سودانايل:
2025-04-28@04:06:22 GMT

من يخاف الإدارة الأهلية: صالح محمد نور

تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT

(كان أول نشره في ١٦ ديسمبر ١٩٨٨ بجريدة الخرطوم)
قرأت بعض تاريخ السودان في آداب جامعة الخرطوم على استاذنا المغفور له صالح محمد نور. وكان صالح لماحاً له خطرات. وكان يتوقف عند الرواية ليسأل سؤالاً يبدو لسامعه بأن لا مناسبة له. وهذه خدعة صالح لكي يرسل خاطرته على سجيتها.
أنا مدين لصالح بالطريقة التي أقرأ بها الصحيفة السودانية.

فأنا أقرأ بتدقيق شديد كل إعلان نعي منشور فيها. قال لنا صالح ذات مرة إن تلك الإعلانات هي أفضل مرجع لطالب التاريخ لأنها تكشف له الأسر وأنسبائها وأصهارها ومساراتها المعيشية وولاءاتها الدينية والسياسية. وعلى أن النعي حزن وعرفان جليلين إلا أنه كذلك وثيقة من الدرجة الأولى للمشغول بالتاريخ وعلم الاجتماع.
على إعجابي بكمياء الجدل، واعتناقي النسخة الماركسية منه، إلا أن صالحاً (الذي لم تكن تروقه الماركسية) هو الذي فتح عيوني على براح الجدل وذكائه. كان يدرسنا يوماً عن حكمدارية غردون باشا الثانية على السودان (١٨٤٤). وكانت مهمته فيها القضاء على ثورة المهدي. واكتشف غردون مبكراً أن تلك مهمة مستحيلة لملابسات أنه أجنبي ومسيحي. فأرسل يستأذن الحكومة الإنجليزية لتبعث له بالزبير باشا المحبوس في مصر ليجعله حاكماً على السودان. وقد حسب غردون أن الزبير وحده القادر على مواجهة المهدي لأنه وطني مسلم وله مكانة معروفة قائمة على نفوذ قبلي.
بعد أن أدلى صالح بهذه المعلومات تساءل إن كان بمقدور الزبير باشا أن ينقذ النظام التركي ويقضي على المهدية. وكان هذا تمريناً ذهنياً فوق قدراتنا. وتدخل صالح ليقول بأن مهمة الزبير باشا الوطني لن تكون أقل استحالة من مهمة غردون. فقد تغير حال السودان منذ ذهاب الزبير إلى مصر. وأكثر هذه التغييرات مما جاءت به الثورة المهدية نفسها. فقد شارك في هذا التغيير وذاق طعمه جفاة الأعراب ودراويش الخلاوي الفرسان وقادة القبائل المهضومة. وهم لن يقفوا بالتغيير الناشب بالمهدية دون بلوغ السلطة. فلقد تغيرت التركيبة القيادية في المجتمع وتخطت رمز الزبير باشا إلى رمز المهدي.
يقول مبدأ مثير في الجدل إنك لن تستطيع أن تقطع نفس النهر مرتين. والسبب هو أن الماء متدافع متغير في حين أن فكرة النهر ذاتها ثابتة. ولذا ربما كانت فشلت خطة غردون في استخدام الزبير باشا ليقطع به النهر مرتين.
تتوارد عليّ هذه الخواطر القديمة عن دكتور صالح وأنا اسمع الساسة عندنا يردون الاعتبار والسلطة للإدارة الأهلية لمواجهة النهب المسلح والنزاع القبلي أو التمرد. وكل هذه النشاطات وجوه منابتها اقتصادية اجتماعية ثقافية عميقة وثمرة تجديدات جذرية في تركيبة السلطة في المجتمع. والحال هذه فلربما كانت الإدارة الأهلية هي أول ضحايا هذه التجديدات والتغييرات.
هل تصلح الإدارة الأهلية الآن في ريف السودان في زمن القادة من ذوي الأصول المغمورة الذين تصدر عنهم في أرياف السودان قرارات في خطر التسليح والتدريب والهجوم ومصادرة الأموال والقتل؟
لقد قطعت بنا الإدارة الأهلية نهر الريف السوداني الخامد، أو الذي أخمده الاستعمار. فهل بإمكاننا أن نقطع بها ذلك النهر ثانية وقد هاج وماج وأرغى وأزبد؟
اسئلة في بداهة أسئلة الدكتور صالح رحمه الله وبارك في ذريته.


