محادثات بين مسؤولين سعوديين والحوثيين في الرياض لوضع اليمن على طريق السلام
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
قال الحوثيون إنهم يأملون في "تجاوز التحديات" خلال محادثات مع مسؤولين سعوديين في الرياض تتعلق بإنهاء حرب اليمن، في زيارة علنية هي الاولى منذ بداية التدخل العسكري السعودي في هذا البلد ضد الجماعة الموالية لإيران.
وكانت السعودية أكّدت في وقت متأخر مساء الخميس انها تستضيف وفداً حوثياً لمناقشة عملية السلام في اليمن بعد تسع سنوات من اندلاع الحرب في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.
واليمن غارق في حرب على السلطة بين الحوثيين والحكومة منذ منتصف العام 2014، تسبّبت بمقتل وإصابة مئات الآلاف، وبأسوأ أزمة إنسانية في العالم بحسب تقديرات الامم المتحدة.
وهذه أول زيارة علنية لوفد من الحوثيين إلى المملكة منذ باشرت السعودية في آذار/مارس 2015 حملة عسكرية على رأس تحالف لوقف تقدم الجماعة المتحالفة مع إيران في البلد المجاور لها.
وتأتي هذه الزيارة بعد حوالى خمسة أشهر على زيارة قام بها وفد سعودي إلى صنعاء للبحث في عملية السلام.
وقال المسؤول السياسي البارز في صفوف المتمردين الذين يسيطرون على صنعاء ومناطق أخرى في اليمن محمد علي الحوثي "أملنا أن يتم النقاش الجدي لما فيه مصلحة الشعبين وتجاوز التحديات".
وكتب على منصّة "إكس" في وقت مبكر الجمعة "لا يمكن ان يكون الحوار الا مع تحالف العدوان باعتبار قرار العدوان والحصار وايقافه بيده".
كما قلنا في رؤية الحل الشامل لايمكن ان يكون الحوار الا مع تحالف العدوان باعتبار قرار العدوان والحصار وايقافه بيده
تستمر الحوارات مع السعودية كقائد للتحالف وبين صنعاء الجمهورية
وبوساطة عمانية
للتوصل لحل في
المواضيع التي يتم مناقشتها بالملف الانساني والمتمثل يصرف مرتبات…
وأشار إلى أنّ الحوار في السعودية الذي سيجري بوساطة عمانية، يتركز على صرف مرتبات الموظفين الحكوميين والافراج عن جميع الاسرى والمعتقلين و"خروج القوات الاجنبية" والإعمار وصولا الى الحل السياسي الشامل.
وكانت قناة "الإخبارية" السعودية الحكومية ذكرت مساء الخميس أنّ المملكة تستضيف "وفداً مفاوضاً يمثّل المكوّن اليمني الحوثي، وذلك بهدف استكمال المباحثات الرامية لإيجاد حلّ سياسي ووقف شامل لإطلاق النار والانتقال من مرحلة النزاعات الى الاستقرار".
بدورها ذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أنّ الرياض "وجّهت دعوة لوفد من صنعاء لزيارة المملكة لاستكمال (...) اللقاءات والنقاشات".
وقال مسؤول في مطار العاصمة الخاضعة لسيطرة الحوثيين في وقت سابق لوكالة فرانس برس إنّ طائرة عمانية نقلت "وفدا حوثيا يضم عشرة أشخاص بالإضافة إلى خمسة عمانيين" من صنعاء إلى الرياض، فيما أفاد مسؤول حوثي بأنّ "مدة الزيارة خمسة أيام".
وتؤدي سلطنة عمان دور الوسيط في النزاع.
ترحيب من الحكومةمن جهتها، رحبت الحكومة اليمنية في بيان الجمعة "بجهود الاشقاء في المملكة العربية السعودية، وسلطنة عمان والمساعي الاممية، والدولية الهادفة لدفع المليشيات الحوثية نحو التعاطي الجاد مع دعوات السلام، وتخفيف المعاناة الانسانية عن الشعب اليمني".
وجددت التأكيد على "نهجها المنفتح على كافة المبادرات الرامية الى احلال السلام العادل والشامل (...) وبما يضمن انهاء الانقلاب، واستعادة مؤسسات الدولة، والأمن والاستقرار والتنمية في اليمن".
وفي واشنطن، رحب البيت الابيض بدوره بالزيارة، داعيا في بيان "جميع أطراف هذا النزاع إلى تعزيز وتوسيع الهدنة التي جلبت قدرًا من السلام للشعب اليمني، ووضع حد لهذه الحرب في نهاية المطاف".
أفاد مسؤول في الحكومة اليمنية مطّلع على فحوى المحادثات بين الحوثيين والسعودية، أنّ الغاية من الزيارة "عقد جولة مفاوضات مع السعودية والتوصّل لاتفاق نهائي بشأن تفاصيل الملفين الانساني والاقتصادي".
وتابع أنّ المحادثات تتركّز على مسألة تسديد رواتب موظفي حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً عن طريق السلطة، وهي نقطة شائكة، وتدشين وجهات جديدة من مطار صنعاء الذي ظلّ مغلقاً لسنوات قبل أن يسمح التحالف العام الماضي بفتح أجوائه للطائرات إلى الاردن ومصر.
