أطياف -
بعد قتل الآلاف من المواطنين ونزوح الملايين وحرق ودمار الخرطوم، لا يستيقظ الضمير الميت عند القيادات البائدة إلا بطمع وجشع جديد، فبدلا من أن يكون تفكيرهم في كيف تتوقف الحرب ليعود المواطن الي دياره بعد ما أفرغوا حقدهم وغِلهم عليها، وحولوها الي حطام تجد همهم الأول هو إقامة دولة فساد جديدة ببورتسودان
هذه الدولة التي خطط لإقامتها على كرتي وأرسل البرهان ليبحث عن الشرعية والاعتراف من الخارج ليكون رئيسا لها، وأن تكون الكتلة الديمقراطية هي الاسم البديل لحزب المؤتمر الوطني ففي آخر اجتماع جمع البرهان وكرتي للحديث حول زيارة اسمرا، أخبره (العقل المدمر) أنه تخلى عن حزب المؤتمر الوطني الذي يقوده احمد هارون بإعتباره حزب مرفوض داخليا وخارجيا لذلك قرر خدعة المجتمع الدولي بمايسمى الكتلة الديمقراطية كحاضنة سياسية تعوض البرهان الشعور باليتم والفقد والوحدة التي يعيشها وقبلت الكتلة أن تكون حاضنة سياسية بدلا عن الحرية والتغيير
ومحاولة إقامة دولة من بورتسودان تعني بلا شك سقوط الخرطوم على يد محمد حمدان دقلو إذن ليعترف الجيش اولا بهذا ومن بعدها يعلن عن بورتسودان كخيار بديل
ولو لم تكن الخرطوم في قبضة الدعم السريع لما خرج حميدتي بإعلان دولته أيضا من العاصمة فربما ذات الأمان الذي يشعر به البرهان وفلوله في بورتسودان يشعر به دقلو وقواته في الخرطوم !!
لكن ولأن البحر ليس ملكا للفلول كما قلنا من قبل فالخارج إستبق الخطوة بميل، فوضع بصمته في نتائج كل الزيارات التي قام بها البرهان لأربعة دول جاء الإستقبال والخطاب والموقف وحتى زمن الزيارة كله متشابهاً، وكأنه أمر مخطط.
فقبل أن يصل البرهان الدولة التي يزورها (راجلا) تحسم النتائج من غرفة صغيرة فالعالم كله والحكومات تدير مصالحها ومؤامراتها ومكائدها (أون لاين)
ولم تكتف القوة الخفية بالعمل على فشل زيارات البرهان وحسب بل وضعت بصمة ثانية على توحيد خطاب المنابر العدلية الدولية لتأتي كل الإفادات مجتمعة أمام مجلس الأمن الدولي ومتفقة على إن طرفي الصراع إرتكبوا جرائم ضد الإنسانية
و(طرفي الصراع) مصطلح أطلقه المجتمع الدولي منذ الطلقة الأولى في الحرب ولم يأت عبثا فأمريكا لم تقل ذلك إلا لأنها تعلم إن هذا المصطلح سيكون مدخلا لها وسببا في التدخل إن تم رفض الحوار وعرقلته ولو لم تستخدم عبارة (طرفي الصراع) لن تستطيع أن تستخدم مصطلح (الفصل بين القوتين) إذن لايمكن أن يكون هناك مكان لقوة ثالثه إلا في حالة وجود قوتين فإن كان تريد أن تمنح البرهان وجيشه القوة لأطلقت عليها حرب السودان واختارت الوقوف مع الجيش ووصمت الدعم السريع بصفة مليشيا من أول يوم ،
إذن كيف لفكرة حديثة خبيثة تراود كرتي على شاطي البحر الأحمر بإقامة دولة فساد جديدة يدفعها طمع ماقبل النهايات، أن تنتصر على فكرة وتخطيط خارجي مسبق.
فالفلول تعلم أن البرهان ستكون وجهته الأخيرة جدة وتوقيعه على الإتفاق هو توقيع على شهادة وفاته ووفاتهم، لذلك لابد من إقامة دولة لنهب المزيد من المال العام لتعويض خسارة الحرب، لا أكثر، لكن لن تصل مركبهم الي البر لأن (الريس) يغرق !!
طيف أخير:
#لا_للحرب
مؤسف أمر المواطن الذي ينتظر بوجع متى تتوقف الحرب أن يسمع خطاب الجنرالين عن (دولتي ودولتك) وكأنما البلاد والعباد ..ملك لهما !!
