ارتفاع أسعار الأرز يكشف المخاطر الغذائية نتيجة تغير المناخ
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
ارتفع سعر الأرز إلى أعلى مستوياته منذ 15 عاما، بعد القيود التي فرضتها الهند على صادراتها من هذا المنتج، ما يكشف عن مدى انعكاس التغير المناخي مستقبلا على إمدادات الأغذية في العالم.
وسجلت أسعار الأرز ارتفاعا بنسبة 9.8 بالمئة في أغسطس بحسب منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة.
وبدأت أسعار الأرز بالارتفاع بعد إعلان الهند التي تمثل 40 بالمئة من صادرات هذه المادة الغذائية في العالم، في يوليو حظر تصدير الأرز الأبيض غير البسمتي.
وبررت نيودلهي قرارها بارتفاع أسعار المنتج في سوقها الداخلية نتيجة الظروف الجيوسياسية وظاهرة إل نينيو الجوية و"ظروف مناخية قصوى".
ومن المتوقع أن تكون هذه السنة الأشدّ حرّاً التي عرفتها البشرية وقد يتفاقم ذلك تحت وطأة ظاهرة "إل نينيو".
وبالرغم من وقوع فيضانات خطيرة في بعض مناطق شمال الهند، شهد أغسطس أعلى درجات حرارة وجفاف على الإطلاق في هذا البلد، وكانت الأمطار الموسمية التي تسجل ما يصل إلى 80 بالمئة من الأمطار المتساقطة السنوية أدنى بكثير من العادة.
وجاءت هذه القيود التي أعلنتها الهند في يوليو بعد حظر فُرض في سبتمبر الماضي على صادرات نوع آخر من الأرز يشكل غذاء أساسيا في بعض مناطق إفريقيا.
وقد يؤدي ذلك إلى اقتطاع ما يصل إلى 8 بالمئة من الصادرات العالمية للأرز لفترة 2024-2023، بحسب تحليل لمعهد الأبحاث "بيزنيس مونيتور إنترناشونال" BMI التابع لوكالة فيتش للتصنيف الائتماني.
مخاوف من الجفاف
وأوجدت الأزمة في الوقت الحاضر فرصة لتايلاند وفيتنام، ثاني وثالث مصدّرين عالميين للأرز، لزيادة صادراتهما.
غير أن إليسا كاور لودر، من برنامج التغير المناخي في جنوب شرق آسيا في معهد إيسياس-يوسف إسحق، حذرت بأن الجفاف الذي يرافق ظاهرة إل نينيو قد يهدد المحاصيل، بحسب تقرير لوكالة "فرانس برس".
وقالت "أعتقد أن نهاية هذه السنة وخصوصا مطلع السنة المقبلة سيكونان في غاية الصعوبة".
وتستمر ظاهرة إل نينيو الجوية عادة ما بين تسعة أشهر و12 شهرا ومن المتوقع أن تتصاعد في نهاية هذه السنة.
ولفت معهد الأبحاث إلى أن تداعياتها أدّت إلى ارتفاع أسعار صادرات الأرز قبل الحظر الهندي.
وفي تايلاند لا يزال مستوى الأمطار أدنى بـ 18 بالمئة من التوقعات لهذه الفترة، بحسب ما أفاد مكتب الموارد الوطنية المائية في سبتمبر. وما زال من المحتمل أن تعوض أمطار متأخرة عن هذا القصور، لكن الوكالة أبدت "مخاوفها" من أن يتسبب إل نينيو بجفاف.
"وضع طبيعي جديد"
ولفت تشارلز هارت، المحلل حول المواد الأولية الزراعية لدى "فيتش سولوشنز"، إلى أن الانعكاسات تظهر على الأسعار أكثر منها على العرض، مضيفا "لا نشهد فترة انقطاع في الأرز".
وقد يحمل هذا الوضع على الاقتطاع من المخزونات التي أعيد تشكيلها بعد جائحة كوفيد وقد يحض المستوردين على عقد صفقات جديدة وفرض قيود محلية.
ووقعت الفلبين، المستورد الكبير للأرز، اتفاقا مع فيتنام لتأمين عرض ثابت، بعد أيام على إعلان فرض سقف للأسعار.
