاع الإلكتروني وأكاديمية الأمن الإلكتروني المتقدم؛ كتدريب مُحاكاة يُشارك فيه المهتمون والمعنيون بالأمن الإلكتروني والمعلوماتي في قطاع اللوجستي، وبإشراف مُراقبين وخبراء لضمان تحقيق الاستفادة الكاملة عبر تبادل الأفكار والرؤى في مجال مواجهة التهديدات والهجمات الإلكترونية في القطاع.
وينطلق التمرين في ضوء سيناريوهات ونماذج تم تصميمها وهندستها من قبل القائمين على التمرين لاختبار الجاهزية، والوقوف على حالة الوضع الأمني الإلكتروني لدى مُنظمِّي ومشغِّلي الخدمات اللوجستية في سلطنة عُمان، وقياس مدى الجاهزية في حماية الأصول الإلكترونية والتشغيلية، بالإضافة الى قياس المرونة في مواجهة التهديدات، فضلًا عن معالجة تحديات الأمن الإلكتروني في القطاع؛ بهدف توفير مساحة تدريب موثوقة على يد نُخبة من الخبراء والمختصين، بما يُسهم في تطوير وصقل الإمكانيات الوطنية في قطاع الخدمات اللوجستية المتعلقة بالأمن الإلكتروني، وتأهيل القوى العاملة في هذا المجال، مع تعزيز الجاهزية والاستجابة للحوادث والهجمات بشكل عملي؛ سواءً على مستوى المنظِّمين أو المشغلين.
تمكين الكوادر الوطنية
وفي إطار تحقيق الإفادة المتكاملة للكوادر الوطنية المستهدفة من دورة المؤتمر هذا العام، تنطلق مجموعة ورش تدريبية مُصاحبة لتعزيز الجاهزية؛ يستهلها الخبير الدولي محمد المحاسنة المدير الإقليمي لشركة (Immersive) بمحاضرة مفتوحة حول "تعزيز إستراتيجيات الدفاع في سلالسل الإمداد" بطرح معمق يسلط الضوء على أحدث الآليات الدفاعية الكفيلة بتحصين سلاسل الإمداد والتوريد ضد التهديدات الإلكترونية، ثم يقدم البروفيسور يومين هو مدير مركز الأبحاث والاستحواذ في المعهد الوطني للأمن السيبراني (تايوان) ورشة تدريبية حول "الاتجاهات الحديثة في تهديدات الأمن السيبراني بالقطاع اللوجستي"، وتتضمن نظرة عامة على التهديدات السيبرانية الحالية ودور الابتكار والتطوير في تعزيز أمن المعلومات في المؤسسات اللوجستية، والإستراتيجيات الفعّالة لتطبيق أنظمة إدارة أمن المعلومات (ISMS) في المؤسسات الحكومية والخاصة، وكيفية استخدام تحليلات البيانات الضخمة للكشف عن التهديدات الأمنية والسلوكيات غير الطبيعية، وأفضل الممارسات والمعايير الوطنية والدولية في الأمن السيبراني، فيما يقدم البروفيسور كوبر تشينغ يوان كو الأستاذ في معهد إدارة المعلومات بجامعة يانغ مينغ شياو تونع (تايوان)، الورشة التدريبية "نظام كشف التسلل المعتمد على الذكاء الاصطناعي وأمن سلاسل الإمداد والتوريد"، يتعرف من خلالها المشاركون على دور أنظمة كشف التسلل (IDS) في تعزيز أمن الشبكات الخارجية (Extranet) في سلاسل التوريد، وكيفية توظيف الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات والكشف المبكر عن التهديدات السيبرانية، وتطبيقات تقنيات البلوك تشين في تحسين أمان البيانات والاتصالات، ودراسة حالات عملية لاستخدام الأنظمة الذكية في تعزيز الأمان السيبراني، وعرض أحدث الأبحاث والممارسات المبتكرة في مجال أمن المعلومات والشبكات. ويختتم الورش التدريبية البروفيسور شيا مو يو الأستاذ المشارك بمعهد الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسوب بجامعة يانغ مينغ شياو تونع الوطنية (تايوان)، بورشة بعنوان "من التزييف العميق إلى الذكاء الاصطناعي الموثوق: التحديات والحلول"، مسلطا الضوء على مفهوم التزييف العميق وكيفية الكشف عنه باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وأهمية أمان الذكاء الاصطناعي في حماية البيانات والشبكات، وإستراتيجيات حماية الخصوصية في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والتحديات الأمنية في الشبكات الحديثة ودور الذكاء الاصطناعي في تعزيز الأمان، والحلول المبتكرة لبناء أنظمة ذكاء اصطناعي موثوقة وشفافة.