أمانة العاصمة.. احتفالات واسعة وزخم متصاعد لاحتضان المهرجان المحمدي الأكبر
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
تقرير/ ماهر الخولاني
انطلاقا من الهوية الإيمانية الجامعة لكل اليمنيين، تشهد أمانة العاصمة تفاعلا رسميا وشعبيا واسعا مع فعاليات ذكرى المولد النبوي الشريف، بالتزامن مع التحضيرات المكثفة للمهرجان المحمدي الأكبر بميدان السبعين في الثاني عشر من شهر ربيع الأول.
يتنافس أبناء أمانة العاصمة بزخم متصاعد وغير مسبوق، في إقامة الفعاليات والاحتفالات وإبراز مظاهر الفرح والابتهاج بأعظم مناسبة استقبلتها البشرية جمعاء، المتمثلة بمولد نور الهدى والرحمة المهداة للعالمين محمد صلى الله عليه وآله وسلم، في أجواء إيمانية مليئة بالتعظيم والتوقير لرسول الله.
ومن عام لآخر يتعاظم احتفال اليمنيين بالمولد النبوي ليؤكد أبناء الشعب اليمني للعالم أجمع، ارتباطهم الوثيق بنبي الرحمة والإنسانية وسيد البشرية وقائدها ومعلمها الأول، والاقتداء به والسير على نهجه، مهما بلغت إساءات أعداء الإسلام للمقدسات.
تتنوع مظاهر الفرح والاحتفاء، وتزدان شوارع وأحياء العاصمة بالأنوار واللافتات والشعارات واللوحات المضيئة، فيما تعتلي عبارات الترحيب بقدوم مولد الرسول الأعظم قمم الجبال المطلة على عاصمة شعب الإيمان، لتشكل حلة خضراء تشع جمالا وروحانية.
يجسد أبناء أمانة العاصمة كغيرهم من أبناء الشعب اليمني الاهتمام والحفاوة والابتهاج بأعظم مناسبة، ويرسمون لوحة جمالية تشع نورا وضياء وروحانية بذكرى مولد من أشرقت الدنيا بنوره.
وبرزت مظاهر الاحتفاء بهذه الذكرى العطرة منذ وقت مبكر في المساجد والمجالس والأحياء والمدارس، حيث تتميز هذه الفعاليات بالروحانية والتنافس في حب نبي الرحمة والإنسانية والتناغم الشعبي والرسمي لإعطاء هذه المناسبة حقها من التبجيل والتعظيم.
بدورهم يواصل أبناء حارات وأحياء مديريات الأمانة العشر، إحياء فعاليات المولد النبوي بزخم وتفاعل كبير، تعبيرا عن الابتهاج بالمولد الشريف كما كان يفعل أجدادهم على مدى عقود من الزمن.
حيث تشهد مديريات أمانة العاصمة بشكل يومي عشرات الفعاليات الاحتفالية والأنشطة المختلفة، والتي تعبر عن عظمة هذه المناسبة الدينية الجليلة ومكانتها في وجدان اليمنيين، وأهمية إحيائها وفضلها.
وتنوعت الفعاليات، ما بين الموشحات الدينية والأناشيد والندوات والأمسيات، وكذا أعمال الاحسان والتكافل الاجتماعي والمجالس المجتمعية والمسيرات الطلابية وغيرها من أنشطة الأندية والمعاهد والجامعات، والتي تركز على التعريف بسيرة ونهج الرسول ومبادئه وشمائله وشجاعته وجهاده.
مدارس أمانة العاصمة كان لها أيضا حضور بارز من خلال إقامة الأنشطة والإذاعات المدرسية تعبيرا عن ابتهاج الطلاب والطالبات بذكرى مولد الرسول الأعظم وتأكيدا على المضي على نهجه والاقتداء به، وإحياء سيرته.
وتكتنف الاحتفالات المدرسية والتربوية، محاضرات وأمسيات وندوات وإذاعات ومهرجانات وألعاب رياضية ومسرحيات ومسيرات طلابية وعروض كشفية ومعارض ومبادرات إحسان ومسابقات وغيرها.
يحرص كل أبناء العاصمة على المشاركة الواسعة في فعاليات المولد النبوي الشريف، والتحشيد للاحتفال الكبير في الثاني عشر من شهر ربيع الأول بميدان السبعين، لتجديد العهد والولاء لرسول الله والتمسك بنهجه.
وبوتيرة متسارعة تتواصل التجهيزات في ساحتي الاحتفال بذكرى المولد النبوي بميدان السبعين وملعب الثورة، والتي تشمل مختلف الجوانب الخدمية والتنظيمية والإنارة والنظافة وغيرها من الاستعدادات بما يليق بمكانة وعظمة المناسبة.
ويرافق مظاهر الاحتفالات التي تعم أمانة العاصمة، تحضيرات مكثفة وأعمال تحسين وإضاءة وتزيين للشوارع والحارات والمباني والمنازل والحدائق والساحات والأماكن العامة، ابتهاجاً بمولد الرسول الأعظم، ولكي تكون العاصمة صنعاء في أبهى حللها.
وعلى هامش مشاركته أبناء العاصمة احتفالاتهم بالمولد النبوي، نوه مدير مكتب رئاسة الجمهورية أحمد حامد، بحرص اليمنيين على إحياء هذه المناسبة العظيمة، رغم ما يتعرضون له من عدوان وحصار منذ ما يقارب تسع سنوات.
وأشار إلى أن التاريخ الإسلامي يشهد أن اليمنيين كانوا في مقدمة الصفوف لنصرة الإسلام والرسول الكريم وهاهم اليوم يتصدرون الشعوب العربية والإسلامية في إحياء ذكرى مولده الشريف.
ودعا مدير مكتب رئاسة الجمهورية، الجميع إلى الخروج الحاشد في الفعالية الكبرى التي ستقام في ميدان السبعين في الثاني عشر من شهر ربيع الأول، للاحتفال المشرف بذكرى مولد سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم.. لافتا إلى أن الأمة اليوم في أمس الحاجة للتمسك برسول الله ونهجه وسيرته العطرة، كمصدر قوة وعزة في مواجهة التحديات التي يحيكها الأعداء.
تولي قيادة أمانة العاصمة هذه المناسبة اهتماما كبيرا لإعطائها حقها من الزخم والتفاعل مع الفعاليات والأنشطة المتنوعة في مديريات الأمانة العشر.
وبهذا الصدد نوه وكيل أول أمانة العاصمة خالد المداني بتفاعل أبناء العاصمة وتسابقهم في إقامة الاحتفالات وإبراز مظاهر الفرح والابتهاج بمولد الرسول الأعظم صلوات الله عليه وآله وسلم.
ولفت إلى مكانة أهل اليمن عند خاتم الأنبياء والمرسلين، الذي وصفهم بأنهم أهل الإيمان والحكمة والمدد والنصرة، كما أن لليمنيين علاقة أزلية وارتباط وثيق بالنبي الكريم منذ فجر الدعوة الإسلامية، والتي ستستمر حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
وأكد المداني أن الشعب اليمني يعتز ويفتخر بشرف وعظيم الارتباط والولاء والانتماء لخير خلق الله وأعظم قائد وشخصية عرفتها البشرية، ويحرص على أن يتصدر شعوب الأمة الإسلامية باحتفائه بمناسبة المولد النبوي، رغم ما يتعرض له من عدوان وحصار.
ودعا أبناء مديريات أمانة العاصمة كافة إلى الخروج الحاشد والمشرف للمشاركة في الفعالية المركزية الكبرى بميدان السبعين بما يليق بعظمة ومكانة الرسول الأعظم في قلوب اليمنيين.
وكلما اقترب موعد المناسبة استنفرت أمانة العاصمة أجهزتها ومكاتبها التنفيذية ومديرياتها العشر، وحشدت الجهود والطاقات لاستكمال كل الترتيبات اللازمة لاحتضان المهرجان المحمدي الأكبر، والذي ينتظره ملايين اليمنيين بشغف كبير كتظاهرة سنوية ملفتة تعبر عن أصالة الشعب اليمني وتمسكه بالقيم والأخلاق والهوية الإيمانية والمنهج المحمدي، في وقت تتسابق فيه الأنظمة العميلة على التطبيع مع العدو الصهيوني.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: مولد الرسول الأعظم أمانة العاصمة هذه المناسبة الشعب الیمنی
إقرأ أيضاً:
بلال بن رباح.. من قيود العبودية إلى مؤذن الرسول
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يبرز اسم بلال بن رباح، في صفحات التاريخ الإسلامي، كنموذج خالد للصبر والإيمان، فهو الصحابي الجليل الذي تحمل أشد ألوان العذاب في سبيل الإسلام، ليصبح أول مؤذن في الإسلام وصاحب الصوت الذي ارتبط بالأذان في أذهان المسلمين.
