دراسة حول تاريج السلالة البشرية تثير خلافات بين العلماء
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
توصلت دراسة حديثة إلى أن السلالة البشرية كانت قاب قوسين أو أدنى من الانقراض قبل نحو 900 ألف سنة، إلا أنها تجنبته بفضل 1280 فرداً فحسب. لكن العديد من العلماء شككوا في الدراسة.
واستندت الدراسة، التي نشرت نهاية أغسطس في مجلة "ساينس" وأعدّها فريق صيني، إلى نموذج تحليل جيني توصل من خلاله إلى أن وجود أسلاف الإنسان الحديث كان مهددا لمدة 120 ألف سنة على الأقل.
لكنّ هذا المنشور قوبل بالتشكيك من علماء انتقدوه، من بينهم الباحث في علم الوراثة التطورية البشرية في جامعة كامبريدج آيلوين سكالي الذي لاحظ أن "موقفاً شبه إجماعي تولّد في أوساط علماء الوراثة مفاده أن هذه الدراسة غير مقنعة".
ولم يشكك أحد في إمكان أن يكون حصل انخفاض شديد في عدد البشر في مرحلة من تطورهم أو ما يُعرف بـ"عنق الزجاجة السكانية"، لكنّ العلماء المنتقدين اعتبروا أن النموذج المستخدم يفتقر إلى الدقة التي افترض معدّو الدراسة أنه يتمتع بها، نظراً إلى النطاق الزمني الذي جرى درسه والأساليب المماثلة التي أدت في السابق إلى نتائج مختلفة.
وبما أن من الصعب جداً استخراج حمض نووي من متحجرات بشرية نادرة عائدة إلى مئات الآلاف من السنين، يستخدم العلماء المتحورات التي شهدها جينوم الإنسان الحديث ليستنتجوا منها بواسطة نماذج حاسوبية التغيرات التي حدثت في الماضي.
- التبريد المناخي
استخدم الفريق الصيني جينومات 3150 إنساناً حديثاً. واستنتجوا منها أن "نحو 98,7 في المئة من أسلاف البشر انقرضوا" في بداية "عنق الزجاجة السكانية" (قبل 930 ألف سنة)، بحسب هايبينغ لي من معهد شنغهاي للتغذية والصحة، وهو أحد المشاركين في إعداد الدراسة.
وشهد عدد السكان انهياراً على مدى 120 ألف سنة، حتى لم يكد يصل إلى 1300 فرد، وفقا للدراسة. وقال لي "أسلافنا كانوا على وشك الانقراض ولجأوا إلى التعاون من أجل البقاء".
ورجّح الباحث أن يكون ما حصل نجم عن التبريد المناخي، واستمر إلى ما قبل 813 ألف سنة، وتبعه انتعاش سكاني ترافقَ مع ارتفاع درجات الحرارة، وربما مع إجادة إشعال النار واستخدامها.
وقال لي إن "المجموعة السكانية الصغيرة القديمة (التي اقتربت من الانقراض) هي سلف جميع البشر المعاصرين، وإلا لما كنا نحمل آثارها في حمضنا النووي".
- "تشكيك شديد"
وأعرب ستيفان شيفيلز خبير علم الوراثة السكانية في "معهد ماكس بلانك" الألماني للأنثروبولوجيا التطورية عن "تشكيك شديد" في كون الباحثين أخذوا في الاعتبار الشكوك الإحصائية في هذا المجال.
ورأى أن استخدام التحليل الجينومي للإنسان الحديث للتوصل إلى رقم دقيق، مثلاً أن 1280 فرداً عاشوا منذ زمن طويل كهذا، "لن يكون ممكنا أبداً".
وأضاف شيفلز أن البيانات المستخدمة كانت معروفة منذ سنوات، وأن طرق تقدير عدد السكان السابقين لم تتوصل يوماً إلى أن ثمة اقتراباً من الانقراض.
وقال بونتوس سكوغلاند، من "معهد فرانسيس كريك" البريطاني، إن "من الصعب قبول استنتاج" معدّي هذه الدراسة في ضوء هذه المعطيات. المصدر: آ ف ب
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الجنس البشري الانقراض ألف سنة
إقرأ أيضاً:
دراسة: الرضع يفضلون الأطعمة التي تناولتها أمهاتهم في أثناء الحمل
أوصى باحثون الأمهات الحوامل اللواتي يرغبن في أن يتناول أطفالهن الخضروات الخضراء بتضمين هذه الأطعمة في نظامهن الغذائي خلال المراحل الأخيرة من الحمل.
