سودانايل:
2025-03-16@08:46:09 GMT

إقامة دولة الفساد

تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT

أطياف -
بعد قتل الآلاف من المواطنين ونزوح الملايين وحرق ودمار الخرطوم، لا يستيقظ الضمير الميت عند القيادات البائدة إلا بطمع وجشع جديد، فبدلا من أن يكون تفكيرهم في كيف تتوقف الحرب ليعود المواطن الي دياره بعد ما أفرغوا حقدهم وغِلهم عليها، وحولوها الي حطام تجد همهم الأول هو إقامة دولة فساد جديدة ببورتسودان
هذه الدولة التي خطط لإقامتها على كرتي وأرسل البرهان ليبحث عن الشرعية والاعتراف من الخارج ليكون رئيسا لها، وأن تكون الكتلة الديمقراطية هي الاسم البديل لحزب المؤتمر الوطني ففي آخر اجتماع جمع البرهان وكرتي للحديث حول زيارة اسمرا، أخبره (العقل المدمر) أنه تخلى عن حزب المؤتمر الوطني الذي يقوده احمد هارون بإعتباره حزب مرفوض داخليا وخارجيا لذلك قرر خدعة المجتمع الدولي بمايسمى الكتلة الديمقراطية كحاضنة سياسية تعوض البرهان الشعور باليتم والفقد والوحدة التي يعيشها وقبلت الكتلة أن تكون حاضنة سياسية بدلا عن الحرية والتغيير
ومحاولة إقامة دولة من بورتسودان تعني بلا شك سقوط الخرطوم على يد محمد حمدان دقلو إذن ليعترف الجيش اولا بهذا ومن بعدها يعلن عن بورتسودان كخيار بديل
ولو لم تكن الخرطوم في قبضة الدعم السريع لما خرج حميدتي بإعلان دولته أيضا من العاصمة فربما ذات الأمان الذي يشعر به البرهان وفلوله في بورتسودان يشعر به دقلو وقواته في الخرطوم !!
لكن ولأن البحر ليس ملكا للفلول كما قلنا من قبل فالخارج إستبق الخطوة بميل، فوضع بصمته في نتائج كل الزيارات التي قام بها البرهان لأربعة دول جاء الإستقبال والخطاب والموقف وحتى زمن الزيارة كله متشابهاً، وكأنه أمر مخطط.


فقبل أن يصل البرهان الدولة التي يزورها (راجلا) تحسم النتائج من غرفة صغيرة فالعالم كله والحكومات تدير مصالحها ومؤامراتها ومكائدها (أون لاين)
ولم تكتف القوة الخفية بالعمل على فشل زيارات البرهان وحسب بل وضعت بصمة ثانية على توحيد خطاب المنابر العدلية الدولية لتأتي كل الإفادات مجتمعة أمام مجلس الأمن الدولي ومتفقة على إن طرفي الصراع إرتكبوا جرائم ضد الإنسانية
و(طرفي الصراع) مصطلح أطلقه المجتمع الدولي منذ الطلقة الأولى في الحرب ولم يأت عبثا فأمريكا لم تقل ذلك إلا لأنها تعلم إن هذا المصطلح سيكون مدخلا لها وسببا في التدخل إن تم رفض الحوار وعرقلته ولو لم تستخدم عبارة (طرفي الصراع) لن تستطيع أن تستخدم مصطلح (الفصل بين القوتين) إذن لايمكن أن يكون هناك مكان لقوة ثالثه إلا في حالة وجود قوتين فإن كان تريد أن تمنح البرهان وجيشه القوة لأطلقت عليها حرب السودان واختارت الوقوف مع الجيش ووصمت الدعم السريع بصفة مليشيا من أول يوم ،
إذن كيف لفكرة حديثة خبيثة تراود كرتي على شاطي البحر الأحمر بإقامة دولة فساد جديدة يدفعها طمع ماقبل النهايات، أن تنتصر على فكرة وتخطيط خارجي مسبق.
فالفلول تعلم أن البرهان ستكون وجهته الأخيرة جدة وتوقيعه على الإتفاق هو توقيع على شهادة وفاته ووفاتهم، لذلك لابد من إقامة دولة لنهب المزيد من المال العام لتعويض خسارة الحرب، لا أكثر، لكن لن تصل مركبهم الي البر لأن (الريس) يغرق !!
طيف أخير:
#لا_للحرب
مؤسف أمر المواطن الذي ينتظر بوجع متى تتوقف الحرب أن يسمع خطاب الجنرالين عن (دولتي ودولتك) وكأنما البلاد والعباد ..ملك لهما !!
الجريدة  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: إقامة دولة

إقرأ أيضاً:

