لجريدة عمان:
2024-12-18@20:10:07 GMT

خبرارت.. تناغم الطبيعة مع خرير المياه

تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT

تعد منطقة خبرارت بولاية طاقة بمحافظة ظفار من أجمل المناطق الريفية بالمحافظة، لما تتميز به طبيعة خلابة ووفرة في المياه العذبة، وتضفي لسكانها وزائريها النقاهة والراحة والاستجمام كمتنفس لاستنشاق هواء الطبيعة النقي والاستمتاع بروعة المنظر وجماله، حيث تتناغم أصوات خرير المياه مع الهدوء وأصوات الطيور.

ويمكن الوصول إلى المنطقة عبر عدة طرق مسفلتة منها طريق مدينة الحق وطريق دوار المعمورة، وتتميز المنطقة كغيرها بجمالها الطبيعي وأشجارها الباسقة ونسيمها اللطيف، فهي ليست منطقة خضراء فحسب، بل يوجد بها العديد من المواقع السياحية الجميلة.

بالإضافة إلى عدة عيون مائية أهمها عيون (انخر) و (زع) و( شنز) و( انشاف ).

كما تعد من المناطق الجبلية التي لم تزل بكرا في كثير من مواقعها، حيث يمكن للزائر أن يستمتع بمشاهدة القمم الخضراء التي تداعبها نسمات الهواء الباردة وعبير الروائح العطرية من زنابق الورد وأشجار الرياحين ـكما تتفرد خبرارت بجمال الأودية والشعاب الكثيرة التي تحيط بالمنطقة حيث تتجلى روعة وجمال هذه الأودية والشعاب في بداية شهر سبتمبر فتحبس الرياح الشمالية الخفيفة التي تهب على المنطقة كتل السحب والضباب وتحجزها داخل الأودية مشكلة مناظر رائعة أشبه بغابة الثلج.

وتنمو في المنطقة نبات زهرة البيضح التي تستخرج بأداة حادة تسمي محليا (زيق) وهي نوع من النباتات تحمل أزهارا بيضاء أحادية الساق، زهرها أشبه بالزنبق وثمارها تكون في باطن الأرض ولها جلد سميك بني اللون ويمكن أن تندرج ثمار هذه النبتة تحت الحمضيات وكان السكان يستخرجون هذه الثمار منذ القدم.

وتتميز منطقة خبرارت بالعديد من الكهوف الجبلية الكبيرة التي كانت تستخدم في السابق كملاجئ آمنة للمواطنين هم وحيواناتهم من الأعاصير والمنخفضات الجوية وأمطار الخريف والشتاء ومن حرارة الشمس الحارقة في فصل الصيف.

ومن بين الكهوف التي قد لعبت دورا مهما وحيويا في المنطقة كهف (زع) الذي كان يسكنه العديد من الأسر منذ مئات السنين، والذين كانوا يسكنون أيضا على حوافه ومحيطه في موسمي الربيع والقيظ.

ويمثل كهف "زع” أحد أهم مراكز الاستيطان لسكان المنطقة وسكان عدد من مناطق جبل طاقة وجبل صلالة وغيرهم من النازحين والمارة والعابرين طلبا للمأوى والماء والمرعى والغذاء. وتعود الأهمية التي يشكلها الكهف إلى عدة عوامل أهمها السعة والعمق الذي يمكنه من استيعاب عدد كبير من العائلات مع ماشيتهم وإيوائهم بالإضافة إلى وجود عين ماء غزيرة تتدفق على مدار العام وتكفي احتياجات سكان الكهف والمناطق القريبة منه، وإشرافه على الأودية والمنحدرات والمراعي التي يتوفر فيها الكثير من الأشجار والأعشاب الطبيعية الصالحة لغذاء الماشية، الذي يعد هو المورد الاقتصادي الأساسي للسكان.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

السياحة الخضراء في الإمارات.. جمال الطبيعة تحت مظلة الاستدامة

نجحت دولة الإمارات في تذليل العديد من التحديات الطبيعية والجغرافية، والتغلب على ظروف البيئة الجافة، وتحويل المساحات الصحراوية الشاسعة إلى واحات غناء وحدائق ممتدة، بالتزامن مع تطوير نوعي في البنية التحتية المستدامة، حتى أصبحت الدولة إحدى أبرز الوجهات السياحية العالمية، وحجزت وجهاتها على امتداد مساحة الإمارات باعتبارها مكاناً جاذباً في مجال السياحة الخضراء.

