وزير مالية انقلاب السودان، كشف عن رفع دعوى أما القضاء بشأن الإشكاليات التي واجهت الإغاثات المتوجهة إلى ولايات دارفور، لاستعادة أموال الوزارة.

الخرطوم: التغيير

أقر وزير المالية بحكومة الانقلاب في السودان جبريل إبراهيم، بمواجهتهم صعوبات في الإيرادات، فيما أكد سعيهم الحثيث لصرف أجور العاملين بالدولة، كما كشف عن معلومات جديدة بشأن قضية المواد الإغاثية التي كانت في طريقها لإقليم دارفور.

وأدت حرب 15 ابريل التي اندلعت بين الجيش والدعم السريع بالعاصمة الخرطوم ومدن أخرى، إلى تعطل دولاب العمل وتوقف صرف الأجور للعاملين بالقطاعين العام والخاص طوال الأشهر الماضية، عدا القليل، فيما تردى النشاط الاقتصادي بصورة ملفتة وبات المواطنون يعيشون ظروفاً قاسية.

نقص الإيرادات وصرف الأجور

وقال جبريل إبراهيم الذي يرأس حركة العدل والمساواة السودانية، خلال حديثه لبرنامج بتلفزيون السودان مساء الخميس، إن التحدي الحقيقي بعد الحرب هو نقص الإيرادات في الدولة، حيث كانت الدولة تعتمد علي الضرائب كمورد أساسي.

وأضاف بأن ما تتحصل عليه الآن من الجمارك شئ يسير وهو عبارة عن شيكات في حسابات مصرفية توجد صعوبة في تحصيلها لتوقف عمليات المقاصة الإلكترونية بين البنوك بسبب المشاكل التي حدثت في القطاع المصرفي نتيجة الحرب الدائرة الآن.

وأكد جبريل سعي وزارته بكل جهدها من أجل صرف أجور العاملين في الدولة، ونوه إلى البدء بصرف أجور القوات النظامية، ومن ثم مرتب شهري أبريل ومايو لبعض القطاعات.

وأشار إلى أن الوزارة ستواصل في صرف استحقاقات كل العاملين بالدولة بنسبة 60% للموظفين في الدرجات العليا وبنسبة أكبر للدرجات الوسطى و100% للعمال “بالرغم من تعطل النظام المصرفي وشح الموارد بخزينة الدولة”، وأكد أن الوزارة لن تدخر جهداً في تأمين صرف الأجور للعاملين.

وشدد على أن من ضمن أولويات وزارته توفير الأجور للعاملين بالدولة والمعاشات والاحتياجات الصحية.

وونبه الوزير إلى عيوب النظام المركزي التي ظهرت جلياً بعد الحرب وأثرها الكبير على توفير الخدمات للمواطنين.

توزيع الإغاثة

وبشأن الإغاثة التي جاءت من الدول الخارجية للمتضررين من الحرب، أوضح جبريل أن وزارة المالية ليست لها علاقة بتوزيع حصص الولايات وإنما ينحصر دورها في ترحيل تلك الإغاثة إلى المناطق المتأثرة بالحرب حسب توزيع اللجنة العليا التي تتكون من عدة وزارات وليست وزارة واحدة.

وبخصوص الإشكالات التي حدثت في الإغاثة المتجهة إلى ولايات دارفور، أوضح الوزير الشركة الناقلة التي رسى عليها عطاء النقل هي التي تسببت في ذلك، حيث قامت بنقل الإغاثة إلى مدينة كوستي ومن هناك تم تغييرها بشركة أخرى وهو إجراء يخالف بنود عقد الترحيل.

وأعلن أن وزارة المالية رفعت ضدها دعوى أما القضاء حيث يجري التقاضي معها الآن لاستعادة أموال الوزارة.

وأكد أن وزارته وضعت في أولوياتها ترحيل الإغاثات إلى الولايات الآمنة، وأوضح أنهم نفذوا تجربة ناجحة بتوصيل مواد إغاثية إلى المواطنين اللاجئين في شرق تشاد.

