هل تترك الفائدة المرتفعة آثارا سلبية دائمة على الاقتصاد؟
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
شكاوى المقترضين من الآثار السلبية على الاقتصاد بسبب تشديد السياسة النقدية، أشبه بالتذمر من أن أدوية إنقاص الوزن تجعل وجه الإنسان يبدو هزيلا.
تشبيه بدأت بيه صحيفة "فينانشيال تايمز" البريطانية مقالا، أكدت فيه أن المسؤولين في البنوك المركزية الأبرز، مثل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي والبنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا لا يظهرون أي علامات على الندم مع اقترابهم من إنهاء دورة تشديد السياسة النقدية، حتى وإن كان سحق الاقتصاد هو الثمن للسيطرة على التضخم المرتفع.
وذلك لأن العرف لدى البنوك المركزية يؤكد بأن الألم القصير، أو ما يعني الانكماش الاقتصادي، ستتعافى بنهاية الأمر.
وهي فكرة مريحة للمسؤولين بهذه البنوك، إلا أنها ليست مؤكدة، كما يمكن أن يكون لها آثار سلبية دائمة على الاقتصاد.
وتظهر التجربة أن صناع السياسات النقدية بإمكانهم تحريك الاقتصاد صعودا أو هبوطا على المدى القصير، إلا أنه وعلى المدى الطويل، فقدرتهم على تحريك الاقتصاد تتلاشى وتنعدم.
فبعد كبح أداءه والتسبب في انكماشه، يصبح من الصعب إعادة تنشيط الاقتصاد من جديد، إلا من خلال إحداث التضخم مرة أخرى.
وبحسب تقرير "فينانشيال تايمز"، فإن البنوك المركزية تغير سياساتها النقدية، ومنها معدلات الفائدة، استجابة للتغير في مؤشرات الاقتصاد الكلي، فكيف يمكن أن يترك رفع الفائدة أثرا سلبيا دائما على الاقتصاد؟
وفق أوراق بحثية نشرها باحثون اقتصاديون بالمركزي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، فإنه وبعد 12 عاما من رفع معدلات الفائدة بمقدار نقطة مئوية واحدة، وجدوا أن ذلك يتسبب في تراجع الإنتاج في البلاد بنسبة تصل إلى 3 بالمئة، كما تكبح الناتج المحلي الإجمالي للدولة بنسبة تصل إلى 5 بالمئة، وتقلل من قيمة رؤوس المال بنسبة تصل إلى 4 بالمئة.
كما أظهرت دراسات أخرى أن التأثيرات السلبية كانت في بعض الأحيان أقل، إلا أنها استمرت لفترة أطول بكثير.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الاحتياطي الفيدرالي الأميركي البنك المركزي الأوروبي التضخم اقتصاد عالمي الفائدة الاحتياطي الفيدرالي الأميركي البنك المركزي الأوروبي التضخم اقتصاد عالمي على الاقتصاد
إقرأ أيضاً:
شركات تركية تدفع ثمن أزمة سياسية تعصف بالاقتصاد
الاقتصاد نيوز — متابعة
سببت اضطرابات أثارها اعتقال معارض بارز في تركيا الأسبوع الماضي صدمة في القطاع الخاص، مما أجبر شركات على إعادة النظر في استراتيجيتها والتحوط من فترة ضبابية وعدم استقرار اقتصادي محتملة.
وأثار اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو الذي يتفوق على الرئيس رجب طيب أردوغان في بعض استطلاعات الرأي، أكبر احتجاجات مناهضة للحكومة منذ عشر سنوات، مما أدى إلى اعتقالات جماعية واستنكار دولي.
كما تسببت تلك الخطوة في انخفاض قيمة الليرة بوتيرة غير مسبوقة مما أدى إلى موجة بيع للأصول التركية نتج عنها زعزعة استقرار للميزانيات العمومية للشركات ورفع تكاليف الاقتراض العالية بالفعل.
وقال مسؤولون في شركات لرويترز إن الشركات التركية في مختلف القطاعات تتدافع لإعادة تقييم المخاطر، فيما أوقف بعضها بالفعل استثمارات مخطط لها وخفضت ميزانياتها.
وقال شريف فياض رئيس مجلس إدارة شركة "سيستم دنيم" التي تصنع ملابس جاهزة لعلامات تجارية غربية رائدة وتصدرها إلى أوروبا والولايات المتحدة: "على المُصنعين حاليا تحمل تكلفة أزمة لم يتسببوا فيها".
وأضاف فياض الذي يرأس أيضا مجموعة ضغط في صناعة الملابس أن تكاليف الائتمان ارتفعت بسبب اضطرابات السوق.
وكان فياض يعكف على وضع ميزانية لتوسيع أعماله في النصف الثاني من العام إذ كان يتوقع انتعاشا في طلب العملاء من أوروبا.
وقال: "أوقفنا هذه الخطط على الفور بعد أحدث التطورات".
ولم تتعاف الليرة إلا بعد أن تدخل البنك المركزي لدعمها بعد أن وصلت إلى مستوى قياسي منخفض بلغ 42 ليرة للدولار.
والشركات في قلق من احتمال تفاقم الأمور مع مرور الوقت.
وتحيط الشكوك حاليا بتوقعات تراجع التضخم وانخفاض أسعار الفائدة بعد تبني برنامج اقتصادي غير تقليدي كان الأتراك يأملون أن يخفف معاناتهم في المستقبل بعد سنوات من ارتفاع الأسعار وانهيار العملة.
وفي اجتماع طارئ قبل أيام، رفع البنك المركزي سعر الفائدة على الإقراض لليلة واحدة نقطتين مئويتين إلى 46%.
وجاء في معلومات حصلت عليها رويترز من مصرفيين أن أسعار الفائدة على القروض التجارية قصيرة الأجل ارتفعت من متوسط بين 42 و43% إلى ما بين 52 و53%، مع ارتفاع بعض أسعار الفائدة إلى 60%.
ويتوقع بنك مورغان ستانلي في الوقت الراهن تأجيل أي خفض لسعر الفائدة حتى يونيو حزيران. وقال بنك غولدمان ساكس إنه يتوقع زيادة سعر الفائدة 350 نقطة أساس.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام