الحرة:
2025-01-10@20:33:16 GMT

حكومة تابعة لحميدتي..سيناريو ليبيا المستبعد في السودان

تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT

حكومة تابعة لحميدتي..سيناريو ليبيا المستبعد في السودان

أصبح التنافس على السلطة أكثر وضوحا في السودان، في ظل القتال المسلح المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع.

والخميس، لوح قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، المعروف بـ "حميدتي"، بتشكيل "سلطة سياسية حاكمة" في مناطق سيطرة قواته، "إذا شكل خصومه في الجيش حكومة".

لكن إمكانية تطبيق هذه الفكرة على الأرض، في ظل استمرار القتال الدائر رحاه في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى من الدولة الأفريقية، تظل محل تساؤل.

ويعتقد محللون أنه "من الصعب إقامة سلطة مدنية تتبع لقوات الدعم السريع"، وأن "سيناريو وجود حكومتين في السودان كما هو الحال في ليبيا يبقى مستبعدا".

حميدتي يهدد بتشكيل سلطة مدنية في مناطق سيطرة قواته بالسودان قال قائد قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو، في كلمة مسجلة، الخميس، إن قواته ستبدأ مشاورات لتشكيل سلطة مدنية في المناطق الخاضعة لسيطرتها إذا استمر قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان "في الادعاء بالشرعية الزائفة" وفق ما نقلت عنه وكالة رويترز.

وقال الباحث السوداني، محمد تورشين، إنه "من الصعب" إقامة حكم سياسي لقوات الدعم السريع في البلاد، "على اعتبار أنها فعليا لم تسيطر على مناطق واسعة النطاق".

وفي حديثه لموقع "الحرة"، أضاف تورشين أن "الانتشار العسكري لا يمكن أن يحقق سلطة مدنية، التي تتمثل في مؤسسات الدولة والمصالح الحكومية الأخرى".

وتابع: "الانتشار لا يعني فعليا أنه يحكم السيطرة على الأراضي والمقار الحكومية"، مردفا أن هذه التصريحات تهدف إلى "محاولة ممارسة أكبر قدر ممكن من الضغوط على الجيش ومجلس السيادة".

وسيلة "ضغط"

ومنذ بدء الاشتباكات في منتصف أبريل الماضي، لم يحقق أي من الطرفين تقدما ميدانيا مهما على حساب الآخر. وتسيطر قوات الدعم السريع على أحياء سكنية في العاصمة، فيما يلجأ الجيش في مواجهتها إلى سلاح الطيران والقصف المدفعي.

وقال دقلو في تصريحات نقلتها رويترز، الخميس: "في حال استمر هذا الوضع أو قام الفلول بتشكيل حكومة، سنشرع فورا في مشاورات واسعة لتشكيل سلطة حقيقية في مناطق سيطرتنا الواسعة والممتدة، تكون عاصمتها هي العاصمة القومية الخرطوم، ولن نسمح بخلق عاصمة بديلة".

وأضاف دقلو أن "قيام البرهان بتشكيل حكومة مقرها بورتسودان، يعني أننا نتجه نحو سيناريوهات حدثت في دول أخرى، بوجود طرفين يسيطران على مناطق مختلفة في بلد واحد".

وفي هذا الإطار، قال إبراهيم ناصر، رئيس منصة الدراسات الأمنية وأبحاث السلام، وهي شبكة إعلامية تركز على قضايا السودان تتخذ من العاصمة التركية أنقرة مقرا لها، إن "حميدتي لا يستطيع أن يشكل حكومة مدينة".

وأضاف في حديثه لموقع "الحرة": "حميدتي أراد قطع الطريق على البرهان بتشكيل حكومة".

محذرا من "حرب أهلية".. استقالة مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان أعلن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، فولكر بيرتيس، استقالته من منصبه، الأربعاء، محذرا من خطر تحول النزاع إلى "حرب أهلية"، وذلك بعد أشهر من تصنيفه شخصا غير مرغوب به من قبل السلطات في الخرطوم.

والشهر الماضي، قال مسؤول كبير بمجلس السيادة السوداني، الذي يرأسه قائد الجيش، البرهان، إن "هناك حاجة إلى حكومة انتقالية"، مما يفتح الطريق نحو وجود حكومتين متنازعتين على السلطة كما هو الحال في ليبيا.

وتشهد ليبيا فوضى عارمة منذ سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011. وتتنافس على السلطة حكومتان، الأولى تسيطر على غرب البلد ومقرها طرابلس ويرأسها، عبد الحميد الدبيبة، وشُكلت إثر حوار سياسي مطلع 2021، وأخرى تسيطر على شرق البلاد ويرأسها، أسامة حمّاد، وهي مكلفة من مجلس النواب ومدعومة من قائد "الجيش الوطني الليبي" خليفة حفتر.