وفي هذا الصدد، أولت دولة الإمارات، بفضل توجيهات القيادة الرشيدة، اهتماماً كبيراً بتطوير السياحة الخضراء والبيئية باعتبارهما من الركائز الأساسية في تعزيز استدامة السياحة في الدولة، مع الحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي، ودعم تنافسية الوجهات السياحية، مدعومة بالعديد من المبادرات البيئية الرائدة والاستراتيجيات المستقبلية المستدامة التي من شأنها إبراز قيمة السياحة المسؤولة، وتعزيز ثقافة التعامل المستدام مع البيئة، ونشر مفاهيم السياحة الخضراء التي تراعي بصورة كاملة الآثار الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الحالية والمقبلة.

أجمل شتاء وحرصاً على ترسيخ هذه المفاهيم على الصعيد المجتمعي، جاء إطلاق وزارة الاقتصاد النسخة الخامسة لحملة أجمل شتاء في العالم تحت شعار "السياحة الخضراء"، بالتعاون مع المركز الزراعي الوطني، والهيئات السياحية المحلية في الدولة، بهدف تشجيع المشاركة المجتمعية في الممارسات الزراعية المستدامة، وتحفيز الزيارات السياحية إلى المزارع والمشاريع الزراعية بالإمارات السبع، وذلك في إطار استراتيجية السياحة الداخلية في الدولة التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والهادفة إلى تطوير منظومة سياحية تكاملية على مستوى الدولة.
ويشكل مفهوم "السياحة الخضراء" الذي تتبناه حملة أجمل شتاء في العالم خلال هذه الدورة، رافداً حضارياً للوعي البيئي المجتمعي يتجلى من خلاله الدمج المبتكر بين الاستمتاع بجمال الطبيعة البكر والحدائق الغناء في الإمارات، مقروناً بضوابط الاستدامة والحفاظ على البيئة والكنوز الطبيعية للأجيال، لتصبح تجارب السياحة الشتوية في الدولة فرصة سانحة لنشر الوعي البيئي وإبراز المعالم السياحية البيئية والمناطق الخضراء.
ولترسيخ أولوية وأهمية مفهوم السياحة الخضراء في المجتمع، عملت دولة الإمارات على إقرار منظومة تشريعية وقانونية تعزز استدامة الموارد الطبيعية وحماية مواطِن التنوع البيولوجي، كما دعمت تحقيق منظومة الاستدامة في قطاعات عدة، وعززت عمليات التحول نحو الاقتصاد الأخضر، والحد من معدلات التصحر والتلوث. ريادة إماراتية وحرصت دولة الإمارات على تأكيد ريادتها في مجال الاحتفاء بكنوز الطبيعة، وعلى التعريف بالكثير من الوجهات التي تتناسب مع تعريف الأمم المتحدة للسياحة الخضراء أو البيئة، ووفقاً للتعريف الأممي لهذا المفهوم فإنه يقصد به جميع أشكال السياحة المعتمدة على الطبيعة والتي يكون الدافع الرئيسي للسياح فيها هو ملاحظة وتقدير الطبيعة بالإضافة إلى الثقافات التقليدية السائدة في المناطق الطبيعية، كما تحتوي على ميزات تعليمية، فضلاً عن دورها في تقليل التأثيرات السلبية على البيئة الطبيعية والاجتماعية والثقافي، مع الحفاظ على المناطق الطبيعية التي تستخدم كمناطق جذب سياحي بيئي عبر زيادة الوعي تجاه الحفاظ على الأصول الطبيعية والثقافية، سواء بين السكان المحليين أو السياح.