جاء ذلك بعد دراسة كشفت عن أن حديثي الولادة أظهروا استجابة إيجابية لرائحة الأطعمة التي تعرضوا لها في أثناء وجودهم في الرحم.
قاد البحث جامعة دورهام، إذ تم تحليل تعبيرات الوجه لدى الرضع الذين تبلغ أعمارهم 3 أسابيع، وكانت أمهاتهم يتناولن بانتظام الكرنب الأجعد (الكالي) أو الجزر خلال الحمل.
ووجد الباحثون أن الأطفال الذين تعرضوا لمذاق الجزر في أثناء الحمل أبدوا استجابة إيجابية لرائحته بعد الولادة. وبالمثل، فإن الأطفال الذين تناولت أمهاتهم كبسولات مسحوق الكالي في أثناء الحمل أظهروا تفاعلا إيجابيا مع رائحة هذا الخضار.
البروفيسورة ناديا رايسلاند، الخبيرة في أبحاث الأجنة وحديثي الولادة، والتي اشتهرت دراستها عن تأثير التدخين على الأجنة عام 2015، كانت من المؤلفين الرئيسيين لهذه الدراسة.
وقالت: "تحليلنا لتعبيرات وجوه الرضع يشير إلى أنهم يبدون استجابة أكثر إيجابية لرائحة الأطعمة التي تناولتها أمهاتهم خلال الأشهر الأخيرة من الحمل. وهذا يعني أنه من المحتمل أن نشجع الأطفال على التفاعل بشكل أكثر تقبلًا مع الخضروات الخضراء من خلال تعريضهم لهذه الأطعمة في أثناء الحمل".
إعلانوأوضحت رايسلاند أن هناك ميلا لإعطاء الأطفال الرضع أطعمة ذات مذاق أكثر حلاوة عند الفطام، مثل الجزر المهروس أو الكمثرى أو الموز، لكن الأطفال الذين تعرضوا لمذاق الخضروات الأكثر مرارة في أثناء الحمل قد يطورون تفضيلًا لهذه الأطعمة الصحية لاحقًا.
وأضافت: "إذا تناولت الأم الخضروات الخضراء المرة والصحية، فقد يساعد ذلك أطفالها على تفضيلها وتقبلها في المستقبل". وأكدت أن الأجنة يتمتعون بحاسة شم شديدة الحساسية.
وشملت الدراسة 32 رضيعا من شمال شرق إنجلترا، وهي متابعة لبحث نُشر عام 2022 استخدم مسوحات الموجات فوق الصوتية رباعية الأبعاد (4D) التي أظهرت أن الأجنة يبتسمون عند تناول أمهاتهم للجزر، بينما يعبسون عند تعرضهم لمذاق الكالي.
وفي الدراسة الجديدة، لم يتم إعطاء الأطفال سوى مسحات مشبعة برائحة الجزر أو الكالي، دون إدخال أي شيء في أفواههم، نظرا لصغر سنهم وعدم استعدادهم لتجربة الأطعمة الصلبة بعد.
قام العلماء بعد ذلك بتحليل مقاطع الفيديو لمراقبة ردود فعل الأطفال، ومقارنتها بالتفاعلات التي أظهروها قبل الولادة، لفهم تأثير التعرض المتكرر للنكهات المختلفة خلال الثلث الأخير من الحمل.
ووجد فريق البحث أنه من مرحلة الجنين إلى مرحلة حديثي الولادة، زادت استجابات "وجه الضحك" بينما انخفضت استجابات "وجه البكاء" تجاه الروائح التي تعرضوا لها في الرحم.
وقالت الدكتورة بيزا أوستون-إليان، المؤلفة المشاركة في البحث: "أظهرت دراستنا أن الأجنة لا يستطيعون فقط الإحساس وتمييز النكهات المختلفة داخل الرحم، بل يمكنهم أيضًا التعلم وتكوين ذاكرة لبعض النكهات عند التعرض لها بشكل متكرر".
وأضافت: "هذا يدل على أن عملية تكوين تفضيلات الطعام تبدأ في وقت أبكر مما كنا نعتقد، منذ فترة الحمل نفسها. من خلال تقديم هذه النكهات في وقت مبكر، قد نتمكن من تشكيل عادات غذائية صحية لدى الأطفال منذ البداية".
إعلان