واستبعد تورشين هذا السيناريو على اعتبار أن "النموذج الليبي مختلف تماما"، مبررا ذلك بـ"وجود مجموعات مدنية وسياسية بايعت حفتر".

واتفق ناصر مع هذا الرأي، قائلا إن "هناك قوى سياسية تدعم الجيش (بالسودان) في خطواته لتشكيل حكومة مدنية".

في المقابل "لن تغامر القوى السياسية بسمعتها من أجل حميدتي، الذي لن يستطيع إيجاد قوى مدنية تتحالف معه بصورة علنية، في ظل تضاؤل شعبيته"، على حد قول ناصر.

واستطرد ناصر بالقول إن "القوى الإقليمية مثل مصر والسعودية والإمارات، لا يمكن أن تراهن على مشروع حميدتي السياسي، بإعلان سلطة (حاكمة) في أية جهة في السودان".

"ملامح الحرب ستختلف"

ومع ذلك، أعرب ناصر عن اعتقاده بأن حميدتي قد يفعلها، قائلا: "دقلو متهور ويمكن أن يفعلها.. باعتبار أن مستشارين قبليين متحمسين للانتصار للقبيلة وليس للوطن، هم من يديرونه".

وفي هذا الصدد، قال تورشين :"في أسوأ الأحوال، لو افترضنا أن السلطة الحاكمة لقوات الدعم السريع طبقت ذلك بالفعل على الأرض، فإن ذلك سينعكس على الواقع السوداني بشكل سلبي".

"رؤية الدعم السريع".. هل فكرة "السودان الفيدرالي" واقعية؟ بعد أربعة أشهر ونصف تقريبا من اندلاع الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، خرج الأخير بما وصفه برؤيته للحل الشامل، معتبرا أن النظام الفدرالي هو الأمثل لحكم البلاد. 

وحتى الآن، تركت المعارك المستمرة، السودان في وضع مأساوي، بعد مقتل نحو 7500 شخص، بينما من المرجح أن تكون الأعداد الفعلية أعلى بكثير. 

كما اضطر نحو 5 ملايين شخص إلى ترك منازلهم والنزوح داخل السودان، أو العبور إلى دول الجوار، خصوصا مصر وتشاد.

واعتبر تورشين أنه في حال طبق حميدتي تهديده، فإنه سيكون بمثابة "انتحار سياسي"، مضيفا: "السودان سيشهد انقسامات حقيقية في المجتمع، وستختلف ملامح الحرب تماما، حيث ستكون هناك مجموعات مختلفة تحارب مجموعات أخرى، وربما يكون البعد الإثني والعرقي حاضرا في هذه المواجهات".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الدعم السریع فی السودان سلطة مدنیة

إقرأ أيضاً:

العقوبات الأمريكية على رأس المليشيا حميدتي (مؤشر توافق ام صفقة)

