حذر الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء من طائفة غضب الله عليها وجعلها في الدرك الأسفل من النار. 

طائفة غضب الله عليها وجعلها في الدرك الأسفل

وقال علي جمعة من خلال خطبة الجمعة تحت عنوان عهود قطعها الرسول علينا: يا عباد الله أكد علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نكون أمةً واحدة، وأخذ العهد علينا أن نؤمن بالله وحده، وأخذ العهد علينا أن نأمر بالمعروف وأن ننهى عن المنكر وأن يذكر بعضنا بعضا، وأخذ العهد علينا أن الدين النصيحة، وأخذ العهد عليها أن يكون بعضنا أولياء لبعض، وأخذ العهد علينا أن نتبرأ من النفاق والمنافقين، وأخذ العهد علينا أن تكون قلوبنا بعضها على بعض تتعلق برب السماوات والأرض من فوق سبعة أرفق ويكون الحنان والرحمة فيما بيننا، وأخذ العهد علينا على ألا يطول علينا الأمد وألا تقسو قلوبنا وألا تلتفت عن ذكر الله.

وأضاف علي جمعة: أخذ العهد علينا وتركنا - صلى الله عليه وسلم - على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، والله - سبحانه وتعالى - أكد هذا العهد وجعله في كتابه المبين في آياته المحكمة قال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} فأمرنا بالإيمان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجعل هذا تكليفًا وتشريفًا لأمة النبي المصطفى والحبيب المجتبى - صلى الله عليه وسلم -.

وتابع: لابد عليكم من الإيمان بالله وأن تذكروه بكرةً وأصيلا - سبحانه وتعالى - وأن تترجموا هذا الذكر في حياتكم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي جعله الله - سبحانه وتعالى - صفةً لهذه الأمة لا تنفك عنها إلى يوم الدين؛ فإذا ما تركنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيما بيننا فإننا ننتهي كأمة ولذلك فإن الله حذرنا ونعى على أممٍ سابقة كانت لا تأمر بالمعروف ولا تنهى عن المنكر قال فيهم: {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} ضلوا وأضلوا والله - سبحانه وتعالى - جعل ذلك من علامات النفاق {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}.

وتساءل علي جمعة: هل تريدون أيها الناس أن تكونوا من طائفةٍ غضب الله عليها وحذر منها وجعلها في الدرك الأسفل من النار {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} أم تريدون أن يكون حالكم أحسن حال؟ {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} في النفاق لم يقل أولياء لأنهم ليسوا كذلك العلاقة بينهم مبنية على المصالح الآنية .. العلاقة بينهم مبنية على الدنيا النسبية .. العلاقة بينهم مبنية على غير وجه الله ووجه الله هو الباقي وكل شيءٍ سواه يتغير {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: علي جمعة هيئة كبار العلماء سبحانه وتعالى ال م ن اف ق عن المنکر علی جمعة

إقرأ أيضاً:

4 أمور تعكر على الإنسان صفو توجهه إلى الله.. علي جمعة يكشف عنهم

كشف الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، عن معوقات أمام المؤمن يجب عليه معرفتها ومقاومتها في سبيل اكتمال إيمانه ونيل رضا الخالق سبحانه وتعالى.

وقال جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، إن الإنسان وهو في طريقه إلى الله تعالى هناك أربعة أسباب تعوق سيره إلى ربه سبحانه: " النفس , الشيطان , الهوى , الدنيا".

وهذه أعداء لبني آدم، لأنها تحاول أن تجذبه إليها، وتحاول أن تجعله يخرج عن الصراط المستقيم الذي هو أقصر طريق يصل بالعابد إلى ربه، وفي الحقيقة إن أشد هذه الأعداء هي "النفس"؛ لأن الدنيا قد تكون وقد لا تكون, والشيطان يأتي ويذهب, والهوى أيضًا يأتي ويذهب, ولكن النفس هي التي تصاحب الإنسان من الإدراك إلى الممات, ونحن نستطيع أن نميز سعيها وحجابها وشهوتها، عن باقي هذه الأعداء بالعود والتكرار, وهذا معنى قولهم - وهي قاعدة أيضاً - : ( نفسك أعدى أعدائك ).