بلال بن رباح في الجاهلية
وقد وُلِد بلال في مكة لأسرة حبشية مستعبدة، وكان مملوكًا لأحد زعماء قريش، أمية بن خلف، الذي عرف بقسوته وظلمه، وعانى بلال من حياة العبودية، حيث كان يعامَل معاملة قاسية، لكنه كان يتميز بعقل راجح وروح قوية، وعندما بدأت دعوة النبي ﷺ في مكة، كان بلال من أوائل الذين استجابوا لها، مقتنعًا بوحدانية الله وعدالة الإسلام، مما أثار غضب سيده أمية، الذي لم يتردد في تعذيبه أشد العذاب ليعيده إلى عبادة الأصنام.
فحين أعلن بلال إسلامه، تعرض لتعذيب وحشي، حيث كان أمية بن خلف يأمر بإلقائه على الرمال الحارقة في مكة تحت أشعة الشمس اللاهبة، ويضع على صدره صخرة ضخمة ليكتم أنفاسه، ورغم هذا العذاب، كان بلال يردد بثبات كلمة "أحدٌ أحد"، في إشارة إلى إيمانه العميق بالله الواحد.
وظل بلال صامدًا حتى جاء أبو بكر الصديق رضي الله عنه واشتراه من أمية وأعتقه، ليصبح من أوائل المسلمين الذين تحرروا من العبودية، ويرافق النبي ﷺ في مسيرته.
بلال بن رباح مع النبي ﷺ.. المؤذن الأول وصاحب الصوت العذب
بعد الهجرة إلى المدينة، لازم بلال النبي ﷺ في جميع مواقفه، وكان له شرف أن يكون أول مؤذن في الإسلام، بعد أن رأى النبي ﷺ رؤيا تحدد الأذان كنداء للصلاة، ومنذ ذلك الحين، صار صوته يصدح بالأذان في المدينة، معلنًا وقت الصلاة بصوته العذب.
وقد رافق بلال النبي ﷺ في غزواته، وكان من أشجع الصحابة في ميادين القتال، وفي يوم فتح مكة، كرم النبي ﷺ بلالًا وأمره بالصعود إلى سطح الكعبة ليؤذن للصلاة، في مشهد رمزي يعبر عن انتصار الإسلام على الجاهلية والعبودية.
هل أذن بلال بن رباح بعد وفاة النبي محمد؟كان لوفاة النبي ﷺ أثر عميق في قلب بلال، حيث لم يستطع البقاء في المدينة بعد رحيله، وقرر مغادرتها إلى الشام للمشاركة في الفتوحات الإسلامية، وعندما زار الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه الشام، طلب منه العودة إلى المدينة ليؤذن كما كان يفعل في حياة النبي ﷺ، وعندما رفع صوته بالأذان، بكى فبكى الصحابة جميعًا، متذكرين الأيام التي كان يؤذن فيها للنبي ﷺ.
فبعد وفاة النبي ﷺ، تأثر بلال تأثرًا عظيمًا ولم يستطع أن يؤذن مرة أخرى، وطلب من أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن يسمح له بالخروج من المدينة للمشاركة في الفتوحات الإسلامية، فانتقل إلى الشام.
ولكن بعد سنوات، زار عمر بن الخطاب رضي الله عنه الشام، وطلب من بلال أن يؤذن، فاستجاب بلال، وعندما رفع صوته بـ "الله أكبر"، انفجر الصحابة بالبكاء، لأنهم تذكروا النبي ﷺ، ولم يكن هناك أحد يستطيع تمالك نفسه من شدة التأثر.
أما المرة الثانية، فكانت عندما زار بلال بن رباح قبر النبي ﷺ في المدينة، فطلب منه الحسن والحسين، سبطا النبي ﷺ، أن يؤذن، ففعل، وعندما سمع أهل المدينة صوته، خرجوا يبكون من شدة الشوق لرسول الله ﷺ، وبعد ذلك، لم يؤذن بلال مجددًا حتى وفاته في الشام سنة 20 هـ.
وقد توفي بلال في دمشق عام 20 هـ، بعد حياة حافلة بالجهاد والإيمان، تاركًا وراءه أثرًا خالدًا في قلوب المسلمين، فقد كان رمزًا للصبر والتضحية والإيمان الذي لا يهتز.