أخبار ليبيا 24 – متابعات

نجم الفيضان المفاجئ الذي أودى بحياة الآلاف في ليبيا هذا الأسبوع عن الإعصار المتوسطي (دانيال) هو ظاهرة مناخية نادرة ولكنها مدمرة يعتقد العلماء أنها ستتفاقم في عالم يزداد حرارة.

هذا المصطلح “الإعصار المتوسطي” غير المعروف بعد لدى الناس عموما ولكن يستخدمه العلماء وعلماء الأرصاد الجوية باستمرار، صيغ عبر الجمع بين كلمات “البحر الأبيض المتوسط” و”إعصار”.

وتشبه الأعاصير المتوسطية غيرها من الأعاصير والعواصف، لكنها يمكن أن تتشكل فوق المياه الأقل سخونة.

وفي صور الأقمار الاصطناعية، يمكن أن تبدو كأنها كتلة دوامة من السحب العاصفة تحيط بنقطة مركزية هي عين الإعصار، لكن هذه العواصف المتوسطية هي بشكل عام أصغر وأضعف من نظيراتها الاستوائية ولديها مساحة أضيق لتنمو وتكبر.

وتعادل قوتها القصوى عمومًا إعصارًا من الفئة الأولى على مقياس سفير-سيمبسون، وهذا يعني أن سرعتها تراوح من 119 إلى 153 كيلومترًا في الساعة، إضافة إلى رياحها العنيفة، تصاحب الأعاصير المتوسطية أمطار غزيرة.
وأسقطت العاصفة دانيال ما يصل إلى 170 ملم من الأمطار في أقل من يومين على برقة، في شمال شرقي ليبيا، حيث يندر هطول الأمطار هذا الموسم.

وتقول سوزان غراي، الأستاذة في قسم الأرصاد الجوية بجامعة ريدينغ إن الأعاصير المتوسطية تتشكل عادة في الخريف عندما يكون البحر دافئًا، وعلى الأغلب في غرب البحر الأبيض المتوسط والمنطقة الواقعة بين البحر الأيوني وساحل شمال إفريقيا.
وتنشأ هذه الأعاصير عندما يتشكل حمل حراري أو تصاعد لدى التقاء طبقة من الهواء البارد القادمة من الارتفاعات الأعلى مع الهواء الدافئ الصاعد من البحر، ويحدث هذا اللقاء حول مركز للضغط المنخفض.

تتشكل الأعاصير المتوسطية مرة أو مرتين في السنة، وفقًا للإدارة الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي، فيما تتحرك الأعاصير من الشرق إلى الغرب، تميل الأعاصير المتوسطية إلى الانتقال من الغرب إلى الشرق.

من ثم فقد عبرت العاصفة دانيال بلغاريا واليونان وتركيا الأسبوع الماضي قبل أن تصل إلى ليبيا.

ونشأت ثلاثة أعاصير متوسطية قبالة سواحل اليونان بين عامي 2016 و2018، بينما رصدت خدمات الأرصاد الجوية الإسبانية في عام 2019 واحدًا بين جزر البليار والساحل الجزائري.

في سبتمبر 2020، ضربت اليونان رياح تصل سرعتها إلى 120 كيلومترًا في الساعة، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص في بلدة كارديتسا وتسبب في فيضانات وانهيارات أرضية وانقطاع التيار الكهربائي، وتعرضت صقلية لعاصفة مماثلة في عام 2021.

وتقول هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية إنه يصعب استخلاص عِبر مناخية من الأعاصير المتوسطية بسبب ندرتها، لكن الخبراء يقولون إن ارتفاع درجات حرارة سطح البحر الناجم عن تغير المناخ الذي يسببه النشاط البشري، سيجعل الأحداث المتطرفة مثل الأعاصير أو الأعاصير المتوسطية أكثر شدة، على الرغم من أنها قد تصير أقل تواترا.

وتقول ليز ستيفنز، الأستاذة في جامعة ريدينغ: “يعتقد أن تغير المناخ يزيد من شدة أقوى الأعاصير المتوسطية.. نحن على قناعة بأن تغير المناخ يزيد من هطول الأمطار المصاحبة لمثل هذه العواصف”.