الجريدة
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: إقامة دولة
إقرأ أيضاً:
الفيلم السوداني «الخرطوم» يشارك في مهرجانين بأمريكا وألمانيا
شارك الفيلم الوثائقي السوداني «الخرطوم» في مسابقة مهرجان «صن دانس» وبالولايات المتحدة وينتظر مشاركته في مهرجان برلين بالمانيا في الخامس عشر من فبراير ضمن افلام البانوراما.
خاص _ التغيير
ويروي الفيلم قصة خمس شخصيات في مدينة واحدة، لبلد في حالة حرب. وتتكون الشخصيات من موظف حكومي، بائعة شاي، متطوع في لجنة مقاومة، وطفلان من الشارع.
وكتب موقع الفيلم على الإنترنت معرفا بطبيعته: خمس قصص من السودان تتشابك معًا بحثًا عن الحرية من خلال الأحلام المتحركة، وثورات الشوارع، وحرب من العاصمة الخرطوم للهروب إلى شرق أفريقيا.
الفيلم من إخراج كل من أنس سعيد، راوية الحاج، إبراهيم سنوبي، تيماء محمد أحمد، والمخرج البريطاني فيل كوكس.
وسبق لفيل كوكس أن زار السودان لتصوير فيلم سبايدرمان وهو ما دفعه وشجعه لتصوير عمل آخر بالشراكة بينه وبين «سودان فيلم فاكتوري ) ليتم طرح طلبات على الإنترنت ويفوز فيلم الخرطوم بالموافقة.
ويتحدث الفيلم عن خمس شخصيات أوكلت لكل مخرج مهمة إخراج شخصية واحدة، وجمع قيل كوكس قصص كل المخرجين الخمسة في فيلم واحد. ويتكون فريق العمل من عدة جنسيات من السودان وبريطانيا وكينيا و فلسطين وغيرها. وبدأ تصوير الفيلم قبل وبعد حرب السودان واستغرق ثلاث سنوات، وأنجز العمل بجزئية كبيرة قبل اندلاع الحرب في الخرطوم .
تقول راوية لـ «التغيير» وهي أحد مخرجي الفيلم: قامت الخطة على الإنتهاء من التصوير في مايو 2023 غير أن الحرب بدلت كل التفاصيل، وفقدنا التواصل كمخرجين مع بعضنا البعض وكذلك مع شركاء المشروع، وأضافت “لجأ أحد المخرجين إلى دولة كينيا ونجح في التواصل مع فيل وشركة الإنتاج ثم وصلنا نيروبي وقمنا بعمل ورشة لدراسة امكانية مواصلة الفيلم”. وتضيف: “كان القرار صعبا علينا لأننا فقدنا جزءاُ كبيراُ من المعلومات وكان ذلك تحدياً كبيراُ، واتصلنا بشركاء المشروع وقرر الجميع المواصلة. وتابعت: لم أجد طريقه لأتواصل مع الأطفال والمشاركين في الفيلم لانقطاع الاتصالات بالخرطوم وسيطرة الدعم السريع على منطقتهم، وبعد شهرين من البحث وجدناهم ونجحنا في اخراجهم لكينيا بعض رحله متعبة مرورا بمدينة بورتسودان شرقي البلاد.
واستخدم فريق الفيلم العديد من التقنيات اهمها تقنيه الشاشة الخضراء لاعادة القصص وخضع المشاركون لجلسات معالجه نفسية لمعالجه صدمات الحرب لتساعد فريق العمل في أن يحكوا قصه نجاتهم من الحرب وذكرياتها المؤلمة.
ويقام مهرجان صندانس في الولايات المتحدة الأمريكية وهو من أكبر المهرجانات السينمائية حيث وافق المنظمون على مشاركه فيلم الخرطوم في المسابقة الرسمية والتي تضم افلاما طويلة وقصيرة ودراما وغيرها، وشارك الفيلم السوداني ضمن قائمه الأفلام الوثائقية.
وقامت فكرة تصوير فيلم الخرطوم في الأساس على أنها حكايات من المدينة تعرض للعالم بصورة إنسانية وتعكس أسرار العاصمة التي تضم كل أهل السودان واستعراض المدينة من منظور اخر غير مرئي.
تواصل المخرجة راوية حديثها لـ «التغيير» بقولها : بعد التغييرات التي حدثت بعد الحرب أردنا إيصال رسالة مفادها أن من قٌتلوا في الخرطوم أشخاص كانت لهم حيوات وقصص إنسانية وليسوا مجرد أرقام للوفيات تذاع في نشرات الأخبار وهو ما حاولنا عكسه في الفيلم مشاركتنا في المهرجان.
الوسومإنترنت سودان فاكتوري فيلم مسابقة