ما حكم زيادة سيدنا عند ذكر اسم المصطفى صلى الله عليه وسلم؟، سؤال أجاب عنه الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط. 

حكم زيادة سيدنا عند ذكر اسم المصطفى

وقال مرزوق من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: ما إن تحدثنا عن ذلك الموضوع حتى عارض بعض الناس دون قراءة للموضوع بل وتطاول  قوم لا يعرفون الأدب عند الاختلاف، موضحا الذي قصدناه هو لفظ السيادة في عموم الكلام أما في الأذان والإقامة فيجب بقاؤهما كما هما دون زيادة أو نقصان، يبقى الخلاف في الصلاة الإبراهيمية في الصلاة وفيها قولان.

 

ما حكم زيادة لفظ سيدنا في التشهد الأخير في الصلاة الإبراهيمية؟

ثبت في الأحاديث الصحيحة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أنا سيد ولد آدم) رواه مسلم، فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو سيد الناس كلهم من عهد آدم إلى يوم القيامة، بل هو سيد الإنس والجن والملائكة أيضًا، وقد عاب الله تعالى على الذي ينادون النبي صلى الله عليه وسلم باسمه المجرد، فقال: (لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضاً) النور/63، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ) الحجرات/2.

ولذلك فليس من قبيل الأدب ذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم مجردا عن الصلاة والسلام عليه، أو من غير ألفاظ التبجيل والتعظيم.

وأما زيادة لفظ: "سيدنا" في الصلاة الإبراهيمية فقد اختلف فيها الفقهاء على قولين، والمعتمد في مذهبنا استحباب هذه الزيادة وإن لم ترد في صيغة الصلاة التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه، وذلك لأن في زيادة لفظ "السيادة" الامتثال لما أُمرنا به من الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم، وامتثال الأدب أفضل من الاقتصار على الوارد في الصيغة التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه، ألا ترى كيف رجع أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن موقف الإمامة حين تأخر النبي صلى الله عليه وسلم عن الإمامة بسبب الانشغال في الإصلاح بين المتخاصمين، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم أشار إليه أن يبقى مكانه، ولكنه رضي الله عنه قال: (مَا كَانَ لِابْنِ أَبِي قُحَافَةَ أَنْ يُصَلِّيَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) متفق عليه. وكذلك استدل العلماء على هذه القاعدة: "سلوك الأدب أفضل من الامتثال" برفض علي بن أبي طالب رضي الله عنه محو كلمة "رسول الله" من كتاب صلح الحديبية.

فقال العلماء: وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلم الصحابة لفظ: "سيدنا" في الصلاة الإبراهيمية، فنحن نزيدها حرصا على كمال التأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم، والتغيير اليسير في أذكار الصلاة لا يضر في صحة الصلاة.

وتابع: لذلك ذهب جماعة من أهل العلم إلى جواز هذه الزيادة، منهم: العز بن عبد السلام، والقرافي، والرملي، والجلال المحلي، وقليوبي، والشرقاوي، والحصفكي، وابن عابدين، والنفراوي، وغيرهم.

خطبة الجمعة من البحيرة| أحمد الغنام: حياة سيدنا النبي احتوت على كل مكارم الأخلاق.. وضرب الحبيب المثل الأعلى في وفاء الرجل لزوجته وزير الأوقاف: النبي كان خيرا لأبنائه وأحفاده والخلق أجمعين

ينظر: [مغني المحتاج 1/ 384] وإن كان نقل عن ظاهر المذهب اعتماد عدم استحباب الزيادة، [أسنى المطالب4/ 166] لزكريا الأنصاري، ] و[حاشية تحفة المحتاج2/ 88] و[الموسوعة الفقهية 11/ 346].

وشدد أن من زاد لفظ السيادة في التشهد في الصلاة من باب التأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم لا حرج عليه، ومن تركها التزاما بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المقام لا حرج عليه أيضا، فالأول يعظم النبي صلى الله عليه وسلم بذكر سيادته، والثاني يعظمه بترك الزيادة على ما روي عنه، والكل على خير، والمهم أن لا يسيء بعضنا الظن ببعض، ونحن متفقون على وجوب محبة وتعظيم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وقد أمرنا الله تعالى بأن يكون صفنا متراصا، خاصة في مثل الظروف التي نعيشها، والتي يريد البعض بعثرة الصفوف بمثل هذه الخلافات، عملا بالقاعدة الاستعمارية: "فَرّق تَسُد" والله أعلم.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سيدنا الأزهر النبی صلى الله علیه وسلم

إقرأ أيضاً:

صلاة التراويح.. وزير الأوقاف يُعلن إقامة الصلاة بـ20 ركعة بالمساجد الكبرى

صلاة التراويح.. أعلن الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، أنّ ضمن خطة الوزارة خلال شهر رمضان، إقامة صلاة التراويح بـ 20 ركعة في المساجد الكبرى، ومنها مساجد سيدنا الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة وغيرها من المساجد الكبرى على مستوى الجمهورية، في حين تقام صلاة التراويح 8 ركعات في باقي المساجد.