العقوبات الأمريكية على رأس المليشيا حميدتي
(مؤشر توافق ام صفقة)
د الرشيد محمد إبراهيم
استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية.
أصدرت الإدارة الأمريكية عقوبات بحق قائد مليشيا الدعم الصريع محمد حمدان دقلو بسبب دوره في الجرائم التي أصابت الشعب السوداني. (رويترز).
ماهو الجديد.
سبق أن أصدرت الخزانة الأمريكية عقوبات ضد أفراد الأسرة الحاكمة والمهيمنة على مبيعات السلاح والمال من مليشيا الدعم السريع شملت عبدالرحيم دقلو. القوني دقلو. عثمان عمليات. وعبدالرحمن جمعة واخيرا راس التمرد محمد حمدان دقلو فكيف يقرأ ويفهم القرار وفي أي سياقات يوضع وماذا يعني بالنسبة لهذه المرحلة من حرب السودان.
الموقف الأمريكي من تمرد ال دقلو.
أمريكا كانت طرف في الرباعية وجزء من أزمة الاتفاق الاطاري سبب الحرب على لسان حميدتي ظلت تدير الحرب وتعمل على ان توافق مصالحها فعلت ذلك في جدة بمحاولتها ربط المسار العسكري والسياسي لإعادة قحت الي السلطة بعد أن فشلت بندقية الدعم السريع ودباباته من دخول القصر الجمهوري واقتحام القيادة العامة للجيش وفشل تشغيل يوسف عزت للإذاعة والتلفزيون كما ورد في خيوط المؤامرة.
هل لاحظتم معي ان القرار جاء مباشرة عقب جلسة مجلس الأمن الدولي امس والاحاطة التي فشلت في بلورة رأي دولي يسوس ويسيس العمل الإنساني وخلق مجاعة اصطناعية في السودان. وهذا ينسف فكرة حسن نوايا الخطة الأمريكية الان تجاه اهل السودان ويوضح بجلاء ان هنالك خطتان تعملان بالتوازي من أ الي ب وهو ما يفسر سرعة القرار والجاهزية.
قد يبدو ظاهر القرار العداء الأمريكي لمليشيا الدعم السريع ومحاولة تخلص إدارة بايدن والديمقراطيين من حمولة جرائم الحرب والابادة التي ارتكبتها المليشيا وتم صياغة القرار بعناية لمخاطبة الجانب الإنساني والعاطفي كمفردات الفظائع التي تعرض لها الشعب السوداني. وهو علاج تلطيفي بعد أن تلطخت ايادي الديمقراطيين بدماء الأبرياء وهم يدعون ان حزبهم يقوم على رعاية حقوق الإنسان وديمقراطية المجتمعات هل مقبول الان للشعب السوداني الحديث عن الفظائع والآلام من بعد أن تبقى لبايدن والديمقراطيين اثنا عشر يوما في البيت الأبيض. ام هي محاولة تبييض سياسي للتواطؤ والتماهي مع القتلة اقليميا وداخليا.
من واقع منهج إدارة أمريكا للحرب في السودان لا تشير الوقائع والحملات الممنهجة التي افشلت سوا في مجلس الأمن الدولي او تقارير اللجان الاممية المسيطرة أمريكيا اننا امام تغير في توجهات السياسة الخارجية الأمريكية تجاه حرب السودان بقدر ما تدلل على تكتيكات جديدة لإنفاذ سياسة احتواء جديدة وإدارة توافق دولي على نحو ما حصل في الملف السوري او سيناريو ابرام صفقة على ضوء المبادرة التركية بطلب الإمارات الفاعل والداعم الاقليمي ليس للروبوت واندرويد ولكن للمليشيا والمرتزقة والفرق بين الصفقة والتوافق يخدم الوالغين والعالقين في وحل حرب السودان.سبق وان تحدثت في مقال سابق ان المرحلة القادمة من دورة حياة الحرب في السودان ستشهد تراجع دور الوكلاء والاجرأ من مليشيا مرتزقة وظيفية وقوي سياسية عميلة وبروز دور الاصلاء وتجلي ذلك في طلب الإمارات من تركيا للتوسط بينها والسودان واحتدام النقاش امس في مجلس الأمن الدولي وتفنيد ذريعة المجاعة كمبرر لتمرير التدخل الدولي واليوم الخزانة الأمريكية تصدر قرار ضد دقلو الابن والاب وتحمله كل ما حل بأهل السودان من جرائم حرب وهي بذلك تبدو كأنها تقدم المليشيا كقربان وكبش فداء بعد أن انتهى دورها وقضت مهمتها تخريب وتدمير بينما تمسك بيدها اليسرى كبش قحت من اذنيه لانه لا يملك قرون في انتظار الخطوة القادمة ذبحا او تاني عمالة وكمان جديدة.
ربما ننتظر ونتناقش في المقال القادم كيف سوف تتعامل الحكومة السودانية وصانع القرار السياسي مع هذه التطورات وامواجه المتلاطمة شرقا وشمال الأطلسي.
اما موقف وسلوك مليشيا الدعم الصريع مع القرار الأمريكي فهو ما سوف تشاهدونه لا ما اكتبه.
الغباء كجند في اامليشيا لا يحوجنا الي مصدر لمعرفة أخبارها وكشف استارها فالاشاوش يقومون طوعا بذلك في الطرقات والأسواق ومن داخل غرف نوم بيوت الناس.. مليشيا عصية على السيطرة والتحكم وبعيدة عن الضبط والربط والانضباط فوضى بلا قيود.
السودان ٧ يناير ٢٠٢٥م.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • عقوبات جديدة على «حميدتي»: هل تعزز الحل أم تؤجج الصراع في السودان؟
  • حكومة مدنيه في اراضي الدعم السريع هي الوحيدة التي ستحفظ وحدة السودان، فمم وًلماذا تخافون ؟
  • الجيش يتقدم نحو ود مدني والخرطوم تشيد بالعقوبات الأميركية على حميدتي
  • أميركا تتهم الدعم السريع بالإبادة الجماعية وتعاقب حميدتي
  • هل تعكس عقوبات بايدن على حميدتي فشلا أميركيا أم شعورا بالذنب؟
  • الصافي: عقوبات «واشنطن» ضد «حميدتي» تعيق السلام في السودان
  • الجيش السوداني يعلق على العقوبات الأمريكية ضد قائد الدعم السريع 
  • العقوبات الأمريكية على رأس المليشيا حميدتي (مؤشر توافق ام صفقة)
  • السودان.. النص الكامل لبيان معاقبة حميدتي وقضايا الاغتصاب والقتل والتهجير
  • أمريكا تفرض عقوبات شاملة على حميدتي وشركاته بالإمارات