فكيف نميّز بين وسوسة الشيطان ودعوة النفس؟ قالوا: إن وسوسة الشيطان لا تدوم ولا تعود ولا تتكرر، ويحاول أن يوسوس في صدور الناس ؛ فإذا لم يستجب الإنسان لهذه الوسوسة وقاومها فإنه لا يعود إليه مرة ثانية، ويذهب ليوسوس له في شيء آخر، فإذا وجد الإنسان من نفسه دعوة بالكسل عن الصلاة أو عن الذكر أو دعوة تدعوه إلى شيء مكروه أو محرم، ثم لم يجد في نفسه ذلك بعد هذا فإن ذلك من وسواس الشيطان { مِن شَرِّ الوَسْوَاسِ الخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ} فهذه أذية الشيطان، وهو ضعيف ولا سلطان له علينا، والله - سبحانه وتعالى - أوكله ولكنه أضعفه ، وأبقاه ولكنه خذله، والشيطان نستطيع أن نتقى شره من أقرب طريق وبأبسط وسيلة، فالأذان يُذهب الشيطان, والذكر يُذهب الشيطان, ونقرأ خواتيم سورة البقرة فتُذهب الشيطان وتحصِّن المكان, ونقرأ آية الكرسي فإذ بنا نحتمى بها من الشيطان, ونذكر أذكار الصباح والمساء فإذ بنا نحصِّن أنفسنا من الشيطان, فالشيطان يُرد من أقرب طريق وبأبسط طريقة, وحياة الإنسان مع الذكر ومع القرآن ومع العبادة ومع الطهارة ومع الأذان ومع الصلاة ومع الصيام ؛ تجعل الشيطان يفر ويذهب.

ولكن المشكلة مع "النفس" ؛ لأن النفس تحتاج إلى تربية, والنفس تعيد على الإنسان دعوته إلى التقصير، ودعوته إلى الحرام, ودعوته إلى المكروه مرة بعد أخرى، فإذا ما قاومها في أول مرة عادت تلح عليه في المرة الثانية, هذه هي "النفس الأمَّارة" , ولذلك استعملوا معها صيغة المبالغة "أمَّارة" على وزن "فَعَّالة", وصيغة المبالغة فيها تكرار، وعود، ومبالغة، وفعل كثير, فالنفس لا تأمر مرة ثم تسكت، بل إنها تلح مرة بعد مرة ، فإذا ما وجدت إلحاحاً على فعل القبيح الذى أعرف أنه قبيح، والذي أعرف أن فيه تقصيراً، أو فيه ذنباً ومعصيةً، فعلىَّ أن أعرف أن ذلك من نفسى وأنه ينبغي علىّ أن أربيها.

"النفس الأمارة بالسوء" هي أصل النفوس, عموم الناس تأمرهم نفوسهم بالسوء، فإذا ما ارتقينا إلى ما بعدها أي إلى "النفس اللوامة" وجدنا هناك نزاعا بين الإنسان وبين نفسه، مرة تأمره بالمنكر، فيحاول أن لا يستجيب، ومرة يستجيب ثم يتوب ويرجع، ويدخل في منازعة، وفي أخذ ورد معها، إلى أن تستقر على ":النفس الملهمة" وهى الدرجة الثالثة من درجات النفس.

وبعضهم قال: إن هذا بداية الفناء، وأن النفوس ثلاثة: "أمارة، ولوامة، وملهمة:, وبعضهم قال: إننا لا نكتفى ببداية الكمال، بل علينا أن نترقى فوق ذلك إلى أن نصل إلى: "الراضية، والمرضية، والمطمئنة، والكاملة".

وعلى كل حال، فهذه المراحل تبدأ في عموم الناس، مسلمهم وكافرهم، تبدأ بالنفس الأمارة بالسوء, إلا أن هذه النفس الأمارة عندها استعداد لأن تتحول إلى نفس لوامة ؛ والنفس اللوامة لديها استعداد لأن تتحول إلى النفس الملهمة ، فالاستعداد موجود، ولكن الشائع هو أن نفس الإنسان من قبيل النفس الأمارة بالسوء.

مقالات مشابهة

  • دعاء عظيم ليوم الجمعة.. كن موقنا بالإجابة
  • الإيمان والعلم
  • جمعة: "رسول الله ربّانا على القوة والمبادئ السامية"
  • 4 أمور تعكر على الإنسان صفو توجهه إلى الله.. علي جمعة يكشف عنهم
  • متى يبدأ تأثير سورة البقرة على قارئها؟.. علي جمعة يجيب
  • هل الزكاة تزيد المال؟.. بـ3 شروط لا يعرفها الكثيرون
  • النيابة فى محاكمة المتهمين بـرشوة وزارة الرى: باعوا ضمائرهم وخانوا العهد
  • علي جمعة: ما ترك لنا رسول الله طريقا يؤدي الى النار إلا وحذرنا منه
  • ماذا يفعل الذكر في جسم الإنسان؟.. علي جمعة يرد
  • عملت خير مع ناس وردوه شر؟.. عالم بالأوقاف: أنتى بتعملى لله