الإشكاليات والبدائل

وأقر جبريل بوجود أشكال حقيقي في القطاع الصحي، وقال إن وزير الصحة الاتحادي يقود عملاً كبيراً، بمعية الجهات المانحة، لتلبية الاحتياجات، ونوه إلى وجود جزء كبير من الإغاثة عبارة عن مواد طبية كأدوية غسيل الكلى وأجهزة طبية وأدوية الأمراض المزمنة.

وتوقع الوزير نجاح الموسم الزراعي هذا العام، وشدد على ضرورة زيادة موارد الدولة، ولذلك تعمل الوزارة مع كل الأطراف ذات الصلة لإنجاح الموسم الزراعي.

وكشف أن وزارة المالية عملت على توفير جميع مدخلات الموسم الزراعي من تقاوى وأسمدة ووقود، ونوه ببدور اللجنة العليا لإنجاح الموسم الزراعي.

وبشأت وجود بدائل، قال جبريل إن البترول بعد الانفصال أصبح مورداً ضعيفاً للدولة “لذلك رأينا مع الإخوة في وزارة الطاقة أن نجتهد في زيادة إستخراج النفط بصورة كبيرة ولابد من مساعدة المواطن بمناطق البترول ومضاعفة الإنتاج في آبار النفط”.

وأضاف “وأيضا الذهب يعتبر أحد الموارد التي نسعى إلى تطويرها”، وتابع “إننا ننتج دون تقنين، لابد من تنظيم قطاع التعدين ليكون مورداً ثابتاً للدولة وكذلك ضبط التعدين الأهلى.

وشدد على ضرورة تفعيل قانون الاستثمار، وأقر بأنه من أقوى القوانين لكنه يحتاج إلى الاستقرار السياسي والبيئة الجاذبة ومحاربة كل أنواع الفساد.

وأعلن أن عملية ولاية وزارة المالية علي المال العام وصلت الوزارة فيها إلى مراحل متقدمة قبل الحرب.

وأكد جبريل متابعة وزارته توفير الخدمات من مياه وكهرباء لمدينة بورتسودان التي تحتضن الآن وزارات الدولة الاتحادية، وأنها ستعمل على توفير المال اللازم لتوفير خدمات المياه والكهرباء، وأعلن تجديد عقد الشركة التركية لمدة  15 شهراً مساء أمس الخميس، لتوفير الإمداد الكهربائي.

الوسومالإغاثة الخرطوم السودان بورتسودان جبريل إبراهيم حركة العدل والمساواة دارفور وزارة المالية

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الإغاثة الخرطوم السودان بورتسودان جبريل إبراهيم حركة العدل والمساواة دارفور وزارة المالية الموسم الزراعی وزارة المالیة صرف الأجور

إقرأ أيضاً:

التشكيك: سلاح خفي في الحرب النفسية التي تشنها المليشيات

في الحروب، لا تُطلق النيران فقط من فوهات البنادق والمدافع، بل تنطلق أيضاً من وراء الشاشات وصفحات التواصل، عبر رسائل مشبوهة وأحاديث مثبطة، في إطار ما يُعرف بالحرب النفسية. ومن بين أبرز أدوات هذه الحرب وأكثرها خبثاً: “التشكيك”. هذا السلاح الناعم تُديره غرف إلكترونية متخصصة تابعة للمليشيات، تهدف إلى زعزعة الثقة، وتفتيت الجبهة الداخلية، وبث الهزيمة النفسية في قلوب الناس، حتى وإن انتصروا في الميدان.

التشكيك في الانتصارات العسكرية، أحد أكثر الأساليب استخداماً هو تصوير الانتصارات المتحققة على الأرض من قِبل القوات المسلحة السودانية على أنها “انسحابات تكتيكية” من قبل المليشيات، أو أنها “اتفاقات غير معلنة”. يُروّج لذلك عبر رسائل تحمل طابعاً تحليلياً هادئاً، يلبسونها لبوس المنطق والرصانة، لكنها في الحقيقة مدفوعة الأجر وتُدار بخبث بالغ. الهدف منها بسيط: أن يفقد الناس ثقتهم في جيشهم، وأن تتآكل روحهم المعنوية.