???? عبد الرحمن عمسيب ، الرائدُ الذي لا يكذبُ أهلَه

???? عبد الرحمن عمسيب ، الرائدُ الذي لا يكذبُ أهلَه
( عميد التَنوير ، نِحرِير النبوءاتِ العَتيقة )

في أعمق لحظاتي مع نفسي صدقاً ، لا أراني أعظَمُ مَيلاً للحديث عن الشخصيات، إن تكرَّمَت وأسعفَتني الذاكرة ، فقد كتبتُ قبل عن فيلسوفِ الغناء مصطفى سيد أحمد ، والموسيقار الكابلي ، والمشير البشير ، وشاعر افريقيا الثائر ؛ الفيتوري .

لا أجدُني مضطراً لمدح الرّجال ، ولكنها إحدى لحظات الإنصاف ، ومن حسن أخلاق الرجال أن ينصفوا أعداءهم، دعك من أبناء جلدتهم ونبلائها ، والرجلُ ليس من قومنا فحسب، بل هو شريف قوم وخادمهم ، خطابه الجَسور يهبط حاملاً “خطاب” ابن يعمر الإيادي لقومه ، وخطبة درويش “الهندي الأحمر” ، و”بائية” أبي تمّام ، وتراجيديا الفيتوري في “التراب المقدّس” ..
عبد الرحمن ، لم يكن حالة مثقفٍ عادي ، “عمسيب” مثالٌ للمثقف العضوي قويّ الشَّكِيمَة ، العاملِ علَى المقاومة والتغيير والتحذير ، المحاربِ في ميادين التفاهة والتغييب والتخدير ، المتمرّد على طبقته ، رائد التنوير في قومه ، ظلّ يؤسس معرفياً وبأفقٍ عَالمٍ لنظرية اجتماعية ، نظرية ربما لم تُطرح في السوح الثقافية والاجتماعية من قبل ، أو لربما نوقشت على استحياء في همهمات أحاديث المدينة أو طُرحَت في ظلام الخرطوم عَهداً ثم غابت . هذا الرجل امتلك من الجسارة والثقافة العميقة بتفاصيل الأشياء وخباياها ، ما جعله يُقدم على تحطيم الأصنام السياسية والثوابت الاجتماعية وينفض الغبارَ عن المسكوت عنه في الثقافة والاجتماع والسياسة.

عمسيب قدم نظريةً للتحليل الاجتماعي والسياسي ، يمكن تسميتها بنظرية ( عوامل الاجتماع السياسي) أو نظرية ( النهر والبحر) في الحالة السودانية ، فحواها أن الاجتماع البشري يقوم على أسس راسخة وليس على أحداث عابرة . فالاجتماع البشري ظلّ منذ القدم حول ( القبيلة Tribe ) ثم ( القوم Nation ) ثم ( الوطن Home) ثم ( الدولة country) . هذا التسلسل ليس اجتماعيٌ فحسب، بل تاريخيٌ أيضاً ، أي أن مراحل التحَولات العظيمة في بِنية المجتمعات لا يصح أن تقفز فوق الحقب الاجتماعية ( حرق المراحل).. فالمجتمعات القَبَلية لا يمكنها انتاج (دولة) ما لم تتحول إلى (قومية) ، ثم تُنتج (وطن) الذي يسع عدد من القوميات ، ثم (دولة) التي تخضع لها هذه القوميات على الوطن ، مع تعاقد هذه القوميات اجتماعيا على مبادئَ مشتركة، وقيمٍ مضافة ، كالأمن والتبادل الاقتصادي وادارة الموارد ، والحريات الثقافية ونظام الحكم .

هذه النظرية تشير إلى أن الاجتماع السياسي في السودان ظل في مساره الطبيعي لمراحل التسلسل التاريخي للمجتمعات والكيانات ، إلى أن جاءت لحظة ( الاستعمار) Colonization . ما فعله الاستعمار حقيقة ، أنه وبدون وعي كامل منه ، حرق هذه المراحل – قسراً – وحوّل مجتمعات ما قبل الدولة ( مجتمعات ما قبل رأسمالية) إلى مجتمعات تخضع للدولة.

فالمجتمعات التي كانت في مرحلة ( القبيلة) او تلكَ في مرحلة( القومية) قام بتحطيم بنيتها وتمحوراتها الطبيعيه وتحويلها إلى النموذج الرأسمالي الغربي ، خضوع قسري لمؤسسات الدولة الحديثة، مجتمع ما بعد استعماري ، تفتيت لمفاهيم الولاءات القديمة الراسخة ، بل وتغييرها إلى نظم شبه ديموقراطية، وهذا بالطبع لم يفلح، فبعد أن حطّم المستعمر ممالك الشايقية ودولة سنار ومشيخات العرب بكردفان ومملكة الفور ، وضم كل ذلك النسق الاجتماعي ( القبلي / القومي) إلى نسق الوطن/ الدولة.. أنتج ذلك نخب وجماعات سياسية ( ما بعد كولونيالية ) تعيش داخل الدولة ، لكنها تدير الدولة باللاوعي الجمعي المتشبّع بالأنساق التقليدية ( القبيلة / الطائفة / القومية) ، أي مراحل ماقبل الوطن والدولة.

ما نتج عن كل هذه العواصف السياسية والاجتماعية ، والاضطرابات الثقافية، أن هذه المجتمعات والقوميات التي وجدت نفسها فجأة مع بعضها في نسق جديد غير معتاد يسمى ( الدولة) ، وأقصدة بعبارة ( وجدت نفسها فجأة) أي أن هذا الاجتماعي البشري في الاطار السياسي لم يتأتَ عبر التمرحلات الطبيعيه الانسانية المتدرجة للمجتمعات، لذا برزت العوامل النفسية والتباينات الثقافية الحادة ، الشيئ الذي جعل الحرب تبدأ في السودان بتمرد 1955 حتى قبل اعلان استقلاله . ذات الحرب وعواملها الموضوعيه ومآلاتها هي ذات الحرب التي انطلقت في 2002 ثم الحرب الأعظم في تاريخنا 2023 .

أمر آخر شديد الأهمية، أن دكتور عبد الرحمن ألقى حجرا في بركة ساكنة، وطرق أمراً من المسكوت عنه ، وهو ظاهرة الهجرات الواسعة لقوميات وسط وغرب افريقيا عبر السبعين عاما الماضية ( على الأقل) , فظاهرة اللجوء والهجرات الكبيرة لقبائل كاملة من مواطنها لأسباب التصحر وموجات الجفاف التي ضربت السهل الافريقي، ألقت بملايين البشر داخل جغرافيا السودان، مما يعني بالضرورة المزيد من المنافسة العنيفة على الأرض والموارد وبالتالي اشتداد الحروب والصراعات بالغة العنف، وانتقال هذا التهديد الاستراتيجي إلى مناطق ومجتمعات وسط وشمال السودان ( السودان النّهري)

اذن ، سادتي ، فنظرية (الاجتماع السياسي ، جدلية الهوية والتاريخ ) هذه تؤسس لطرائق موضوعيه ( غير منحازة) لتفسير الظواهر الاجتماعية والثقافية وجدليات الحرب والسلام ، وتوضّح أسباب ظاهرة تعدد الجيوش والميليشيات القبلية والمناطقية والخطابات المؤسسة ديموغرافياً ، وما ينسجم معها من تراكمات تاريخيه وتصدّعات اجتماعية عميقة في وجدان تلك الجماعات العازية .. التوصيات البديهية لهذا الخطاب ، أن الحلّ الجذري لإشكاليات الصراع في السودان هو بحلّ جذور أزمة الهوية، والهوية نفسها لم تكن ( أزمة) قبل لحظة الاستعمار الأولى ، بالتالي تأسيس كيانات جديدة حقيقية تعبّر عن هويات أصحابها والعقد الاجتماعي المنعقد بين مجتمعاتها وقومياتها .

النظرية التي أطلق تأسيسها دكتور عبد الرحمن، لم تطرح فقط الأسئلة الحرجة ، بل قدمت الإجابات الجسورة وطرقت بجراءة الأبواب المرعبة في سوح الثقافة والاجتماع والسياسة في السودان.

Mujtabā Lāzim

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ???? عبد الرحمن عمسيب ، الرائدُ الذي لا يكذبُ أهلَه
  • السودان: حملات مكثفة لإزالة الجثث ومخلفات الحرب في شرق النيل
  • البيطار استجوب مقلد وتركه بسند اقامة
  • هدوء حذر في العاصمة السودانية بعد تضييق الخناق على الدعم السريع وسط الخرطوم
  • وسط الخرطوم
  • الإسلاميون وراء تغذية النزاع بين كيكل والحركات
  • البرهان: نجدد العزم على تحرير البلاد من المرتزقة والعملاء والقضاء على مليشيا الدعم السريع
  • معهد أبحاث صهيوني : الإجراءات التي اتخذها التحالف الدولي لم تنجح في ردع اليمنيين
  • وزير الإعلام اللبناني: تشكيل لجنة لمتابعة النقاط التي عرضها صندوق النقد الدولي
  • البرهان: الجيش السوداني عازم على تحرير البلاد والقضاء على الدعم السريع