من جهتها، أفادت مصادر سياسية في صنعاء أنه من المتوقع كذلك أن يناقش الحوثيون مع المسؤولين السعوديين "الصيغة النهائية" لوقف شامل ودائم لإطلاق النار، على أن يباشر اطراف النزاع بعد ذلك التفاوض مباشرة للتوصل إلى حل سياسي برعاية الأمم المتحدة وبدعم من السعودية وعُمان.
وفي نيسان/ابريل، أنعشت زيارة الوفد السعودي إلى صنعاء، إلى جانب التقارب الأخير بين الرياض وطهران، الآمال بالتوصل إلى حلّ سياسي للنزاع الدامي في أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية.
تراجعت حدة القتال في اليمن بشكل ملحوظ بعد وقف إطلاق النار الذي توسّطت فيه الأمم المتحدة ودخل حيّز التنفيذ في نيسان/أبريل 2022. ولا تزال هذه الهدنة سارية إلى حد كبير حتى بعد انتهاء مفاعيلها في تشرين الأول/اكتوبر 2022.
لكن الأزمة الإنسانية في البلد الفقير لا تزال تتفاقم، مع تراجع المساعدات الإنسانية بسبب نقص التمويل.
والخميس، طالبت 98 جهة دولية ومحلية بينها منظمات تابعة للامم المتحدة بزيادة التمويل لمواصلة مساعدة "أكثر من 21,6 مليون شخص، أي 75 بالمئة من سكان اليمن".
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية بيع كنزة الأميرة ديانا الحمراء المطبّعة بالخراف في مزاد والقطعة تحصد مبلغ 1,1 مليون دولار بايدن يؤكد أن واشنطن "تقف إلى جانب" الإيرانيين في ذكرى وفاة مهسا أميني قرابة 100 ألف طفل مغربي تضرروا جراء زلزال مراكش الحرب في اليمن السعودية اليمن الحوثيونالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الحرب في اليمن السعودية اليمن الحوثيون كوارث طبيعية ليبيا فيضانات سيول ضحايا الشرق الأوسط بحث وإنقاذ شرطة المساعدات الانسانية البيئة إعصار كوارث طبيعية ليبيا فيضانات سيول ضحايا الشرق الأوسط بحث وإنقاذ فی الیمن
إقرأ أيضاً:
علي ناصر محمد: المستفيد من استمرار الحرب في اليمن "تجار الحروب"
أكد الرئيس الأسبق علي ناصر محمد، أن المستفيد من استمرار الحرب في اليمن "تجار الحروب"، وأن السلام لن يتحقق في البلاد إلا بتقديم تنازلات حقيقية وبحوار يمني ـ يمني.
وقال علي ناصر في رسالة تهنئة عيدية، "يعلم الجميع، وخاصة الأغلبية التي عانت وتعاني من الحرب والحصار والفقر، أن هذا العيد يأتي وسط آلام ومآسي الحروب والصراعات التي فُرضت على بعض البلدان العربية، وفي مقدمتها وطننا اليمني العزيز، الذي عانى من حرب لم تتوقف ودخلت عامها الحادي عشر قبل عدة أيام".
وأضاف: "لقد دُمِّرت الدولة ومؤسساتها وعملتها الوطنية ونسيجها الاجتماعي، وهُمِّشت أدوار أحزابها ومنظمات المجتمع المدني والنقابات، وشُرِّد الملايين في الداخل والخارج، وأصبح أكثر من 80٪ من المواطنين تحت خط الفقر".
وأردف: "لقد ثبت بالملموس أن المستفيد من استمرار هذه الحرب هم تجار الحروب بكل أطيافهم الذين لا يريدون نهاية لها لان في نهايتها نهاية لمصالحهم الشخصية".
وأشار إلى أن بشائر السلام التي تلوح في الأفق في السودان الذي عانى من الحرب التي شردت اكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ وآلاف القتلى والجرحى، مضيفا: "نتمنى أن يسلك اليمنيون طريق السلام، الذي لن يتحقق إلا بتقديم التنازلات وبحوار يمني-يمني جاد لا يستثني أحداً من الذين يقفون مع وقف الحرب والسلام في وطننا العزيز".
وأوضح، أن مؤتمر السلام اليمني المنشود، سيؤدي إلى مصالحة وطنية شاملة تحقق تطلعات الشعب اليمني في الأمن والاستقرار والازدهار والتنمية.
وأكد أن الحرب أثرت على جميع اليمنيين، حيث يعاني الموظفون المدنيون والعسكريون من وقف الرواتب منذ سنوات. إن لذلك تداعياته المتمثلة في انتشار الجرائم وتفشي الفوضى والإرهاب نتيجة لانعدام السلطة الواحدة وغياب المؤسسات، مما ترك جراحاً عميقة في جسم الوحدة الوطنية.
وجدد علي ناصر، الدعوة إلى مؤتمر للسلام في اليمن، مشيرا إلى أن اليمنيين قديما أسسوا أعظم الحضارات، مثل حضارات سبأ وحِمْيَر وحضرموت وأوسان وقتبان وشبوة وغيرها من الحضارات، في ظل السلام وليس الحرب.