ويشير العلماء إلى أن المحيطات امتصت 90% من الحرارة الزائدة الناتجة من النشاط البشري منذ بداية العصر الصناعي، وسُجلت في البحر الأبيض المتوسط أعلى درجة حرارة في يوليو، عندما واجهت أوروبا سلسلة من موجات الحر الاستثنائية.

وصارت المياه السطحية في شرق البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي أكثر دفئًا بمقدار درجتين إلى ثلاث درجات مئوية عن المعتاد في بداية سبتمبر، وهو ما يُعتقد أنه جعل العاصفة دانيال أشد.

وتقول ليزي كيندون، أستاذة علوم المناخ في جامعة بريستول، إن العاصفة دانيال “توضح حجم الأمطار المدمرة التي يمكن أن نتوقعها بشكل متزايد في المستقبل” مع ارتفاع درجة حرارة العالم، ويستطرد عالم المناخ كارستن هاوستن من جامعة لايبزيغ “إن نشوء العاصفة دانيال من إعصار متوسطي.. ربما يكون نتيجة لدرجات حرارة سطح البحر الأكثر دفئًا، وبالتالي تغير المناخ الناجم عن الإنسان”.

المصدر: أخبار ليبيا 24

كلمات دلالية: البحر الأبیض المتوسط العاصفة دانیال الأرصاد الجویة تغیر المناخ

إقرأ أيضاً:

المركز الأمريكي للأعاصير: “بيريل” يشتد للفئة 5 ويقترب من جامايكا

حذر المركز الوطني الأمريكي للأعاصير، الليلة الماضية، من أن الإعصار “بيريل” الذي يضرب شرق منطقة الكاريبي اشتد إلى الفئة الخامسة.

وقال المركز إنّ “بيريل” أصبح الآن إعصاراً كارثياً محتملاً من الفئة الخامسة، موضحاً أنّ حدوث تقلّبات في القوة أمر محتمل، لكن من المتوقع أن يظلّ قريباً من قوّة إعصار ضخم أثناء تقدّمه في منطقة كاريبي باتجاه جامايكا.

وأضاف أن الإعصار رُصد على بعد نحو 1355 كيلومترا إلى الشرق والجنوب الشرقي من جامايكا برياح تبلغ سرعتها 260 كيلومترا في الساعة.

وبحسب المركز فإنّ جزيرة كارياكو في غرينادا تعرّضت لضربة مباشرة من “الجدار البالغ الخطورة لعين” الإعصار، مع رياح مستدامة تزيد سرعتها عن 150 ميلاً في الساعة، كما شهدت الجزر القريبة، بما في ذلك سانت فنسنت وغرينادين، رياحاً كارثية وعواصف مهدّدة للحياة.

وفي الشهر الماضي، توقعت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية حدوث “نشاط أعاصير غير معتاد” في المحيط الأطلسي في 2024، ويرجع ذلك لأسباب منها ارتفاع درجات حرارة المحيط إلى مستوى أوشك على أن يكون غير مسبوق.وام


مقالات مشابهة

  • الإعصار بيريل يخلف 7 قتلى في جنوب شرق الكاريبي
  • الأرض على موعد مع ظاهرة كونية نادرة.. نجم يظهر مرة واحدة في العمر
  • “مرة واحدة في العمر”.. سماء الأرض تستضيف حدثا كونيا في غضون بضعة أيام
  • “كدت أغفو”.. بايدن يكشف السبب الحقيقي وراء مناظرته الكارثية مع ترامب!
  • علماء يتوصلون لسبب انقراض الحيوانات الضخمة قبل 50 ألف سنة
  • بالفيديو.. اليوتبرز المصريين “Daddy & Shaggy” يكشفون ل”مراكش الآن” انبهارهم بجامع الكتبية
  • ضرب الكاريبي ويهدد جامايكا.. حقائق مثيرة عن الإعصار بيريل
  • الإعصار “بيريل” يشتد ويقترب من جاميكا
  • المركز الأمريكي للأعاصير: “بيريل” يشتد للفئة 5 ويقترب من جامايكا
  • وراء تسمية شهر يوليو قصة تعود إلى الحقبة الرومانية.. “خالد الزعاق” يروي التفاصيل