العراق وتركيا والنفط مقابل الماء
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
سبتمبر 15, 2023آخر تحديث: سبتمبر 15, 2023
محمد حسن الساعدي
شهد العراق سنة جفاف قاسية، أضرت كثيراً بالأراضي الزراعية والمواشي، ما أثر بالسلب على الإنتاج السنوي للمحاصيل الزراعية المهمة، الداخلة في سلة الغذاء اليومية للشعب العراقي..
على الرغم من كل المحاولات، التي قامت بها الحكومات العراقية المتعاقبة،الا ان التزمت التركي ما زال هو سيد الموقف،وهذا أثر بشكل كارثي في جفاف البحيرات الرئيسية في العراقـ، وتراجع حجم الاهوار،بالاضافة الى نقص في حجم المياه المتدفقة الى نهري دجلة والفرات،ما اجبر العراق على أتخاذ التدابير التي لا ترقى الى مستوى المعالجة،بل كانت ترقيعية كتركيب مضخات جديدة، لاستخراج المياه من المساحات القريبة من الخزائن وعلى طول النهرين!
يبدو أن الوضع بات بائساً ومأساويا، بالنسبة لملف المياه الذي شكل عقبة أمام حفظ الأراضي الزراعية، وزيادة استصلاح غيرها،حيث ذكرت منظمة الاغذية والزراعة العالمية في العراق، أن منسوب نهر الفرات بلغ ٥٦سم(نصف متر) في مدينة الناصرية، مما تسبب في جفاف ٩٠% من الاهوار القريبة،كما أن المنظمة الدولية للهجرة قدرت ان ثلث النازحين، البالغ عددهم ٨٥ الف نازح بسبب شح المياه، يعيشون في محافظة ذي قار على طول النهر،حيث جعل نزوح هؤلاء بعد انخفاض منسوب المياه، فتحركوا الى داخل المدن.
تركيا من جهتها تحاول المماطلة في هذا الجانب،إذ اعتمدت حكومتهم على عامل الزمن، من أجل تقييم الأضرار الناجمة عن الزلزال الأخير، الذي ضرب تركيا وأثر على خط الأنبوب الناقل،والذي أخذ العمل به لمدة ٤٦ يوم وتوقف ف ٢٥آذار بعد صدور التحكيم الدولي لصالح العراق، فكما نعرف تستخدم انقرة خط الانابيب، كورقة مساومة تمتلكها لانتزاع تنازلات، بشأن التعاون الوطني والأمني في أربيل وبغداد..
يصف المراقبون أن الاتفاق القريب ليس سهلاً، وليس بالمهمة البسيطة ويحتاج الى الكثير من الوقت،لان هناك العديد من القضايا الشائكة،كما أن تركيا تبحث عن قضايا أخرى مع العراق، فهي تريد تخفيض مبلغ التعويضات، التي يجب أن تدفعها، والبالغة ١.٥ مليار دولار، الى جانب تقديمها لمطالب صعبة أخرى، بما فيها تخفيضات كبيرة في أسعار النفط، وإسقاط جميع المطالبات ضدها،بالاضافة الى زيادة رسوم نقل النفط عبر اراضيها، الى ٧ دولار لنقل البرميل الواحد، مقارنة بما حددته معاهدة خطوط الأنابيب عام ٢٠١٠، والتي حددت رسول النقل ١.١٨ دولار،بالاضافة الى تعويض تكاليف خط النقل الناقل .
ملف إيقاف تصدير ٤٥٠ ألف برميل يومياً، من صادرات النفط لمدة خمسة أشهر، والتي تقدر مبالغها بحوالي ٥ مليار دولار، من إجمالي الإيرادات غير المتحققة، والعراق بحاجة الى هذه الأموال، لتنفيذ الموازنة لعام ٢٠٢٣ التي تبلغ ١٥٠ مليار دولار، والسيطرة على العجز الهائل والبالغ ٤٨ مليار دولار،ما يعني ان الخسائر التركية المترتبة على وفق ضريبة النفط، أقل من خسائر العراق،حيث تقدر خسائر تركيا بحوالي ٢ الى ٣ مليون دولار يومياً من رسوم عبور،مما يضع جانباً الفرص الضائعة، المتمثلة في تنشيط تجارة النفط والغاز مع العراق.