IbrahimA@missouri.edu  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الإدارة الأهلیة

إقرأ أيضاً:

عايدة رياض تثير الجدل بدفاعها عن محمد رمضان: الأجانب بيقلدوه ولازم نفتخر بيه

عايدة رياض.. تصدرت الفنانة عايدة رياض تريند مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وذلك بعدما دافعت عن الفنان محمد رمضان بعد تعرضه لموجة من الانتقادات بسبب إطلالته المثيرة للجدل في مهرجان كوتشيلا فالي في الولايات المتحدة.

وقالت الفنانة عايدة رياض خلال استضافتها ببرنامج «بالأصول» المذاع على قناة الشمس:« محمد رمضان مش قدوة هو ممثل، والحفلات والمهرجانات بتاعتهم لها شكل معين، وعندهم حرية يلبسوا كل حاجة».

عايدة رياض

وأضافت: «الجمهور دايمًا بيبص عليه بعين فاحصة، لكن مش كل الجمهور ده، السوشيال ميديا مش هي المعيار الوحيد».

وأوضحت: «اللي كان لابسوه مش «برا»، هو حاجة ذهبية وبتناسب شخصيته، وأنا شيفاه شكل حلو، كمان الأجانب بيقلدوه دلوقتي».

واختتمت: «إحنا لازم نفتخر بمحمد رمضان، هو نجم مهم وكبير، وأنا شخصيًا أفتخر بيه».

عايدة رياض

وتسببت تصريحات عايدة رياض، في موجة غضب واسعة على منصات التواصل، فيما قال ناشطون إن محمد رمضان لا يمثل الشباب في مصر، ويجب أن تكون هناك وقفة ضده بسبب ملابسه الغريبة في حفل كوتشيلا، معتبرين أن من يدافع عنه يشجعه على التمادي في إطلالاته المثيرة للجدل بين الحين والآخر.

آخر أعمال الفنانة عايدة رياض

والجدير بالذكر، أن آخر أعمال الفنانة عايدة رياض هو مسلسل قلبي ومفتاحه الذي خاضت به السباق الرمضاني 2025، الذي شارك فيه آسر ياسين، مي عز الدين، أشرف عبد الباقي، أحمد خالد صالح، سما إبراهيم، عايدة رياض، تقى حسام، حازم سمير، أسامة أبو العطا، سارة عبد الرحمن، محمود عزب، محمد علي ميزو، جنا صلاح، وغيرهم. تأليف تامر محسن ومها الوزير، وإخراج تامر محسن، وإنتاج شركة Media Hub سعدي-جوهر.

مسلسل قلبي ومفتاحه

يتناول مسلسل قلبي ومفتاحه موضوع المحلل القانوني بعد تطليق الزوجة ثلاث مرات، من خلال شخصية محمد عزت، سائق الأوبر الذي لم يتزوج بسبب رفض والدته لكل المرشحات. وعندما يلتقي بميار، تنشأ بينهما مشاعر قوية، بينما ميار، التي تعرضت للطلاق ثلاث مرات، تجد نفسها في صراع داخلي بين رغبتها في عدم العودة إلى زوجها السابق وخوفها من فقدان ابنها. فتسعى لاختيار “محلل” بنفسها، مما يغير مجرى حياتهما بشكل غير متوقع.

اقرأ أيضاًعايدة رياض تثير الجدل من جديد بعد تعليقها على الزواج العرفي.. ما القصة؟

قبل عرضه.. تفاصيل شخصية عايدة رياض في «إقامة جبرية» | صورة

عايدة رياض تكشف تفاصيل تحويل فيلم «جري الوحوش» لمسلسل (فيديو)

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة طنطا يستعرض استعدادات بدء الدراسة بجامعة طنطا الأهلية العام الدراسي المقبل
  • سيكولوجيا الإنكار.. لماذا يخاف البعض رؤية ما يحدث في غزة؟
  • عايدة رياض عن انتقاد محمد رمضان: محمد رمضان مش قدوة ده ممثل
  • جمارك مطار شرم الشيخ تضبط محاولة تهريب عددا من العملات الأثرية
  • منذر رياحنة : يجمعنى بالفنان مصطفى شعبان لغة تفاهم وكيمياء كبيرة
  • تعود لعصر الإسكندر الأكبر.. ضبط عملات أثرية مهربة بمطار شرم الشيخ
  • عايدة رياض تثير الجدل بدفاعها عن محمد رمضان: الأجانب بيقلدوه ولازم نفتخر بيه
  • جنوب السودان على شفا الحرب الأهلية
  • ندوة تعريفية بمسابقة ECPC لتعزيز مهارات طلاب جامعة حلوان الأهلية في البرمجة
  • جامعة حلوان الأهلية تُنظم ندوة تعريفية بمسابقة ECPC لتعزيز مهارات البرمجة