من جانبها، زادت إندونيسيا وارداتها من الدول المجاورة منذ مطلع العام، بهدف تثبيت الأسعار بالنسبة لمواطنيها بعد البلبلة الناجمة عن التقلبات المناخية وقرار نيودلهي.
وقال الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو "نريد تعزيز احتياطاتنا الاستراتيجية من الأرز، لكن حتى الواردات باتت معقدة، لم تكن الحال كذلك من قبل".
لكن ارتفاع الأسعار يعني بالنسبة للأكثر فقرا تناول كميات أقل من الطعام، وعلقت إليسا كاور لودر "إنها كذلك مسألة استقرار اجتماعي، هذه مسألة سياسية" ينبغي على القادة التنبه لها.
ويمكن أن يؤدي التغير المناخي إلى خفض الإنتاجية مع تراجع المردود الزراعي على وقع ارتفاع درجات الحرارة، غير أنه يتسبب أيضا بزيادة احتمال حصول ظواهر مناخية قصوى مثل فيضانات باكستان في 2022.
وقال تشارلز هارت إن "الأسواق العالمية لتصدير الحبوب محصورة نسبيا، بحيث يبقى هذا النوع من المخاطر المناخية القصوى محصورا في بعض الأسواق".
ورأت أفانتيكا غوسوامي الباحثة حول التغير المناخي في مركز العلم والبيئة أن على السلطات في الهند تطوير أنظمة إنذار أفضل ونماذج بذور جديدة.
وحذرت بأن "ظروف الطقس غير المنتظمة باتت هي الوضع الطبيعي الجديد".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات أسعار الأرز الهند إندونيسيا الأرز المناخ تغير المناخ التغير المناخي أسعار الأرز الهند إندونيسيا اقتصاد التغیر المناخی بالمئة من إل نینیو
إقرأ أيضاً:
الذهب يرتفع لمخاوف تأثيرات الجمارك الأمريكية على الاقتصاد
لندن- رويترز
ارتفع الذهب أمس الثلاثاء مع استمرار الضبابية المحيطة بالرسوم الجمركية الأمريكية الوشيكة وأثرها على الاقتصاد العالمي.
وزاد سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.3 بالمئة إلى 3021.24 دولار للأوقية (الأونصة). كما صعدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.3 بالمئة إلى 3025 دولارا.
وسجل سعر الذهب في المعاملات الفورية مستوى قياسيا بلغ 3057.21 دولار في 20 مارس.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه لن يطبق كل ما هدد بفرضه من رسوم جمركية في الثاني من أبريل نيسان، وإن بعض الدول ربما تحصل على إعفاءات. وتتوقع السوق أن تعرقل تلك الرسوم الجمركية النمو الاقتصادي.
وقال ريكاردو إيفانجليستا المحلل الكبير في شركة الوساطة أكتيف تريدز "لا تزال توقعات خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي لأسعار الفائدة مرة أخرى قريبا، إلى جانب المخاوف من تباطؤ الاقتصاد، تدعم أسعار الذهب". وأضاف "أتوقع أن تظل أسعار الذهب مدعومة فوق المستوى الرئيسي عند ثلاثة آلاف دولار، ومن المرجح أن يعد المتداولون أي انخفاضات فرصا للشراء. لكن الارتفاع قد يتأثر بعودة الإقبال على المخاطرة مما يشكل مقاومة كبيرة حول أعلى مستوياته عند 3056 دولارا التي بلغها الأسبوع الماضي".
ويترقب المستثمرون الآن مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، مقياس التضخم المفضل لدى مجلس الاحتياطي الاتحادي، والمقرر صدوره يوم الجمعة للحصول على مؤشرات على أي تحركات أخرىفي السياسة النقدية.
وأبقى البنك المركزي الأمريكي على سعر الفائدة القياسي دون تغيير الأسبوع الماضي، لكنه أشار إلى احتمال خفضه ربع نقطة مئوية لاحقا هذا العام.
وغالبا ما يرتفع الذهب، الذي يُنظر إليه على أنه وسيلة للتحوط وسط عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي، في ظل أسعار الفائدة المنخفضة.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.8 بالمئة إلى 33.24 دولار للأوقية، وزاد البلاتين 0.6 بالمئة إلى 978.60 دولار، وتقدم البلاديوم 0.3 بالمئة إلى 953.75 دولار.