التشكيك في قدرة الدولة على إعادة الإعمار، لا يكاد يمر يوم دون أن نقرأ رسالة أو منشوراً يسخر من فكرة إعادة الإعمار، خصوصاً في مجالات الكهرباء والمياه وإصلاح البنى التحتية المدمرة. هذه الرسائل تهدف إلى زرع الإحباط وجعل الناس يشعرون أن لا جدوى من الصمود، وأن الدولة عاجزة تماماً. لكن الواقع أثبت أن إرادة الشعوب، حين تتسلح بالإيمان والثقة، أقوى من أي دمار، وقد بدأت بالفعل ملامح إعادة الحياة تظهر في أكثر من مكان، رغم ضيق الموارد وشدة الظروف.

التشكيك في جرائم النهب المنظمة، مؤخراً، لاحظنا حملة تشكيك واسعة، تُحاول التغطية على جرائم النهب والسلب والانتهاكات التي ارتكبتها المليشيات طوال عامين. الحملة لا تنكر تلك الجرائم بشكل مباشر، بل تثير أسئلة مغلّفة بعبارات تبدو عقلانية، لكنها في جوهرها مصممة بعناية لإثارة دخان كثيف ونقل التركيز نحو جهات أخرى.

كيف نُساهم – دون قصد – في نشر التشكيك؟ المؤسف أن الكثير منا يتداول مثل هذه الرسائل بعفوية، وأحياناً بدافع الحزن أو القلق على الوطن، دون أن يتوقف ليتساءل: من كتب هذه الرسالة؟ ولماذا الآن؟ وما الذي تهدف إليه؟ وبهذا نُصبح – دون أن ندري – أدوات في ماكينة التشكيك التي تخدم أجندة المليشيات وتطعن في ظهر الوطن.
كيف نواجه هذه الحرب النفسية؟
الرد لا يكون بصمتنا أو بتكرار الرسائل المشككة، بل بـ:
وقف تداول أي رسالة مجهولة المصدر أو الكاتب.
عدم إعادة نشر أي محتوى يحمل ظنوناً أو يشكك أو يُحبط أو يثير اليأس.
نشر الإيجابيات، وبث الأمل، وتعزيز الثقة بالله أولاً، ثم بمؤسسات الدولة مهما كانت لدينا من ملاحظات أو انتقادات.

في الختام، التشكيك لا يبني وطناً، بل يهدمه حجراً حجراً. فلنكن على وعي، ولنُفشل هذا السلاح الخفي، بمناعة داخلية قائمة على الإيمان، والعقل، والأمل، والثقة بأن الوطن سيعود أقوى، ما دام فينا من يرفض الانكسار ويؤمن بأن النصر لا يبدأ من الجبهة، بل من القلب والعقل.
عميد شرطة (م)
عمر محمد عثمان
٢١ أبريل ٢٠٢٥م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • في لقاء مع الطلبة في لندن.. وزير الحج يؤكد تمكين المبتعثين لخدمة الحرمين
  • وزير الحج والعمرة يؤكد تمكين المبتعثين لخدمة الحرمين
  • في لقاء مع الطلبة في لندن.. وزير الحج والعمرة يؤكد تمكين المبتعثين لخدمة الحرمين
  • وزير المالية التركي يؤكد ضرورة رفع العقوبات عن سوريا
  • البدء بتوزيع حوافظ مرتبات شهر أبريل لجميع القطاعات
  • عاجل:- وزارة المالية تبدأ صرف مرتبات شهر أبريل 2025 وتحدد موعد زيادة الأجور
  • اهتمام الدولة بـ الشباب.. وزير الخارجية يلتقي مع 100 طالب وطالبة من الجامعات المصرية
  • التشكيك: سلاح خفي في الحرب النفسية التي تشنها المليشيات
  • وزير الاقتصاد والصناعة يصدر قراراً بتشكيل ثلاث إدارات عامة ضمن الوزارة بدل الوزارات التي كانت قائمة قبل الدمج
  • جبريل ابراهيم يتوجه إلى واشنطن.. تعرف على أسباب الزيارة