من المفارقات أن قرار تركيا بإطالة أمد وقف صادرات النفط من العراق،قد إعاد ترتيب مصالح بغداد وأربيل، بحيث لاول مرة يتقف الطرفان، على ضرورة وصول نفط العراق الى الاسواق الدولية،ويمكن أن يكون موقف العراق أقوى بكثير من موقف أنقرة،لذلك يمكن له أن يجعل هذا الملف ورقة ضغط ومساومة مع أنقرة،ومن المؤكد أن أتفاق الرؤية بين أربيل وبغداد، يمكن أن يساعد العراق على الاستثمار في زيادة الانتاج من كركوك، للحصول على مزيد من تدفق النفط عبر تركيا، لجعل مشروع خط الانابيب الناقل معها أكثر ربحاً وفائدة، وتحصل انفراجة في ملف المياه تبعا لذلك..
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: ملیار دولار
إقرأ أيضاً:
رويترز: بي.بي تعتزم استثمار 25 مليار دولار في العراق
الاقتصاد نيوز _ بغداد
نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول عراقي كبير في قطاع النفط قوله إن شركة النفط العملاقة بي.بي من المتوقع أن تنفق ما يصل إلى 25 مليار دولار على مدى فترة مشروع إعادة تطوير أربعة حقول نفط في كركوك في وقت تسعى فيه بغداد لاستعادة الاستثمار الأجنبي.
وفي حال توقيع الصفقة، وهي خطوة يتوقع المسؤول أن تتم خلال الأسابيع المقبلة، سيحقق العراق إنجازا كبيرا بعد تقييد الإنتاج لسنوات بسبب الحرب.
والعراق هو ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، بعد المملكة العربية السعودية، ويبلغ متوسط إنتاجه أكثر من 4 ملايين برميل يوميا.
وقال المسؤول إن شركة بريتيش بتروليوم (بي بي) ستستثمر ما بين 20 إلى 25 مليار دولار بموجب اتفاقية تقاسم الأرباح التي ستستمر لأكثر من 25 عامًا.
ورفضت شركة بي بي التعليق على ما ورد في تقرير وكالة رويترز، لكنها أشارت إلى بيان صدر الشهر الماضي قالت فيه إن شركة بريتيش بتروليوم والحكومة العراقية أحرزتا تقدما كبيرا نحو التوصل إلى اتفاق لدعم مشغل عدة حقول نفطية في كركوك في مشروع إعادة تطوير متكامل.
وسيكون اتفاق بريتيش بتروليوم المحتمل هو الصفقة الرئيسية الثانية بين العراق وشركة نفط عالمية خلال عامين، بعد اتفاقية في البصرة مع شركة توتال إنرجيز، والتي قدرت قيمتها بحوالي 27 مليار دولار.
سيركز اتفاق بي بي على إعادة تأهيل المرافق في أربعة حقول نفطية وتطوير الغاز الطبيعي لدعم احتياجات الطاقة المحلية في العراق.
وقال المسؤول إن المفاوضات الفنية والاقتصادية تسير على قدم وساق، ويمكن توقيع العقود النهائية في النصف الأول من فبراير، وربما بحلول نهاية هذا الأسبوع.
وبحسب المسؤول، فإن الاتفاقية ستسمح لشركة بي بي بزيادة الطاقة الإنتاجية للنفط الخام من الحقول الأربعة في كركوك بمقدار 150 ألف برميل يوميًا لرفع الطاقة الإنتاجية الإجمالية إلى ما لا يقل عن 450 ألف برميل يوميًا خلال عامين إلى ثلاثة أعوام.
ويبلغ الإنتاج الحالي 300 ألف برميل يوميًا، وفقًا لما ذكره ثلاثة مسؤولين من شركة النفط الوطنية الحكومية.
وبحسب المسؤول النفطي، فإن نموذج تقاسم الأرباح قيد المناقشة حيث سيسمح لشركة بي بي باسترداد التكاليف والبدء في تحقيق الأرباح بمجرد زيادة الإنتاج عن المستويات الحالية.
تتمتع شركة بي بي بخبرة كبيرة في حقول كركوك.
يذكر أن شركة بي بي تمتلك حصة 50 بالمئة في مشروع مشترك لتشغيل حقل الرميلة النفطي العملاق في جنوب البلاد، حيث تعمل هناك منذ قرن من الزمان.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام