أخيراً كشف السر.. هذا ما يراه «العائدون من الموت»
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
قصص كثيرة تروي تجارب أشخاص اقتربوا من الموت ونجوا، حيث رأوا بعد ذلك ما رأوه خلال رحلتهم، لكن دون الإجماع على رواية واحدة حتى لو كانت متشابهة أحياناً، إلا أن دراسة جديدة كشفت أخيراً السر.
فقد نشرت دراسة في مجلة «Resuscitation» مؤخراً، وتهدف إلى الكشف عما يسمى «الوعي الخفي» للموت وذلك عن طريق قياس النشاط الكهربائي في الدماغ عندما يتوقف القلب والتنفس.
وأوضح المؤلف الرئيس للدراسة، سام بارنيا، الذي بحث في هذه الظاهرة لعقود من الزمن، أن «الملايين من الأشخاص أبلغوا عن تجارب قريبة من الموت، منذ اختراع الإنعاش القلبي الرئوي عام 1960».
كذلك أشار إلى أن «العديد من الأشخاص وصفوا تجارب متشابهة خلال إنعاشهم، وهي أن وعيهم أصبح أكثر قوة وحيوية، وأصبح تفكيرهم أكثر وضوحاً، بينما يحاول الأطباء إنعاشهم ويعتقدون أنهم ماتوا».
«انفصلوا عن أجسامهم» وكشف أن المرضى أبلغوا عن إحساسهم في ذلك الوقت بأنهم انفصلوا عن أجسامهم، وأصبح بإمكانهم رؤية وسماع الأطباء والممرضات، وكانوا قادرين على الإبلاغ عما كان يفعله الأطباء لهم بطريقة لا يمكن تفسيرها، بحسب ما نقلت شبكة «سي إن إن».
كما لفت إلى أنه «غالباً ما يراجع الناس حياتهم بأكملها، ويتذكرون الأفكار والمشاعر والأحداث التي لا يستطيعون عادة تذكرها، ويقومون بتقييم أنفسهم بناء على مبادئ الأخلاق والقواعد».
يشار إلى أن الدراسة طبقت خلال قيام الأطباء بإجراء الإنعاش القلبي الرئوي لعدد من المرضى، حيث ربطت فرق البحث أجهزة قياس الأكسجين والنشاط الكهربائي برأس الشخص المحتضر.
واستغرقت محاولة الإنعاش في المتوسط ما بين 23 و26 دقيقة. ومع ذلك، فقد وجدت الدراسة أن بعض الأطباء استمروا في إجراء الإنعاش القلبي الرئوي لمدة تصل إلى ساعة.
«نتائج غير مقنعة» وخلال عمليات الإنعاش تم إعادة 53 شخصاً فقط من أصل 567 شخصاً في الدراسة، أو 10 في المئة، إلى الحياة، ومن بين هؤلاء، تمت مقابلة 28 شخصاً لمعرفة ما يمكنهم تذكره من هذه التجربة.
في حين أبلغ 11 مريضاً فقط عن وعيهم أثناء الإنعاش القلبي الرئوي، وتحدث 6 فقط عن تجربة «الاقتراب من الموت».
وكان بعض الخبراء في المجال أقل اقتناعاً بنتائج الدراسة، التي تم تقديمها لأول مرة في جلسات علمية في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 وغطتها وسائل الإعلام على نطاق واسع.
وقال الدكتور بروس جريسون، أستاذ كارلسون الفخري للطب النفسي وعلوم السلوك العصبي في كلية الطب بجامعة فيرجينيا «إن «هذا التقرير الأخير عن موجات الدماغ المستمرة بعد السكتة القلبية قد تم تضخيمه بشكل غير متناسب من قبل وسائل الإعلام».
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا الإنعاش القلبی الرئوی من الموت
إقرأ أيضاً:
إصابة طفل بسكتة قلبية بعد مباراة «كُرة» في رأس الخيمة .. وتدخل طبي عاجل ينقذ حياته
رأس الخيمة: عدنان عكاشة
أنقذ فريق طبي في مستشفى رأس الخيمة، حياة طفل، يبلغ 9 سنوات، تعرض لسكتة قلبية مفاجئة، في منزله، فيما دعا الأطباء المتخصصون الآباء والأُمهات إلى توخي الحذر بشأن صحة وسلامة «قُلوب صغارهم».
وشدد الأطباء على أهمية عدم تجاهل بعض الأعراض لدى الصغار، مثل ألم الصدر وضيق التنفس والإغماء والتعب مجهول السبب، وهي علامات تحذيرية، تشير إلى احتمال وجود مشاكل خطِرة في «القلب»، يمكن أن تؤدي إلى السكتة القلبية المفاجئة، ما يستدعي الكشف المبكر بالغ الأهمية، داعين إلى طلب المُساعدة الطبية العاجلة، حين يعاني الطفل أي من تلك الأعراض، خاصةً أثناء ممارسة النشاط البدني؛ إذ إن الانتباه ورعاية «صحة القلب» يضمن حياة آمنة ونشطة لأطفالنا، وتثقيف الأسرة في هذا الإطار يُمكن أن يسهم في إنقاذ حياة الصغار والكبار.
بروتوكول طبي.
وأوضح د. رضا صدّيقي، المدير التنفيذي للمستشفى، أن الطفل المُصاب بالسكتة القلبية كريم، وصل إلى قسم الطوارئ وهو فاقد للوعي وغير قادر على التنفس، مع عدم إظهار أي علامات للنبض، ما تطلب إعلان حالة الطوارئ الطبية مباشرةً، والخاصة بالحالات الطبية الحرجة والطارئة، وتتضمن إجراءات الإنعاش القلبي الرئوي المتقدمة، وفقاً لـ«البروتوكول الطبي»، حيث كرّس فريق أطباء الأطفال والتخدير والممرضين، على مدار 60 دقيقة، إمكاناتهم وخبراتهم، لإعادة الدورة الدموية إلى طبيعتها.
وسط العائلة
وأشار صديقي إلى أن كريم، طالب مدرسة ذكي ونشيط، يعشق كرة القدم، وكان قد عاد لتوِّه من مباراة كرة قدم مع أصدقائه، حين اشتكى فجأة من ألمٍ في الصدر، ليسقط بعدها فاقداً الوعي، أثناء جلوسه مع أسرته.
وتطلبت رعاية كريم، منهجية تعاونية، شملت إجراء استشارات مع أخصائيين في جراحة الأعصاب، والمسالك البولية، وأمراض الأذن والأنف والحنجرة، مع دعم أخصائيي التغذية، حيث عمل الفريق الطبي، مُتعدد التخصصات، على رصد حالته وإدارتها بنجاح.
غيبوبة عميقة
وقال د. أحمد عتيق، استشاري ورئيس قسم طب الأطفال: إن كريم، وصل إلى المستشفى في حالة حرجة، حيث أدى نقص الأكسجين والتروية الدموية في الدماغ إلى غيبوبة عميقة، من الدرجة الثالثة، على ﻣﻘﻴﺎﺱ «ﺟﻼﺳﻜﻮ» ﻟﻠﻐﻴﺒﻮﻳﺔ، وأدت الرعاية الفورية والشاملة دوراً بالغ الأهمية في إدارة حالته.
وشدد على أهمية وقيمة عدم تعرض الدماغ لضرر كبير، نظراً لأن الطفل أصيب بسكتة قلبية، واحتاج إلى الإنعاش القلبي الرئوي لفترة طويلة.
وأكد د. راجيف ساراسوات، أخصائي التخدير بمستشفى رأس الخيمة، أهمية التدخل في الوقت المناسب في حالات السكتة القلبية.
وقال د. مجدي ثاقب، الاستشاري ورئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة بالمستشفى، الذي أجرى العملية الجراحية: إنها تضمنت ثقب القصبة الهوائية، بإنشاء فتحة في الرقبة لتسهيل التنفس.
وأضاف: بعد جهود الإنعاش الأولية والاستقرار في وحدة العناية المركزة، احتاج كريم، إلى التنفس الاصطناعي، لضمان تزويده بالأكسجين الكافي.
ولفت د. ثاقب إلى أن حالة كريم، بدأت بالتحسن، على الرغم من التحديات والتعقيدات، ما سمح بنقله إلى مستشفى متخصص في طب الأطفال في دبي، لإجراء عملية جراحية متقدمة، تهدف إلى تصحيح الاضطرابات الكهربائية، التي أدت إلى توقف قلبه.
وقال فادي عدوان، والد كريم: إن ابنه حالياً في مرحلة إعادة التأهيل، فيما عاد إلى المدرسة ويتلقى الدعم المنشود، وهو حريص على العودة إلى لعب كرة القدم مع أصدقائه، في الوقت، الذي نأمل فيه استمرار تعافيه.