ونكشف لكم حكم الشرع الحنيف في صلاة التراويح، وما عدد ركعاتها في شهر رمضان المعظم، وهل تصح صلاتها بثماني ركعات كما هو شائع في المساجد الآن:

مآذن الأزهر تصدح بالقرآن في صلاة التراويح حكم الشرع الحنيف في صلاة التراويح

أجاب الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق على السؤال، وجاء الرد المنشور على صفحة دار الإفتاء كما يلي: «صلاة التراويح سُنَّةٌ نبويَّةٌ في أصلها، وعُمَريَّةٌ في كيفيتها.

وأضاف المفتي السابق، أن ما عليه جماهير العلماء وعامَّة الفقهاء، والاقتصار فيها على ثماني ركَعَات والإيتار بعدها بثلاثٍ -كما عليه الغالب من عادة الناس- مجزئٌ وموافقٌ لأصل السُّنَّة من قيامه صلى الله عليه وآله وسلم، على ما ذهب إليه جماعة من الفقهاء، ويثاب المصلي على ذلك ثواب كونها من التراويح حتى وإن نقص عن الثمانية، على ما ذهب إليه فقهاء الشافعية.

صلاة التراويح من النوافل

يقول الدكتور شوقي علام: من المقرر شرعًا أنَّ الإكثار من النوافل سبب لمحبة الله تعالى، فقد روى الإمام البخاري في «صحيحه» عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن ربِّ العزة، أنه قال: «وَمَا يَزَالُ عَبْدِى يَتَقَرَّبُ إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ».

ومن هذه النوافل والسنن التي رغَّب سيدنا رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم في صلاتها والمحافظة عليها: صلاةُ التراويح في شهر رمضان المبارك، وهي سنةٌ مؤكدة للرجال والنساء، وقد سنَّها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله وفعله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» متفقٌ عليه.

صلاة التراويح بالمسجد الأقصى عدد ركعات التراويح

ويضيف مفتي جمهورية مصر العربية السابق أن، عدد ركعات صلاة التراويح، اتفق جمهور الفقهاء، من الحنفية، والمالكية في المشهور، والشافعية، والحنابلة على أن صلاة التراويح عشرون ركعة مِن غير الوتر، وثلاث وعشرون ركعة بالوتر، وهو معتمد المذاهب الفقهية الأربعة، وهناك قول نُقِل عن المالكية خلاف المشهور أنها ستٌّ وثلاثون ركعة، ونُقل في عمل بعض البلاد أنهم يقومون بإحدى وأربعين ركعة، يوترون منها بخمسٍ.

وصرح الحنابلة بأن المختار عند الإمام أحمد أنها عشرون ركعة، وقال مالك: ستٌّ وثلاثون. وزعم أنه الأمر القديم، وتعلق بفعل أهل المدينة، فإن صالحًا مَولى التَّوأَمةِ قال: أدركت الناس يقومون بإحدى وأربعين ركعة، يوترون منها بخمس].

اختيار الفقهاء لعدد ركعات التراويح

وما اختاره الفقهاء من أن الأصل في صلاة التراويح أن تصلى عشرون ركعة، هو الموافق لفعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وصحابته رضي الله عنه، وما جرى عليه فعل الخلف والسلف من بعدهم من غير نكير.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي فِي رَمَضَانَ عِشْرِينَ رَكْعَةً وَالْوِتْرَ» أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف»، والطبراني في «معجميه: الأوسط والكبير» بلفظ: «يُصَلِّي فِي رَمَضَانَ عِشْرِينَ رَكْعَةً سِوَى الْوِتْرِ»، وعند حميد في «المنتخب من المسند» بلفظ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم يُصَلِّي فِي رَمَضَانَ عِشْرِينَ رَكْعَةً، وَيُوتِرُ بِثَلَاثٍ».

صلاة التراويح في المسجد الأقصى حكم صلاة التراويح بثمان ركعات

يقول الدكتور شوقي علام أنه بالنسبة للغالب من عمل الناس اليوم من الاقتصار في صلاة التراويح على ثماني ركَعَات، والإيتار بعدها بثلاثٍ، فهو صحيحٌ، لأنه وافق أصل السُّنَّة من قيامه صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك على ما ذهب إليه جماعة من الفقهاء من جهة، ومن جهة أخرى فقد نصَّ الشافعيةُ على أن ذلك يجزئه ويُثاب على ما أتى به منها ثوابَ كونها من التراويح، ولا يؤثر في ذلك قصدُ الاقتصار على ثمانيةٍ ابتداءً.