وانسجاماً مع ذلك، تبنت الإمارات توجهات مستقبلية رائدة على المستوى العالمي تركز على السياحة المسؤولة والاستدامة، وترسيخ هذه الثقافة لدى الوجهات السياحية المحلية، مع إعطاء أولوية للابتكار والتحول الرقمي في هذا القطاع لزيادة الإيرادات والنمو وتعزيز فرص الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتوظيف وتطوير تطبيقات التكنولوجيا المتقدمة لتعزيز جهود الدولة في خفض الانبعاثات الكربونية، بما يسهم في تحقيق مستهدفات الدولة للحياد المناخي 2050، وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة. رؤية استشرافية ونجحت الدولة بفضل الرؤية الاستشرافية، في ترسيخ المكونات الرئيسية لنمو قطاع السياحة حيث حلت في المرتبة الأولى إقليمياً والمرتبة 18 عالمياً في مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، لتحقق تقدماً بمقدار 7 مراكز مقارنةً بالمرتبة الـ 25 عالمياً في العام 2019، محققةً نتائج إيجابية تعكس المكانة الرائدة للدولة على خريطة السياحة والسفر العالمية، وتعزز الوصول إلى مستهدفات "الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2031"، والرامية إلى الارتقاء بمكانة الإمارات كأفضل هوية سياحية حول العالم بحلول العقد المقبل.
وتبرز المحميات الطبيعية في الإمارات بوصفها إحدى أكثر وجهات السياحة البيئية استقطاباً للزوار، حيث تعمل على تعزيز التنوع البيولوجي وحفظ التوازن البيئي، كما تحتضن الدولة محميات طبيعية، تمثل نحو 15.53% من إجمالي مساحة الدولة وتنقسم هذه المحميات الطبيعية إلى محميات بحرية تمثل نحو 12.01% من المناطق البحرية والساحلية ومحميات برية تمثل 18.4% من المناطق البرية في الدولة.
كما أطلقت وزارة التغير المناخي والبيئة مشروعاً وطنياً يستهدف الاهتمام والترويج للسياحة البيئية في الامارات تحت مسمى "كنوز الطبيعة في الإمارات"، وهو عبارة عن منظومة مرحلية للترويج لمقومات السياحة البيئية في دولة الإمارات. ممارسات مستدامة وبادرت الجهات المعنية بالقطاع السياحي على مستوى الدولة بإطلاق المبادرات التي تعزز السياحة البيئية الخضراء ومفاهيم الاستدامة، فقد أطلقت دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي 3 مبادرات تعزز الاستدامة في القطاع السياحي وتمكن الشركاء من تطبيق الممارسات المستدامة في أعمالهم.
كما أطلقت دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي 50 مبادرة رائدة في الحفاظ على البيئة والاستدامة ضمن منظومتها السياحية، سواء كانت محميات صحراوية، أو مطاعم، أو منشآت فندقية، أو مناطق جذب سياحي تحافظ على البيئة، بالإضافة إلى الأنشطة التوعوية والثقافية التي تهتم بهذا المجال.

مقالات مشابهة

  • محافظ الإسكندرية يوجه بسرعة رصف الطرق التي يشتكي منها المواطنون.. صور
  • انقطاع المياه عن عدد من مناطق الإسكندرية لمدة 6 ساعات
  • انطلاق المرحلة الثالثة من مبادرة تناغم الحواس بكفر الشيخ
  • السياحة الخضراء في الإمارات.. جمال الطبيعة تحت مظلة الاستدامة
  • وزارة الموارد المائية الليبية تحذر المواطنين من ارتفاع منسوب المياه وجريان الأودية
  • وزير الدفاع يشهد مشروع مراكز القيادة التعبوي الذي تنفذه المنطقة الجنوبية العسكرية
  • ما الذي يحدث في المنطقة ؟
  • أمير منطقة تبوك يستقبل المواطن عبداللطيف العطوي الذي تنازل عن قاتل ابنه لوجه الله تعالى
  • سياسي عراقي يكشف أسباب الزيارات المكوكية التي تشهدها العاصمة بغداد
  • مراسلة الجزيرة بموسكو تكشف عن الفندق الذي نزل به الأسد والأموال التي بحوزته