وأضاف أنه ذكر فقهاء المذاهب الأربعة القول بمشروعية صلاتها ثماني ركعات، والأصل في ذلك عموم ما ورد عن أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعًا فلا تَسَل عن حُسنِهنّ وطُولِهنّ، ثم يصلي أربعًا فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثًا. قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله، أتنام قبل أن توتر؟ فقال: «يَا عَائِشَةُ، إِنَّ عَيْنَيَّ تَنَامَانِ وَلَا يَنَامُ قَلْبِي» رواه البخاري ومسلم.

ويدلُّ على أصل القول بجواز صلاتها ثمان ركعات: ما أخرجه الإمام مالك في «الموطأ» عن محمد بن يوسف عن السائب بن يزيد أنه قال: «أمر عمر بن الخطاب أبيَّ بن كعب وتميم الداري رضي الله عنهم أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة، قال وكان القارئ يقرأ بالمئين حتى كنَّا نعتمد على العصي، من طول القيام، وما كنَّا ننصرف إلا في بزوغ الفجر».

وخلص الدكتور شوقي علام في النهاية أن صلاة التراويح سُنَّةٌ نبويَّةٌ في أصلها، وعُمَريَّةٌ في كيفيتها وعدد ركعاتها (الثلاث والعشرين بالوتر)، وهو ما عليه جماهير العلماء وعامَّة الفقهاء، وأن الاقتصار فيها على ثماني ركَعَات والإيتار بعدها بثلاثٍ -كما عليه الغالب من عادة الناس- مجزئٌ وموافقٌ لأصل السُّنَّة من قيامه صلى الله عليه وآله وسلم، على ما ذهب إليه جماعة من الفقهاء، ويثاب المصلي على ذلك ثواب كونها من التراويح حتى وإن نقص عن الثمانية، على ما ذهب إليه الشافعية.

صلاة التراويح في الجامع الأزهر أئمة صلاة التراويح في مسجد الحسين

أوضح وزير الأوقاف، أنه سيجري تنفيذ برنامج صلاة التراويح بمسجد الإمام الحسين -رضي الله عنه- بمشاركة نخبة من القراء، إذ يقرأ الشيخ أحمد أحمد نعينع يوم الجمعة من كل أسبوع، والشيخ عبد الناصر حرك يوم السبت، والشيخ أحمد تميم المراغي يوم الأحد، والشيخ أحمد عوض أبوفيوض يوم الاثنين، والشيخ السيد عبد الكريم الغيطاني يوم الثلاثاء، والشيخ عبد الفتاح الطاروطي يوم الأربعاء، والشيخ طه النعماني يوم الخميس، فيما يؤدي أئمة المسجد صلاة العشاء وركعتي الشفع وركعة الوتر يوميًّا طوال الشهر الكريم.

كما تطلق وزارة الأوقاف -أيضًا- برنامج صلاة التهجد بمسجد الإمام الحسين -رضي الله عنه- وفق رواية قالون بقصر المنفصل مع صلة ميم الجمع، بمشاركة القراء الشيخ محمود على حسن، والشيخ عبد المطلب البودي، والشيخ محمود عبد الباسط الحسيني.

اقرأ أيضاًقبل بدء الشهر الكريم.. ضوابط صلاة التراويح بالمساجد الكبرى رمضان 2025

ضوابط صلاة التراويح في شهر رمضان 2025

الأوقاف: بث صلاة التراويح من مسجد الحسين بمشاركة كبار الأئمة في رمضان.. فيديو

السعودية تمنع بث ونقل صلاة التراويح عبر التلفزيون وتحظر التصوير بهواتف المحمول

مقالات مشابهة

  • حديث البرد عدو.. ماذا قال النبي عن موجة الصقيع وما نهى عنه؟
  • لا أستطيع الخشوع في الصلاة.. احذر مصيبة محققة ونجاتك بهذا العمل
  • هل يجوز الاستغفار بنية زيادة الرزق والفرج؟.. الإفتاء تجيب
  • هل راية داعش السوداء هي نفسها التي كان يرفعها النبي؟.. «مرصد الأزهر» يوضح الحقيقة «فيديو»
  • كيف يكون الشتاء ربيع المؤمن؟ اغتنم هذه العبادة سماها النبي «الغنيمة الباردة»
  • دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة
  • ليلة الجمعة بدأت منذ ساعات.. الإفتاء: اغتنموا ما تبقى منها بهذا الذكر
  • خالد الجندي: الأحاديث النبوية كتبت في عهد سيدنا النبي
  • خالد الجندي: الحج لا يمكن تعويضه بالصلاة في المسجد
  • صلاة التراويح.. وزير الأوقاف يُعلن إقامة الصلاة بـ20 ركعة بالمساجد الكبرى